سرحات الصيد
يعكس التراث تاريخ الشعوب ونضالها الإنسانى عبر إمتداداته المتجذرة ، ويعبر تعبيراً صادقاً عن ماهية رسالتها الحضارية ، كما يشكل حصيلة خبرات أفراد هذا الشعب أوذاك ومبعث فخرهم وإعتزازهم . والأمم الحية هى التى تتمسك بتراثها وتحافظ عليه بإعتباره مصدر لتراثها ورمزاً لبقائها وديمومتها . ومما هو معروف أن الإستعمار حين كان يخطط لإحتلال شعب والقضاء على روحه ولغته فإنه كان يسعى قبل كل شيئ لمحاربة فلكلوره وتصفية إرثه الشعبى الذى يمثل معتقداته وآماله وأحلامه ، إلّا أن محاولاته كانت تبوء بالفشل مع كل مرة والسبب فى ذلك هو أن التراث هو الثروة الوحيدة التى لا تمكن خصوم الشعب من النيل منها . والمقصود بالتراث بشكل عام هو نتاج الشعب بجانبه الفكرى أوالوجدانى ، المادى أواليدوى ، أوالوعاء الذى يحفظ كل ما يتعلق بحياة الشعوب مما خلفه الآباء والأجداد ويشمل جميع المعارف الشعبية والطقوس والعادات والفنون وإلخ ..... ، أو مجموعة الآثار المادية والفكرية التى تتضمن كل ما خلفه لنا الأولون من موروثات متعلقة بالمنتوج الفكرى والثقافى والعلمى والفنى . الفكرة الشائعة أن مفهوم التراث أو أى شيئ إنتقل من شخص إلى آخر وحفظ إما عن طريق الذاكرة أو بالممارسة أكثر مما حفظ عن طريق السجل المدون يشمل : الرقص الأغانى الحكايات قصص الخوارق المأثورات العقائد الخزعبلات ( المعتقدات الخرافية ) والأقوال السائدة بين الناس فى كل مكان . كما أنه يشمل : دراسة العادات والممارسات الزراعية المأثورة الممارسات المنزلية وأنماط الأبنية وأدوات البيت الظواهر التقليدية للنظام الإجتماعى إلخ .... ، ووفق هذه الرؤية فإن الفولكلور مستوعب لكل جوانب الإبداع الشعبى المتمثلة فى الأدب بمختلف فنونه وفى المعتقدات والممارسات والحرف . إن التعريف بالتراث وإستلهامه يحقق جمله من الأهداف والوظائف الإجتماعية من أهمها : بيان خصوصية الشعب وتفرده بين الشعوب ، وإيضاح تأصله الحضارى ثم غرس القيم التربوية والخلقية الجيدة فى نفوس أفراده ، وتوثيق العادات والتقاليد وتعريف الأجيال الجديدة بها وتنمية العلاقات الإنسانية والإتجاهات السليمة بين البشر بحكم التركيز على البعدالإنسانى فى تلك العلاقات ، كما أنه يسهم إسهاماً فعالاً فى بناء الشخصية المتوازنة للناشئة عقلياً ونفسياً ووجدانياً وسلوكياً ورفع مستويات وعيهم ومداركهم وتهذيب وجدانهم وتغطية إحتياجاتهم النفسية والإجتماعية المختلفة ، وإضافة إلى إمتاعهم وتسليتهم وتنمية روح البحث والإستقصاء فى نفوسهم . إن التراث بوجه عام يواجه تحديات خطيرة وإستحقاقات جسيمة يكمن أهمها فى إهمال معظم صنوفه وفروعه وتعرضه للضياع والإندثار وفى أحيان أخرى للتشوية والسرقة ، ومما قد يزيد الأمر تعقيداً أن هذا الإهمال والتشويه يأتى فى خضم التقدم الهائل فى مجالات التكنولوجيا والإختراعات . وإذا كان التراث بتنوعه وغناه يشكل لبنة أساسية فى بناء الحضارة الإنسانية ورافداً من أهم روافد ثقافة الشعوب والأمم ، كان لابد من التنقيب فى مكونات التراث وجمعه وتصنيفه وحفظه وتدوينه وإعادة إحياء ما إندثرمنه ثم غربلة مواده وحكاياته وإخضاعه للنقد الموضوعى ، وإنتقاء المناسب والملائم منه والعمل قدرالمستطاع على توظيف هذه الجوانب المهمة من حياة الشعوب وإظهار المواقف المضيئة والمشرفة فيها بما تشمله تلك الإبداعات الشعبية ليس فقط من الجانب الروحى إنما من الجانب المادى أيضاً .
- جميلة المحمد .. سوريا ... المجلة العربية العدد 413 مايو 2011م
* لاشك أننا أدركنا كل ذلك وإن كان قد فاتنا الكثير ، ولكن حسبنا أن تحركنا جاء مع مثل هذه النداءات ولله الحمد ، والحقيقة أننا إهتممنا بالتراث هذا الإهتمام من دافع الغيرة عليه ولما تأكد لنا أننا لا محال داخلون إلى معترك جديد لا بفرق بين الغث والسمين كان لابد من هذا التوثيق ، دون أن ندرى وجدنا أننا نواكب ركب الحضارة ونلبى نداءات الجهات العلمية المهتمة بالتراث فاصبحنا نعيد النظرمراراً وندقق ونبحث عن كل ما يكتب عن التراث وكيفية التعامل معه ، الأخت جميلة أحييها أيضاً حيث أننى مذ دأبت على الإهتمام بل التنقيب على التراث وبعشق إلا ووجدت دائماً من يدفعنى إلى ذلك دفعاً وأعتبرذلك هوالحافزالذى يهَون علي طول الطريق الذى بدأته ، وإذا أصابنى الكلل أواليأس سرعان ما أجد مثل هذه الآراء الجميلة والتى تتغلغل بداخلى لتعيدنى إلى جادة الطريق والصبروالمثابرة ، وأحمد الله سبحانه وتعالى أن مكنّا من جمع ما إستطعنا جمعه آملين من السادة القراء أن يصوّبوا لنا فليس هناك من هو معصوم من الخطأ .
- الآن وبعد أن أفضنا فى صفحات ( تراث - قنص ) كان لابد أن نبحث أيضاً فيما كنا نشاهده ونشعر به ونسمع عنه من هواية صيد البط بالبنادق الخرطوش ، والذهاب باكريوم الجمعة إلى برك الصيد المعترف بها ، والإنضمام إلى فريق من الهواة من مختلف الأطياف أيضاً كما تحدثنا فى صفحات الخيل عن أطياف رواد السباق ، ثم يعودون عند الظهيرة مُحمَلين بعدد لا بأس به مما صادوه من البط وأيضاً بمختلف أطيافه ، كباروصغاريداومون على هذه الهواية يتوارثونها ، يقصدون بركتي الصيد بالشرقية وهما العباسة والصالحية ، وكانت هذه هى أول البرك تاريخياً بالنسبة إلى إقليم الشرقية ، ولكن تم إستحداث غيرهما وطمر إحداهما ، نلقى الضوء على كل ذلك ، فكدأبنا فى عرض موضوعاتنا نستقصى تاريخ الهواية والمكان ودورنا فيها وأثر كل منا على الآخر، أرشيف الموقع عامر ولله الحمد ، فكانت رسالة ماجستيرغير منشورة مقدمه من الأستاذ / محمد فتحى الشاعر، وبإشراف الدكتور / حسنين ربيع ، من قسم التاريخ كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1976م ، عن إقليم الشرقية فى عصري سلاطين المماليك والأيوبيين ، العباسة والصالحية وماذا كان يحدث أثناء رحلات الصيد لهؤلاء ، وكيفية إستعدادهم لهذه السرحات كما كانوا يسمونها ، كثير من العادات والأشياء والمفردات التى لازلنا نرددها للآن دون أن نعرف مصدرها وتاريخها
العباسة والصالحية
