جزيرة سعود وديموغرافيا السكان
إسم
الطحاوى كيف النقر الداوي **** رِكّابين على القادر اللي مــبرور
إلكوا
شدية وحِسَّ فــــى الشرقية **** وإلكوا مملكية يتمها بسرور
ســعود
في الجزيرة لــه عناة كبيرة ****حُكام لبيته تجيــه تزور
مديرية
الشرقية سطحها مرتفع فى الجنوب وينحدر إلى بحيرة المنزلة شمالاً ، وهومرتفع
أيضاً فى الشرق وينحدر من الجزء الصحراوي المرتفع نحو الدلتا غرباً ، وتمتد الشرقية ذراعاً خصباً نحو قناة السويس شرقاً ، يُعرف بإسم وادي
طُميلات (منُح عامر الشافعي الطحاوي 5،500 آلاف فدان فى هذا الوادى بنظام عشورية أي يسدد ثمنها لمدة عشر سنوات مع إعفاؤة من السداد الثلاث سنوات الأولى ) ويُمكن
المسافر الذى يخترق بلاد الصالحية والتل الكبيرإلى بلبيس بوجه خاص أن يلمح حف
الصحراء المرتفعة التى تطل على الأراضي الزراعية تدرُجاً إلى أن تمتزج بها إمتزاجاً
تاماً ، على أنه لابد أن يصادف ظاهرة خاصة يطلق عليها الأهالي إسم (الجزيرة) مثل (جزيرة
سعود) ، وما هذه الجزيرة إلّا مخلفات من صلب الصحراء ، لم يتمكن النيل
من غمرها ، وبسط غرينه عليها ، فظلت مرتفعة تحيط بها الأراضي الزراعية والمنخفضة
عنها .
وهذه
الجزيرة وما يحيط بها من علاوي ، عندما أناخ الطحاوية رِكابهم فيها كانت
مرَاح هؤلاء الشيوخ ومرابط خيلهم ، وآخر محطات الترحال ،
عاشوا فيها عِزَّهم وأكملوا فيها جاههم ورسّخوا فيها أقدامهم ، وحملت
ضواحيها أسمائهم ، وهذا ما سأتناوله بالبحث والتدقيق من كافة المناحي
.
عاشر
من الناس كبـار العقول **** وجانب الجُهَّـال أهل الفضول
وإشرب
نقيع السُم من عاقل **** واسكُب على الأرض دواء الجهُول
(
من رُباعيات الخيام )
* ترك الشيخ سعود أعمامه وأبناء عُمومته فى هجرة خاصَّـة به ، مُعتمداً على نفسه لا حول له ولا قوة ، ولا ناقة له ولا جمل فى أي موضوع ، سوى راحلته وحليلته إبنة عمه الشـيخ سليمان الطحاوي عُمدة القبيلة وشيخها ، محاولاً شـق طريقه معتمداً على نفسه ، وكـان والده الحاج يونس الشافعـي قد مات غيلة في حرابة في الشام ، ترك الشيخ سعود جماعته فى المنطقة التى تقع مابين (الزَّورَة ــ السعادات ) التى تقع الآن البرالغربى لترعة (الحلوة ــ الإسماعيلية ) بين بلبيس وأبو حماد مركز بلبيس حتى منطقة ( بني جري ) مركز أبو حماد ، وكـان قد بقي هو وأخوته ردحاً من الزمان مع أعمامه ، وكانوا فى ذلك المكان يُدعَون أولاد الحاج يونس ، هذه الهجرة كانت فى النصـف الأوَّل من القرن التاسع عشر ، وسكن منطقة الوادي المعروفة الآن بالقصاصين ، أي ما بين التل الكبير وحتى الإسماعيلية ، فى هذه المنطقة أنجب إثنين من أولاده ، عبد العـزيز وعبدالله .
