كتاب الخيل
سننفرد بنشر بعض مقالات المخطوط تباعاً حتى نستكمله وذلك بعد أن تم تحقيقه من قبل إدارة الموقع التاريخى لأسرة الطحاوية
ــــــ
هذا
كتاب كامل الصناعتين البيطرة والزردقة المعروف بالناصري
تأليف أبو بكر بن بدر
البيطار بخزانة الملك الجليل السلطان
الأعظم الملك الناصر محمد بن
قـــــلاوون رحمــــه الله
آمين .. آمين .. آمين .
فمن أراد أن يعرف الأسباب والعلامات والأدوية فعليه بمطالعة
المقالة الخامسة بنمره 58 وإن كان مراده فى أى مرض من الأمراض التى فى الخيول
وخلافها وأسبابها وعلاماتها فعليه بمطالعة الفرهسه التى فى آخر الكتاب بنمره 115
يستدل على كل مرض من الأمراض بكل نمره قرين كل باب وعلاماته يستدل على الذى يريده
وكذا لو أردت أن تعرف الدوائير التى فى الدواب التى يحب ارتباطها والذى يكره
ارتباطها واليمن منها أو الشؤم والذى لا تنفع ولا تضُر فعليك بمطالعة كتاب كسرى
ابرويز من تأليف جنه الهندى الفيلسوف نمره 191 إلى نمره 214 تجد بيان كل دائرة
قرين كل نمره تستدل على الذى تريده , والله سبحانه وتعالى أعلم .
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله الواسع
العطا . المسبل الغطا . ذى الحكم والقضا . والسخط والرضا . والعز والبقا . والعلو
والإرتقا . والفضل والسنا . مستحق الأسماء الحسنى . أحمده على ما دبر وقدر . وسهل
وعسر . وأحلا وأمر . وأشكره على جزيل النعما . وأوحده لتعظيم الألأ . وإستغفره
لمخالفة الكبريا وأسأله فإنه المرتجا . وأتوكل عليه فأنه واسع العطا . وأصلى على
محمد المصطفى . ورسوله المجتبى . ومن أنقذنا من الضلالة إلى الهدى . ورضى الله عن
أبى بكر الصديق أصدق الأصدقا . وعن عمر بن الخطاب كافل الأرامل والأيتام والقطعا .
وعلى عثمان بن عفان سيد الشهدىْ . وعلى على بن أبى طالب مسعر الهيجا . وعن الحسن
والحسين سيد شباب أهل الجنة الأتقيا . وعن بقية الصحابة والتابعين . ما هزم جيش
الظلام من عسكر الضيا .
وبعد فقد أتم الله وجدد سعد مولانا السلطان
شاهرمان . سيد ملوك الزمانه مالك رقاب الأمم . أوحد ملوك العرب والعجم . جامع
فضيلتى السيف والقلم . الحاذق بتقدير الله تعالى فى تدبير الأمم . العالى بهمته
على أعلا مراتب الهمم . مولانا وسيدنا السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين .
محمد بن مولانا السلطان السعيد الشهيد سيف الدنيا والدين قلاوون . خلد الله ملكه . بما أخصه من أحكم السياسة
وأبرع الشجاعة . وأعلم السماحة وأسنا الملك . وأعلا العزة وأصوب الرأى . وأجود
التدبير . وأشرف المناقب وأنفس الفضائيل . وأوفر العقل وأغزر الفهم . وأعدل السيرة
. وأكمل الفضل . وأكمل الشاه . وألطف الذهن . وأبهى الخلق . وأبعد الهمم . وأرفع
المنازل وكمل له الفضائيل وزينها بما قرن له من محبة العلم والحكمة وأهلها . وحب
الخيل وتكرار نظره فيها . وحب مباشرتها . لما فيها من العز والأجر . ولما جاء فى
ذلك من الآيات . والأخبار والأثار . وقد قال كسرى أنوشروان إذا أراد الله بأمه
خيراً جعل العلم والحكمة فى ملوكها وإنى لما رأيت البياطره والأطباء والذرادقه .
والفلاسفه . والحكما . مثل أرشطاطاليس ([1])
. وعرمس . وجاليانوس . وبقراط من المتقدمين . وأبى يوسف . ومحمد بن أخى حزام الجبلى
. من المتأخرين قد تقدموا فوضعوا كتباً كثيرة . فى علم البيطره والزردقه والعلاجات
ألا أنهم بينوا فيها جميع الأسباب . والعلامات . والألوان . والشيات . والإمتحان والأدوية
. ومنافعها . ولسائر الأمراض . والأسباب . الردية من المحموده . ولسائر ألوان
البغال . وشياتها . ولعلامات السباق منها . وصفاتها . ولأنواع النعال والمسامير .
