الهنادى ــ العليوات ــ أسرة بركات
البركاتية
إختلط إسم ( بركات ) بإسم الطحاوى وكان
الأكثر إختلاطاً بين فروع القبيلة والأكثر وضوحاً فى ذلك ، ولكن عندما أتينا
لنتحدث تاريخ لم نشر إليهم إلا بالنذر اليسير ولكننا بدأنا بأسرة الشافعى شقيق
بركات حيث ما كان متاح بين أيدينا فى حينه ، وليس جهاله منا حاشالله ، ولكننا
تركنا الحديث عنهم لهم وبقينا على إتصال دائم بفروعهم وتجمعاتهم فى شخص الشيخ
عبدالعزيز عبدالسلام بركات ذلك الشيخ الوقور ذو الثمانين عاماً، ذوالذهن المتقد
والذاكرة الحاضرة، وهو أيضاً مدير بنك التنمية والإئتمان الزراعي بفاقوس سابقاً.
ثم الأخ المهندس ياسر بركات خبير الجودة بوزارة الإتصالات، وابن المهندس بركات
الذي سنقف عنده وقفة واجبة. ما عندنا عنهم لا نبخل به بل نعطيهم إياه بكل سخاء ،
وما عندهم عنا بكل أريحية نستلمه منهم ، تبادل معرفى وثائقى نبيل فى نهاية الأمر
يخدم قبيلة الهنادى فى ابراز شياخاتها ودورهم ، كنا كلنا نسمع عن المرحوم المهندس بركات غانم ، ولكن لم
يسعفنا لا الوقت ولا الحظ ولم يمهله هو القدر فى أن يتم لقاء . ولكن وجدناه بعلم
اليقين بين أوراقه ، فقد فتح لنا نجله المبجل الأخ المهندس ياسر بركات قلبه وعقله
وخزانة والده أيضاً والتى فوجئنا بأنها تجمع أمهات الكتب ، الأدب التاريخ العلوم
الدينية الفلسفة ، مجموعات متكاملة من أمهات الكتب وأضابير التاريخ وعلى رأس كل
ذلك ، ذلك المجهود الخارق الذى بذله هذا الهمام فى عمل كتاب شامل عن القبائل
العربية متجهاً رويداً رويداً إلى الهنادى ولكن لم يمهله القدر رحمه الله ، أطلعنا
الأخ المهندس ياسر بارك الله فيه على كمية المشجرات والتنسيق والمراجع التى عاد
إليها هذا الهمام ، لايفوتنى أن أوضح بأن المرحوم الأستاذ محمد على يونس بركات قد
بذل جهدأ عظيماً أيضاً وفى محاولة رائعة منه لجمع القبيلة إذا لم يكن على الطبيعه
فقد كان فى شكل كتيب ومشجرات جاد علينا بها إخوته بارك الله فيهم أعطيناها جميعها
إلى المهندس ياسر لتتضافر جهودهم لإخراج هذا الملف العظيم ، لعلي أقف قليلاً عند
شخص المهندس بركات محمد غانم، رحمه الله، كما يحدثنا عنه نجله، والذي تأثرت كثيراً
بعمله البحثي وجهده التوثيقي وقدراته الإبداعية والفنية العالية والتي تمثل رافداً
علمياً عظيماً ، بنفس قدر ما مثلت شخصيته قيمة كبيرة لعائلة بركات ولكل من عرفه.