* سُميت العباسة بهذا الإسم نسبة إلى عباسة بنت أحمد بن طولون ، لأنها خرجت إلى موضع العباسة مودعه بنت أخيها قطرالندى بنت خمارويه إبن أحمد بن طولون فى طريقها إلى بغداد لتزف إلى الخليفة المعتمد العباسى ، فضربت عباسة فساطيطها ( خيامها ) بهذا الموقع ، ثم بنت قرية سنة (281هـ /894 م ) وسميت عباسة بإسمها ( 1) ، وحظيت العباسة بعناية كبيرة فى عصرالدولة الفاطمية ، إذ وصفها المقدسى بأنها قصبة الريف أى تتبعها عدة قرى فى المنطقة المحيطة بها ، ويصل إليها ماء النيل وتتميز بخصوبة تربتها ، وإتساع مساكنها التى فاقت مساكن مصر فى الإتساع ، وبها مسجد حسن بنى من الآجر ( أى الطوب المحروق ) ووصفت فى عصرالأيوبيون بأنها بليدة أوقرية كبيرة تقابل القاصد إلى مصرمن الشام وبها نخل طويل ، وقد إعتبرها السلطان الملك الكامل بن العادل أيوب من متنزهاته ، فأكثر من الخروج إليها للصيد لوجود مستنقع ماء بجانبها يأوى إليه كثيرمن طيورالصيد (2) وبنى بها دوراً ومناظراً وعمّربها البساتين كما بنى بها أيضاً أمراء الملك الكامل عدة مساكن (3) ، وكان الخبز يصل من القاهرة ساخناً للملك الكامل بها مرتين كل يوم (4) ، ولقد ولد بها الملك الأمجد تقى الدين عباس بن العادل أبى بكر بن أيوب (5) كما أستخدمت العباسة أيضاً مصحاً لبعض المرضى بالأمراض المزمنة أوالمستعصية لبعض الأمراء ووجد بها عدد من الأطباء (6) . ولما أنشأ الملك الصالح نجم الدين الأيوبى منزلة الصالحية سنة (644 هـ / 1246م) ، تلاشى أمرالعباسة حينئذ وخرجت المناظر التى كانت بها فى عهد السلطان المملوكى المعز أيبك (7) ولذا يحتمل أن يكون هذا هو السبب الذى دفع السلطان الظاهر بيبرس إلى إنشاء قرية الظاهرية بالقرب منها سنة ( 666 هـ / 1268م( والواقع أن العباسة إحتفظت بأهميتها بالنسبة للصيد فى عصرالمماليك ، كما أن أراضيها الزراعية كانت من أجود أراضى الشرقية حيث
كانت أكثر من ألفي فدان 2131 فداناً ، عدا 141 فداناً من الرزق الإحباسية (8) ، كذلك أنشأ بها السلطان الأشرف قايتباى مسجداً وسبيلاً وحوضاً وكان قد إعتاد أن يقيم بها (9) . أما الصالحية فيرجع بنائها إلى أن قائد جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب ، عسَكرّ فى المكان الذى قامت عليه تلك المدينة لمدة أربعة شهور، فى الوقت الذى كان السلطان الصالح مريضاً فى مدينة أشموم طناح ، ومن ثم دعت الضرورة الملحة إلى إنشاء أسواق وكل ما يلزم الجند فى ذلك المكان (10) وهكذا حملت المدينة إسم السلطان الصالح وزاد من أهميتها أنها تمثل موقعاً هاماً كمدخل لمصرمن ناحية الشرق وتم بناء تلك المدينة سنة )644 هـ / 1246 م ( وبنى بها جامعاً وظلت مركزاً للجنود عند خروجهم من الرمل (11) كذلك بنى بها السلطان الملك الصالح قصراً للصيد (12) وتعددت بها القصوروالمناظروإعتاد الملك الصالح نجم الدين التردد عليها للنزهة (13) وعرفت الأرض التى قامت عليها المدينة بإسم السايح (14)
سرحات الصيد
الملك فاروق وبركة العباسة
من أهم مظاهرالحياة الإجتماعية فى إقليم الشرقية خروج سلاطين الأيوبيين والمماليك لممارسة الصيد فيما كان يسمى بسرحات الصيد ، ولم تكن الشرقية هى المنطقة الوحيدة لممارسة تلك الهواية من جانب حكام مصرفى العصورالوسطى ، بل وجدت مناطق أخرى مثل البحيرة والغربية والصعيد (15) . وبرغم الحياة الحربية التى عاشها صلاح الدين إلا أنه كان يمارس هوايته فى الصيد (16) ، وكانت سرحة الصيد تستغرق فى غالب الأحيان أسبوعاً (17) ، ومن المعروف أن الساطان الملك العزيزعثمان بن صلاح الدين توفى إثرحادث أصابه وهو فى طريقه للصيد عام ( 595 هـ / 1189 م ) (18) ، وأما عن مناطق الصيد بالشرقية فهى منطقة العباسة ومنطقة الصالحية وما بينهما غيرأن العباسة فاقت كافة مناطق الصيد بالشرقية ، وكان السلطان الأيوبى الملك الكامل ( 615 ـ 635 هـ / 1218 ـ 1238 م ) يفضل الإقامة بالعباسة لشدة ولعه بهواية الصيد والتى شملت صيد الطيور والأسماك والوحوش (19) ، وذلك أنه وجدت بها بركة بها سمك وتهبط بها الطيورالقادمة إلى مصركما كانت تعيش حولها الوحوش (20) ، ولذا أنشأ بالعباسة البساتين والمناظر والمساكن الخاصة بالحريم والسرارى (21) . ولذلك كانت الفروسية دعامة لنظام المماليك ، فإنهم أعتبروا الصيد أحد ألعاب الفروسية الهامة بل الأساس الأول للتدريب الحربى (22) ، ولذلك تدرب المماليك على صيد الطيور والرمى عليها وعلى صيد الحيوانات المفترسة فى الفلاوات وداخل البلاد ، وذلك لأن الصيد من فنون الفروسية التى تعلم الفارس الدقة فى إصابة الغرض وتعوده على الصبر والجلد وتحمل الجوع والعطش ، كما أن الصيد يحرك فيهم القوة الغضبية هذا بالإضافة إلى أنها تجرؤهم على الدخول على عدوهم (23) ، وقد جرت العادة أن يتكررالذهاب للصيد سبع مرات فى فصل الربيع (24 ) ، وهكذا سارسلاطين المماليك على نهج أسلافهم الأيوبيين فى ممارسة هواية الصيد ، وقلدهم فى ذلك الأمراء منذ بداية دولتهم حتى أن السلطان قطزإستطاع السيطرة على الحكم فى مصر (657 هـ / 1285م) منتهزاً فرصة غياب أمراء المماليك الذين كانوا فى إحدى سرحات الصيد بالعباسة ، ومارس السلطان قطزهوايته فى صيد الأرانب فى المنطقة الواقعة بين الصالحية والعباسة بعد عودته منتصراً على التتار فى معركة عين جالوت ( 658 هـ / 1259م ) ، وكان جنوده قد أعدوا له دهليزاً بالصالحية ولكنه لقى حتفه على يد أربعة من الأمراء بزعامة بيبرس البندقدارى فى القصير ودفن بالقرين (25) ، ثم نقل رفاته فيما بعد إلى القاهرة فى عصر بيبرس البندقدارى (26) . وعرف عن السلطان بيبرس البندقدارى مهارته فى فن الصيد وبخاصة الرمى بالبندق (27) ، وأبدى بيبرس إهتماماً ملحوظا بممارسة هواية الصيد فى الشرقية فى مناطق الأعراس (28) والعباسة والصالحية ، وكثيراً ما كان يصطحب ولده السعيد بركة (29) ، بل وبلغ إهتمامه بالصيد فى تلك المنطقة أن بنى لنفسه بلدة سماها الظاهرية (30) بالقرب من العباسة كما بنى بها مسجداً ً(31) ، وإعتاد سلاطين المماليك الخروج للصيد فينزلون بالملابس الفاخرة والأسلحة المزركشة والخيول المذدانة بفاخر الثياب ويكون فى صحبة السلطان خزائن أمواله ومارستان كامل (32) ، وكان أمراء المماليك يصحبون السلاطين فى سرحات الصيد كما إعتادوا تبادل الهدايا مما يتم إصطياده بالعباسة إلى الملك المنصور محمد صاحب حماة ، الذى أهدى بدوره للسلطان خلعة للصيد وخمس بندقات زنة كل بندقة عشردنانيرمن الذهب ، وعشرين بندقة من الفضة زنة الواحدة مائة درهم ، وبدلة حريرغيار (33) ، وعشرين قـوساً ، وعدة تحف وبلغت قيمة ذلك ثلاثين ألف دينار (34)
من أوراق العمدة محمد بك سعود الطحاوى المتعلقة بالصيد والهواية
ولا ريب أن سرحات الصيد بالشرقية كان يصاحبها عدة مظاهر إجتماعية وترفيهية وذلك لضخامة أعداد المرافقين للسلطان أثناء الصيد وفى فترة وجوده هناك ، وخاصة إذا عرفنا أن السلطان محمد بن قلاوون إعتاد إصطحاب الأمراء والمقدمين والأعيان معه طيلة سرحة الصيد ، كما كان يقام له دهليز فى الصالحية حيث يمارس هوايته على مقربة منها بالبرية ، وتضاء الشموع الكثيرة والمشاعل (35) (36) العديدة والفوانيس التى كانت تحول البرية إلى نور ونار ، وفى نهاية السرحة كان السلطان الناصر محمد يوزع الخلع على مرافقيه الذين بلغ عددهم فى إحدى السرحات عام ( 701 هـ / 1301م ) أربعمائة وعشرين شخصاً طبقاً لعدد الخلع التى وزعت ، هذا بالطبع بخلاف عدد الخدام وما شابه ذلك (37) . ويضاف إلى هذه الأعداد جند الحراسة من الفرسان الذين شاهدهم طافورعندما زار مصر فى الفترة ما بين ( 1435 - 1439 ) حيث إضطر لمقابلة السلطان برسباى على بعد فرسخ من القاهرة ، بعد أن كان السلطان قد غادرها للصيد بالشرقية فى موكب رائع وحوله أكثرمن خمسة أو ستة آلاف فارس ، ويبدو أن هذا عدد مبالغ فيه بعض الشيئ إذ قال