وهنا ديسها . ولصفة إضمار الخيل ونتاجها . فأحببت أن أجمع لخزانته . كتاباً كاملاً
. شافياً . لجميع ما يحتاج إليه فى ذلك . مع ما جمعت إلى ذلك من الفضائيل .
والعلوم . والألفاز([2])
. والمداواه التى تعبا على كثير من أهل الفنون . وكذا ما يحتاج إليه من أراد علم .
البيطره . والزردقه . والفروسيه . ولم أغفل عن شيئ ولم أترك شيئاً مما يعرب ولا
يعجم . من الأمراض والأعلال والأسباب . والأنساب . والبغوت . والألوان . والأوضاح
. والشيات . إلا بينته . وفسرته ولا أمراً
1- أرشطاطاليس : موجودة هكذا فى المتن وقصد بها
أرسطاطاليس .
أرسطو أو أرسطوطاليس أو أرسطاطاليس(بالإغريقية: Ἀριστοτέλης) (384 ق م - 322
ق م) فيلسوف إغريقي،
تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر. كتب في العديد من المواضيع،
بما في ذلك علوم الفيزياء والميتافيزيقا، الشعر،
المسرح، الموسيقى، والمنطق والبلاغة والسياسة والحكومة، والأخلاق، والبيولوجيا،
وعلم الحيوان. جنبا إلى جنب مع أفلاطون وسقراط (معلم
أفلاطون)، أرسطو واحد من أهم الشخصيات في
2- الألفــــــــــاز : وصحيحها الألفاظ .
من البياطره . والزرادقة . وجربناه .
وذكره والدى . بدر الدين . رحمه الله تعالى . ورأيته من الصناع . بمصر والشام . نقلاً عن
الثقاه . وخبر بالعيان . وعملاً باليد . وقد جعلته مقدمات
. ومقالات منها بنوع من
الأنواع ليكون أشد تمكنــــــــاً . من فهم من أراد .
علمه . ومعرفة . قبل فواتـــــه .
فيعـــرف مكــــان مــــا
يريــــده من الكتــــــاب .
علمه . ومعرفة . قبل فواتـــــه .
فيعـــرف مكــــان مــــا
يريــــده من الكتــــــاب .
فيقصده فى موضعه
والله الموفق
بسم الله الرحمن
الرحيم وبه نستعين
المقالـــه الأولى
من كتاب كامل الصناعتين البيطره والزردقه المعروف بالناصري
تأليف أبو بكر بن الــبدر البيطار بخزانة المــــلك
الجليل السلطان الأعظــم المــــــلك الناصر
رحمه الله تعالى تحتوى على عشرين
بابـــا من هــــذا الكتاب
بعـــــــــــون الله
الملك الوهاب
الباب الأول
من هذا الكتاب
فى فضل الجهاد والمجاهدين . وفضائيل
الخيل .
قال الله تعـــــالى : فى كتابــــــه العزيــــــز : يَا أيُّها اَلذيـــــــنَ آمنــــــوُا هَلْ
اَدُلكَم عَلَى تجَـــــارةٌ تُنجيكُم منْ عَـذابٍ أليَـم ٍ . تؤُمِنوُنَ بِـاللهِ
وَرَسوُلِــه . وَتـُجاَهِـدونَ فِىْ سَـبيِل ِ الله بـِأموالكم وأَنُفسكُم ذَلِـكُم
خيرٌ لَـكُم إِنْ كُنتُم تـَعلمُونَ يَغفِـر لَـكُم ذُنـُوبـِكم وَيـُدخِلكَم جَـناتٍ
تـَجرِى مِنْ تَحتـِـهَا الأَنهَارَ وَمَساَكِنَ طَـيِبة فِـى جَـناَتِ عَدنٍ ذَلِكَ
اَلفَوُزُ اَلعَظِـيمَ . وقال تعالى لَكِنْ اَلرَسوُل وَالَذيِـن آَمَـنوُا مَعَهُ
جَاهدوُا بِأمُوالِـهِم وَأنفُسهِم فِىْ سَبيِلِ الله وَأولئِكَ لـَهُم الَخيَرات
وَأوَلئكَ هُمَ اَلمفلـِحوُنَ . وقال تعالى إِنْ الله اشترَىَ مِنْ اَلمؤُمنيَنَ أَنفُسهَم
وَأموُالِهِـم بِأَنَ لـَهُم اَلجنةُ يُقَاتلوُنَ فِى سَـبيـِـل الله فَيقتَـُلونَ
وَيقتِلونَ وُعداً عَـليـِهِ حَـقاً فِى الَتوُرَاه وَالإِنجيِلَ وَالقُرآنَ وَمَنْ
أَوفَى بِعَـهِدهِ ِمنْ الله فَـاستبشِروُا ببِيعِكُم اَلَذىِ بَايَعتُم بِهِ وَذَلكَ
هُوَ الفَوزُ اَلعظِيم . وقال تعالى وَاعِدوُا لَهُم مَاَ اِستَـطَعُتم مِنْ قٌـوةٍ
وَمِنْ رِباَط الَخــَيلَ تـُـرهِبوُنَ بـِهِ عـَـدوَ الله َوعـَـدُوكُم .