المهندس بركات محمد غانم إبراهيم علي بركات هو الإبن الوحيد لآخر شيوخ فرقة
العليوات الشيخ محمد غانم ، وهو مهندس إلكترونيات له منجزات كبيرة مع الجيش المصري
في فترة ذروة النشاط التصنيعي والهندسي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي
حتى حصل على أعلى شهادات التقدير ممهورة بإمضاء قائد القوات الجوية حينها اللواء
طيار محمد حسني مبارك. ثم قدر الله لهذا الرجل أن يعار في نهاية السبعينات لجامعة
الملك عبد العزيز في المدينة المنورة ، فكتب الله له جوار رسوله (ص) حتى وافته
المنية سنة إثنان وتسعون وتسعمائة وألف. ربما جاز لنا أن نصف بيت المهندس بركات
بالمدينة المنورة بأنه كان مضيفة العرب بل والمصريين من أقرب قريب إلى أبعد من
يعرفه ، فقد عرف عنه كرم حاتمي وأريحية وحب للناس عز نظيره في هذا الزمان. وقد
أتاحت له إقامته في المدينة وعمله بالجامعة فرصة عظيمة للإحتكاك بعدد غير قليل من
العلماء والأساتذة الكبار من أنحاء العالم العربي والإسلامي في تخصصات الشريعة
والأدب والتاريخ وغيرها. كما أتاح له أيضاً الإتطلاع بل والحصولعلى كثير من أمهات الكتب في مكتبات المدينة
ومعارض كتبها العامرة. لكنه ككل عربي أصيل معتز بعروبته وأصالته من غير غلو ولا
تعصب، كان أكثر ما يجزبه ويستهويه مراجع الأنساب وسير الأعلام ، وتكونت لديه حصيلة
ضخمة من المراجع علاوة على ما ورثه عن أبيه من دفاتر التعداد وغيرها من الوثائق
العربانية. حتى عرف بين زملاءه من أساتذة الجامعة بأنه مرجع الأنساب الأول، وليس
أدل على ذلك من أن إذاعة البي بي سي العربية لجأت إليه في الإجابة على ما يردها من
أسئلة عن أنساب العرب في برنامجها الشهير بين السائل والمجيب. لكن المهندس بركات
لم يقنع بهذا الكم المتراكم من المراجع والوثائق بل أراد أن يخرج ذلك إلى جمهور
المهتمين بهذا الباب في صورة سفر ضخم يحوي أنساب العرب وأصول قبائلهم في سياق واحد
متصل يبدأ من بدئ الخليقة إلى العصر الحديث مع التركيز بعد ذلك على قبيلة بني سُليم
وفروعها حتى يصل إلى قبيلته الهنادي . مشروع ضخم وطموح ملئ بالعقبات والتحديات إذ
أن جميع كتب الأنساب تركز على حقب بعينها مما يجعل سلاسل الأنساب جزراً منعزلة
يصعب وصلها ، فعمل رحمه الله على مدى سنوات عدة على تحقيق شجرة نسب الهنادي ووصل
أجزائها المتناثرة في طيات الكتب غير مكتف بكتب الأنساب المتخصصة بل مستعيناً بكتب
السير ودواوين الشعراء وكتب التاريخ وكل ما يمكن أن يحوي معلومة عن أحد حلقات تلك
السلسلة الطويلة ما بين جمع ومقارنة وترجيح لا يقوم به إلا الصبور الدؤوب من
الباحثين المتخصصين . تمكن المهندس بركات من توثيق سلسلة نسب الهنادي، وتمكن من
عمل مشجرات بديعة لقبائل العرب وبطونها وأفخاذها وحتى مواطن سكناها، لكن القدر لم
يمهله حتى يكمل هذا العمل الضخم ، فترك كماً ضخماً من الصفحات والمشجرات لولده
المهندس ياسر لعل الله أن يكتب له إستكمالها في مستقبل الأيام. رحم الله المهندس
بركات الذي كان علماً فريداً ودوحة ظليلة، وسع أهله وجميع من عرفه بعلمه وكرمه
ودماثته .
مقال الأستاذ ( ياسر بركات
) :
* إذا ذكرت الهنادي فإن أول ما يذكر هو اسم
الطحاوية الذي أحيانا ما يكون مرادفاً لاسم الهنادي ذلك أن رجال الطحاوية وأولهم
الطحاوي بن الشافعي بن أبي بكر وإخوته أبناء الشافعي وأبناء عمه بركات شقيق
الشافعي كانوا على رأس هذه القبيلة العريقة نحو قرن ونصف من الزمان. جمع الطحاوي
الذي تلقى تعليما راقيا في مدرسة القبائل وأجاد اللغة التركية عمودية القبيلة بيده
بأمر الباشا بعد صراع ودسيسة أودت بحياة أبيه الشافعي، وكنت الشياخة حينها في
إخوانه في فرع منيصير وتحديداً في عائلة سلطان كانت الصراعات القبلية سمة غالبة على
ذلك العصر في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر حتى بين بطون
القبيلة الواحدة. وكان الصراع على مناطق النفوذ أو على رئاسات القبائل داعيا لكثير
من الفتن والدسائس والتي كثيرا ما استثمرتها الدولة لتحد من خطر العربان وتأمن
بأسهم. لكن لم يلبث الطحاوي أن قضى نحبه أيضا غيلة بيد التعصب القبلي من منافسيه،
قبل أن تستقر رئاسة القبيلة في يد أخيه عامر بن الشافعي. كان إخوان الطحاوي كريم
ويونس وعامر وسليمان شديدي الاعتزاز بأخيهم الذي غالته يد التعصب وكذلك إخوانهم في
بيت عمهم بركات. فأجمع الجميع أمرهم على التلقب بإسم أخيهم فصار علماً لهم
ولذريتهم إلى يومنا هذا.