عندما بدأ دي ليسيبس تخطيط مشروع قناة السويس وبدأ دراسة جغرافية المكان ، فى إحدى جولاته فى الصحراء وجد الشيخ سعود فى رحلة قنص خاصة به ، وبكامل عِدَّة الصيد ، الصقر والسـلوقي والحصان وسلاحه البدائي ، فـراقب عملية القنص وطريقته فيها ، ورغم بدائية سلاحه المستخدم فى الصيد والذى كُنَّا نسميه (قـرابان) ، فهذا السـلاح يعمل بالدَّخير ثم الحشوة وتنطلق حشوته ثم يتم التعمير مرة أخـرى وهكذا ، إلَّا أن هذا الـرجل كان ماهـراً فى كل هذا ، حتى قيل أنه كان إذا رأى غـزالين يُوقع الأوَّل ويُعمِّر ويُوقع الثانى (الشارد والوارد) وكان يتم ذلك بمهارة وسرعة فائقة ، أعُجب مسيو دي ليسيبس بهذه المهارة والتى لم يشهدها من قبل ورغم تأخُرالسلاح المستخدم ، فأهداه بندقية خرطوش فرنسية الصُنع عيار 16 مم ، مكتوباً عليها فرديناند دي ليسيبس ، ومن هذه اللحظة بدأت الحياة تبتسم لهذا الشيخ ، ودامت الصداقات وتوطدت العلاقات ، حتى أصبح محل ثقة للخواجة ليسيبس وأصدقاؤه ومنهم جولز جيشارد الذى أرسل لسعود دعوة لزيارة فرنسا عام 1878م ، فقد كان رجل الحكومة فى هذا المكان ، وأخذ يوفر له فرص العمل أثناء حفر القناة ، أولها أن طلب منه توريد كل ما يلزم من أعلاف لزوم كل ما يستخدم من دواب أثناء حفر القناة ، وبعدها طلب منه أن يكف عن التوريد ويأخذ عمولة على كل ما يصل منطقة القناة من هذه الأعلاف ، إشترك معه دي ليسيبس فى رحلات قنص كثيرة وكان قد دعاه إلى إحدى رحلات القنص ليشاركهم فيها الأمير رودلف ولي عهد الإمبراطورية النمساوية عام 1881م ، وسمعنا أنه بعد الإنتهاء من مشروع القناة عـُرض على دي ليسيبس أن يُشيّد له تمثال وُيقام عند مدخل مدينة بورسعيد ، فوافق على أن يكون التمثال وهو مرتدياً عباءة سعود ، فكان له هذا
أبناء سعود بك يتبرعون لإخوانهم المجاهدين فى سبيل الله والدفاع عن الوطن 1911
لم يكن هناك مركز الحسينية بعد ، فالصالحية تتبع مركز فاقوس وهو هنا يسكن صحراء الصالحية ، هدأت الأمورالإقتصادية والأمنية وإستقرت بالنسبة للقبيلة ، وتملك أرضاً زراعية ، وكانت ترعة السماعنة نهايتها عند الديدامون ،
فسعى إلى إكمالها حتى بعد أطيانه ومسكنه وجماعته ، كانت هناك زيارات متبادلة بينه وبين إخوته وأبناء عُمومته فى بني جري ـ أبوحماد وبلبيس ، فلما أعجبتهم البلاد بدأوا ينضمون إليه تدريجياً ويبيعون هناك ويشترون هنا ، فأتى تقريباً جميع أولاد الحاج يونس كما كانوا يُسمَون في ذلك الوقت ، لاحظ أن من زوجات يونس والد سعود إحدى السودانيات وقيل أنها بنت ملك الحبشة ولما أعجبته سماها .. عجبت .. مذكور فى كتاب الشرقية وسيناء ، وحقيقة ماثلة لا جدال فيها ، ولكن سعود كان من أم أخرى هى السِّت / واعرة المقرحى من قبيلة السمالوس المعروفة ، كان أوَّل القادمين إليه من إخوته أخيه عليوة ، فسكن على بعد نـحو كيلو مترين من أخيه سعود ، وسُميت منطقته جزيرة عليوة ، وبعده جاء أخيه بشارة ، وسُميت منطقته بمنُشأة بشارة ، ومن أولاد بشارة ، السعدي بك سكن فى منطقة تسَمت بإسمه ، ومن أخوة سعود بك الذين قدموا أيضاً ، الشيخ جندل ، وكان لجندل من الأطيان الزراعية ما كان يحتاج إلى ترعتين لريَّها ، فكانت ترعتي جندل السُفلى والعليا ، وبعدهم جاء أيضاً من أخوة سعود ، إمبده ، وفيصل ، والمصرى ، وقاسم ، حتى إكتمل أولاد الحاج يونس فى هذا المكان ،
