الخيل وجوها عظم

El-Tahawy Saoud


الخيل وجوها عظم تغلب وتنغلب



جوز ركاب عربى من النحاس الخالص
كثيرة هى الأشياء الجميلة التى توارثناها من خلال معاشرتنا للخيل ، شحيحة هى الأشياء المكتوبة التى خلفها لنا آبائنا ، فلما كان من المحال أن تتوفر لدينا مواد مكتوبة فكان لابد أن نبحث داخل الذاكرة ، نفتشها ونذكيها بالذكريات الجميلة ، نلوح لها ببعض من أدوات الخيل ، وسرعان ما تتقد القريحة العربية البدوية لينهمرعلينا منها سيل من المفردات والأمثال والمواقف والنصح ، والحث على التسامح فى التعامل ، والحزم أحياناً فى بعض الأمور ، والرفق مع بعضها ، وكأننا نسوس الكلمات تارة كما نسوس الخيل ، وتجفل منا تارات ، فنعود نهدهدها ونناديها ( تعي تعي ) ،  شقية هى بنات الأفكار ......، هيا معاً إلى مرابط الخيل ، إلى عرق الخيل إلى ربيعها وصيفها وحمحمتها عند الأصيل ساعة العليق .
وتعتبرالخيول العربية بالنسبة إلى كل عربى هى عدته وعتاده وهى عزوته وزاده ، ولا ننسى أن أول حصان عربى سمى ( زاد الراكب ) ومنه تسلسلت كل الخيول العربية على وجه الأرض ، وحري بنا أن نذكر هذاالحديث فى خلق الخيال ( عن وهب بن منبه أنه قال: بلغنى أنه لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق الفرس قال لريح الجنوب: إنى خالق منك خلقاً أجعله عزا لأوليائى وذلاً لأعدائى ، وجمالاً لأهل طاعتى ، فقبض من الريح قبضة وخلق منها فرساً، وجعلتك عربياً،  الخير معقود بناصيتك، والغنائم محازة على ظهرك ، والغنى معك حيث كنت ، أرعاك بسعة الرزق على من الدواب، وجعلتك لها سيداً، وجعلتك تطيربلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب ، وسأحمل عليك رجالاً يسبحونى فسبحنى معهم ، ويكبرونى فكبرنى معهم ، فلما صهل الفرس، قال: باركت عليك ، أرهب بصهيلك المشركين، أملأ منه آذانهم وأرعب به قلوبهم وأذل به أعناقهم ، فلما خلق الله تعالى آدم ، وعرض عليه الخلق وعلمه أسمائهم ، قال الله تعالى يا آدم : إختر من خلقى ما أحببت ، فاختار الفرس، فقال تعالى له : إخترت عزك وعزولدك باقياً معهم ما بقوا فبركتى عليك وعليهم ، قال وهب : فما من تسبيحة ولا تحميدة تكون من راكب الفرس إلا والفرس يسمعه ويجيب بمثلها من نطقه) .
وهناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة نذكر منها :
المنفق على الخيل كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها ، وأرواثها وأبوالها عند الله يوم القيامة كذكى المسك" .
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : "عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز" .