ولربما سأل سائل عن دور أبناء بركات شقيق
الشافعي أبناء عم الطحاوي في تلك الحقبة المضطربة الذاخرة بالأحداث والوقائع وعن
مكانهم في قيادة قبيلة الهنادي.
الإجابة على هذا السؤال تنقلنا إلى شيوخ
ورجالات ذوي دور كبير في تاريخ هذه القبيلة وتاريخ مصر الحديث. دور لم ينقطع منذ
بدايات عهد محمد على وصولا إلى ما بعد ثورة يوليو (1952 م) وهو رجال أسرة بركات.
ينتسب أفراد عائلة بركات أو "البركاتية" إلى بركات بن أبي بكر بن موسى
بن سعد بن أبي نجلة بن عليوة بن جابر الصغير بن جابر الكبير بن حماد بن هند بن سلام. وبركات هو أخو الشافعي بن أبي بكر اللذان يمثلان سويا جناحا
الأسرة الطحاوية منذ نشأتها وعمادا تاريخها الحافل. وقد يحصر البعض الطحاوية في
أسرة الشافعي فقط، إلا ان وقائع التاريخ وفصوله تجعلهما دونا عن باقي أسر الهنادي
كيانا واحدا، وهما الأقرب من بعضهما معيشة ونسباً ومصاهرة إلى اليوم. فترى الكثير
من أبناء أسرة ( بركات ) يتلقب باسم الطحاوي على غرار ما فعل إخوانهم من أبناء
الشافعي، وخاصة في المناطق التي تداخلت فيها سكناهم وعلى رأسها منطقة مركز
الحسينية بالشرقية، بينما البعض الآخر أثر الاحتفاظ بلقب جدهم الأكبر، دون أن يقدح
ذلك في كونهم بيتا وكيانا واحدا وصناع تاريخ مشترك.
* يقيم الجزء الأكبر من ذرية (بركات) في
مركزي أبو كبير والحسينية بمحافظة الشرقية ولهم فروع في محافظة الإسماعيلية . وقد
كان بداية إستقرارهم في مركز أبو كبير حيت كان لجدهم على بركات إقطاعات هناك
أقطعته إياها الدولة المصرية في عهد محمد علي وتحديداً في زمن إبراهيم باشا. وربما
كانت أقدم ما منحته الحكومة المصرية لشيخ من شيوخ الهنادي. حيث أن أقدم الإقطاعات
المعروفة لباقي شيوخ الهنادي تلي ذلك بعقود في عهد الحكام اللاحقين من أسرة محمد
علي .
- خلف بركات ستة أبناء هم ( على - أبوعجيلة
- بريك - عبدالعاطي - حسين - حمد)
.
- فأما بريك فأنجب إبناً واحداً هو ( عيسى
بريك ) .
- وأنجب أبوعجيلة إبنان هما ( عطية - خليفة
)، فأما ذرية عطية فيقيمون بعزبة بشير بركات مركز أبوكبير، وأما ذرية خليفة
فيقيمون بمركز الحسينية .
- لكن القسم الأكبر من عائلة بركات هم
أبناء علي بركات وكان له ثمانية أبناء هم ( بشير - موسى - إبراهيم - هارون - خليل
- إسماعيل - مختار - صالح ) .