طافور كما خيل لى (38) . وبلغ إهتمام السلطان الناصر محمد بن قلاوون بالصيد فى الشرقية أن عيّن صيادين مقيمين بالبرية ، كما جلب طيورالجوارح من الصقور والسناقرة ، وكان عنده البازدارية (39) ، والبندقدارية (40) ، والحواندارية (41) ، وحراس الطير(42) ، والكلابزية (43) ، حيث بلغ عدد جوقات كلاب الصيد ثمانين جوقة (44) وهؤلاء جميعاً كانوا تحت إشراف أمير شكار (45) الذى إمتد نشاطه وشمل كافة ما يصطاده السلطان ، بالإضافة إلى أحواش الصيد وكانت هذه الوظيفة من بين أمرة عشرة (46) ثم صارت من بين أمراء الطبلخاناة . وعرف المكان الذى كان يحفظ فيه طيورالصيد فضلاً عن آلات وأدوات الصيد مثل أقـواس البندق والجراوات والشباك وما شابه ذلك بإسم الشكارخاناة (47) ، وأما المكان الذى كان قضى فيه السلطان وقت الراحة أثناء الصيد فعرف بإسم الدهليز أو خيام ( 48) الصيد والنزهة ، وهذه الخيام مذوده بكل شيئ مثل ما يفرش للنوم عليه بالإضافة إلى الأبسطة وكل سبل الراحة ( 49 ) فى خيمة الصيد ، فإن الحرس يظل ساهراً فى الحراسة حاملاً الفوانيس والشموع والمشاعل ( 50) ، وأما عن كيفية إنتقال السلطان للذهاب للصيد فى إقليم الشرقية أو للعودة إلى القاهرة ، فكان يتم ذلك فى المحفة التى كانت عبارة عن محمل ، على أعلاه قبة وله أربعة سواعد ساعدان أمامها وساعدان خلفها وهى مغطاة بالجوخ أو الحرير، وتحمل على بغلين ، أو جملين ، أحدهما فى المقدمة والآخر فى المؤخرة وبداخلها السلطان كأنه جالس على سرير ( 51) . وإستمر سلاطين المماليك فى ممارسة هواية الصيد فى إقليم الشرقية فى عصر دولة المماليك الجراكسة ، وبرز منهم فى هذا المجال السلطان قايتباى ( 872 - 901 هـ ) ، (1467 - 1496 م ) ، إذ إعتاد الذهاب إلى كل من العباسة والصالحية للتنزة والصيد ، وبنى بالعباسة مسجداً وسبيلاً وحوضاً (52) ، ومنهم أيضاً السلطان الأشرف قانصوة الغورى ( 906 ـ 922 هـ ، 1501 ـ 1516م ) حيث إعتاد الذهاب إلى وادى العباسة ، وجدير بالذكر أن هذه السرحات التى كان يقوم بها سلاطين المماليك ، كانت تمثل عبئاً مالياً على أهالى الشرقية كافة ، إذ كان على والى الشرقية وعربانها تقديم الهدايا للسلطان ، وهؤلاء بدورهم كانوا يفرضون على الفلاحين والأهالى أضعاف ما يقدمونه للسلطان من خيول وأغنام وأبقار وهدايا (53) . ولم تكن هواية الصيد والذهاب إلى الشرقية قاصرة على السلاطين ، بل شملت الأمراء أيضاً (54) الذين كانوا يمارسون هذه الهواية بعد أن يصيد السلطان ما يكفيه (55) . ومن أهم ما كان يتم صيده بإقليم الشرقية البط ، وكان يصاد بالشباك ويقوم بذلك صيادون على درجة كبيرة من المهارة حتى أنهم كانوا يجذبون فى الضربة الواحدة ثمانمائة بطة ، (56) وشباك الصيد هذه كانت طويلة إذ بلغ طولها مائة وعشرين ذراعاً ، وكان يقوم بجذبها ستة عشر رجلاً (57) ، وهناك طريقة أخرى لصيد الطيوروذلك بإطلاق الطيرفى الهواء ، ثم يرمى لها الحب لتهبط إليه ويضرب الأمراء حولها وهى لاهية فى إلتقاط الحبة ، فيذعرونها وتضرب الطبول والسلطان والأمراء مترقبون لصيدها (58) وأما طريقة الصيد بالجوارح (59) الصائدة ، فكان الجنود يعملون حلقة تحيط بجزء كبير من الأراضى ليصطاد السلطان ما بداخل الحلقة من الوحوش والغزلان ، ثم يأخذ الجنود فى تضييق الحلقة شيئاً فشيئاً مع المحافظة على ما بداخلها من الحيوانات حتى يتم صيد ما بها (60) ، ومن أهم الطيورالتى كان يتم صيدها طائرالكركى ، وهو طائر يأتى إلى مصرمن بلاد الأتراك ويصاد بالبندق ، وهوأغبراللون طويل الساقين فى حجم الأوزة ، ويسمع صوته من على بعد أميال ، (61) ومن صفاته أنه يطيرعلى شكل جماعة لها رئيس فى المقدمة وأنه يقف على الأرض بإحدى رجليه (62) ، ومنها طائرالدراج وكنيته أبو الحجاج أو أبو خطار ، وهو طائر ظاهر جناحيه أغبر وباطنهما أسود ، وهو من جنس الحمام وعرف عنه المكروالحذق وتصيده طيور الباز (63) ، وأما طيورالماء بالشرقية فهى كثيرة منها الكركى ، الغرنوق ، المرزم ، الشبيطر، ومن الطيورالتى تصاد بواسطة الجوارح هى النعام والبط المختلف الأنواع والأسماء (64) ، وطائرالباز وموطنه الأصلى بلاد الخزر وخوارزم وأطراف أرمينية وجبالها ، وهو طائرقوى ومخلبه مسموم ولذا ينبغى على حامله أن يحتاط على يده بوضع كساء من الجلد ، و يحتاج الباز لفترة من الوقت للتدريب (65) ، وهكذا كانت سرحات الصيد بإقليم الشرقية من أهم مظاهرالحياة الإجتماعية لسلاطين وأمراء المماليك فى العصورالوسطى .
* إتفق عرب الطحاوية وسائرأبناء عمومتهم وأكدوا أن القنص والصيد وتربية الخيل هم من أنبل الهوايات التى لا يبخلون عليها بالمال ، وأن هذه الهوايات لا تتوفر إلّا لميسوري الحال الذين يستطيعون أن يستمتعوا بها تماماً . ذكرمحمد بك سعود الطحاوى فى حديثه إلى مجلة الإثنين الصادرة فى العدد (808 ) ،5 / 12 / 1949م ، أنه يخسرالكثير فى رحلات القنص والصيد ، ولكنه يكسب الكثيرأيضاً من الصحة والسعادة والراحة النفسية ، قالوا إن أمتع ما فى الرحلة هو الإعداد لها ، فهو ينتظر طوال العام يدرب طيره وكلبه وحصانه حتى الميعاد المنتظر للإنطلاق للرحلة ، كما يبقى طوال العام يعد حصانه أيضاً للسباق ، سألت أحد المدخنين الذى يشترى دخانه وورق سيجارته ويقوم بلفها بنفسه ثم يضعها فى مبسَم من أعواد الورد أوالأحجار الكريمة ، سألته : لماذا لا تشترى علبة سجايرماكينة بدلاً من هذا العناء ؟ فأجاب إجابة كافية شافية بليغة بأن : متعتها فى لفها ، هكذا ، سأل أيضاً أحدهم أحد القناصة : تسافر وتصرف وتتعب لتحصل على غزال أو طيور لتأكلها !!! إشترى بهذه المصاريف خروفاً أو طيوراً مما تشتهى وإجلس فى بيتك بدون أى عناء . وجهات نظر ، لكنهم لايعلمون . بدأ التعامل مع هذه الهواية عند عرب الطحاوية ومن شاركهم فى هذه الهواية من أبناء عمومتهم من أسرة أبو مطرود وأسرة وأبو بركات مع بداية ظهورالبنادق الخرطوش بالنسبة لهم . إذ من المٌحال إستخدام بنادق الرصاص القديمة (الموزر) وغيرها فى صيد البط والذى لابد من إصطياده وهو طائراً فى السماء ، وكذلك تعذر الصيد بـ (القرابانة) حيث أنها بدائية ويستخدم معها الدخير وكذلك فتيل وإشعاله ويتم التعمير لطلقة أخرى وهكذا ، أيضاً يصعب تصويبها تجاه طائر يطير فى السماء وبسرعة معينة ، فلهؤلاء العُرب الباع الطويل فى هذه الهواية الشاقة الممتعة وإلتحم معهم كل هاوً من كل صوب وحدب وكانت مسارح هذه الهواية ملتقى إبداع وتألق فى الهواية وكرنفال لإظهار مهارت الصيد وإستعراض للبنادق وأنواع الخرطوش وكثيرمن الحكى والطرف والكثير والكثير أيضاً من العلاقات الشخصية الرسمية التى تجمعهم برجال الدولة من ملوك ورؤساء ووزراء ، فكما كانوا فى سباق الخيل على رأس المنتجين والمربين ، أيضاً بهروا العالم برياضة القنص ، الصيد بالصقور، وهنا لم يتركوا مجالاًً يتبارون فيه إلا وحصلوا على قصب السباق ، تدفعهم غريزتهم العنيدة للتبارى وكذلك للتباهى .