الرشمة الأولى من النحاس وهى بت واحد ( فرع واحد ) قوية وبدون العذار والمرس من شعر الماعز الطبيعى والعقدة عقدة السيف المعروفة
والرشمه الثانية من النحاس وهى خمسة بت ( فرع ) وهى للزينة
 - فعندما حدث السيل العرم فى اليمن فرت الخيل وظهر منها خمسة فى بلاد نجد ، فخرج خمسة رجال فى طلبها فعثروا عليها ، وترصدوا تنقلها فإذا هى ترد عيناً ( ينبوع ماء ) لا يوجد غيرها فى تلك المنطقة ، فتحايلوا عليها وأمسكوا بها بعد أن سدوا عليها جميع المنافذ ، ثم ركبوها متجهين إلى منازلهم التى كانت بعيدة عن العين ، وفى أثناء السفر نفذ زادهم وأجهدهم الجوع فتباحثوا فى كيفية الحصول على ما يسدون به رمقهم فلم يجدوا حلاً إلا التسابق عليها وذبح المتأخرة منها لطعامهم ، فتسابقوا وجاءت إحداها متأخرة إلا أن صاحبها رفض ذبحها حباً لها وأبى إلا أن يعيدوا السباق ففعلوا فتأخرت أخرى ورفض صاحبها ، وهكذا وفيما هم كذلك لاح لهم قطيع غزلان فطاردوه وظفر كل منهم بغزال وسلمت أفراسهم من الذبح . فسموا الفرس التى سبقت فى الأدوار ( صقلاوية ) لصقالة شعرها وكان إسم صاحبها جدران فسميت صقلاوية الجدران ، وسموا الثانية أم عرقوب ، لإلتواء عرقوبها وكان إسم صاحبها ( شوية ) فسميت أم عرقوب شوية ، وسموا الثالثة شويمة لشامات بها وكان إسم صاحبها السباح فسميت شويمة السباح ، وسموا الرابعة كحيلة لكحل عينيها وكان إسم صاحبها أو لقبه العجوز فسميت كحيلة العجوز، وسموا الخامسة العبية ، لأنهم لما تسابقوا وقعت عباءة صاحبها على ذيلها فلم تزل رافعة ذيلها والعباءة معلقة به إلى آخر الميدان ، وكان إسم صاحبها الشراك فسميت عبية الشراك ، وهناك مقولة أخرى عند عرب الطحاوية فى هذه التسمية للفرس العبية ، هى أنه لما حدث هجوم على إحدى القبائل ، وكان أحد الفرسان راكباً فرسه  ووراءها بنتها فى عمر أيام قليلة – فقد ظن صاحبها أنه ترك إبنتها ولم تلحق بأمها  ، ولكن بعد مرور الليل بأكمله سيراً إكتشف راكب الفرس أن بنتها تختبئ تحت عباءته وفى جوار أمها وقد سارت كل هذه المسافة دون كلل من هنا جائت التسمية الثانية  . والبدوى يركب الفرس فقط ، وتحتفظ كل قبيلة بعدة فحول من السلالات المختلفة لأغراض التزاوج فقط ، ولا تشترك فى الغزو، لأنها تصهل قرب الأفراس وتفضح الغزاة لدى أعدائهم . وأعظم خصائص الخيول العربية هى قدرتها على التحمل ، وهناك سجلات رسمية بذلك فى أمريكا وإنجلترا والمجر وبلغاريا وبولندا وروسيا وألمانيا ومصر وتركيا وأماكن أخرى، فالخيول ذات الدم العربى نالت الجوائز الأولى أو الجوائز الأخرى فى سباقات التحمل .
 - لعرب الطحاوية وجهة نظر فى ألوان الخيل : فهم يرون أن اللون الأبيض واللون ( الأشهب ) هما أكثر الألوان تحملاً للعطش، ثم يرون أن اللون الأحمر ( واللون الأدهم ) اللون الأسود هم أقل الألوان تحملاً للعطش وأكثرهم عرقاً ، ومن الألوان الأخرى الأشقر، والماوردى ، والكستنائى ، والأزرق ( الحديدى ) والأزرق ( القروشى ) و( الأشقر الذهبى ) ولا يفضلون اللون الأسود، وقد يأتى المهرالمولود لأبيه أو لأمه أو لأجداده فى اللون وفى الحجل فلا غرابة في ذلك ، ولا يولد المهر أبيض حتى لو كان أبواه بيض ، ولكن يولد أزرق ولا يصل إلى اللون الأبيض الناصع إلا عند الخمس سنوات تقريباً وليس باضرورة أن يأتى لون المهر لأبواه المباشرين ولكن قد يعود بلونه وحجله وسيالته إلى أجداده ً، ومن أسماء الخيل التى يطلقونها على خيلهم (
دهمان ، المعنقى ، مشعان ، صنديد ، ناصر العرب ، فارس الصحراء ، هلال النصر ، جدران ، إبن الليل ، فارس العرب ، إبن النيل ) . فهم يسمون خيلهم بأسماء قوية تبعث على الهيبة وال
إحترام لدى من يسمعها ،