فقيل أن
القوة هى الرمى وأما رباط الخيل فمعروف وأما الأخبار فعن أبى ذر رضى الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله وجهاد فى سبيل
الله . وحج مبرور . وعن عبدالرحمن بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
مثل الذين يغذون من أمتى ويأخذون الجعل
كمثل أم موسي ترضع ولدها فتأخذ أجرها . وعن مخيرز قال غزونا أرض الروم فمر صاحب
فرس إلى صومعة راهب فناداه الراهب يا صاحب الفرس أمن المطوعين أنت أم من أهل
الديوان . فقال من المطوعين . فقال واها له لو كنت من أهل الديوان فأنا نجدهم فى
بعض الكتب إنهم عدة الله . وأما ما جاء فى فضل الخيل من الأخبار عن جرير بن
عبدالله البجلى رضى الله عنه قـال رأيت رســــول الله
صلى الله عليه وسلم يفتل ناصية فرسه بيده ويقول الخير معقود فى
نوصى الخيل إلى يوم القيامة والأجر والمغنم . وعن عطا قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تقود الخيل بنواصيها فتذلوها . وعن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما
فى قوله تعالى الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية قال أنزلت فى علف
الدواب . وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال وما من ليلة إلا وينزل ملك من
السماء يحبس عن دواب الغزات الكلال إلا دابة فى عنقها جرس . وعن مجاهد قال أبصر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانا ضرب وجه فرس ولعنه فقال هذه مع تلك لتمسنك
النار الآن تقاتل عليه فى سبيل الله قال فجعل الرجل يحمل عليه حتى كبر وضعف وجعل
يقول اشهدوا اشهدوا . وأما ما مدحته العرب فى أشعارها فقد قال عامر بن الطفيل بن
عوف .
* إنى وأن قل مالى لا يفارقنـــــى * مثل
النعامه فى أوصالها طـــول *
* أم سامح الوجه لم يقطع اباجله * يصان
وهو ليوم الروع مبــذول *
وقال كعب بن مالك الأنصارى رحمة الله عليه
* ويعد للأعــــــداء كل مقلـــــص * ورد ومحجــول القوايــم بلـــــــق([1])
*
* أمر الإله يربطهــــــا لعــــــدوه * فى الحرب إن الله خـــــــير مــــوفق *
* فيكون غيظا للعدو وحافظــــــا * للدار
إن دلفت خيــــــــول المــــرُق *
وقال علقمه بن عامر المازنى
* ما كنت اجعل مالى قرع سائبــــة * غير
راس جدع يصب الماء فى الطـــين *
* الخيل من عده أوصى الله بهـــــا * ولم يوصى بغرس فى البســــــــــــاتـــيـن *
* كم من مدينة جبار ظفرت بهـــــا * حتى جعلنــــــــاأعاليهــــــــــا مياديــــــــــن
*
وقال لبيد بن ربيعه
* معاقلنا التى نــــأوى
إليهـــــــــــا * بنات الأعوجيــــــــة
والسيــــــــــــــــوف *
فهذا ما إختصرناه فى فضائيل الجهاد
والمجاهدين والخيل بتوفيق الله تعالى .