فى بركة العباسة عام 1950 تقريباً ويرى فى الصورة من الجالسون بجوار الطفل الأستاذ / زيدان راجح الطحاوى ( المحامى)
الصورة للقناص والصياد الماهر سامح زيدان راجح الطحاوى وتتضح من إحدى الصور الصيد الثمين والبندقية النادرة
* بركة العباسة من خلال الأستاذ / سامح زيدان راجح الطحاوى ، فى منتصف العقد السابع من عمره ، عن والده الأستاذ/ زيدان راجح الطحاوى المحامى رحمه الله عشق الهواية بكل جوانبها يقول ، والإبتسامة تملأ وجهه ، سبحان الله يتمنى كلً منا مناخاً طيباً ونهاية أسبوع هادئة ومستقرة ، كل ذلك على النقيض تماماً مع ما يتمناه الصياد ، هوهنا يحتاج طقساً بارداً وسماءً ملبدة بالغيوم لا ترى منها النجوم سبحان الله فى خلقه ، ولا بأس من ذخات مطركل فترة هوبذلك يشعربالسعادة والإنتعاش والتفاؤل ، يقول لكل هذه النوّات ويقول لنفسه هذا جو مناسب للصيد ، إنهم صيادوا البط البرى . يأتى البط إلى مصر من أوروبا من منتصف شهر مسرى أو سبتمبر حتى شهر مارس من كل عام بفضل الله فى شكل هجرات باحثاً عن مناخاً مناسباً هرباً من مناخ قارس البرودة أو لسبب لا يعلمه إلا الله أيضاً ، يأتى على شكل أسراب وكل سرب له قائد يكون فى مقدمته ، هناك مناطق يتجمع بها البط وهى المستنقعات الطبيعية أوالصناعية التى يتم توضيبها وتذويدها بالمياه وتسمى بركة أولجة ، ويتم عمل مكان للصيد فى المياه ويسمى لبدة ، وقد تكون من الصاج أوالإسمنت مثبت بقاعدة فى المياه ويرتفع فوق سطح المياه بقليل ، ويتم إخفائه بنباتات أو (جريد) سعف نخيل ، ويختبئ بها الصياد وُتنشر (الزوالات) - وهى دٌمىَ خشبية أو بلاستيكية على شكل البط يعدها الصياد سلفاً ويدعها تطفوعلى سطح الماء مربوطة بخيط رفيع ينتهى بقطعة من المعدن تثبت فى قاع اللجة لتضمن عدم تحرك الدُميّة بعيداً - وتنشر الدُمىَ حول اللبدة لإيهام البط الطائرأن هذا المكان آمن - تنمو فى أحواض المياه نباتات كثيرة مثل البردى والسمار والديس والطرفة والبوص والشينان وتساعد هذه النباتات فى إخفاء اللبدة ونزول البط ، ويتم تقصيرالنباتات المرتفعة جواراللبدة ، ومساحة المياه المكشوفة بجواراللبدة تسمى صحن اللبدة . تتراوح المسافة بين اللبدة والأخرى 100 متر أو يذيد إذا كان الحوض واسعاً وعميقاً . يتم عمل مسطحاً بمساحة 4م 2 تقريباً ، يرتفع عن سطح المياه بقليل ويوضع عليه الأرزالشعير(علف) للبط فى منتصف الأسبوع ويسمى معلف وذلك لضمان إستقرارالبط بالبركة حيث يجد مسطحات المياه والحشائش والطعام وهوما هاجرلأجله والله أعلم . يتم تحديد شخصين لكل لبدة وقارب صغير لتوصيل الصياد ومعداته إلى مكان الصيد ، ويطلق عليهم الشكايرية . يركب الصياد القارب ويمسك شكايرى القارب من الأمام والآخرمن الخلف ويدفعونه داخل المياه ويصلون بالصياد إلى اللبدة ثم يخفون القارب بالحشائش ، ويجلس كل منهم فى مكان بالقرب من الصياد حتى تبدأ عملية الصيد فى الصباح الباكر. الشكايرى الناصح المحترف يعرف أسهل الطرق للوصول إلى اللبدة بعيداً عن المياه العميقة والأشواك التى تصيب الأقدام بكثيرمن الجروح ووسط الحشائش العالية ، وفى الظلام بعد صلاة الفجرمباشرة . تبدأ عملية الصيد الساعة السادسة صباحاً وأحياناً السادسة والنصف ويكون هناك لبدة معينة يعرفها جميع الصيادون بالبركة هى التى يبدأ منها الضرب ( إشارة البداية) أو إطلاق أول خرطوشتين متتاليتين إيذاناً ببدأ الصيد للجميع ، ولا يجب على أي صياد الصيد قبل ذلك نهائياً أو إطلاق أي خرطوشة حتى ولو كان أمامه كميات من البط مع الزوالات . يتوافد الصيادون على إستراحة البركة التى تكون على هيئة شاليهات صغيرة وصالة كبيرة تتوسطهم ، وأحياناً خيام ومخزن العلف ، ومكان للقوارب وبوفيه صغيرودورات مياه محاطة بالأشجارالعالية وبها خفر للحراسة طوال العام ، وكذك مطبخ به متخصّصون للقيام بكل ما يطلبه الصيادون من وجبات يطلبونها عند طهى ماصادوه . ويأتى للإستراحات صيادون من نوادى الصيد بمصر يوم الخميس مساءً للصيد صبيحة الجمعة . معدات الصياد هى بنادق الخرطوش فقط وطلقاتها والزوالات أوالخيالات وهى من البلاستيك لأشكال البط وألوانها ، وتربط بخيوط وتوضع فى المياه حول اللبدة ، وكذلك صفّارة ( زمّارة ) تقوم بتقليد كثير من أصوات البط لتكتمل الخدعة ، الزوالات ثم الصوت الوهمى ، فيأتى البط للهبوط عليها فيتم صيده ، وأيضاً (كوردللا) - وهى مجموعة من السيورالجلدية أوالخيوط مجتمعة فى حلقة واحدة يتم تجميع البط وتعليقه بها بعد صيده - عند بدء عملية الصيد فى الصباح الباكر تسمع طلقات من كل جوانب البركة متتابعة وبكثافة لفترة وتشاهد رفوف ( أسراب ) وفرادى من البط على إرتفاعات مختلفة ومنه المنخفض يطير فى كل مكان وترى منها ما يسقط بالخرطوش عند بعض اللبّد ورفوف تتجه إلى الأخرى ، تسمع صيحات الشكايرية للتشجيع بكلمات مثل ( برافو- يسلم - عشت - عافية ) وهم بذلك يشجعون من يرافقونه من الصيادون ويثيرون حماس الآخرين وذلك عند إسقاط البط على (الطاير) .
- البنادق الخرطوش خرطوشتها تحمل عدداً كبيراً من الرش الأمر الذى من الجائز معه عند تصويب الصياد بندقيته على عدد من البط فى السماء ( على الطاير ) يستطيع معه إسقاط عدد لا بأس به من البط فى حال لو كان رف البط متماسك ، وهذا لا يتوفر فى هذا الجو الذى يتلبد أيضاً بصوت البنادق ورائحة البارود ، ذلك على العكس تماماً وكما ذكرنا فى مقدمة الموضوع بأنه من الصعوبة بمكان إستخدام بنادق الرصاص هنا إلا مع القناص الماهر جداً والذى قد لايحالفه الحظ إلّا فى واحدة أوأثنتين على الأكثر وهنا تتجلى أنواع البنادق وتتباين ويكون الجميع فى قمة السعادة والنشوة .
يتم جمع البط الذى تم صيده من المياه كل فترة وخصوصاً البط (الصاحى) الذى على قيد الحياة والذى كانت إصابته خفيفة لأنه يجيد الإختفاء داخل المياه والحشائش بمهارة . ويغضب الصياون عند فقدانهم لعدد من البط الذى صادوه وسط الحشائش وخصوصاً لو كان بط كبيرمثل الخضارى والبلبول . من أنواع البط الشرشير ومنه الجلود والزويق والكيش والظى والسمارى والصواى والبلبول والخضارى والشهرمان والحمراى والزرقاى وأبو فروة والونس - ولكل منهم لونه وصوته الذى يعرفه الصياد المحترف ، ونشاهد جمال الألوان وقدرة الخالق سبحانه وتعالى فى ذكورأنواع البط خاصة دون إناثه ، والبط البرى معظم أنواعه أحجامها وأوزانها تتراوح بين 200 جرام إلى 1 كيلو جرام أو يذيد قليلاً . توجد طيورأخرى فى البركة مع البط مثل الغُروالبكاشين والعديل وأبو مغازل والرقاب والأوزوالبشاروش والقميح ويصطاد منها الصيادون ولكن ليس بكثرة لقلتها ، أكثر ما يضايق الصياد فى يوم الصيد وجود شبورة (غطيطة) كثيفة أو يوم دافئ وشمس ساطعة أوحركة أشخاص أوأطفال بالقرب من اللبدة وذلك لأن هذه العوامل تجعل البط يبتعد عن البركة واللبّد ويرتفع عالياً .
هناك من عرب الطحاوية وأبناء عمومتهم فى مختلف أماكنهم بمصر ومحافظة الشرقية والإسماعيلة من يمكن أن تطلق عليهم مدمني صيد البط قديماً وحديثاً ، رغم صعوبة ومشقة وخطورة عملية الصيد وتبعاتها عند تقدم السن بالصياد ( جرايرها ) من أمراض روماتيزمية ناجمة عن البرد ونزول المياة الباردة أثناء رحلات الصيد وهم فى ريعان صباهم ، ويسمع الفرد منا فى المضيفة من أعمامه وآبائه عن أوجاع الجسم بسبب صيد البط والنزول فى البرك ، وكل ذلك يهون عندما تطلب منه أن يحدثك عن ذكرياته مع هذه الهواية ، تنفرج أساريره ويمتلئ بالسعادة ويبقى طويلاً يسرد ويتخيل ولا يدعك تنصرف من أمامه ، والملاحظ أن معظم صيادي البط من العرب سابقاً والآن أبناء صيادون أى توارثوا الهواية ، وينضم إليهم كل فترة مجموعة ترافقهم ثم تهوى هذه الهواية ، وتلاحظ أن المضايف يوم الخميس قد تكون خاوية لأن معظم (الشلة) فى البركة ومعهم ما يلزمهم من الشاى والقهوة والحلوى والفاكهة و(منقد) الولعة وليسوا فى حاجة من حاجيات البوفيه ، ويشغل (سهراية) حديث الصيد ُجل حديثهم ، الخرطوش والبركة فيها كثير من الطير أم لاء . ومن أتى ببارودة حديثة ونوعها وسهارى عن القنص المرح والضحك ثم النوم قليلاً والإستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر ونزول اللّبْد فى جو مظلم بارد ، ومنهم من يصل إلى مكان صيده سيراً على الأقدام داخل الماء لمسافة تذيد عن مائة متروأكثر بدون صعوبة بل بكل سعادة حاملاً معداته ، ومن يمر بجوار البركة فى هذا الوقت لا يتوقع وجود أشخاص بهذا المكان النائي أبداً ، وذلك لعدم إصدارهم أى صوت أو حركة ، إنتظاراً لأسراب البط مع شقشقة النهار . ومعظم الصيادون من العرب لهم أماكن خاصة بجوار برك نوادى الصيد يمارسون فيها هوايتهم ، ومنهم من يستأجربركة خاصة له ولأقاربه وضيوفه وتكون ليلة الصيد حفلة لها جوها الخاص . وبعد العودة من الصيد عصرالجمعة لا نجد أى صياد فى المضيفة يوم الجمعة لأنهم ينامون مبكراً من الإرهاق وقلة النوم يومي الخميس والجمعة ، وفى يوم السبت وباقى أيام الأسبوع لا تجد (سهراية) فى بعض المضايف إلا عن الصيد ، ومن حصل على أكبركمية بط وأنواعه ، ومن كان موفقاً فى الصيد ومن (ضّيع) فقدْ بط كان قريباً من اللبدة ، الضحك من الصياده الجدد لتفاجؤهم بالجو والمياه وسرعة البط الداخل على اللبدة ، وذلك وسط جو من المرح والضحك ، وممكن ملاحظة الصياده فى الأفراح بأنهم يتجمعون فى مكان واحد ولا حديث لهم إلا البط والخرطوش والبنادق (البواريد)، وتسمع عن فلان بارودته رشهّا حامى ، وعن خرطوش دخيره بارد وقديم ، وعن أنواع الخرطوش الممتاز وعن سوء حال اللبدة من حيث المكان أوقلة جريدها ، وتسمع أن فلان قد صوب بندقيته تجاه الزوالات وذلك وسط تعليقات مضحكة من باقى أقاربه الصياده ، وهناك مجموعات ترافق بعضها فى الصيد بعد الخروج من اللبّد يجهزون وجبة بط وأرز بالمرق فى نفس مكان الصيد ، ومنه من يجيد إعداد هذه الوجبة ببراعة ، ولا يعرف طعم هذه الأكلة إلا من جربهّا . ولك أن تتخيل أنك بدأت يومك عند الفجر ووفقك الله فى الصيد ثم الخروج إلى مكان بجوارالبركة فى الخلاء وأنت ترى مسطحات المياه من حولك والنباتات الخضراء وتبة رمل(برص) بيضاء وبعض أسراب البط والطيور الأخرى تعود للمياه مرة ثانية بعد خروج الصيادون ، (وحلة) مليئة بالبط على نار خشب ، وبجوارها من يتولى الطهى وعمل الشاى ، وباقى المجموعة منهم من يصلى ومنهم من يتمدد لفرد جسمه ومنهم من (يكرسع) مشعلاً سيجارته فى إستمتاع والجميع فى قمة السعادة وفى حالة لايحسّها إلا من يحبها وجربها .
