بين السندان والمطرقة

El-Tahawy Saoud



بين السندان والمطرقة




الشيخ العمدة / طلب راجح الطحاوى والمستشار /عبدالعاطى راجح الطحاوى وبعض من افراد الأسرة 

ـ لازالت أوراق التاريخ تتبدى لنا بين الحين والآخر تفوح منها رائحة الماضى الجميل ونستشعر منها أنْات مشايخ عرب الطحاوية فى ذلك الوقت وصرخاتهم للحفاظ على الحصان العربى وتنميته وما كانوا يعانوا من عراقيل وبيروقراطية وكأن خيولهم كانت أيضاً محسوبة على النظام الملكى القديم فطالتها براثن الثورة فبقي مغضوباً عليها لتموت ببطء ويموت معها جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وتراثها فى الخيول العربية حول العالم ، كل أوراق التاريخ فى العالم بمختلف لغاته وقاراته أشارت إلى أن هؤلاء العرب وخيولهم التى جلبوها من بادية الشام بحججها وطرق تربيتهم لها والحفاظ على أنسابها والمساعدة الفاعلة للخديوعباس أثناء جمع خيوله ، هم أصل وليس أقل من ذلك فى إذكاء الخيول المصرية المنتشرة فى العالم ،




صفحات مجلة المصور 

ـ الأخ محمد على المطروشى ـ دولة الإمارات العربية المتحدة ـ الذى إنبرى حاملاً راية الأصالة بحثاً وتنقيباً وعراكاً وتعليماً وممارسة ، متنقلاً بين أقطار الخليج والوطن العربى يلملم ما تبقى من معلومات وجمل بل دُرر من تاريخ الخيل ليضعها فى مكانها لتكون شعلة إشعاع ثقافى يلتف حولها هواة الأصاله والباحثين عنها وهو لا يدرى أنه من خلال ذلك ذهب يربط بين العوارف وينقل منهم وإليهم وأيضاُ جملة من هنا يكتمل بها فصل كتاب هناك ، كالفراشة  التى من خلالها يتم تلقيح العديد من الذهرات
ـ أفاض علينا بعدد من مجلة المصوررقم 2539 للعام 1973 لنستمع للشيخ / سليمان زيدان فرجانى مازن الطحاوى أحد مشايخ الطحاوية وأعلامها وأحد كبارالمربين للخيول العربية وهو ينقل لنا ويربط بين ماضيه وحاضره وهو لم يكن يدرى إلى أين ستذهب هذه الهواية بأصحابها ، والعدد يستعرض لمحة تاريخية عن الخيل ومكانتها فى الإسلام وما نالت من الأحاديث النبوية الشريفة وكذلك فضل الجواد العربى على العالم وإنتشاره وأماكن تواجده .
القرية التى تعيش على تربية الحصان العربى ... هواية ورثها الأبناء عن الأجيال ... يتناقلون أنسابه فى فخر ويشتركون به فى مهرجانات الفروسية وحلبات السباق ، يتسابق السائحون لزيارة قريتهم من أجله وكيف إختفى هذا المخلوق الجميل من أرض جزيرة سعود سؤال يحتاج إلى أكثر من جواب .
بكل مقاييس الجمال فى عالم الجنس الناعم شقراء وسمراء وأحياناً سوداء فى لون الأبنوس ، العيون حوراء واسعة تشع بالسحر مكتملة الرموش والقوام رائع رشيق ومتناسق والرقبة مرتفعة فى كبرياء حسنوات يتبخترن بين القطيع الكبير يخطب ودهن ولكن فى طبعهن الإخلاص لحبيب واحد ، هذه الصفات جزء مما يتميز به الحصان العربى الذى طبقت شهرته أركان العالم وتفردت لوصف محاسنه الكتب والمجلات والبحوث فى أوروبا وأمريكا فهو زينة خيول الدنيا بلا منافس ، وقصة الحصان العربى لها أصول ترجع إلى عصر الجاهلية وصدرالإسلام وكان الفارس يذكر إسمه مقترناً بإسم حصانه الذى يرجع نسبه إلى أول حصان عربى فى التاريخ وكان إسمه (زاد الراكب) وإشتهر من فرسان الإسلام أسامة بن زيد وخالد بن الوليد وحصانه الأبيض الشهير والمقداد بن عمرو والزبير بن العوام ، ويقال أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان يخصص فى غنائم الحرب سهماً واحدًا للفارس وسهمين للحصان وحرص أيضاً على أن ينظم سباقات للخيول وكان حصانه (الأدهم) يفوز بقصب السبق دائماً وقد بلغ حبه للخيل قوله فى حديثه الشريف : الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها فامسحوا نواصيها وإدعوا لها بالبركة ..