الباب الثانى
فى أنساب الخيل ومن ماذا خلقوا
فأما أنساب
الخيول التى ذكرت فهى عشرة أنساب . أولها الحجازى وهو أشرفها . والنجدى وهو أيمنها
. واليمنى وهو أصبرها . والشامى وهو ألونها . والجزيرى وهو أحسنها . والبرقى وهو
أخشنها . والمصرى وهو
أفرهها . والخفاجى وهو أيصلها . والمغربى وهو أنسلها . والفرنجى وهو أفشلها . وأما
الروينيات . والدمخيات . والزرطيات . والفارات فأنهن قبائل فهذه أتم نسبه الخيول .وعن
وهب بن منبه أنه قال بلغنى أنه لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق الفرس قال
للريح الجنوب . إنى خالق منك خلقاً . أجعله عزاً لأوليائى وذلاً لأعدائى وجمالاً
لأهل طاعتى . فقبض من الريح قبضه . وخلق منها فرساً . وقال سميتك فرساً وجعلتك
عربياً . الخير معقود بناصيتك . والغنائم محازه على ظهرك والغنا معك . حيث كنت . أرعاك
بسعة الرزق . على غيرك من الدواب . وجعلتك لها سيداً . وجعلتك تطيرى بلا جناح .
فأنت للطلب . وأنت للهرب . وسأحمل عليك رجالاً . يسبحونى فسبحينى معهم ويكبرونى
فكبرينى معهم . فلما صهل
الفرس . قال باركت عليك . أرهب بصهيلك المشركين . أملأ منه أذانهم . وأرعب به
قلوبهم . وأذل به أعناقهم . فلما خلق الله تعالى آدم عليه السلام . وعرض عليه
الخلق . وعلمه أسمائهم . قال الله تعالى يا آدم إختر من خلقى ما أحببت . فختار
الفرس . فقال تعالى له إخترت عزك وعز ولدك . باقيا معهم ما بقوا . فبركتى عليك .
وعليهم . قال وهب فما من تسبيحه . ولا تحميده . تكون من ركب فرس . إلا والفرس
يسمعه . ويجبه بمثلها من نطقه . وروى الواقدى أن أول من ركب الخيل . بعد آدم . إسماعيل
بن إبراهيم . عليهما السلام . وإنما كانت بعد آدم وحشياً لا تطاق حتى سخرت
لإسماعيل فركبها وهو العربيات وروى الكلبى أن الله تعالى أخرج لسليمان من البحر
ماية فرس وكانت لها أجنحة وكانت تسمي تلك الخيل الخير والله تابع
الباب الثالث
فيما تشارك الفرس الإنسان من الأعضأ ([1])
والقوى والأعلال والأدوية
فأما ما تشارك فيه الفرس الإنسان من الأعضأ فقد
يشترك معه فى الأعضأ النفسانية والأعضأ الحيوانية والأعضاء المركبه والأعضأ
المتشابهة فأما الأعضأ النفسانية فكالمنخرين . وقصبة الريه ([2])
. والقلب وأما الحيوانية فالرأس . والكبد . والمثانة . والكليتين .
والأنثيين . والذكر وأما الأعضاء المتشابهة فكالعظام . والغطاريف ([3] ).
والعصب . والوتر . واللحم . والعضل . والجلد . والشعر . وأما المشاركة فى
القوى فإن له خمس قوى مثلما للإنسان خمس حواس قوة السمع . وقوة الشمم . وقوة الذوق
. وقوة البصر . وقوة الذكر وأما مشاركة الإنسان فى الأعلال فإن قد يعرض فى
بدن الحيوان كثير مما يعرض فى بدن الإنسان من الأعلال مثل بياض العين . والسيل .
والكمنه . والظفره . والطرش . والرعاف . وورم اللثه . والجنون . والسل .
والإستسقاء . والسودا . والصفرا . والشرا . والتواليل . والتوته . والدماميل .
وتشبيح العصب . وداء الثعلب وأما مشاركته فى الأدوية فقد يستعمل للفرس جميع
ما تستعمله للإنسان من المسهلات . والمقبضات . والأكحال . والشيافات . والفصد .
والنطولات . واللذق . واللطوخات . والبزل . والكيات . والحقن . والفروحات .
والمراهم . والدرورات . والجباير . واللحامات . فإن هذه كلها تنوب الإنسان .
ويشترك معه فيها الحيوان وكذلك فى فصاد الإنسان فى الصدغين . وفى عرق الذراعين .