تستنشقن نسيماً طاب منتشقا *** يزيد فى الروح لم يَمُرّرعلى بشرِ
يتوسط هذه المجموعة شيخ العرب/ سليمان عبدالحميد عليوة الطحاوى فى زي الصيد
شيخ العرب / سعيد عبدالعاطى نصر صميدة الطحاوى
الشيخ /عبدالعزيز أبو سبع العقيلى رفيق الشيخ سليمان عليوة فى رحلات الصيد
* بركة عنان :
سنعرض لها من خلال أشخاص كان لهم الباع الطويل فيها أوكانت هى سرحتهم . بركة (عنان) نسبة إلى عنان باشا والد محمد وصالح عنان وكيل نادى الصيد الملكى عند تأسيسه ، هنا ُطرفة وجب ذكرها ، لما كانت البركة مع صالح عنان باشا كان الشيخ محمد (الباز) فرجانى الطحاوى صديقاً له ، فطلب منه أن ُيعّين لها مشرفاً من طرفه ، فكان الشيخ/ سعيد عبدالعاطى نصر صميدة الطحاوى ، فى أحد الأيام كان موجوداً صالح عنان باشا والحاج بازوأجانب من أصدقاء صالح عنان باشا ، فكان أحد الأجانب معه كلبه يجمع له البط الذى يصطاده ، تصادف أن كان الشيخ سعيد فى لبدة مجاورة لهذا الأجنبى ، فكان الكلب يجمع ماصاده صاحبه وأيضاً ما صاده الشيخ سعيد ، فنادى الشيخ سعيد على الشيخ بازوالصوت بالقرب من الماء له رجع صدى ، وشكا له بأن كلب هذا الخواجة قد سرقه يأخذ بطه ويعطيه للخواجة وإنه سيضرب الكلب بالخرطوش ، حدث أيضاً أن تم تأجيرالبركة من طرف عنان باشا إلى القوات الإنجليزية ، ولكنه إشترط عليهم أن للعرب عدد (4) لبدة فوافقوا ، ذكرالشيخ سعيد رحمه الله أنه تأتى القوات الإنجليزية من جهة الإسماعيلية ، ويذهبون العرب من جهة الصالحية ، وفى يوم بعد إنتهاء الصيد وولى كلً منهم إلى وجهته فوجئ بعودة الإنجليز نحوهم وبسرعة ، إرتابوا أن يكون قد صدر منهم ما يزعجهم أو نحو ذلك ، ولكن عندما إقتربوا منهم سلموا عليهم وفهموا أن الإنجليز رأوا أنهم إنصرفوا قبل أن يسلموا عليهم ويودعونهم ، ووجب أن ننوه بأن هذه البرك ملكاً للمحافظة التى تكون على أرضها ويتم تأجيرها إلى الأندية أو أشخاص حسب قوانين الإيجار فى هذا الشأن ، وهذه البركة ربما كانت لم تكن عند ذكر بركتي العباسة والصالحية تاريخياً كما سبقنا، الشيخ سليمان عبدالحميد عليوة الطحاوى كان من الرجالات المعدودين ، قوة الشخصية والشجاعة والرؤيا الثاقبة والقومية العظيمة أيضاً ، قناص ماهرخيّال متفوق وأيضاً له الباع الطويل فى سرحات الصيد لبرك الصيد والتى نعرض إليها ، توفاه الله فى تسعينيات القرن الماضى عن عمر جاوز الثمانين وإحترقت معه مكتبة عامرة بكل جميل ، إتفق المقربون من هذا الشيخ على أنه من مواليد العقد الأول من القرن العشرين أى قارب من قرن من الزمان فى حياة مليئة بالصحة والعافية والقوة والعزوبقى شامخاً حتى وفاته ، لم يحالفنا الحظ فى أن نتحدث معه ، ولكن لما عَنْ لنا موضوع سرحات الصيد كان لابد من وجود هذه الشخصية معنا ، ذهبنا نسأل حرمه مدام هيلجا الطحاوى ، تعذرّت لضعف الذاكرة ولكنها أبت إلا أن تساعدنا ، فوجهت بيدها بوصلة بحثنا تجاه بدوى من قبيلة العقايلة رافق الشيخ سليمان كثيراً فى سرحات الصيد ، وقالت أنه منذ وفاة الشيخ وهو يزورنا سنوياً إلا هذا العام ، إذهب وإبحث عنه ، هذا الرجل يحمل كل ما تبحث عنه وسلم عليه وإطلب منه أن يزورنا حيث أنه تأخر ، بحثنا ووجدنا الشيخ عبدالعزيزأبوسبع العقيلى نحو 75 عاماً يسكن عزبة العقايلة ، وهو من قبيلة العقايلة وهذه العزبة بجوار قرية الطوابى التابعة لمركز الحسينية وقريب من برك الصيد ، وجدناه وأعطيناه الأمان حيث لم نكن نعرف بعض من قبل، وأخذت معى صورة لعمى سليمان مع الصقر هدية له ومفتاحاً للحديث ، وسلامات من أسرة عمى سليمان ، قال: عمى سليمان كان غاوى صيد البط ، قلت له إحنا عايزين البركة دى (عنان) ، وهى كانت ملك صالح عنان باشا سابقاً وأخذت منه هذا الأسم ، هى كانت مع العمدة أبو واكد والناس بيترزقوا منها رعى وبط وسمك وخلافه ، كان فيه مزاد للبركة ، وكان المزاد بين عبدالحميد وأيضاً عبدالفتاح واكد وأبوسعفان ، ولما عمى سليمان سمع ذهب ليحضر المزاد ، ولكن المتزايدن لما شافوا عمى سليمان خشوا منه وقالوا له البركة بنترزق منها وإنت غير محتاج إلا الصيد إحنا نسيبلك البط وناخد الباقى ، وافق عمى سليمان وترك لهم المزاد على هذا الأساس ، ولكن سمع عمى سليمان فيما بعد ما أوغر قلبه عليهم وقلت له كان لازم إنت اللي تاخدها ، قالى (السنة الجاية بعد بكرة يا عبدالعزيز) ، المهم بعد شوية قامت الحرب وأصبح ممنوع الصيد فى البركة وإتلغى العقد بتاعهم ، وإختلف الطرفين الذين كانوا قد رسا عليهم المزاد وصارت شكاوى بينهم ، فى الوقت ده كان أعضاء نادى الشمس مطرودين من بركة العباسة وجايين يدوروا على بركة ، وبركة العباسة كان واخدها إبن عبدالناصر ، راحت شكاوى لإدوار عبدالمسيح بتاع السياحة بالشرقية وجاءوا البركة لقيوا فيها مراعى منباعة ، إنت شارى من مين المرعى قال من العمدة أبو واكد ، والمهم عملوا مزاد تانى جديد وأيجا فى الجرنال ، رحت لعمى سليمان قلت له إنهض إيجا وقتك ، المحافظة عملت البركة أقسام قسم للبط وقسم للسمك وقسم للرعى وقسم للسمار ، وكان أول مزاد على قسم البط وراحوا المزايدين شافوا اللي مكتوب قالو إحنا مالنا ومال البط ، فكان المذاد بين نادى الدقى ( الصيد ) ، ونادى الشمس ، وعمى سليمان ، نادى الدقى قال للمندوب بتاعه عند (1000 جنية ) وإنسحب وفعلاً إنسحب ، فضل عمى سليمان ونادى الشمس ، ونادى الشمس كان فيه صعيدى جدع إسمه يحي مكارم ، قال لعمى سليمان أنت عايز البركة ليه ؟ قال له زى ما إنتوا عايزينها ، وقال عمى سليمان كان بيحب النوادى ، قالوا له إحنا نادى وناويين نصرف ونعمّر وعموماً نتفق من الآن البركة مسؤليتك وإنت تكون المشرف عليها وتخصص لك لبدة ممتازة ثابتة لا يتم التبديل فيها ، ( حيث كانت اللبّد يتم تبديلها بين الأعضاء تباعاً حيث كان منها المميز ) على العموم عمى سليمان قال أحنا قرينا فاتحة على كده وتولى هو الإشراف عليها ، كان بييجينا فى البركة الحاج محمود مطرود والإستاذ السيد مطرود وأبو عويدات وعمى بركات أبو عبدالقادر والحاج سعد مطرود وغيرهم دول من المطاردة والحاج حمد المعازى كان ببيجى على الهجين ومنكم الحاج سعد أبو بندر كان صياد قوى وبييجى معاه الحاج الطحاوى أبوسعيد و بييجى الحاج سعد أبوعبدالله ، المهم إنه نادى الشمس طلب قوة لتسليم البركة لعمى سليمان، كان العمدة فى ذلك الوقت مش مبسوط وإيجا شيخ البلد وقتها : كان إسمه محمد أبوالمعاطى ومضى وإستلمنا البركة ، أبوالمكارم عمل ميزانية 1500 جنية للإصلاح ولكن كلف بيها أهالى من حوالين الجماعة الأولين جابوهم له وضاعت الفلوس ولم يتم شئ ، وتكرر ذلك مرة أخرى ، عمى سليمان قال عندى اللي يعمل اللازم ، وقابلنى بيحيي بيه قلت هات 6 يوميات واليومية كانت 3 جنية قال إمتى يخلص الشغل قلت فى 24 ساعة ، كان له سكن وجنينة فى إسماعيلية وفعلاً تاني يوم إيجى وجايب معاه قفص منجة ، المهم شاف الشغل وإنبسط وقال كل اللبّد كده ؟ قلت له أفرجك حتى آخر لبد ة ، البركة دى أخذها نادى الصيد سنتين ولما زهق منها راح أخذ بركة العمياء ( النصرحالياً )، البركة دى دلوقتى مش مع نادى الشمس أخدها واحد إسمه حازم الريس زهّق نادى الشمس منها ساعده إبن عاطف صدقى فى الحصول على عقد إيجار من المحافظة عشر سنوات وبعدها ساعده رئيس الوزراء أحمد نظيف وجابوا له عشر سنين تانية هو واخدها (25 سنة) إيجار يعنى كاتب كتابه عليها