وتتوزع ذريتهم في المناطق التالية
:
*هناك دلالات كبيرة وعميقة تغير
كثيراً من المفاهيم السائدة عن القبائل العربية عامة وعن الهنادي خاصة. فهو يدل
أولاَ على أن دور الهنادي لم يكن فقط في المشاركة بعدد من فرسانها في صفوف الجيش
النظامي، شأنها شأن باقي القبائل التي يحسب حجم دورها بعدد ما وفرته من مقاتلين.
بل كان دورها في ذروة القيادة والإدارة العليا للجيش والحكومة المصرية. كما أن
مساهمتها لم تقف عند فطرة البدوي وخبرته بحياة الصحراء وطبائع أهلها وأساليب الكر
والفر فيها ليكون دليلاً للجيش النظامي في دروب الصحراء، بل إن مساهمة الهنادي
وصلت إلى صميم العمل الإدارى والتنظيمى للدولة المصرية. إن الصورة الشائعة عن رجال
القبائل العربية في مصر في تلك الحقبة المبكرة من العصر الحديث أنهم أهل بداوة لا
يعرفون إلا حياة الرعي والترحال ولا يتقنون إلى ركوب الخيل وشؤون البداوة. لكن
مدلول هذا الأمر الخديوي بتولية الشيخ على بركات في كونه يظهر لنا وجها آخر من
وجوه الرفعة والشرف لدى هذه القبيلة العريقة، إذ أن تبوء منصب إداري رفيع يعني
بشؤون المعاملات والحسابات في إقليم من أهم أقاليم العالم الإسلامي وهو إقليم
الحجاز موطن الحرمين الذي تهوي إليه أفئدة المسلمين يدل على ثقة بالغة من الحكومة
المصرية التي ظلت على مدى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حتى قيام الدولة
السعودية هي القائم على خدمة الحرمين، وهو دليل على ما حازه ذلك الشيخ البدوي
الجليل من مكانة رفيعة في العلم والإدارة. هناك المزيد من الوثائق عن دور الهنادي عامة
ودور أبناء بركات خاصة في بواكير عصر النهضة والريادة المصري.
لا نعلم الكثير عن حياة الشيخ علي بركات ولا
متى توفي. لكن أحد الوثائق الرسمية الخاصة بإبنه الشيخ موسى علي بركات سنة ( 1893م
) تشير إلى دفاتر تعداد خاصة بالشيخ علي بركات تعود لعام ( 1264هـ ) ، ( 1847م )
أي قبيل منتصف القرن التاسع عشر مما يدل على إمتداد عمره إلى منتصف القرن
.
تشير أكثر من وثيقة للشيخ علي بركات مرة
بصفته شيخ الهنادي ومرة بوصفه أحد شيوخ الهنادي. لكن رئاسة القبيلة في تلك الفترة
تحولت إلى عمودية نظامية استحدثتها الدولة لتنظيم شؤون العربان. فلم يعد منصب
الشيخ عرفياً يختاره أفراد القبيلة أنفسهم أو ينتقل بالتوارث. بل أصبح منصباً
رسمياً تعينه السلطات لضمان بسط نفوذ الدولة على العربان الذي جبلوا على التمرد
وعدم الخضوع لسلطان. وقد نجحت هذه السياسة من محمد علي وأبناءه مع ما صاحبها من
سياسات التوطين ومنح الأراضي والإمتيازات في إدراج العربان ضمن المجتمع المصري.
ولعل الشيخ علي بركات كان آخر الشيوخ غير المعينين للهنادي. ولعله كان أحد الشيوخ
في وقت كان شائعاً أن يكون للقبيلة عدد من الشيوخ الكبار وكأنهم مجلس رؤساء
يتداولون أمورهم بينهم في ديمقراطية بدوية بسيطة. لكن إستحداث منصب العمودية
النظامية وتداوله بين عدد من النابهين من الرجال من أسر الهنادي المختلفة من أمثال
محمد سلطان والطحاوي وغيرهم لم يحرم أسرة بركات من شياختهم التقليدية. فقد أبقت
السلطات على منصب الشيخ لكن ضمن حدود أضيق من حدود القبيلة وهي حدود الفرقة. فكانت
لأسرة بركات الشياخة على فرقة العليوات ( نسبة إلى عليوة الجد المشترك لكثير من
أسر الهنادي ) يتوارثونها بينهم إلى أن تم إلغاء نظام امتياز العربان. ولربما
أطلقت الوثائق الرسمية على فرقة العليوات إسم القبيلة كما في الوثيقة المشار إليها
.