فى بلبيس تحدثنا أن العرب الذين بقوا هناك نجع راجح عامر أقاموا قـرية جديدة لهم فى البرالشرقى
للترعة الإسماعيلية (الحلوة) و أسموها الطحاوية ، وكانت بداية سُكناهم فى
هذه القرية عام ( 1912م ) وبما أن الشيخ راجح عامرالشافعي كان قد رزقه الله من
الذكور ثلاثة وعشرون ، حتى سّما من أولاده محمد مرتين ،
محمد الكبير ومحمد الصغير ، فإنتشروا فى البرَين وعلى طول المسافة ما
بين العباسة حتى بلبيس ، فكانت الغلبة فى هذا المكان من جهة
السُكنى لعائلة راجح عامر الشافعي ، تخلل نجع راجح من جهة العباسة بعض
بيوت من غالب سليمان ، ومفتاح مبده وبيوت أخرى منه نزحت مع أولاد
الحاج يونس والنجوع الأخرى التى إنضمت إليهم فى سُكناهم ،
وبالنسبة إلى منطقة بني جري بقي فيها ولم ينزح منها نجع مجلي سليمان
، وكذلك عبد المجيد سليمان ، وعسر عامر ،
وحنضل وبزيع عامر .
نعود
إلى جزيرة سعود .
أسير
على نهج يرى الناس غيره **** لكل أمرئً فيما يحاول مــذهب
عندما
سكن العـرب على شكل نجوع كانت هناك أرض فضاء تفصل النجع عن الآخر ،
كان الشيخ سعود يرى إبن عمه وخال أولاده الشيخ رسلان خارجاً من بيته
متجهاً نحوه فيأمر بإعداد القهوة ، فى هذه المساحات كانت تقام المنافع
الملحقة بالبيوت لحاجة مرابط الخيل والأنعام (منافع) ، وكانت وساياهم من أكبر
الوسايا في القطرالمصرى ، وكانت أنعامهم كما قال الأمير الشاعرعبد القادر الجزائرى :
أنعامنا إن أتت عند العشي *** تخُال أصواتها كدوي الرعد فى السَّحر
وذلك كان لضخامتها ولإختلاف أنواعها ، فكان لابد من المزراعين ، وخاصة عندما بدأ الإستقرارالآمن يلقى بظلاله وقد إنهوا المهام المكلفين بها من الحاكم والدولة العلية وبدأ التمكن من الزراعة ، فهى كانت المصدر الإقتصادي الوحيد لهم ولإعالة رعيتهم وأنعامهم ، كما كانت هذه الوسايا هى مصدر الرزق لكل من يسكن هذه المنطقة ، فكان يعيش فى كنفهم الكثير والكثير من طوائف السكان ، حيث بدأوا يحضرون كل من يلزمهم من أصحاب المهن ، وعلى سبيل المثال ، هم بحاجة إلى الحلاق أحضروا جماعة يعملون فى هذه المهنة من كفر حافظ بأبو حماد ووزعـوهم على النجوع ، كانوا يحتاجون النجارالإفرنجى منه للباب والشباك ، أو البلدى لصناعة التوابيت ـ السواقى وكذلك لتكسير ما يلزم من خشب الوقود ، وكذلك من يعمل فى نظارة مزارعهم ويمسك لهم حساباتها ، بنوا المساجد والمضايف وأوقفوا لها أرضاً كثيرة وكثرت تبرعاتهم للأبنية الخدمية الخاصة بالجزيرة التى أصبحت فيما بعد قرية أم ولها الكثير من التوابع ، وشيدوا أضرحة أسلافهم بطريقة أسطورية .