القصعة ، وكنا نسمع أن منها قصعه عقيلى تم التحدث عنها بإفاضة فى المتن



الأولى هى المرشحة ، والثانية العدة العربى وتتكون من الغشاية وهى الغطاء 
الخارجى ثم أسفله مباشرة مرتبة ثم القصعه ثم اللبدة ولا نعرف لعرب الطحاوية أدوات غير ذلك لركوب الخيل .
 - روى أن أحد الصحابة ويسمى سليمان بن خليل ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله : إنى غاد فى شراء فرس فماذا تكون ، فقال إذا وجدت أدهم محجل الثلاث مطلوق اليمين سابل الغرة فذاك ، فقال يا رسول الله إن لم أجده ، فقال: إن وجدت أشقر محجل الثلاث مطلوق اليمين سابل الغرة فخذه ، فقال يا رسول الله إن لم أجده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ ما عداك ولا تأخذ مشكل .. وكان النبى يكره الشكال فى الخيل والمقصود هنا بالشكال أى محجل اليد اليمنى والرجل اليسرى والعكس . فيفضل العرب دائماً الحصان ذا الوجه الأبيض ويسمونه ( سيالة ) ويسمونة فى اللغة العربية سابل الغرة ، وقليلاً ما يشمل هذا البياض العينين ولكنه يبدأ ما بين الأذنين حتى ما بين المنخرين وأحياناً يمتد حتى الشفة السفلى ، ويكره العرب البياض فى الشفة السفلى دون أن يكون هناك سيالة . والحجل طليق اليد اليمنى أى الحجل فى الرجلين واليد اليسرى خالً من اليد اليمنى ، وتحدد اليمين واليسار عندما ننظر للحصان من الخلف ، فعندما يولد للعرب حصان بهذه المواصفات وأشقر وأدهم فهم يتوسمون فيه كل الخير والبركة ويقولون هذا ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم . ولا ينسى العرب أبداً الإهتمام بشعر الخيل من المعرفة وشعرالذيل فهم يقومون بتمشيطه بأمشاط خاصة مع إستخدام الزيت والعناية التامة به لئلا يتعرض الشعر للتعقد والسقوط . وهناك فى (الدحية) رقصة شعبية ـ عند العرب ما يطلقون عليه ( بوشان ) موال يوجد عند رقصة الدحية ـ وذلك عند أفراحهم ، وهو موال عربى يقول : ( شعرك يا بنت سبيب خيل ، ويا بنت علقى على الخيل وكثرى للأدهم عليقة بكرة سوق الإثنين لمى الحصا من طريقه ) .
 - يرى عرب الطحاوية ويتفق معهم الكثير فى أن الخيل ( تطرب ) وتطرب إلى الطبول والمزمار البلدى ، ولكنهم يرون أن الخيل تطرب فى مرابطها لا نتيجة لأدب وتعليم ، ويرون أيضاً ويؤمنون أنه لا علاقة بينهم وبين من يعملون على أدب الخيل بالمرة . فكما أسلفنا فى أول الحديث أن الخيل عندهم كسائر أبنائهم فهم لا يسمحون لابنتهم أن ترقص كما لا يسمحون لخيلهم كذلك ، ويرون أنه من العار أن يرقص الحصان ،  والحصان الذى يرقص يطلقون عليه النار فى التو والحين. فخيلهم لهم ولعزهم وجاههم وللإنتاج ولرياضاتهم المختلفة ، وخيلهم للحرب وللكروالفر . أما من يعملون على أدب الخيل ، فهؤلاء بعض الناس الذين يسكنون الريف وليسوا بالعرب بالمرة ، ويعملون على ترويض خيلهم والتى يصطادونها من مخلفات سباق الخيل وبعض المرابط التى لا تمت للسلالات العربية بشئ والمخصصة لتجارة الخيل لهذا الغرض ، ويقومون بتعليم الخيل الرقص وبعض الحركات رغماً عنها عن طريق أدوات حادة يستخدمها الراكب بعدما يكون قد حّمل الحصان ما لا طاقة له من لجم وأدوات زينة وبراقع وسرج قد يزن 20 كيلو ناهيك عن وزن الراكب نفسه ، وقد رأيت بنفسى أن الحصان يرقص ألماً لا طرياً وذلك كما يقول الشاعر :

كالطير يرقص مذبوحاً من الألم


خرج العدة العربى
مشغول من صوف الغنم الطبيعى ويركب على القربوص الخلفى للعدة كما سيتضح فى الصورة التالية :


