هامون المصرى
د. هامون الفرنساوى ــ HAMONT
الجزء الأول
ـ دكتورهامون المصرى البيطرى الفرنساوى الذى أتى به محمد على له كتاب ـ مصرتحت حكم محمد علي ـ الصادرباللغة الفرنسية عام 1845 وقمنا بترجمة
الصفحات التى تتعلق بالخيل وهى (524 ـــ 538 ) على أمل ان نجد ما نزفُّه إلى
حضراتكم عن تلك الحقبة ولكننا لم نجد شيئاً ذا بال ، ولكن المفاجأة أن كان لدى د.
هامون الكثير والكثير والذى لم يشأ أن يكون فى الكتاب ولكن يبدوأنه أسرَّ به إلى
الليدى آن بلنت ، إذ كان هناك جزءً مسكوتاً عنه ، ومرت السنون وصرَّحت الليدى آن
بما لديها وعلى لسان د. هامون صرحت به إلى إبنتها الليدى ونتورث والتى نشرته فى
كتابها الصادربالإنجايزية عام 1945 فقمنا بترجمة الصفحات ( 138 ـــ 150 ) تتبعاً للأحداث وها نحن نعرض ما وجدناه لتعُم
الفائدة.
ـ أشارلنا د.هامون ، وعلى صفحات كتاب ونتورث :
أنه قد لاحظ أنه لم يكن هناك إهتمام من
الشعب المصرى بإرتباط الخيل وبأنسابها كما فى نجد وسوريا مدة وجوده فى مصرابان حكم
محمد على والتى أسمتها الليدى ونتورث فترة الإستيراد الثانى للخيل حسب تعبيرها وسنأتى
على توضيحها، ودخول خيول النوبه التى أسماها (دونقلا).
ـ أكد أيضاً د. هامون ، أنه كان من
غيرالمسموح أبداً أن يفرِّط أو يُهدى محمد على نفسه أو إبراهيم باشا أو عباس باشا
أياً من خيولهم الجيدة لأي شخص مهما علت مكانته ، وكان هناك إتفاقاً دائم بين محمد
على ود. هامون على دورتمثيلى يقوما به عند إهداء حصان .
الليدى وونتورث
ـ يتابع هامون قائلاً إن الخيول العربية المزعومة التي أرسلها محمد علي إلى ملك فرنسا لم تكن خيولًاً عربية حقيقية، بل خيول كديشة مختلطة السلالة من أصل عربي مصري، على الرغم من أن لا أحد سيصدق ذلك، ويقول إن الأتراك مقتنعون بأن الأوروبيين لا يعرفون شيئًا عن الخيول، وأن هداياهم من الخيول مصنوعة بفكرة إزدراء ، مفادها أن أي شيء جيد بما يكفي لإستقبال الأوروبيين، الذين يُخدعون من خلال التعبيرعن إمتنانهم وإعجابهم الشديدين بأدنى طبقة ممن يُطلق عليهم "العرب"، مُصدقين كل ما يُقال لهم عن أنسابهم وينشرون مديحهم، ويقول إن محمد على يضحك في لحيته ويضحك شعبه معه، لعلمهم أن الحصان الذي يُشاد به كثيرًا لا يساوي أكثر من 20 جنيهًا إسترلينيًا.ـ كان هامون رئيسًا
لمربط الخيول الحكومي المصري لمدة 14 عامًا، حيث كان لديه مُتسع من الوقت لدراسة مناورات
الدولة ويقول:
أُعلن بكل تأكيد
أن نائب الملك ( يقصد محمد على نائب السلطان) لا يُعطي حصانًا أصيلًا، تحت أي ظرف من الظروف
سواءً للقناصل أوالجنرالات أوالمسافرين أوالمسؤولين أولأي دولة أوروبية، وتتمثل العملية
في الآتي:
يُرسل أحد ضباطه إلى أحد ولديه، الباشا عباس أو إبراهيم؛
ويرسل الباشا في طلب سائسه ويخبره بالحصان الذي سيُعطيه للضابط ، تنقسم مرابط الأمير
إلى عدة أقسام:
1. الفحول.