تُذكِّرنى أنا شخصياً بقصة (مدافع نفاروة) ، وسَكَّنوا هذه الآبدة فى عالية ، وتسمّت بإسم عـزبة البابور وكان هذا الشئ إذا إشتعل ، إشتعل بالفحم روى من عـزبة البابور حتى عـزبة أبو شميس ، وهذه إذا قيست تكون نحوخمسة كيلو مترات ، وبعد البابور وعـزبة العـرب ، سمحوا لتلك الطبقة العاملة بالسكن حولهم وغضَّوا النظرعن تزايدهم حتى كثرت وزادت .
عزيزى
القارئ ، ما حدث على نطاق (جزيرة سعود) من توظيف كل
العمالات التى كانت موجودة حول هذه (الأسرة الطحاوية) فى ذلك الوقت ،
حدث أيضاً فى مناطق النجوع الأخرى مثل منشأة بشارة ، وراغب
، وعليوه ، ورسلان ، وكُريم والطحاوي ومن
منهم فى بني جري ، وأيضاً فى منطقة الطحاوية من العباسة حتى بلبيس
، أنظر معى كم من العمالات كانت قائمة على هذه الوسايا ؟
! فى وقت كان فيه تعداد إقليم الشرقية ليس بهذا الحال الذى نحن عليه الآن
، ولنا أن نعرف أيضاً أن الشرقية وسيناء كانتا إقليماً واحداً ،
وكانت العاصمة بلبيس ، والآن تربطنا بكل هؤلاء الذين كانوا قائمين على
هذه الوسايا أواصر الأخوة والمحبة حيث دوام الحال من المحُال ، نشأ من
الطرفين جيل جديد وجمعتنا معاً المدارس والجامعات فأصبحنا نقتسم فرص العمل
ونقتسم الأجر وأيضاً (لقُمة العيش) ، أما الماضي فأصبحنا نتندرعلى ما
يأتى على خاطرنا منه .
ومن
يُمنْ الطالع أن وقعت يدي على نسُخة من رسالة ماجستير ولم تُنشر من قبل ،
وكان عنوانها ( قبائل البدو بالشرقية فى القرن التاسع عشر ) ، من كان
موجوداً وبمعنى موجوداً ، بالشرقية فى ذلك الوقت ؟ بعد
مراجعة الرسالة الضخمة أجد إسم الهنادي وشيوخهم الطحاوية ، ما أعنيه
بعد كل هذا أن إقليم الشرقية ومنذ زمن طويل يتصف بالكرم وحُسن الـُخلق واللغة
الواحدة ، فأنا أعـزو ذلك إلى أن إنتشار العـرب فى الإقليم ولمدة
طويلة قد أضفى على سكانه كثير من العادات الطيبة كالكرم والرضا والتسامح وحُسن الـُخلق
والطمأنينة . شئ آخرأشارت إليه كثير من المراجع التاريخية
، أنه عند أوَّل نزول (سُـلِيم وهلال) بَر مصر سكنوا صعيد مصر
والشرقية ، وها نحن ومرة أخرى نضع أيدينا على أصل مقولة أن (الشراقـوة
والصعايدة) أبناء عُمومة ، ونعلم أيضاً ومن خلال المراجع التاريخية
أن من أحد أسباب هجرة بني سُـلِيم ، أنها كانت لنشرالدين الإسلامي وتعميق اللغة العربية ،
فلابد أن القبائل الكبيرة هذه منذ دخولها مصر وخروجها وعودتها
، وتفرُعها من سُـليِم ثم السُّعادي ثم الهنادي ثم الطحاوي ،
فى كل مراحل التاريخ وفى كل البلدان التى نزلت فيها وعادت منها ،
لابد وأن كان لها أثراً بالغاً على كل صعيد ، الدين اللغة
الصفات الشمائل النـُظم الإجتماعية والإقتصادية ، كما أنها رَسَّختْ
قوانين البادية فى هذه المجتمعات الريفية ، وللآن نسمع جمُلة
(قضاء عـرب) ونسمع الكثيروالكثير من المفردات التى تعود فى أصلها إلى
تلك القبائل العـربية والمتسلسلة والضاربة بجذورها فى أعماق الريف المصرى
، حتى ترعرعت كلمات وأفعال ومأثور وتراث وعادات وتقاليد ،
وها نحن من خلال هذا الموقع نحاول جاهدين لملمة ما تبقى من كل ذلك
، والله المستعان .