شهادة إمتياز رسمية تحمل ختم الحكومة
المصرية ممنوحة من الشيخ موسى علي بركات سنة ( 1893 م ) تشير إلى دفاتر تعداد
الشيخ علي بركات سنة ( 1264 هـ ) ، أي في النصف الأول من القرن التاسع عشر
شهادة إمتياز رسمية تحمل ختم الحكومة
المصرية ممنوحة الى الشيخ موسى علي بركات سنة ( 1893 م ) تشير إلى دفاتر تعداد
الشيخ علي بركات سنة ( 1264 هـ ) ، أي في النصف الأول من القرن التاسع عشر
* كانت التنظيمات الإدارية تقتضي أن يقوم
كل عمدة بحصر وقيد تعداد القبيلة بشكل دوري عن طريق شيوخ الفرق والتصديق عليها
وتسجيلها في مكاتب حكومية خاصة بشؤون العربان أشبه بمكاتب السجل المدني في عصرنا
هذا. وكان يترتب على هذا القيد حصول المقيدين على إمتيازات العربان وعلى رأسها
الإعفاء من الجهادية أي الخدمة العسكرية النظامية. وكان لدى شيخ كل فرقة دفاتر
تفصيلية بتعداد قبيلته. وفي عامي ( 1910م ) و ( 1911م ) تم تشكيل لجنة من أكبر
رجالات القبائل العربية في مصر وتحت إشراف الحكومة المصرية لفحص العربان وتقييدهم
بالسجلات. وتشير سجلات القيد الخاصة بفرقة العليوات - قبيلة الهنادي إلى أن شيخ
الفرقة آنذاك كان إبراهيم على بركات، إبن الشيخ علي بركات. وتستمر السجلات في
التتابع شيخاً بعد شيخ لتعطينا حصراً وتوثيقاً فريداً وتفصيلياً لأسرالعليوات
جيلاً وراء جيل بالأسماء والأعمار ومناطق السكنى في توثيق تاريخي نادر. حيث تشير
الوثائق إلى عدد كبير من العائلات يقارب الثلاثين عائلة من فرقة العليوات وحدها لم
تقف مناطق سكناهم عند حدود محافظة
الشرقية بل تعدتها إلى محافظات الدقهلية والبحيرة والإسماعيلية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: عائلة بركات، عائلة مطرود، عائلة السعداوي، عائلة الديب، عائلة الفرجاني، عائلة سعيد رضوان، عائلة المصري، عائلة الهنداوي وغيرهم. وهي عائلات كبيرة لا يحصيها الحصر يزيد تعداد أفرادها اليوم عن مئات الألوف . ومن أسر العليوات أيضاً أسرة الشافعي الذين كانت لهم شياخة منفصلة حيث كان منهم عمدة الهنادي. وتشير السجلات أيضاً إلى تسلسل شيوخ فرقة العليوات والذين كانوا جميعاً من عائلة بركات وهم: الشيوخ موسى علي بركات، إبراهيم علي بركات، غانم إبراهيم علي بركات، مالك غانم، عبد السلام غانم، محمد غانم الملقب بالشيخ البدري وهو آخر شيوخ الفرقة وفي عهده قامت ثورة يوليو .
بعض صفحات من دفتر تعداد ( جرد ) خاص بالشيخ غانم إبراهيم تعود لعام ( 1913م ) تشير الصفحات إلى تاريخ فحص كل عائلة
أحد صفحات دفاتر التعداد الخاصة بالشيخ مالك
غانم وتظهر أسماء وأعمار بعض أفراد عائلة بركات سنة (1949م)
* ووفقاً لدفاتر الجرد فقد كان تعداد
الذكور الأحياء من عائلة بركات ( بإستثناء فرع أبو عجيلة ) سنة ( 1913م ) ، (
شياخة غانم إبراهيم علي بركات ) عقب إنتهاء أعمال لجنة فحص العربان ما عدده 71
ذكراً يمثلون الجيلين الثاني والثالث من عائلة بركات وهم موزعون كالتالي :
ويلاحظ من الجدول أن إبراهيم علي بركات
والذي كان شيخاً للفرقة قبل ذلك كان حياً في شياخة إبنه غانم مما يدل على تنازله
عن المشيخة لإبنه، ربما لتقدمه في السن. وقد توفي الشيخ إبراهيم سنة ( 1920م
)
* ويعد الشيخ غانم إبراهيم علي بركات من
أبرز شيوخ العليوات والهنادي فقد كان مثالاً للشخصية العربية البدوية بكل جوانبها.