الجواد الأحمر بن جاد الله من بنت بقشيش ممتطى ظهره محمد عثمان عبدالله سعود فى أكتوبر عام 1946 م ورفض فى التشبيه ، هذا ما كان مكتوباً خلف الصورة .
ـ ويتم ذلك وسط حشد غفير من المشاهدين المختلفة هوياتهم ما بين معلمين ومهرجين وغير ذلك من الطبول ، وهو الجو الذى قد يسبب قلقاً نفسياً للحصان بالإضافة إلى المعاناة الصحية التى يعانيها ، فى حين أن الخيل تطرب عند الحالة المزاجية المعتدلة ، كما وأن هؤلاء الناس الذين يعملون فى هذه المهنة ولا أسميها هواية حيث أنهم يتعيشون منها على عكس عرب الطحاوية ، إن هؤلاء الناس لا يعرفون لخيلهم أنساباً ولا أسماءً ولا يهتمون بذلك وقد يطلقون على الخيل بهائم ، مما يقلل من شأن الحصان وعزته . كما أنهم يستخدمون أدوات للزينة للخيل كبيرة جداً ، وقد لا يظهر الحصان منها بالمرة فى حين يستخدم عرب الطحاوية أدوات بسيطة من نسج أيديهم ليس بها تكلف ولا تخفى من جمال الحصان شيئا ، فهم يدعون جمال الحصان يظهر بدون تكلف ولا يخفون منه شيئاًً ،  ويعمل هؤلاء الذين يعملون بمهنة أدب الخيل على إطعام خيلهم بعليقة ( الردة ) وهى مثل الدقيق والتى تعجل بصحة الحصان نظرًا لحاجتهم للحصان فى وقت سريع لإستخدامه فى حفلاتهم . من بعض الرياضات التى يستخدم بها عرب الطحاوية الخيل ( الصابية - الميز) وهو أن يكون قبل ميعاد الفرح بأسبوعين مثلاً ويكون ذلك ملازماً لميعاد ( كف العرب ) الذى يؤدونه ، ويكون ذلك الميز بعد صلاة العصر أمام منزل العريس والذى من المفروض أن تكون هناك مساحة واسعة كعادة العرب فى سكنهم . يبدأ الشباب فى التوافد إلى هذا المضمار ، فمنهم من هو فى أول المضمار ومنهم من هو فى نهايته بخيلهم وبكامل زينتهم ومنهم من يحمل البنادق الخرطوش ، ومن يحمل السيوف ، ويكون ذلك كله أمام ( بيت المفرّح ) وقد جلست النسوة فى أماكن ترى منها الخيالة ولا يراها أحداً ويقمن بالزغردة تحية للفرسان ، ويجلس عدد كبير من الشبان والشيوخ فى أماكن مكشوفة واضحة ، وهناك من يصب القهوة والشاى ويطلقون الأعيرة النارية تحية للخيالة ، ويبدأ إثنان من أحد الفريقين بالإنطلاق نحو الفريق الثانى بشكل إستعراضى جميل للخيالة ، وفى حركة واحدة وقد يمسكون أيديهم بأيدى بعض ويتم ذلك حتى نهاية المضمار . ويبدأ إثنان من الفريق الثانى ، وهكذا .. ومنهم من يطلق الأعيرة النارية وهو فوق الحصان ويأتون ببعض الحركات الفروسية كأن يميل أحدهم أثناء جرى الحصان ليلتقط الطاقية الملقاة على الأرض ، ومنهم من ينزل من على فرسه ويركب أثناء الجرى ، والكثير من الحركات مثل الوقوف على الحصان أثناء الجرى ، وتكون الصابية فرصة لإستعراض الخيل والأشياء الجميلة من أدوات الخيل . ويكون المضمارلإختبار الخيل فى السباق مع بعضها ، وكذلك مباراة لخيول الشيوخ ، يعقب الصابية حديث قد يدوم لأيام طويلة عما جرى فيها من أن الأدهم هزم التامرى وغير ذلك من الأحاديث الشيقة والتى تكون تقييماً لعدد كبير من الخيل ، وعند نهاية اليوم بالنسبة للصابية يقول ( بيضة يا خيالة ) تماماً مثلما يقال فى كف العرب ( دام يا حاشى ) وهناك مقولة تقال فى هذه المناسبة بالنسبة لمن فاز أو لم يحالفه الحظ، يقول العرب : ( الخيل وجوهها عظم تغلب وتتغلب ) ، والمقصود منها أن الفائز معرض للهزيمة ، والمهزوم حتماً سيفوز، وأن الخيل وجوهها عظم ، وسمعنا من أجدادنا وآبائنا أن الجرى سر .  