2. خيول ركوب الأمير.
3. خيول المماليك.
4. الخيول العادية من السلالة المنخفضة (هذه هي الخيول المخصصة
للأوروبيين، محمد على يعرف ذلك تمامًا) .
ـ في عام 1837،
وافق على مفاجأة بلاطه الكبرى بإهداء مُهر من مربط شبرا، وأنا أضمن صحة القصة، زارالأمير
بوكلر موسكو، وهو محب كبير للخيول، وأبدى إهتمامًا ملحوظًاً بالمربط، في أحد الأيام سألني هذا الرحالة الشهيرعما إذا كان
من الممكن الحصول من محمد علي على أحد أفضل الفحول وطلب مني التوسط نيابة عنه.
أخبرني أرتين بك
بعد بضعة أيام أن محمد علي قررإهداء مُهرللأمير نظرًا لحقيقة أنه من المرجح أن يكتب
في أوروبا أشياءً مهمة عن مصر، ذهبنا إلى القصر وأصدرلي محمد علي التعليمات التالية:
"ستختار وتفرز أجمل المُهورالتي تُربَّى في مربطي، ستشكل ثلاث مجموعات منها، وبعد
ذلك ستختارمما تبقَّى مهرًا لإرساله إلى الأمير بوكلر موسكو.
نفذتُ هذا الأمر
بإخلاص، على الرغم من أن الهدية لم تكن ملكية على الإطلاق، عندما رأى الأميرالمُهر
يقوده جندي تركي منتصرًا، إحمرّ وجهه غضبًا ومنع خًدَمه من السماح للمُهر بدخول إسطبلاته.
وصلتُ للأمير في
الوقت المناسب لأجد تعبيرات وجهه بالغة الإشمئزاز، وطلب مني إرجاعه ومع ذلك أصررتُ،
ولكن عند عودتي إلى شبرا كان في انتظاري مشهد عنيف حيث تم إستدعائي للمثول أمام محمد
علي الذي وجدته يمشي جيئة وذهابًا في غضب ميلودرامي ويديه خلف ظهره وعبوس تهديدي، هاجمني لأنني تنازلتُ خلافًا
لأوامره عن أحد أفضل مُهوره، مُهر بقيمة عشرة آلاف فرنك؛ ونجوتُ بصعوبة من العار والطرد
علنًا، كل هذا كان مسرحية معتادة تُمثَّل لصالح الأمير الذي سيُبلَّغ له أنه حصل على
كنز لا يُقدر بثمن...
ـ فيما يتعلق بالخيول
التي أُرسلت إلى ملك فرنسا، يروي هامون:
كانت الخيول السبعة
التي أُرسلت مؤخرًا إلى فرنسا مهجنة، ثلاثة منها من إبراهيم باشا، والبقية من سلالات
ريفية، لكن جميعها كانت مُهجنة، خمسة منها تساوي ستمائة أوسبعمائة فرنك، والإثنان الآخران
حوالي أربعمائة أو خمسمائة فرنك فقط (من 16 إلى 20 جنيهًا إسترلينيًا).
كانت هذه القافلة
الأخيرة مثل تلك التي أُرسلت سابقًا، أضحوكة الأتراك، وستكون لديهم فكرة سيئة عن معرفتنا
بالخيول عندما يقرأ عليهم مترجمهم المديح الطنان المنشورفي الصحافة الفرنسية، قبل أن
أراهم زارني أحد رعاة خيول بلدي.
