قراءة فى وثيقة قبلية

El-Tahawy Saoud

 





حضرة صاحب العزة / محمد بك سعود الطحاوى (1875/1955)



شهادة إعرابية 1944

ـــــــــــــــــــــــــ

قراءة فى وثيقة قبلية

من خلال كثير من القراءات المتعاقبة خلال عقود يظهر من سكان مصر طائفة العُربان الذين قدموا من الجزيرة العربية فى القرن الخامس الهجرى وقبله وبعده أيضأ ، والذين دخلوها أيضاً من بوابة مصر الغربية مع نهاية حكم المماليك ، طوال هذه القرون كانوا يمثلون عبئاً على الحكام لنظام حياتهم البرية وإسلوبهم فى العيش ، إلى أن جاء عصر محمد على وبفطنته وذكائه كما هو معروف ، أخذ يهادنهم ويمنحهم أراضى زراعية بغرض توطينهم وإستقرارهم ويصطفى منهم حرساً خاصاً به بل وشكّل منهم فرق يكلفها بمهام حربية وسياسية أيضاً داخل مصر وخارجها ويعين منهم مشايخ ويمنحهم ألقاب ويجرى عليهم جراية وما إلى ذلك من كثيرمن المميزات الغرض منها فى نهاية الأمر إدماجهم فى الشعب المصرى وإرتباطهم بالأعمال الإدارية والكف عن النزاعات وعدم العودة إلى حياة البرية ، من هذه المميزات أن سن لهم قانون يعفيهم من التجنيد وكذلك أعمال السخرة والعونة وكذلك المشاركة فى حفر قناة السويس ، فى مقابل أنه عند طلبهم للحرب يكونوا على أهُبَّة الإستعداد حيث يرى أن الفارس منهم بفرسه وسلاحه وخبرته القتالية هو جندى مدرب، وأيضاً إشترط عليهم عدم العودة إلى المشاكل والإلتزام بالقوانين العامة وزراعة ما منحهم من إراضى ، شرعوا فى عمل حصر للعربان وتعداد  الذى كان عام 1848م ، فتضاعف عدد سكان مصر بعد حصرالعربان ومنح شهادة للإعفاء من الجندية وعمل مكاتب ونظارات وصارلهذه المميزات وضع خاص فى مصر لعقود طويلة ، وهذا كان أسلوبأ إستراتيجياً وبدأ يؤتى ثمارة ولكن بشكل بطيئ ، إلَّا أنه فى نهاية الأمر قد نجح هذا الأسلوب ، لكن هذا القانون أو هذه المميزات لها ما لها وعليها ما عليها ، إستمرأ هؤلاء العُربان هذا الأمروظهرت من البعض منهم بعض التصرفات الفردية التى لا تنسحب على الجميع  ، تصرفات إستعلائية على غير العرب مما جعل الحكومة تفكر مراراً فى إلغاء هذه المميزات ، إلى أن تم إلغائها بالفعل عام 1947م ، أي قبل قيام ثورة 1952م التى كسَّرت كل هذه القوانين التى سادت نحو قرن من الزمان ، ومن بعدها وقف الحصر والقيد فى الدفاتر وإستخراج شهادات  ، النظام برمته وقع تماماً ، لكن قوانين العُربان هذه تركت آثاراً سلبية فى الجتمع المصرى ما أن تشعر أنها خمدت حتى تراها تعود وتشتعل من جديد رغم مرور نحوأكثر من سته عقود على إلغاء هذه القوانين ، هذا النظام الذى دام نحو قرنان خلَّف كثير من الأوراق وكثير من التواترات التى راحت تتطايرهنا وهناك دون إخضاعها لطريقة من طرق البحث الدقيق ، وفى حقيقة الأمر لوعدنا إلى الأستاذ الدكتور/ يونان لبيب رزق ـ فى سلسلته الرائعة ـ الأهرام ديوان الحياة المعاصرة ـ والذى خاض من خلالها فى أضابير مؤسسة الأهرام ليلقى الضوء على أحوال مصر المحروسة عبرعقود طوال من بداية الأهرام ، فكانت الحلقة (111) فى 28 ديسمبر 1995م بعنوان ـ تمصير العربان  ـ ولوعدنا إلى دفتر تعداد سكان مصر(عربان) عام 1882م نظارة الداخلية  لوجدنا أن المهام التى كانت توكل لمشايخ الفرق أثناء إتمام عملية حصر العُربان لإعفاءهم من التجنيد ومنحهم ما كان يسمى فى ذلك الوقت ( شهادة أعرابية ) تلاحظ أن هذه العمليات كان يشوبها كثير من الخروقات كما هو موضح مما جعل الحكومة المصرية تفكر مراراً فى رفع هذه المميزات إلَّا أنها كنت ترجأ ذلك أكثر من مرة .