الأعضاء المؤسسين لنادى الصيد الملكى ويظهر فى الصورة ذو العمامة البيضاء الحاج/ محمود مطرود وكانت هذه الصورة عام 1940
مشايخ العرب إلى اليمين الحاج / محمود وأخيه الحاج /أحمد مطرود 1950 تقريباً
HOLAND & HOLAND
بنادق من مقتنيات الأسرة وهى لحضرات أصحاب العزَّة / السعدى بك بشارة ومحمد بك سعود والشيخ/عبدالله سعود والشيخ بشارى سعود والشيخ عبدالعزيز سعود الطحاوى
* شيخ العرب الحاج محمود مطرود ، كان رجلاً بكل ماتحمل الكلمة من معانً ، شهد له الكثيرعلى براعته فى الصيد ، كان خفيف الظل يمبل إلى الطرفة والديبلوماسية فى الحديث ، وكان يملك بديهه واسعه ومتقدة أيضاً تمكنه من الخروج من المواقف بسهولة ويُسر، وكان مرحاً مع من هم أقل منه مقاماً ، ينزل إليهم ويسمح لهم بما لا يسمح به غيره من أقرانه ، الهواية عنده فى المقام الأول وما بعد ذلك هو هيّن بالنسبة له ، فى العدد الأول من مجلة نادى الصيد شهر يوليو 2003م كانت له صورة مع الأعضاء المؤسسين لنادى الصيد الملكى الذى يقوم بإستئجار برك الصيد ، يذكرممن كانوا قريبين منه أنه بعد رحيل الملك فاروق عن مصر، علم الحاج محمود من صديق له فى القاهرة صاحب محل سلاح أنه سيقام مزاد لبيع بنادق الملك وبين البنادق بندقية هامة ، كان يرافقه دائماً فى رحلاته وسفراته تجاه القاهرة أوعند مقابلاته مع أجانب نجله المرحوم المهندس/ السيد محمود مطرود ، وعند إنعقاد جلسة المزاد كان من يُزايد معه فى الجلسة الخواجة ماراتوس أكبر تاجرسلاح فى ذلك الوقت وقد أوعز إلى رجل أعمال مصرى أيضاً بخبرهذه البندقية ، إستمرالمزاد حتى وصلت البندقية عند (250 جنيها ) فلاحظ الحاج محمود تردد إبنه السيد والذى كان ينطق بالسعرحيث أن هذا المبلغ فى ذلك الوقت يدفع ثمناً لخمسة أفدنة من الأرض الطيبة ، فطلب من نجله التقهقر وتقدم هو ووصل بالسعر إلى (350 جنيها ) ، ماكان من هؤلاء إلا التوقف وأوعذوا إلى بعضهم أن هذا الأميرالعربى لن يتركها ، فرسى المزاد على الشيخ محمود وإستلم البندقية ، وقتها كان يرتدى عبائته وعقاله ، وهم شركائه فى المزاد إلى مصافحة هذا الأمير وسؤاله عن هويته ، ولكن كانت الهواية عنده أقوى من الهوية ، ذكر أن هذه البندقية من ماركة ( HOLAND&HOLAND ) الإنجليزية الصنع والتى تصنع كافة أجزائها يدوياً ، وتصنع لصاحبها خصيصاً وينتهى المصنع من صناعتها بعد عامين ، ويقوم صاحبها بعمل بروفة عليها قبل أن يستلمها ومراجعة وضع كعب البندقية مع كتف صاحبها ، هذا الشيخ حقق أعلى رقم فى صيد البط فى ذلك الوقت وهو 104 بطة من الساعة السابعة صباحاً إلى الثانية عشر ظهراً وكان فى لبدة رقم (4) وهذه اللبدة كانت مميزة ، فى أحد الأيام كان يرافقه دبلوماسى أمريكى فى لبدة مجاورة فلا حظ أن البط يسقط من أعالى السماء، فصاح بلغته بعد أن ترجمها لوالده المهندس السيد مطرود : (رقم 4 تصطاد من السماء ) وحرص هذا الدبلوماسى على مشاهدة هذه البندقية وصاحبها وحياهما ، ذكرأيضاً أنه فى عام ( 1958م ) أن السيد / ذكريا محيي الدين والرئيس محمد أنور السادات وعلى صبرى كانا فى بركة إكياد وتصادف وجود الحاج محمود فى هذا اليوم وأن دوره فى اللبدّ هذا اليوم هى لبدة رقم (4) ، قال له مدير النادى أن رئيس الوزاراء يستأذنك فى اللبدة رقم ( 4) وافق على الفور وبكل شرف ، ولكنه إستاء عندما علم أن رئيس الوزراء لم يحقق رقم جيد من هذه اللبدة ، فقط وصل إلى (35 بطة) . هذا الشيخ قناصاً فاعلاً وبقي يمارس هوايته بكل نشاط حتى جاوز الثمانون من عمره وضعف بصره فكان يصطحب معه أحد أحفاده يتتبع الطير فى السماء حتى إذا إقترب من الشيخ وبندقيته و( حقه) أى تأكد منه (رماه)على الفور. تعرض هذا الشيخ لغمٌة فرض الحراسات وكانت هذه البندقية أولى الأشياء المستهدفة وكان هناك من يتعقبها وكأن الثورة قامت من أجلها
الحاج عزّام ضيف الله عثمان عبدالله سعود الطحاوى
* بركة الصالحية
من خلال الحاج عزّام ضيف الله عثمان عبدالله سعود الطحاوى ، موجودة فى
بعض المراسلات القديمة بإسم (إكياد) وهى تقع بين الصالحية وفاقوس ولكنها الأقرب إلى الصالحية ، وهى
تتبع نادى الصيد وربما كانت ما تحدث عنها المماليك فى بداية موضوعنا ، لكننا لم
نتعرف بعد على بركة بهذا التاريخ والحجم فى الصالحية غير هذه ، يبلغ الحاج عزام من
العمر نحو الستون عاماً ، إذا قلنا أنه قضاها جميعها غاوى صيد بكل ما تحمل الكلمة
من معانً لن نكون مبالغين ، هذا الرجل يملك خبرة واسعة جداً فى مجال صيد البط
والقنص بالصقور وخبرة عالية بالبنادق والخرطوش وكافة أدوات الصيد وأنواع
الطيورالمهاجرة ومواقيتها ، أيضاً يملك تكتيكاً خاصاً به عند التنشين والصيد يحقق
من خلاله أرقاماً عالية ، وقد أصقل هوايته بكافة الإمكانيات والعلاقات ، أى يمكننا
أن نقول أنه صياد مخضرم إستطاع أن يربط الماضى بالحاضر ، تراث الهواية وتاريخها
ومراحل تطورها ، وتقنية الحاضروإمكاناته ، عندما سألناه عن تاريخ الهواية أفاد بأن
عيلة مجلى أقدم من كان يمارس هذه الهواية وقد رافقهم الإنجليز كثيراً فى رحلات
الصيد هذه ، قال إن الشيخ حمد مجلى كان صياداً فريداً ونبيلاً ، قال كان يخرج
للصيد معه (ربع خرطوش)
- الربع علبه بها 25 خرطوشة - كان يعود ومعه 25 ذكراً من طائرالخضارى ، أى كان يصطاد الذكر ويترك الأنثى للبيض ، وسألنا كيف يتسنى له ذلك ؟ أفاد أن الذكر له لون مختلف تماماً عن الأنثى وهو يتقدمها وحجمه أكبروهنا الأمر يحتاج نظراً حاداً ايضاً ، أى أن هذا الرجل كان ماهراً وشهد له الكثير بذلك ، وغالبا ما يحقق أرقاما قياسية فى رحلاته . الحاج عزام له وجهة نظر فى الصيد بشكل عام والقوانين الجديدة ، وهو يعيش وجهة نظره هذه تماماً ، مفادها أن الطبيعة كما خلقها الله سبحانه وتعالى من المحال أن يقف أحد فى طريقها سواء كان صيداً أو قانوناً ، يقول إن حدود مصرعلى البحر المتوسط 1000 كيلو متر ، ويدخل مصر كل عام أعداداً غفيرة من الطيورالمهاجرة من أوروبا بمختلف أنواعها ، فيها ما نعرفه ومنها ما لم نعرفه حتى الآن ، مثلاً الصقور لو دخل مصرعدد وقمنا بالصيد منه نحو ربع هذا العدد ، ما يقع أغلبه (الفرخ) أى الذى لم يصل إلى سن البيض بعد ، وهذا أغلب ما يقع ، ويعود إلى أوروبا فى نهاية الموسم ما تبقى وهو ثلاثة أرباع العدد ، الطيورالعائدة هى التى تبيض ، وكل طائرأنثى منها تبيض ثلاثة بيضات ، إذاً الطيورالتى ستأتى فى العام التالى ستكون قد عوضت أضعاف ما تخلف منها أثناء هجرتها ، يذكرأيضاً أنه عند صيده للبط إصيبت إحداها ولم تمت ولكنها لم تتمكن من العودة ، فباضت هنا فتأكد له أنها تبيض 25 بيضة ، البط أحد الأنواع وهناك أعداداً غفيرة من الأنواع المختلفة إذاً بطريقة حسابية سنجد أن مايقع نتيجة الصيد ليس إلا القليل جداً مما لا يمكن معه منع الصيد ، كما أن برك الصيد المختلفة والمنتشرة تستقبل أعداداً أكبر بكثيرمن حجم الصيادين وإمكاناتهم ، ذكرلنا شيئاً طريفاً بأنه أوقع واحدة من طائرالكركى فوجد على ظهرها فضلات طير ، تأكد له أن طائرالفصادة يأتى مهاجراً على ظهرهذه (الهليوكوبتر) ، كما ذكرالحاج عزام أيضاً أن الفصادة أثناء هذا السفرة الطويلة يقوم بتنظيف ظهرهذا الطائرالكبير، أى الطبيعه نظمها الخالق سبحانه وتعالى وما يقوم به الإنسان ليس إلا عبثاً ، يقول أنه فى أمريكا وأوروبا يتم تفريخ الصقوروالشواهين وتصديرها إلى هواة الصيد بأسعار وإتفاقيات ، مع منع الصيد فى الدول التى كان يتم الصيد فيها ، وذلك لإتاحة الفرصة لسوق التفريخ هذا ، مع دعم خارجى من دول التفريخ إلى البلاد التى تمنع الصيد ، هو يرى من واقع خبرته وممارساته وتاريخه الطويل فى هذه الهواية أن هناك تآمرعلى الهواية والتراث لمصالح أخرى كما وضّح الشيخ برجس أيضاً فى مناداته للبيئة فى محاولة لإلقاء الضوء على هذه الهواية وهذا التراث العربى المصرى الطحاوى . تدخلت إيضاً القوانين الجديدة المجحفة فى مبررات ترخيص البنادق وحلحلتها وأعادت تنظيمها لتكون فى أشكال أخرى تتمشى مع طمث الهوية والقضاء على التراث والسعى وراء المنفعه الشخصية ، دون النظرإلى هذا التاريخ الطويل ، ودون السماع لأصحاب هذه الهوايات النبيلة ولو مرة واحدة ، يقول الحاج عزام أن البنادق عيار 12 أفضل بكثير من عيار 16 فى الصيد وأن الخرطوش المصرى أحياناً يتم تصنيعه جيداً وفى أحيان أخرى لا يكون جيداً ، وأنه على الصياد أن يكون معه أكثر من بندقية حيث أنه قد يتعرض لعطل فى بندقيته .
محافظ الإسماعيلية السابق عبدالسلام المحجوب يصافح الشيخ بركات ويحييه تقديراً لجهودة وتاريخه الطويل فى هذه الهواية
* بركة النصر ( العمياء سابقاً ) تتبع هذه البركة نادى الصيد المصرى ، علا صوت هذه البركة بوجود شيخ العرب المرحوم بركات عبدالقادر صالح بركات قائماً عليها ردحاً طويلاً من الزمن حتى أكمل بها عقده التاسع من العمر كما وضح لنا من الوثائق والصور المرفقة ، ذكر لنا أحد أبنائه المحترمين الأستاذ محسن أنه كان هناك تعاون بين الشيخ بركات والشيخ سليمان عليوه الطحاوى بهذا الشأن ، إكتسب من خلال هذا العمل الجميل كثير من الصدقات من مختلف دول العالم وكان يستقبل الكثير من رسائل الود طوال العام مما يدل على حسن المعاشرة والأخلاق الحميدة التى كان يتحلى بها هذ الشيخ كما عرف عنه أنه كان كريماً ومضيافاً ، وأعتبرشيخ الصيادين بالقطر المصري على مدى ما يقرب من نصف قرن. من مواليد سنة 1920. نشأ الشيخ بركات عبدالقادر، مثله مثل كل أبناء عرب الهنادي، على الرماية وحب الصيد، إلا أنه برع في فن الرماية براعة فائقة وتشرب عشق الصيد منذ طفولته فكان له مع الصيد شأن كبير. أهلته موهبته في الرماية لأن يكون وهو في ريعان شبابه قائداً لمجموعة فدائية في منطقة القنال لمقاومة الإحتلال الإنجليزي. فكان كما يقول عنه الكاتب أحمد أبو المعاطي: "يصوب على الجماجم ولا تخطئ رصاصاته الساخنة جباه قواد مطار أبو صوير المحتل .. ثم يختفي في الصحراء كمهر جامح". لم يفوت فرصة للعمل الوطني والكفاح المسلح فقاد بعد ذلك بعشرين سنة مجموعه من المقاومه الشعبيه بعد حرب 67 خلال حرب الإستنزاف وحتى أكتوبر 1973 لمقاومة المحتل الإسرائيلي . وقد كتبت الجرائد العديد من المقالات عنه وعن بطولاته. ذاع صيته كرامً وصياد ماهر فنال شرف مصاحبة الملك فاروق في بعض رحلاته للصيد ببركة العباسة وهو في العشرينيات من العمر.التحق الشيخ بركات عبدالقادر منذ أوائل الستينيات بالعمل بنادي الصيد المصري كملاحظ لعدد من برك النادي المنتشرة في محافظات شرق مصر كبرك : العمية وكياد والعباسة. أصبح مقصداً لكل هواة الصيد من ضيوف مصر من عرب وأجانب. فقد قام بالصيد مع الملك فهد بن عبدالعزيز في بركتي كياد والعمية. وإستقبل العديد من السفراء والدبلومسايين العرب والأوروبيين وإرتبط معهم بصداقات وثيقة. يملك ألبوماً ثرياً من الصور التي تجمعه بكثير من المشاهير في مراحله العمرية المختلفة. إنتمى الشيخ بركات إلى الطراز الأول من رجال بدو الهنادي الأفذاذ الذين عرفهم تاريخ مصر الحديث حين حملوا بنادقهم بيد وأمسكوا أعنة خيولهم بالأخرى فكان لهم شأن كبير في صنع عظمة مصر في بواكير عصر النهضة المصرية زمن محمد علي وفتوتحاته العظيمة في شمال مصر وشرقها وجنوبها. هؤلاء الرجال الأفذاذ لم يتبق منهم مع حلول النصف الثاني من القرن العشرين غير نفر قليل. ومع إقتراب القرن العشرين من نهايته كان عصر الصيادين الكبار بين قبائل العرب قد أوشك على الأفول لكن الشيخ بركات الذي رزقه الله عمراً مديداً ظل نجماً محلقاً في سماء هذه الهواية النبيلة ليكون علامة بارزة وعلماً يجتمع حوله عشاق هذه الرياضة. لم يتوقف الشيخ بركات عن الصيد حتى بعد بلوغه سن المعاش سنة 1980م وظل يجوب صحاري مصر وجبالها بطول البلاد وعرضها تارة مع ضيوفه من هواة الصيد وتارة مصطحباً أبناءه وأحفاده الذين ورثوا عنه الشغف بهذه الهواية البدوية الأصيلة. وظل صياد مصر الأول يمارس هوايته التي تجري في دمه والتي لم يحرمه منها إلا المرض بعد أن بلغ الثمانين من العمر والذي صادف أن يكون مع أفول القرن العشرين . ظل الشيخ بركات حتى وفاته عن عمر ناهز التسعين متمتعاً بذاكرته الحاضرة. يراجع ذكرياته وألبومات صوره الزاخرة، ويستقبل ضيوفه ومحبيه من عرب وأجانب ، ويسدي حكمة الصياد البدوي المتمرس لأبنائه وأحفاده ومريديه الذين يسيرون على دربه في حفظ هذه الرياضة العريقة وهذا التراث البدوي الأصيل من الإندثار .. رحمه الله رحمة واسعة وكل شيوخ العرب الكرام.
* حواشى موضوع سرحات الصيد :
1 - على مبارك ، الخطط التوفيقية ، جـ 9 ، ص 74 .
2 - المقدسى : أحسن التقاسيم ، ص 195 ، 196 .
3 - ياقوت : معجم البلدان ، جـ 4 ، ص 75 .
4 - المقريزى : الخطط ، جـ 1 ، ص 374 .
5 - إبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 1 ، ص 78 .
6 - على مبارك : الخطط التوفيقية ، جـ 14 ، ص 7 .
7 - إبن أبى أصيبعة : عيون الأنباء فى طبقات الأطباء ، جـ 2 ، ص 124 ، 125 .
8 - المقريزى : الخطط ، جـ 1 ، ص 374 ، على مبارك : الخطط التوفيقية ، جـ 14 ص 7 .
9 - إبن دقماق : الإنتصار ، جـ ، ص 56 ، إبن الجيعان : التحفة السنية ص 19 .
10 - أبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 5 ، ص 171 .
