عين اعيان
اوراق من كتاب عظماء المصريين
ســــــــــــوفاج
صاحب العزة السعدى بك بشارة الطحاوى
عضو الجمعية التشريعية بمديرية الشرقية
118 ـ هو السعدى بك بن
بشارة بن يونس بن الشافعى بن ابوبكر بن سعد من قبيلة الهنادى التى تنتهى لقبيلة
بنى سليم ، وقد إشتهرت هذه العائلة فى مديرية الشرقية بعائلة الطحاوى نسبة للطحاوى
عم والد المترجم له ، وترجع شهرة هذه العائلة إلى عهد جنتمكان محمد على باشا ،
وكانوا المتعلقين بعرشه والمتفانين فى الإخلاص له ، وقد إستوطنت هذه العائلة عند
قدومها الديار المصرية مديرية البحيرة وكان يطلق عليها لقب الشافعى ،
شيخ العرب السعدى بك الطحاوى يتوسط الأمير عمر طوسون ومدير مديرية الشرقية ،
ثم غُير هذه
اللقب فى مديرية الشرقية كما ذكرنا آنفاً ، نشأ صاحب الترجمة فى أحضان والديه
فغذياه بالشهامة العربية وبلغتهم ، ولما بلغ العشرين من عمره إختار أرضاً مجاورة
لأرض والده بناحية الإخيوه بمركز فاقوس (شرقية) وكانت تلك الأرض غيرصالحة للزراعة
ولا يهواها أي إنسان للعمل فيها بل كانت مأوى للوحوش والطيور . فشمر عن ساعد الجد
وأخذ فى إصلاحها وتهيئتها للزراعة وحبب الناس فى السكنى بها وأدرك ما كان يُمنى
نفسه وأصبح فى تلك الجهه حدائق غناء وبساتين وكروم من النخيل الذى يرتد طرف الناظرإليها
.
فى سيناء ورحلة القنص حيث كان يستأجر أرضاً لمدة معلومة ليزاول فيها رياضته المفضلة صيد الغزال بالصقور
وقد إستحسن والده هذا العمل الذى كان يراه صعباً فى بادئ الأمر وقد عاونته
الحكومة ومصلحة الرى بتوصيل المياه إلى تلك الأرض وقد أنشأ بها ستة عزب وشاد بها
مسجدين عظيمين ومكتبين لتعليم أبناء هذه الجهات مجاناً وأوقف على الجميع جانباً من
أجود أطيانه للإنفاق عليها من ريع تلك الأطيان . ولدماثة أخلاقه ولين عريكته أقبل
الناس على السُكنى بها وإمتد العمران فى عزبه ، ومن عاداته العربية التى إعتادها
سنوياً إتخاذ الرياضة البدنية والراحة من عناء الأشغال فكان يخرج للصيد بندقيته وكلبه وصقره مع إتمام الأهبه للسفر
بالجمال والهجن والخيل مصطحباً معه بعض رفاقه فما أجملها نزهه وأحسنها عادة .
ـ فى سنة (1324 ـ 1906) أنعم عليه برتبة البكوية من الدرجة الثانية إزاء
خدماته الجليلة .
ـ فى سنة (1330ـ 1912 ) أدى فريضة
الحج الشريف وزار قبر المصطفى سيد البرية وفى تلك السنه حصل على إنتخاب عضويته فى
الجمعية التشريعية نائباً عن عربان الوجه البحرى .
ـ فى سنة (1333 ـ 1915) أنعم عليه المغفور له السلطان حسين الأول بنيشان
النيل من الطبقة الثالثة وهو جدير بكل تعطف سامى ، لأنه رجل جواد كريم الأصل ،
محمود الفعال ، داره كعبة لقاصديه من المعوزين والمحتاجين ، فأنعم به من عربى صميم
يحافظ على العادات العربية المقرون بالشهامة والفروسية ،
أكثر الله من أمثاله .
ـ كتاب كبار ملاك الأراضى الزراعية ودورهم فى المجتمع المصرى ، د . عاصم الدسوقى الطبعة الأولى 1975.
ـ كتاب كبار ملاك الأراضى الزراعية ودورهم فى المجتمع المصرى ، د . عاصم الدسوقى الطبعة الأولى 1975.