الواضح من الوثائق المرفقة بداً من المنشورالمرفق أنه كانت هناك تعليمات مشددة وقوانين عدة ودفاتر حصر خاصة بالمشايخ جميعها تصب فى دفاترالعُربان فى (الدفترخانة) . ولكن طول مدة سريان هذه القوانين والمميزات ، أتاح لكل العاملين عليها بداً من المشايخ ومعاوينيهم مساحة واسعة لتوجيه مصالحهم حسبما يتراءى لهم ، مما يصعب العملية على من يحاول الآن البحث فى هذه الأمور وخاصة الأنساب ، وتراه قد دخل ضبابية بحثاً عن الشفافية .

منطوق الوثيقة

منشور رقم 5 لسنة 1936م

إستيفاء أوراق طالبى الإعفاء للإعرابية

حيث أنه قد لوحظ من شبان القرعة الذين يلتمسون الإعفاء للإعرابية يتأخراالفصل فيها لأسباب ترجع إلى عدم إستيفاء كشوف العائلات التى تقدم عنهم وإلى عدم إيضاح معاملة من عومل من إخوتهم فى القرعة وما تم نحوهم وإلى إغفال إسم واحد أو أكثر من أجدادهم وتقديم أو تأخير فى بعض أسمائهم فى شهادات إعرابيتهم أو فى البيانات التى تحرر بأسمائهم . فيجب مراعاة ما يأتى عند عمل الشهادة :

1 ـ  كشف العائلة يجب أن يكون شاملاً أسماء جميع أخوة النفرالأحياء والمتوفين مع ذكرتاريخ ميلاد كل منهم أمام إسمه ونمرة قيده بدفترالمواليد وجهة وتاريخ من توفى منهم ونمرة قيده بدفتر المتوفين .

2 ـ شهادة الأعرابية :

يجب التأكد قبل تحريرها من صحة الأسماء التى تذكر بها وهى : إسم النفر وأسم والده إلى الجد الخامس  بالتسلسل والتعاقب بدون ترك أحداً منهم وإسم القبيلة وإسم الفرقة وإسم رئيس العائلة وكذلك إسم البيت الذى ينتسب إليه وعمدة القبيلة وشيخ الفرقة وقت التعداد .

3 ـ يرفق بشهادة الإعرابية بيان شامل لنفس الأسماء التى تذكر بالشهادة المذكورة ولاسيما أعمام النفرالأحياء والأموات وأولادهم وتاريخ ميلادهم وتاريخ وفاة كل من توفى منهم وكذلك تذكرأسماء من هم من طبقة جد النفر أى أعمام والده أحياءً وأمواتاً .

4 ـ   توضح معاملة أخوة النفر وأولاد عمه وما تم نحو كل منهم سواء فى ذلك الأحياء والأموات ، وليكن معلوماً أنه إذا لم تكن البيانات المذكورة صحيحة إى لم تتفق الأسماء المدونة مع ما هو ثابت بأرانيك التعداد فسيكون سبباً لرفض طلب المعافاة للإعرابية بغير حاجة  للرجوع لأصحاب الشأن عما يوجد من الإختلافات فى الأسماء ، مع النظر فى أمر من قدم البيانات غير الصحيحة .