جدودي
ألمح الدهـر علـــى ***** ذكرهم يطوي جناحيه جـلالاً
بُوركت
صحراؤهم كم زخـرت ***** بالمروءات رجــالاً وجمالاً
هؤلاء
الصِّيد قـومـي فإنتسب ***** أن تجد أكرم من قـومي رجالاً
(
الشاعر عمر أبو ريشة )
*
أيضاً قارئنا العزيز وكعادة القبائل الكبيرة والعظيمة وبعد قرائتنا مراراً لتاريخ
القبائل العربية سواءً على الموقع أو فى المراجع ، نجد أن
هناك أسر صغيرة هى في الأصل من قبائل كبيرة وعظيمة ولها وطنها ، تنزح هذه الأسر من
نحو ثلاثة أفراد يزيد قليلاً تنزح من وطنها هرباً من : مُفتقر أو جندية أو دين أو
جور حاكم أو ثأر ، فتلجاً إلى القبائل الكبيرة تعيش حولها وفى كنفها طلباً للحماية
وبحثاً عن الرزق فتكبر هذه الأسرة وتتنامى وقد تنقطع عن مسقط رأسها وأصل قبيلتها
وموطنها ، وعلى هذا المثال كثير ، فهم يحملون الإسم الأوَّل ويبقى معهم لفترة ثم لا
يهتمون لطول مدة فراقهم للقبيلة الأم فتظهر أسماء هذه الأسر في منطقة القبيلة
صاحبة المكان على سبيل المثال من قبائل الشرق: (السويركى والُطميلى والحويطى والأخرسى والمعازى والعبادى والمسعودى والعقيلى والمزينى والتربانى البياضى والنفيعى
والسميعنى والمطيرى والعتيبى والدبيكى والدريهمى ، وكذلك بيت العقبات من البياضية ) وبعض الأسرالفلسطينية والكُردية وبعضاً
من المسيحين .
هناك
ايضاً أحلاف صغيرة قادمة مع القبيلة منذ نزوحهم من أخر مكان نزوح، تعيش فى كنف
القبائل الكبيرة وبإتفاق ، قـرأت مرة أن الإتفاق يضمن للأقوى الولاء
ورعية بعض شؤون القبيلة من الأضعف ، فى مقابل حمايتهم وإشراكهم معهم
فى الرعي ولهم ثُلث الشور ، وهذا كثير فى التاريخ وفى كل البلدان
أيضاً ، وإذ لم يكن بهذا الشكل المبُسط فلابد أن هناك أشكالاً أخرى .
منها
من قبائل الغرب (المحمودى الفيتورى الفاضلى : المغاربة) المسمارى الحبونى النبيشى
الفرجانى السمالوسى ، الفردى ، البهجى والهوارى ومن الهنادي أيضاً بيت (أبوكيلانى
الأطرش) (العلواني القديدي) والهدهودى .