قال: "السلام
عليكم، نحن نُحضِّر خيولًا عربية لسلطانكم العظيم، حفظه الله،
قلت: "ما
هي؟ قال:سترى وستعرف بلا شك أن ثلاثة منها من إبراهيم باشا؛ وأربعة أخرى إشتراها أميرالإسطبلات
في القاهرة "هل هي خيول نجد؟ وأبدى إهتمامًا ملحوظًاً بالمربط، في أحد الأيام
سألني هذا الرحالة الشهيرعما إذا كان من الممكن الحصول من محمد علي على أحد أفضل ؟ نظرت إلى الرجل
وقلت: عندما اختاروني لجلب الخيول قالوا: "جميع هذه الخيول نجدية، سيدنا المجيد،
موزع النِعَم، قد تنازل ليختارها بنفسه، هل تسمع؟ اذهب، عرضها أرتين بك على ملك فرنسا،
وأنا أكررما قيل لي، أنا عبد سيد مصر، أقبل غبارقدميه، سأقول ما أمروني به، لكن لا
يمكنني أن أخفي عنك أن هذه الخيول (بيغير) (مصطلح ازدراء).
ثم رفع صوته وقال:
"ألا يعرف مواطنوك الحصان؟" (لا يزال بإمكاننا طرح هذا السؤال الآن في إنجلترا)
.
يتابع هامون: كيف
لمحمد علي سيد مصر، إذا كان معجبًا بملكنا إلى هذا الحد، ألَّا يُهديه أحد الفحول الجميلة،
مثل بشّان، وحسين علي، وكُحيل، والغافوي، والنجدي، والجديد، إلخ، أو الفرس الجميلة
فريحة التي توافد الأوروبيون لرؤيتها في شبرا؟ ذلك لأنه كان "يُكرم" أميرًا
مسيحيًا بتقديم ما لن يقبله أحد من مواطنيه.
إنتهى ما نقلناه بخصوص د. هامون .
ـ وهذه الحقبة التاريخية من بداية حملات محمد
على على الحجاز ثم سوريا أتت إلى مصرأعداداً كبيرة من الخيول فى شكل غنائم وإهداءات
، وإستمرذلك حتى بداية حكم عباس باشا ، وأكد لنا ذلك ـ الكابتن سادلير ـ خورشيد
باشا ، وللإستزادة فى هذا : نراجع كتاب بدو الطحاوية ـ كتاب الخيل من واقع السجلات
القديمة بقبيلة الطحاوية 2025 ـ توجد موثوقية عالية لهذا الصدد ، (ولإزكاء الموضوع
نزيد من عندنا بعض التوثيقات) .
ـ والاستيراد الثاني: هو إرث القرن
التاسع عشر، فعلى الرغم من أنه يُحصى بالمئات بدلًا من الآلاف، إلَّا أنه يحمل بالنسبة
لجيلنا أهميةً أكبر في مواكبة عصرنا وكان له مرحلتان، الأولى
حرب والثانية سلام:
ـ المرحلة الأولى :هي السبب الأصلي للثانية
والأخيرة، لأنه لولاها لما قام عباس باشا الأوَّل بجمعها، إنتهى كل شيء مع كلتا المرحلتين
في غضون نصف قرن، تألفت المرحلة الأولى من غنائم الحرب التي أخذتها جيوش محمد علي بقيادة
ابنه إبراهيم باشا من الوهابيين عام ١٨١٥.
ـ فيما يتعلق بالمرحلة
الأولى، وهي مرحلة الغنائم التي جناها إبراهيم باشا في حملة نجد المنتصرة ، تجول فى المناطق التى يسكنها غيرالبدو ، ولا يجب الخلط بينها وبين عالم البدو في تلك المنطقة
والتى كانت تعاديه نظراً لحملاته العسكرية ، وتم الإستيلاء على أعداد كبيرة من الأفراس
والفحول من الرياض والبوادى الأخرى، يقدِّرمؤرخ إبراهيم (غوين) العدد بمئتين، بينما
ذكرالكابتن سادليرأن ثلاثمائة قد رآهم في عام 1819 في معسكرالأمير ينتظرون هناك لإرسالهم
إلى مصرلاحقًا، أصبح العديد من هذه الخيول ملكًا لعباس ابن طوسون والمُقرَّب إلى جده
محمد على وكان حينها صبيًا صغيرًا عندما وصلوا لأول مرة إلى القاهرة ، حيث وُلد عام
1813 ولكن يُسجَل أنه بعد بضع سنوات اشترى العديد من الخيول من مختلف الباشوات الذين
وُزعت عليهم الخيول، وكانت هذه المشتروات في
الواقع البدايات الأولى لمزرعته الرائعة، تلقى والده طوسون باشا هدايا من الخيول والإبل
الرائعة من عبد الله بن سعود لضمان السلام.