11 - أبو المحاسن : النجوم الزاهرة ، جـ 6 ، ص 328 ، المقـريزى : السلوك ، ج 1 ، قسم 1 ، ص 330 ، 332
12 - إبن واصل : مفرج الكروب ، ق 353 ، المقريزى : الخطط ، جـ 1 ، ص 297 ، والرمل هى الجهة الواقعة بين العريش والعباسة وساحل البحر المتوسط ( أنظرالمقـريزى : المواعظ والإعتبار ، جـ 1، ص 182 ــ183 ) .
13 - إبن بهادر : فتوح النصر ، جـ 1 ، ق 71.
14 - أرض السايح : هذا الإسم كان يطلق على المنطقة الواقعة بين جانبى الترعة السعيدية فى المسافة الواقعة بين ناحيتي سوادة والصالحية بمركزفاقوس شرقية ( أنظرأبو المحاسن : النجوم الزاهرة ، جـ 6 ، ص 150 الحاشية ) .
15 - سعيد عاشور : المجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك ، ص 69 ـ 70 .
16 - الأصفهانى : الفتح القسى ، ص 357 .
17 - المقريزى : السلوك ، جـ 1 ، قسم 1 ، ص 71 ـ 72 .
18 - إبن الأثير : الكامل فى التاريخ ، جـ 9 ، ص 243، إبن الراهب : تاريخ إبن الراهب ، 93 ، إبن كثير : البداية والنهاية ، جـ 13، ص 18 .
19 - إبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 1 ، ص 78 .
20 - ياقوت : معجم البلدان ، جـ 4 ، ص 75 .
21 - إبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 1 ، ص 78 .
22 - طرخان : النظم الإقطاعية ، ص 316 .
23 - الأقصرائى : نهاية السؤال والأمنية فى تعليم أعمال الفروسية فى عصرالمماليك ، ص 317 .
24 - طرخان : النظم الإقطاعية ، ص 317 .
25 - القرين : تتبع مركز أبو حماد شرقية ( محمد رمزى : القاموس الجغرافى ، جـ 1 ، قسم 2 ، ص 70 ، 71 .
26 - إبن خلدون : العبر ، ج 5 ، ص 38 ، المقريزى : السلوك ، جـ 21 قسم 2 ، ص 435 ، أبوالمحاسن : النجوم الزاهرة ، جـ7 ، ص 101 . البونيثى : ذيل مرآة الزمان ، جـ 1 ، ص 330 ـ 331 ، الخالدى : المقصد الرفيع ، ص 67 ، إبن بهادر : فتوح النصر ، جـ 1 ، ص 95 . إبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 1 ، ص 97 ، إبن كثير : البداية والنهاية ، جـ 13 ، ص 222 .
27 - كان الرمى بالبندق يتم بإستخدام قـوس يسمى الجلاهـق أوقـوس البندق وهو قـوس يلف عليه الحرير ويغرى وفى وسط وتره قطعة دائرة تسمى الجوزة توضع فيها البندقة المصنوعة من الطين ( أنظر القلقشندى : صبح الأعشى ج 2 ، ص 145 ) .
28 - الأعراس : تتبع مركز منيا القمح شرقية ( أنظر محمد رمزى : القاموس الجغرافى ، جـ 1 ، قسم 2 ، ص 136 ) .
29 - المقريزى : السلوك ، جـ 1 ، قسم 2 ، ص 601 ، إبن بهادر : فتوح النصرة جـ 1 ، ص 126 .
30 - الظاهرية كانت بمنطقة وادى السدير فى عصرالمماليك ولها زمام قدره 680 فداناً وهى الآن تتبع مركز أبو حماد شرقية ( أنظر إبن دقماق : الإنتصار ، جـ 5 ، ص 55 ، إبن الجيعان : التحفة السنية ، ص 19 ، محمد رمزى : القاموس الجغرافى ، جـ 1 ، قسم 22 ، ص 68 ـ 69 .
31 - المقريزى : السلوك ، جـ 21 ، قسم 2 ، ص 564 .
32 - طرخان : النظم الإقطاعية ، ص 317 .
33 - الحرير الغيارهو الذى يبدى أكثرمن لون .
34 - بيبرس الداودار : زبدة الفكرة ، ص 27 .
35 - 36 - المشاعل جمع مشعل وهى آلة من حديد كالقفص الأعلى وفى أسفله خرقة لطيفة ، توقد فيه الناربالحطب فيبسط ضوءه ، ويحمل أمام السلطان . وأما الفوانيس فهى جمع فانوس وهى آلة كروية ذات أضلاع من حديد مغشاة بخرقة من رقيق الكتان الصافى البياض يتخذ للإضاءة بغرزالشمعة فى أسفل باطنه فيشف عن ضوءها ، ومن شأنها أن يحمل منها إثنان أمام السلطان أوالأمير ( أنظر : القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 2 ، ص 137 ـ 138 ) .
37 - إبن أيبك : الدرالفاخرفى سيرة الملك الناصر ، ص 65 ، أبو المحاسن : النجوم الزاهرة ، جـ 8 ، ص 141 ، النويرى : نهاية الإرب ، جـ 30 ق 1 .
38 - طافور : رحلة طافور ، ص 74 .
39 - مفردة البازدار : وهـو المسؤل عن حمل جوارح الطير المعدة للصيد على يده وهـو مسؤل أمام أمير شكار : (أنظر القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 5 ص 469) .
40 - مفردة البندقدار : وهـو المسؤل عن جراوه ( = كيس ) البندق الذى يرمى به فى الصيد ، والبندق هـو الرصاص أو الطين أو الحجر الذى يرمى بقـوس تعرف بإسم قـوس البندق ( أنظر القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 5 ، ص 458 ـ 459 ) .
41 - مفردة الحوندار : وهـو المسؤل عن خدمة طيورالصيد ويحملها إلى المكان الذى تدرب فيه وأصلها حيوان دار ( أنظر القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 5 ، ص 469 ـ 471 ) .
42 - مفردة حارس الطيور : وهـو المسؤل عن حراسة الطيور فى الأماكن والمزارع التى يقصدها السلطان . كما يمنع الناس من الإقتراب منها ، وبخاصة الكراكى ( البجع ) التى بصدد أن يصيدها السلطان ( أنظر : القلقشندى صبح الأعشى ، جـ 4 ، ص 22 ) .
43 - الكلابزية : وهم الذين يهتمون بكلاب الصيد ( أنظر : الخالدى : المقصد الرفيع ، ص 127.
44 - أنظر المقريزى : السلوك ، جـ 2 ، قسم 2 ، ص 530 ، أبو المحاسن : النجوم الزاهرة ، جـ 9 ص 170.
45 - شكار بكسرالشين بمعنى الصيد فى اللغة الفارسية ( أنظر السبكى : معيد النعم ، ص 37 ) .
46 - القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 4 ، ص 22.
47 - الخالدى : المقصد الرفيع ، ص 128 ، إبن شاهين : زبدة كشف الممالك ، ص 126 ـ 128.
48 - الخيام جمع خيمة ويقال لها الفسطاط والقبة أيضاً ، وهى بيوت تتخذ من خرق القطن الغليظ ، والملوك تتباهى فى سعتها وبكبرها ( أنظر القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 2 ، ص 138.
49 - النويرى : نهية الإرب ، جـ 6 ، ص 226.
50 - القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 14 ، ص 168.
51 - القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 2 ، ص 137.
52 - إبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 2 ، ص 133، 171.
53 - إبن إياس : بدائع الزهور ، جـ 4 ، ص 354.
54 - المقريزى : السلوك ، جـ 2 ، قسم 3 ، ص 742 ، جـ 3 ، قسم 1 ، ص 104 ، أبو المحاسن : النجوم الزاهرة ، جـ 10 ، ص 170ـ 32 ، جـ 11،ص 31ـ 37 ، المنهل الصافى ، جـ 2 ، ق 248، إبن إياس : بدائع الزهور ، ج 1 ، ص 215 ـ 216 ، جـ 4 ، ص 60 ، 223 .
55 - سعيد عاشور : المجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك ، ص 70.
56 - إبن شاهين : زبدة كشف الممالك ، ص 128.
57 - إبن شاهين : زبدة كشف الممالك ، ص 128.
58 - سعيد عاشور ، المجتمع المصرى فى عصر سلاطين الممالك ، ص 70.
59 - الجوارح : ( ذوات الصيد من السباع والطيور والكلاب ) . لأنها تجرح لأهلها أى تكسب لهم ، الواحدة جارحة ، فالبازى جارحة ، والكلب جارحة ، الضارى جارحة ، ( أنظر الزبيدى : تاج العروس ، جـ 6 ، ص 338 ) .
60 -نعوم شقير : تاريخ سيناء ، ص 103.
61 - القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 2 ، ص 63 ـ 64.
62 - الدميرى : حياة الحيوان ، جـ 2 ، ص 373.
63 - القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 2 ، ص 77، الدميرى : حياة الحيوان ، جـ 1 ، ص 200.
64 - القلقشندى : صبح الأعشى ، جـ 2 ، ص 68 .
65 - العباسى : آثارالأوّل فى ترتيب الدول ، ص 137 ـ 140 .
* ساعد فى هذا الموضوع :
- (الشيخ بركات) نجله الشيخ / محسن بركات بتنسيق من المهندس ياسر بركات .
- ( الحاج محمود مطرود ) نجله المهندس مجاهد محمود مطرود .
- الأستاذ سامح زيدان راجح الطحاوى .
- ( الشيخ سليمان عليوة الطحاوى ) الشيخ عبدالعزيز أبوسبع العقيلى بتنسيق من مدام هيلجا الطحاوى .
- الحاج ( عزام ) عبدالله ضيف الله عثمان عبدالله سعود الطحاوى .
*هذا ما إستطعنا جمعه وتوثيقه وإتاحته عن هذه الهواية ونعلم أن هناك الكثيرعنها، آملين من السادة زوار صفحات القنص أن يصوّبوا لنا ويغفروا لنا هناتنا فليس هناك من هو معصوم من الخطأ.