الشيح /  سليمان زيدان فرجانى الطحاوى 

ولكن كيف إنتقل الحصان العربى إلى أوروبا ؟ وكيف حقق شهرته هناك متفوقاً على خيول بولندا والمجر والمانيا  وإنجلترا ؟ ..
ـ  بدأت القصة عام 1705عندما أرسل واحد من هواة الخيول الإنجليز وإسمه (دارلى) حصاناً إشتراه من الشام إلى بلدته (يورك) فى إنجلترا وأطلق على الحصان إسمه ... ومن سلالة (دارلى) كان تشارلز وكاليبو ثم 225 حصاناً أحرز أغلبها جوائز السباق فى إنجلترا وإستطاع دارلى أن يحقق هو وسلالته العريقة دخلاُ لإنجلترا وصل إلى ملايين الجنيهات . أما فى الولايات المتحدة فقد دخل الحصان العربى عام 1932 عندما إشترى الأمريكى بابسون ثلاثة من الخيول العربية إستمرت فى إنتاجها حتى عام 1960 وتكونت من هواة الخيول العربية فى ولايه أوكلاهوما جمعية برئاسة مستر (دوجلاس مارشال) أطلقوا عليها جمعية الأهرام للحصان العربى المصرى وإستوردت الجمعية مجموعة من الخيول العربية التى أنتجتها محطة الزهراء فى القاهرة وبدأ هواة الحصان العربى يتزايد عددهم فى الولايات المتحدة وإحتفظوا بالأسماء العربية لخيولهم مع مراعاة أنسابها فالحصان فالح بن فاتح وطلال وأميرإبن نظير وزعفرانة وإضطر هؤلاء الهواة إلى تعلم اللغة العربية حتى لا يخطأوا فى نطق أنساب هذه الخيول والتى يعتبرونها وسيلة هامة لتأكيد أصالة كل حصان ... وفى المانيا الغربية كان كارل رضوان رائدأ من الرواد الذين جلبوا الحصان العربى إليها وسمى نفسه عبدالعزيز بن رضوان  وإرتدى الزي العرب وألف أكثر من كتاب عن الحصان العربى حرص فى مقدمة كل منها أن يذكر الحديث الشريف الذى يذكر فيه النبى الكريم محاسن الخيول العربية باللغة العربية .... وبعد ذلك إنتشرت محطات تربية الخيول العربية فى أوروبا فهناك أكثر من محطة فى بولندا ومحطة مارباخ فى المانيا الغربية ومحطة بابلونا فى المجر وهى أقدم محطات إنتاج الحصان العربى فى أوروبا ، وفى محافظة الشرقية التى تنتشر فيها أكثر من قرية تخصص أهلها فى تربية الحصان العربى كانت زيارة منا لأشهر هذه القرى التى إكتسبت شهرة دولية وسياحية فى إنتاج الحصان العربى الأصيل .. والهواية تناقلها الأبناء عن الأجداد وأنساب خيولها محفوظة تتوارثها الأجيال ، منذ سنوات قليلة كانت مراعى حقول هذه القرية تأخذ صورة غريبة تختلف بها عن بقية القرى فبدلاً من الجاموس والأبقار التى تحتل دائماً المراعى تجد الخيول منتشرة فى الحقول وداخل مساحات القرية بنيت (المداود) بطريقة خاصة يتجمع حولها الخيول للسُقيا والأكل أما الآن فقد إختفت هذه الصورة أو كادت تختفى فلم يعد هناك من هذه الخيول إلّا أعداداً قليلة حرص أصحابها على عدم الإستغناء عنها لأن تربيتها هواية وواجب أوصى به الآباء قبل موتهم ...
 ـ يقول الشيخ/ سليمان الطحاوى رئيس جمعية منتجى الخيول العربية المسجلة بوزارة الشباب 80 عضواً : إن هذه الهواية بدأت تنكمش فى القرية التى كانت تعتمد فى إقتصادياتها على تربية الحصان العربى والأسباب كثيرة أولها أن تربية الحصان تكلف الكثير وتشكل عبئاً علينا وثانيها أن مهرجانات الحصان العربى التى كانت تنظم كل سنه توقفت تماماً وكانت ميداناً  لتنافس المنتجين وحصولهم على الجوائز الأدبية والمنح المادية ولست أدرى السبب فى توقف هذه المهرجانات ، فالمنح المادية رمزية ولا تشكل عبئاً يذكر بالإضافة إلى أن هذه المهرجانات تعد أسواقاً لبيع الخيول بالعملة الصعبة التى نحتاجها الآن بالإضافة إلى العقبات التى وضعها المسؤؤلون بوزراة الزراعة وهى عدم التصريح لنا ببيع ما نربيه من خيول إلّا بعد إجراءات بيروقراطية غالباً ما تنتهى بتوقف طلبات البيع ولست أدرى السبب مثلاً فى منع سائح المانى أعجبه أحد خيولى من شرائها ودفع ثمنها للدولة بالعملة الصعبة بحجة أن البيع لم يتم عن طريق الوزارة ... لكل هذه الأسباب توقفنا عن التوسع فى الإنتاج وخسر الحصان العربى حماس هؤلاء الذين توارثوا هواية تربيته منذ مئات السنين ، دون أن نلبى رغبة السائح فى أن يشترى حصانه من البيئة التى نشأ فيها من القرية العربية التى حافظت على نقائه وإحتفظت بأنسابه ، وفى عام 1967 بعنا فى مهرجان الخيول بما قيمته 11 الف جنيه .
 ويقول الشيخ/ سليمان أن المُهرة أنثى الحصان تبدأ فى الإنتاج وعمرها ثلاث سنوات وفترة الحمل تمتد إلى 11 شهر والصفات والفضائل التى يتميز بها الحصان العربى منها الوفاء لصاحبه والحزن عليه إذا إفتقده وإذا ركبه طفل يحافظ عليه حتى لا يسقط من على ظهره .
ـ الدكتور محمد المرصفى مدير محطة الزهراء لتربية الخيول العربية واحد من أكبر الخبراء فى هذا المجال يقول إن قصة الحفاظ على الحصان العربى تبنتها الهيئة الزراعية منذ إنشائها حتى الآن وكان لرائدها الأول فؤاد أباظا (باشا) فضل أن يكون عندنا حتى الآن أفضل مجموعة خيول عربية فى العالم تنطبق عليها المواصفات المثاليه التشريحية التى تخيلها الرسام الأوروبى فى محاولة لتصويره مواصفات الحصان العربى