ولقبيلة السواركة شأن فى جزيرة سعود يشرفنا ذكره: أحد
بيوت قبيلة السواركة يُدعَى الجريرات ، الشيخ سليم جرير وجماعته ، وهذا البيت
وبكل تأكيد كان من خيرالبيوت التى جاورت الطحاوية ، مما توفر لديهم من
الأمانة والصدق والقناعة والزُهد فى الحياه ، وكذلك مما أعطاهم الله
من عنده من كرامات وبركة ، فإتمنهم الطحاوية على البيت والحلال
، ونعلم جميعاً ونذكر أيضاً كثير من الروايات من أعمامنا وأجدادنا
، عما لهؤلاء العـرب من بركة ورؤية ثاقبة للأمورناتجة عما يملأ قلوبهم
من الإيمان ، فكان منهم الداعية الإسلامي الكبير الشيخ عيد سليم جرير
رجل البروالتقوى ، ورجل الحكومة الشُجاع فى حرب الإستنزاف ،
وكذلك إخوته الشيخ منصوروالشيخ سلامة ، والنعِم بهم وبذُريتهم
، وكذلك
إستقبلت جزيرة سعود أثناء حرب عام ( 1967 م ) أعداداً غفيرة من المهجَّرين من سيناء
ومدن القناة وفتح لها العرب مضايفهم على مصراعيها وشملوهم بكل سبل الراحة
والطمأنينة حتى عادوا إلى منازلهم بعد حرب أكتوبر المجيدة ، وهذا تم من كل العـرب
الموجودين فى جزيرة سعود وهكذا أصبحت هذه الجزيرة خليط متنوع من قبائل
الغـرب وقبائل الشرق والأهالي المعاونين لهذه الوسايا ، أدَّى كل ذلك مع
مرورالوقت إلى زيادة الرقعة السُكانية رويداً رويداً ، وهكذا .. بالإضافة
إلى تسامح العـرب الطحاوية فى كل ذلك وقناعتهم بما تحت أيديهم من مساحة السكن
والزرع ، وغض النظرعن هذا الطوفان السُكانى الذي بدا وكأنه حزام
يُحزَم النجوع ، ولونظرنا من السماء إلى هذا المكان جُغرافياً لوجدنا
النجوع على إتساعها ، ثم متخلّلات من هذا الخليط والذى نسُميه الأهالي
، ثم خارج هذه الدائرة الكبيرة ، الأرض الزراعية ، فأوَّل
ما تقع قدميك على أرض زراعية خارج هذه الدائرة فهى للطحاوية ولك أن تتخيل هذه
الجغرافيا العجيبة .
مرت
السنون سريعاً وبعد ما بدأنا حديثنا عن سعود وجزيرته ومن إنضم إليه ومن عاش فى
كنفه ، وكذلك الجغرافية الطحاوية وأثرها فيهم وأثرهم عليها ،
كانت هذه السطور ونحن نتبع مركز فاقوس وتحت عمُدية وبهَوية محمد بك سعود
، حتى بعد عام ( 1945م ) فكانت هناك نية توسُع بإنشاء مركز أمني جديد
، فكانت المشورة أولاً للبيك الموجود فى المكان فى ذلك الوقت ،
وكان من الطبيعي أن يكون المكان نزُولاً على رغبه البيك ، فرفض
تماماً أن يكون مقـرالمركز الجديد فى دائرة سُكناه وجماعته لكي لا تُعكرحركة جنود
المركز وخُفرائه ونشاطاته صَفو أهله وجماعته ، فتبنَّى جماعة أبوعطوان
هذا المركز وأفسحوا له جزء من مبنى لديهم ريثما تبدأ مديرية الشرقية ببناء مبنى
مستقل للمركز الجديد .