وهما المعروفان بالباسليق . والأكحل . وفى مشط القدمين كذلك نفصد نحن فى الباذرنكين
.وهما عرق النواظر عوضاً عن الباسليق والأكحل وفى
الوحشيات وهما العرقان المعروفان بالبواطن عوضً عن الباسليق والأكحل وفى الوحشيات
وهما العرقان
اللذان عن جانبى رسغى الفرس عوضا عن فصاد أمشاط اليدين والرجلين
فإفهم ذلك
فيما يخالف فيه الفرس الإنسان فى النطق
والمزاج
فاما مخالفة الفرس للإنسان فى المذاج فإنه يكون بسبب عظم جرم
الحيوان وكثافة أعضائيه ولأن الآدمى أرق مزاجاً منه وألطف طبعاً وأدويته يجب أن
تكون مركبه لا مفرده والفرس تحب أن تكون أكثر أدوية ليكون أقوى فعلاً وأغلظ كيفية
من أدوية الآدمى وكذلك أنهم يحتاجون فى إسهال بدن الإنسان إلى مطبوخ الفواكه الغاريقون([1])
والرواند ([2])
وزهر البنفسج ([3]) فإن
هذه وإن كانت فى قواها لطيفه مسهله فإنا نحتاج أن نسهل بما هو فى مزاجه أعنى الفرس
مسهلاً إلا أنه أكثف طبعا مما ذكرناه من المسهلات بسبب كثافة أعضا الحيوان
كالبشبوش ([4])
والصبر([5])
وشحم الحنضل ([6])
وغير ذلك من الأشياء المفردة المسهله وبمنزلة ما يستعمل فى جلا بياض عين الإنسان إقليميا
الذهب والفضة ([7])
واللولو([8])
والدهنج ([9])
والعرير وغير ذلك من الأكحال الشريفة اللطيفة فإننا نحتاج إلى جلا بياض عين
الحيوان لا ما هو فى قوة هذه الأكحال إلا أنه أكثف طبعاً منها بسبب قوة عظم
الحيوان كاالملح الأندرانى([10])
والأطرون([11])
والنوشادر والفلفل والحرون([12])
والوطواط ورماد شجر الطرفا وبمنزلة ما يستعمل فى جبر كسر عظم الإنسان لطين الأرمنى
([13])
ودم الأخوين ([14])
ودقيق الكرسنه ([15] )
ونوا التمر هندى والقاقيا ([16])
وهى رب قرظ شجر الصنط فكذلك نستعمل نحن فى جبر كسر عظم الحيوان ما هو أشد منها قبضاً
وأقوى فعلاً وأسرع براءً كبان ([17])
عوضاً عن الطين الأرمنى والكندر([18])
عوضاً عن القاقيا وقليلاً من الزفت عوضاً عن دم الأخوين والأشراس([19])
وهو الرسراس عوضاً عن دقيق الكرسنه وكذلك نستعمل فى تمريج أعضا الإنسان دهن الحنا ([20])
ودهن البنفسج ([21])
والورد فنحتاج نحن المتمرج بما هو قوى فعلاً وأكثف كزيت السلجم ([22])
والسمن القديم ومخ ساق الحمار ([23])
وأما النطولات([24])
لا فرق بين نطول الفرس والإنسان من أكليل الملك ([25])
وهو النفل والبايونج([26])
وهو ريحان الثعلب ([27])
وقيل الخزامى ونعنع الماء ([28])
والحرمل ([29])
والسذاب([30]) والنخالة
والبرنوف([31])
فقد بان لك الآن اختلاف مزاج الحيوان من الآدمى بسبب غلظ مذاجه
وكثافة أعضائه
فإفهم ذلك .
فإفهم ذلك .
(2) الراوند
: أصله أسود قريب إلى الحمره . لا رائحة له . رخو إلى خفه . وهو أصناف , أجودها
الصينى . ينفع من الريح . وضعف المعده . ودهن العضل . وورم الطحال . ووجع الكبد .
ومن الكلى والمغص وأوجاع المثانة والصدر وأوجاع الرحم وعرق النسا ( المعتمده فى
الأدوية المفردة ) وهو نبات عريض معمر من فصيلة البطباطيات . انظر الراوند الصينى
فيما بعد .