ورغم أن البدوى يمكن أن يكون فقيراً فإنه يحظى بالإحترام عندما تجلب له فرسه الفخار، لدرجة أن أصدقائه يقفون له إجلالاً لفرسه عندما يدخل مجلس الشيخ وعندما يمرون بجانبها يضعون أيديهم على جبهتها ويدعونها المباركة . والحصان فى الصحراء لا يمر فى مراحل الترويض ، فمنذ اليوم الأول تداعب النساء والأطفال المهر الصغير ويلاطفه الجميع وعندما يكبر يبدأ الأطفال بركوبه وبعد ذلك يركبه الشباب وفى النهاية يترك للغزو والحرب وقد يرى بعض الناس أن ( للحدوة ) علاقة تّطيرللخيل ، ويرون أن هذه التميمة تجلب عليهم الرزق والفأل الحسن ، ويرى عرب الطحاوية غير ذلك تماماً فى حياتهم العملية مع الخيل ،  ولا يرون للحدوة حاجة إلا فى عملية حداء الخيل ولا يستخدم ذلك إلا مع خيول السباق وخيول الخدمة الشاقة عامة ، وكل تلك الأغراض للتعيش من الخيل ،  وهم قد لا يختلفون مع الآخرين فى كل ذلك ، حيث إن الحدوة من الخيل ، ولكنهم يرون أنهم يربطون الخيل نفسها أى كل الخير، ولكنهم لا يعتقدون بها أى ( الحدوة ) ولا مكان عندهم للإعتقاد بها وأن ذلك حديث العهد بهم ، إلا أنه يلجأ بعض الناس إلى عرب الطحاوية ومعهم آنية من الأوانى ويطلبون قليلاً من لبن الخيل لمداواة بعض الأمراض ، مثل أمراض العيون ، والأمراض الجلدية وما إلى ذلك من أمراض . وأيضاً يستخدم ( سبيب الخيل ) فى علاج السنطة وهى أن تربط السنطة بالسبيبة حتى تجف وتسقط . ويرى كثير من الناس أنه إذا كان جارك عندة فرس فافتح بينك وبينه نافذة ليأتى منها الخير، وتربط خرزة زرقاء زجاجية فى عرف أو ذيل الفرس أو شعر سنام الجمل فيجلب الحظ السعيد . وفى الحقيقة حصان عربى أصيل بكامل مواصفاته ، وفارس عربى أصيل بكامل عدته يشكلان جملة مليئة بالبركة والخير والجمال ، فقد يوقفه أحد المارة ويطلب منه أن يدعو له بالبركة . وأدوات الخيل وكل ما يلزم الخيل عند عرب الطحاوية يصنعونها بأنفسهم ومن ذاكرة أيديهم ، فهم ينسجون بأيديهم ( مقاود ) الخيل أى ( الأمراس ) المنسوجة من صوف الأغنام الطبيعى ، المغزول عندهم ذوالألوان الطبيعية ( الأبيض ، البنى ، الأسود ) وكذلك ينسجون شرائح ( العدة العربى ) وبعض ( الخراج ) والتى تعلق على المسند ( القربوص) الخلفى للعدة العربى وفيه جيبان يستخدمهما الفارس في حمل أغراضه الخاصة وأدوات القهوة وذلك أثناء ترحاله وسفره ، فهم يستخدمون لقيادة الحصان ( القرطمة ) ، وهى تحل محل اللجام فهم لا يستخدمون اللجام بالمرة ولكنهم يستخدمونه مع الخيل الشرسة الصعبة المراس ، ويستخدمون مع القرطمة ( الرشمة ) على أن تكون سيورها مصنوعة من الصوف الطبيعى ذو الألوان الطبيعية وأحياناً يزينون حزام الرأس ( عذار ) بالودع مع إستخدام الصوف المنسوج بأيديهم . وأحياناً يصنعون من الصوف أيضاً ( لبب ) به بعض الكراريت ( شرابات ) المدلاة ويعلق على صدر الحصان وينتهى أطرافه بالمسند ( القربوص ) الأمامى للعدة العربى ، إلا أنهم لا يفضلون ذلك ويكتفون بلف المرس الصوف أو الشعر حول رقبة الحصان وعقده بعقدة معينة جميلة . 