 

ما الرأى في من جاء بعد حصر وتعداد 1264 

                                        شهادة كبارالسن  
                  معطيَّة منا نحن الموقعين أسمائنا وأختامنا فيه أدناه           

 إبراهيم عبدالسلام، مقيم بزمام أبوكبير بمركز كفر صقرشرقية، وعيسى الهنداوى مقيم بزمام أولاد موسى بالمركزوالمديرية ، كلانا من عُربان قبيلة الهنادى، نشهد الله ورسوله إن عامرإسماعيل على، المقيم بزمام الغابة التابع لأولاد موسى، هو من عُربان قبيلة الهنادى له ما لهم وعليه ما عليهم ، ولم يسبق له معاملة أهالى قطعياً ، وإن والده إسماعيل وجده على لم يحضروا إلى القطر المصرى إلَّا بعد تعداد 1264هـ وإن هذه العائلة من العُربان الحقيقية بدون شك ولا شبهة وهذه شهادات منا تحت مسؤليتنا فى الحال والإستقبال بحيث لو ظهر إن قولنا بخلاف، نكون قابلين الأحكام العسكرية والقضائية

20 ديسمبر 1904م ختم شاهد

 المقر بما فيه شاهد ثانى
إبراهيم عبدالسلام

عيسى الهنداوى شاهد ثانى
ــــــــــــــــــ
ـ قول شيخ الفرقة 
الشهود الموقعين أعلاه/ إبراهيم عبدالسلام وعيسى الهنداوى ، هم من أعيان قبيلة الهنادى ومن كبارالسن وإن هذه العائلة من العُربان الحقيقة بدون شك ولا شبهة، وأن والد النفر وجده لم يحضروا إلى القطرالمصرى إلَّا بعد التعداد وإن ظهرإن قولى وقوله بخلاف نكون قابلين الأحكام العسكرية والقضائية
24 ديسمبر 1904م

 ختم شيخ الفرقة 
عبدالنبى محمد بركات
ـــــــــــــ
قول عمدة العرب محمد سعود الطحاوى
أقر أن الموقعين على هذا شيخ الفرقة عبدالنبى محمد وإبراهيم عبدالسلام وعيسى الهنداوى هم من أعيان الهنادى ومن كبارالسن فتعتمد شهادتهم والإعتماد لزمه التصديق مني والسلام ـــ وهو الإذن بدل التصديق مني يقول تعتمد تحت مسؤليتهم
وقول عمدة العرب على شهادة الشهود وشيخ الفرقة : أقول إرتكانى على (شهادت) ما أوضحوه فلان وفلان الذين هم كبارالسن وقول شيخ الفرقة أيضاً وقول عمدة البلد فإنى أقر أن هذا الرجل عربى حقيقى (وقالت بمجلس من كونك نفرا صح ) أن هذا الرجل عربى أم فلاح تحت مسؤليتك ، قول بما أننى تعينت عمدة حديث وإن سني هو يبلغ 30 سنة تقريباً فإن إعتمادى هو يكون على شهادة شاهدين وشيخ الفرقة الرسمى أقول أنه عربى حقيقى .
ــــــــــــــــ
ـ أعلام الوثيقة :
!
ـ عامر عبدالسلام على ، صاحب الطلب 
2
ـ ابراهيم عبدالسلام ، شاهد ومن أهل الثقة
3
ـ عيسى الهنداوى ، شاهد ومن أهل الثقة
4
ـ عبدالنبى محمد بركات ، شيخ الفرقة
5
ـ محمد سعود الطحاوى العمدة ،
ـــ الوثيقة مكتوبة بخط محمد بك سعود آنئذ .
ـــ الفقرة بين هلالين مرتبكة فى الأصل وأوردناها للمراجعة .
ـ هذا العمدة كان سنه ثلاثون عاماً عندما تولى هذا المنصب ، أى مواليد 1875، وتوفى عام 1955م ، بقى فى هذا المنصب نحو خمسون عاماً ، مما خلف كثير من الوثائق وكثير من هم على قيد الحياة لازالوا يذكرون عنه الكثير 




 

#buttons=(قبول!) #days=(20)

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتعزيز تجربتك. المزيد
Accept !