ـ في ديسمبر
1840، كانت حالة مربط إبراهيم باشا أسوأ مما وُصف سابقًا، لكن العديد من الأفراس (التي
كان عددها مائتين أوثلاثمائة) بدت متفوقة على أي أفراس تابعة لمحمد علي، أظهرت الكثير
من الدماء، وعلى الرغم من نحافتها، إلَّا أنها كانت تتمتع بلياقة جيدة في السباقات،
كانت تُربط بحبال فى القدم في إسطبلات كبيرة، كانت بعض المُهور والفرسات الصغيرة وسيمة
وسلالة جيدة، لكنها كانت جائعة وضعيفة، لأنها كانت تتغذى بشكل أساسي على القش المفروم
ولم تكن تمارس أي تمارين، كما كانت الفحول مقيدة بحبال فى القدم ، كان معظمها سيئًا،
وخاصةً حصان ألماني خشن، ولكن كان هناك بعض الفحول التركية الجيدة، حصان أبيض جميل
من شبرا وحصان هاديء حسن الشكل، وهي سريعة تحظى بتقدير كبير من الأتراك .
ـ رسالة من خورشيد باشا، إلى محمد علي، حول
الخيول النجدية، وشدَّة الإقبال على شرائها من إنجلترا والبلاد الأخرى:
((سيِّدي سني الهِمَم صاحب الدولة والعاطفة:
وصل لنا أمر ولي النِّعم المؤرَّخ، في (7 ذي
الحجَّة سنة 1254هـ/12 فبراير 1839م) المحتوي على لزوم إرسال الخيل الخاصَّة بي
الموجودة في (المدينة المنوَّرة) إلى أبعادية
الداعي، وإننا نجد لتلك الخيل حلًّا آخر لتصريفها، وبما أن خيل (نجد) أصيلة
ومعلومة الجنس، فإنه يأتيها تجَّار من إنجلترا ومن بلاد أخرى ويشترونها، وإني وإن
كنت أخذت ذلك المقدار من الخيل بثمن غالٍ، فإنني لم آخذها لشخصي، بل إنني أخذت
خمسة وعشرين منها لتابعي، وما بَقِيَ فهو لركوبي، وبسبب قلَّة وجود العلف في هذه
الجهة أرسلتها إلى (المدينة)، وإنما أخذت هذه الخيل لتكون موجودة في الدولة
المصرية، وإذْ إنَّ الأمر كما ذكر، ولكن لم تحصل الموافقة على أخذها فقد أرسلتها
إلى (المدينة المنوَّرة) مع رجل مخصوص ليتصرف بها أي: ليبيعها.
ما نعرضه، يحيط ولي النِّعم علمًا به)) .
ميرمران خورشيد
من الرياض في (29 المحرم سنة 1255هـ/14 أبريل
1839م) .
ـ وقد قبل محمد
علي باشا في شكل هدايا عدد أربعة أمهار من الخيول الأصلاء من الشريف محمد بن عون عام 1825م، وعشرين رأسًا من الخيول العربية
الأصيلة مهداة من الشيخ تُركي بن عبد الله بن سعود عام 1827م.
المرحلة الثانية : المجموعة الرائعة
التى جمعها عباس باشا من الفحول والأفراس قبل توليه ولاية مصر وبعدها وهذا موضوع الجزء الثانى .