فكان يحوز أصائل الخيل والحر من الصقور والشواهين والجيد من كلاب الصيد السلوقية ،
وكان ذا صلات وثيقة بوجوه المجتمع المصري فقد جمعته وأبناءه صداقة وطيدة بجاره
حليم باشا عزمي ونسيبه نجيب باشا محفوظ الطبيب المصري العالمي وطبيب الأسرة
الملكية ، وكان على صلة برؤس القبائل والعائلات العربية في القطر المصري . وقد
ذكره المؤرخ الليبي الدكتور محمد الطيب إدريس في مشجرة قام بعملها خمسينيات القرن الماضى مع الشيخين محمد بك
سعود والسعدي بك بشارة من الرموز البارزة فى قبيلة الهنادي في مصر.
حضرة شيخ العرب غانم إبراهيم علي بركات على
الجواد سمحان سنة ( 1932م )
* ثم يليه الشيخ مالك غانم الذي نال
تعليماً أزهرياً وكان من قضاة العرب وكان وجيهاً مقدماً مقصوداً من جميع أبناء
الناحية من العرب وغيرهم ، وقد عرف بذاكرة قوية تروى في شأنها الروايات ، فيقال
أنه كان يقرأ صفحة الوفيات بالجريدة فلا ينسى ما فيها من أسماء ، فإذا قابل أحد
الوجهاء عد له أقاربه ونسبائه ، فقامت بينه وبين الكثير من الوجهاء صداقات وطيده
فضلاً عن الكثير من علماء الأزهر ، يظهر أثر ذلك في كثير من المكاتبات المتبادلة
بل وقصائد الرثاء التي كتبت فيه وهي محفوظة إلى يوم .
الشيخ مالك غانم إبراهيم علي بركات
* ثم الشيخ عبد السلام غانم والذي كان
فارساً من فرسان الطحاوية المقدمين، والشيخ عبد السلام هو أصغر ابناء الشيخ غانم
سناً ، ومن عجائب القدر أن عزوف أخيه الأكبر الشيخ محمد عن المشيخة جعلها تؤول
إليه بعد وفاة الشيخ مالك. إلا أن القدر لم يمهل الشيخ عبد السلام فتوفي بعد ذلك
بشهرين دون أن يخط قلماً في دفاتر الجرد ليعود مآل ذلك إلى الشيخ محمد .
الشيخ عبدالسلام غانم يمتطي أحد جياده
مرثية من وفى لأخيه
من الأستاذ محمد عبدالنبى دياب من علماء الزهر الشريف عام 1901
* أما الشيخ محمد آخر شيوخ العليوات فهو
نسيج فريد وحده ، رجل جاد صارم، فارع الطول، ضخم البنية، حاد الملامح، شديد البأس،
مرهوب الجانب. وكان حافظاً لكتاب الله، لا يكاد يرى إلا قارءاً أو ذاكراً. وكانت
له زيارة سنوية إلى القاهرة يقضى أياماً في رحاب الأزهر والحسين. كان آخر تعداد
قام به سنة (1952م ) إشتهر باسم الشيخ البدري وتوفي سنة ستين وتسعمائة وألف فانقضى
بمماته زمن شيوخ العليوات، وإن بقي رجالها النجباء في كثير من الميادين. أذكر أنه
سنة إثنين وتسعين في مأتم والدي المهندس بركات محمد غانم جائنا وفد عائلة المصري
من محافظة الدقهلية للعزاء وفيهم كبراء العائلة وذوو السن منهم ، لم يكونوا يعرفون
المهندس بركات ولم يلتقوا به من قبل إلا أنهم سمعوا أن ابن الشيخ قد توفي فهرعوا
يؤدون واجب العزاء، فقد كان تقديرهم للشيخ الذي رحل قبل ذلك بثلاثين عاماً كبيراً.