قبل
عام 1952 كانت أبواب الرزق في هذه البقاع قائمة على هذه الوسايا ، وبعد هذا
التاريخ ظهرت مشاريع إصلاح الأراضى الزراعية فكانت تأتى سيارات ( زِل ) لورى روسى
تقف في مدخل الجزيرة وتستعمل آله التنبيه بإستمرار تنبه العمال الذين في لحظات
يقفزون داخل السيارة ومعهم آلة الحفر الخاصة بهم ومنديل ملفوف على طعامه وتنطلق
بهم السيارة إلى موقع عملهم الذى هو حفر الترع والمصافى وعند المساء تعيدهم
السيارة إلى المكان الذى أخذتهم منه ، هنا توفر باب رزق جديد ومستمر لأعوام وبدأت
تتفتح آفاق جديدة للعمل وخاصة أنهم كانوا يتقاضون أجراً يومياً أو أسبوعياً وهذا
الوضع يعتبر نقلة إقتصادية لم تتوفر لهم من قبل .
بمُضى الوقت تحرك سوق العمالة داخل مصر متُجهاً نحو الملكيات الخاصة والمشاريع الجديدة ، والهجرات خارج الوطن تزامناً مع تفجر البترول في دول الخليج العربى ونهضتها العمرانية الجديدة ، وإعتبر البعض أن عصر الوسايا من العصرالبائد ، فإنطلقوا يجوبون الآفاق سعياً وراء قوت يومهم ، تارةً فى شكل (عُمال المياومة) وأخرى فى شكل التملُك والإنخراط فى سلك الحكومة الجديدة ، إعتقاداً منهم أنهم كانوا يرَزحون تحت نير العبودية والإستغلال ، ولكن ما كان ليس إلَّا أحد أشكال النظام الإجتماعي والإقتصادي لفترة تاريخية مُعينة ، أي لم يكن هُناك جُوراً ولا إستغلالاً إنما كان واقع حياة نتاج نظام سياسي قائم ، وتكوين إجتماعي فرضته ظروف مُعينة فى أوقات مُعينة ولا شك أنه بدأ فى الزوال ، ليحل محله تكوين جديد فى ظروف أُخرى ، فى نظام سياسي مُختلف ، ولا شك أننا نحن من عاش ذاك وهذا لابد أننا وقفنا على كثير من الحقائق التى جعلتنا نتحدث عن الماضي الجميل وكأنه تراث ، أصبحنا نبكي عليه ونستدعي منه ما نتصَّبر به على مرارّة الحاضر، وفى خضم هذه التحولات ربح من ربح وخسر من خسر وهكذا الأيام دواليك .
ـ في عام 2011 حدث : ثورة شعب على الحاكم وفى ظل العهد الجديد تكون حلف عام بواسطة الدولة ممثل في إتحاد القبائل العربية داخل مصرلحاجة الدولة لذلك ، وظهر الرئيس الجديد في صوروسط العُربان مشجعاً ، هذا العمل أدى إلى حراك إجتماعى لم يحدث من قبل ، وبين يوم وضحاه وجدنا من نعرفهم جيداً وتربينا معاً ونعرف جذورهم ، بعون الله وقوته أصبحوا عرباً وأصبحت هناك الكثير والكثير من التكتلات لمجرد تشابه الأسماء ، وتغيرت الأسماء الحقيقية ليحل محلها إسم قبلى وكذلك اللهجة والملبس دون أدنى تحرّى عن نسب أوهوية قبلية وعراك دائم وتناطح للدفاع عن هذه الهوية الجديدة ، وذهب الناس يبنون مضايف جديدة ويتحركون داخل القطرالمصرى في شكل قوافل بين المراكز والمحافظات للتعارف والتزاورلمجرد تشابه الإسماء ، ويعلنون أن لهم أقارب هنا وهناك ، والحذر كل الحذر أن تتحدث عن تحرَّي النسب وعده (عامود النسب) أورحله القبيلة ، وسكَّنوا صفحات التواصل الإجتماعى بهذا الحراك الرهيب وظهروا على منصاته شيوخ عظام وأصبح أي محاولة لتصحيح هذا المسار من باب الضلال وتجابه بهجوم شديد وعناد وأيمانات معظَّمة .. سنترك باقى الحديث للملفات التالية :