د. محمد المرصفى 

والفضل يرجع أيضا للمهندس سيد مرعى الذى وجه إهتماماً خاصاً للنهوض بالمحطة عندما كان وزيرا للزراعة .
ويقول الدكتور المرصفى أن الإقبال الشديد على شراء الحصان العربى من مصر جعلنا نضع قيوداً على تصديره ففى يوم واحد نستطيع أن نبيع كل ما لدينا من خيول بالعملة الصعبة وبالرغم من أن نسبة بيع الحصان العربى المنتج فى بولندا إلى نسبة بيعه فى مصر بلغت 150/1 إلّا أن هذه النسبة ترتفع فى مجال نيل الجوائز بالنسبة للحصان العربى الذى يستورد من القاهرة فتبلغ 9/1 أي أن هناك تسعة خيول مصرية عربية تفوز فى السباق مقابل حصان عربى واحد فى بولندا .






صفحات من كتاب فوربس



 الشيخ طلب راجح الطحاوى


سعادة الباشا احمد حمزة والشيخ عبدالعزيز السابق
ـ الصورالمنشورة للشيخ/ طلب راجح الطحاوى وسعادة/ أحمد حمزة باشا من كتاب ارابيان كلاسيك  هورس عام 1976 والمنشورغلافه للباحثة/ جوديث فوربس والتى تحدثت فيه عن الطحاوية عندما شرعت فى عمل ستود بوك لخيول الباشا أحمد حمزة والذى إشترى تلاث مُهرات من الشيخ/ عبدالحميد راجح الطحاوى فى أربعينيات القرن الماضى وقام بتسجيلهم ،

#buttons=(قبول!) #days=(20)

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتعزيز تجربتك. المزيد
Accept !