وكم أثر في ذلك الموقف وجعلني أشعر بضرورة مد وشائج الصلة وصلات الرحم بين عائلات
هذه القبيلة العريقة .
* ومن رجال عائلة بركات البارزين الشيخ
بركات عبدالقادر صالح علي بركات ، رحمه الله ، شيخ الصيادين في القطر المصري على
مدار النصف الثاني من القرن العشرين ، له في ذلك تاريخ حافل ومضمار لا ينافسه فيه
أحد وصداقات عبرت الحدود والبحار من سفراء ووزراء عرب وأجانب، وهو نسيب الشيوخ
مالك ومحمد وعبدالسلام وزوج أختهم . والذي يحتاج لمقال وحده للكم الكبير من
الأحداث والصور والمآثر التي حازها.
وعلى مدى هذا التاريخ ظل رجال عائلة بركات
يعملون يداً بيد مع إخوانهم من أسرة الشافعي وباقي عائلات القبيلة لرفع شأن
الهنادي وإعلاء ذكرها وحفظ مكانتها وسط مجتمعها المصري. ومن الأحداث التي تدل على
ذلك تلك الزيارة التاريخية لرئيس وزراء مصر إسماعيل صدقي باشا سنة ( 1936م ) للعائلة
في عزبة بشير بركات مركز أبو كبير تلبية لدعوة الشيخ علي بشير علي بركات ، وقد
أقامت العائلة إحتفالاً كبيراً لصدقي باشا بحضور مدير مديرية الشرقية ورجال
العائلة إستعرض فيها بعض أبناء العائلة وبناتها الصغار فنون الخطابة العربية
والشعر البدوي ورأى فيها رئيس الوزارة جوانب من تراث القبيلة من الخيل والصقور
وحياة المضايف العربية.
وإذا ذكر الشيخ علي بشير أو ذكر البركاتية
والهنادي أو ذكر عربان مصر فلا بد أن يذكر محمد علي بشير، أحد الضباط الأحرار في
ثورة 23 يوليو، وكما يذكر عربان مصر حمد باشا الباسل مع ثورة ( 1919م ) فإنهم
يذكرون مع ثورة يوليو محمد علي بشير الذي ظل على مدى الثلاثة عقود التالية علماً
من أعلام المجتمع المصري الحديث ، وهو دور لا يقل أهمية عن دور جده الشيخ علي
بركات في عهد محمد علي. فكان فخراً لقبيلة الهنادي ودليلاً على العطاء المتصل لهذه
القبيلة العريقة عامة وللطحاوية وعائلة بركات خاصة.
محمد علي بشير أحد الضباط الأحرار صناع ثورة
يوليو ( 1952م )
بعض الصور المتفرقة للقائد محمد على بشير عندما كان محافظا فى جولات تفقدية برفقة الزعيم الراحل محمد انو السادات.
* ومن الشيخ علي بركات إلى الضابط الحر
محمد علي بشير، ومن الشيخ غانم بركات إلى المهندس بركات غانم ، ومن الشيخ بركات
عبد القادر إلى الكثير من إخوانه وبني عمه وأبنائه النجباء .. كثيرون هم رجال
البركاتية والطحاوية والهنادي، فمنهم القادة والأطباء والمهندسون وأساتذة الجامعة
الذين يضيق المجال عن حصرهم ولا أريد أن أستطرد في ذكر أسمائهم فأنسى أو أغفل عمن
هو جدير بألا ينسى وألا يغفل عنه ، تاريخ طويل حافل، وقائمة طويلة من النجباء
الكرماء الذين رفعوا ذكر من بعدهم، وأكدوا وجددوا مجد أسلافهم .
عدد من رجال عائلة بركات و شبابها في صورة نادرة في خمسينات القرن العشرين يتوسطهم الشيخ محمد غانم
ـــــــــــ
ـ وثائق الموضوع والمتن المهندس/ ياسر بركات محمد غانم بركات ، تسكين الصوروالأوراق وتحويل دفاتر الحصر لمادة مقروءة إدارة الموقع التاريخى لأسرة الطحاوية
حمل حصر وتعداد الشيخ محمد غانم بركات 1913
حمل حصر وتعداد الشيخ مالك غانم بركات حتى عام 1952