فى معرفة نتاج الخيول وأوانه ومقدار الفحول
وأما نتاج الخيول فينقسم إلى ثلاثة أقسام أحدها
إنتاج الخيول العربيات والثانى نتاج الهماليج والبقاعيات والثالث نتاج الحمير
والبغال الأرمنيات ونحن نذكر فى هذا الباب صفة نتاج العربيات ونذكر الباقى فيما
بعد فى أيوانهم إن شاء الله تعالى فأما نتاج الخيول العربيات فقد قيل أن الخيل
للنتاج كريعها طليعها قليعها سريعها لا جموحاً ولا طموحاً ولا رموحاً لأن هذه
الأعراض تكون فى الأبا فتعدى الأبنا وأما إذا كان الفحل أصيلاً وكانت به عاهة
كالجرد والعور والكرد ([1])
فأن هذى لا تعدى وقد قيل فى أمثال العرب إستجودوا الفحول وقشقش تحته ما أردت لأن
الدواب تنتج لآبائها أكثر مما تشبه الأمهات ويستحب أن يعد لكل عشرة من الحجورة
فحلاً (*) وربما شاله ([2])
فى كل يوم وهو مع ذلك ينجب ويولد وينبغى أن يكون آوان الشيل على الحجورة فى أول
فصل الربيع ليستقبل نتاجها الربيع الثانى فى السنة المستقبلة والصيف فيقوى بدن
المهر قبل البرد الشديد ويكون الشيل عليها فى أول النهار فهو أنجح ثم ينهمها ([3])
بعد عشرين يوماً فأن كانت قد حملت فيدعها وعلامة الحمل أن تنهر الفحل وتكمش على
ضبيتها ([4])
ولا تقطر وتراها فى كل يوم تنظف من حياها شئ أبيض شبيهاً بالمنى فهذه علامات الحمل
ومن الحجورة من لا تقبل الفحل إلا بالأشكال ([5])
فلا يعرف حملها لأجل منعها وعلامة حملها أن يصفوا أطراف ضبيتها وشعرتها ويحتد
نظرها وتنكمش ضبيتها عند تقدم الفحل إليها وإذا حملت فينبغى أن تباعدها عن الفحل
لئلا يعلا([6])
عليها فرساً ثانيا فيكون ذلك سبيلا ً لهلاك المُهر وقد رأينا من علا عليها فرساً
وهى حامل بعد أربعة أشهر ولم يصيبها شئ وكثير من الحجورة([7])
تسقط وإذا سقطت فإنها لا ترجع تعلق إلا بعد الأدوية والملاطفة والغسيل وحمل الصوف ([8])
وغير ذلك على ما نذكره فى موضعه إن شاء الله تعالى وينبغى إذا شالت على الحجرة ولا
نتركها واقفة لكن تسيرها قليلاً خطوات غير متباعدة وبعض الناس يرش على حياها وأبزازها
الماء البارد ومن الناس من يحملها أشياء من الحنه بعد شيله عليها وإذا علقت الحجرة
وإستحكم حملها فيقال لها العقوق أعنى التى لا تطلب الفحل فإن قرب نتاجها تسمى
المقرب وتسود عند ذلك ضرعها وتحب الخلوه والتباعد عن الناس والدواب وقد قيل أنه
إذا نزلت الحلمه اليمنى من ضرعها أولا وترى فيها اللبن فإن المهر يكون ذكراً بإذن
الله تعالى وإذا نزلت الحلمه اليسرى أولاً قبل اليمنى كانت أنثى والله أعلم وإذا
وضعت الحجره فأتركها بعد ذلك ثلاثة أيام لترمى بكل ما فيها أعنى ما فى بطنها من
أخفاش ولدها وبعض الناس يسقيها فى هذه الأيام البزلماخ لتنظف جميع ما فى بطنها
وسوف نذكر صفته عند ذكرنا الأدوية ثم يشال عليها بعد السبعة أيام فإنها فى هذا
الوقت أميل ما تكون إلى الفحل وأسرع حملاً ومن الحجوره من تضع مهرين إلا أنه لا
يعيش منها إلا القليل ومن الحجوره من تضع فى أحد عشر شهراً أو أقل من ذلك ويعيش
ولدها ومن الجحورة من تبغض وتنفر منه إذا وضعته لشدة ما نالها وهذا إما أن يكون عن
صغر سن الحجره وأما عن سمنها بسبب ضيقها أو ضيق المخرج منها ومن المهارة من يروم
على حجرتين فهذا أبلغ ما جائنى فى نتاج الخيول .