أو ربط المرس في المسند الأمامى للعدة ويقومون بترك باقى المرس وبه عقدة السيف فيسمونها ( عقدة السيف ) وهم مهرة في ربطها وحلها لها شكل جميل راق ومعبر . لابد من وضع قلادة من الصوف تتمشى مع لون الخيل منذ صغرها ويغيرونها مع مراحل السن ، وهذه تزين الفرس وتمنع الحسد ، لأن الحسد معروف في عالم الخيل فيجعل من ينظر إلى الفرس يحول نظره إلى القلادة .
 - العدة العربي والمرشحة هى أدوات الركوب فحسب ، حيث تتكون العدة من هيكل خشبى ( القصعة ) مصنوع بمقاس وبدقة من خشب الصفصاف أوالمانجو لسهولة تشكيله ، ويتم تركيبها على ثلاث طبقات من اللباد الثقيل وتغطى بوجه من الجلد الطبيعى ، ويفصل بمقاس القصعة ، وللقصعة مسند أمامى ومسند خلفى (قرابيص) ويعلق بها الركاب العربى الذى يضع فيه الفارس قدميه من اليمين واليسار ولها حزام ( شريحة ) من الصوف لتحزيم العدة على الفرس ، وقد يركب في المسند الخلفى خرج من الصوف يجمع فيه أغراضه الخاصة والتى تلزمه أثناء ترحاله. والمرشحة مبنية على قوس أمامى وخلفى من نفس الخامات المستخدمة في العدة العربى ولكنها مجلدة جميعها ، مكسوة بالجلد الطبيعى ويستعملونها أولاً في تعليم المهارة وهى سهلة في الركوب والنزول ، والفارس دائماً يركب من جهة الشمال وينزل منها . تربط الفرس في الأرض عن طريق ( شاية ) وهى حفرة على عمق سبعين سم تقريباً ،
ثم يوضع فيها حبل في شكل دائرة مغلقة أوله على ظهر الأرض وآخره به قطعة خشب عرضية، يتم حفر حفرة عرضية بقاع الحفرة العميقة ويتم وضع الحبل ومعه الخشبة في قاع الحفرة ، ويتم الردم جيداً وتتم عملية دك الرمل حتى يتأكد أن الشاية لن تخلع من مكانها عندما يشدها الفرس ، ثم يربط نهاية الحبل الموجود على ظهر الأرض حبل يصل طوله نحو 3 أمتار يتخلله مدور من الحديد يسهل عملية الحركة للخيل ، وينتهى الحبل برباط يقفل على رجل الفرس الخلفية ويفتح بسهولة عند الطلب ، ثم يوجد هجار يربط في نفس الرجل التى تم ربط الحبل فيها إلى اليد الأمامية التى توازيه تماماً ويسمى ( الهجار ) والمربط من الرجل الخلفية حتى الشاية يسمى ( الشبحة ) ، ومن سطح الأرض حتى القاع يسمى ( الشاية ) ، 






الهجار المفرد والمتلت والشبحة كاملة 
ومن الهجار ما هو مثلث أى يربط في الرجل الخلفية واليدين الأماميتين ويستخدم مع الخيل الشقية . ولابد للخيال من هجار يربط خلف المسند الخلفى للعدة ، إلا إذا كان ذاهباً إلى صابية ، ودائماً الأمر يحتاج إلى هجار معه .  ( جلال الخيل ) : في فصل الشتاء يصنع عرب الطحاوية رداءً كاملاً للفرس والمهارة ولكل الخيل ، وهو غطاء يكسو الفرس من عند الحارك حتى الكفل وملفوف على البطن يحميها من البرد والصقيع في فصل الشتاء ، وهو يصنع من البطاطين أو من الخيش الجديد ومخلفات التقاوى وخلافه ، يقومون بشرائها جديدة صالحة ويفصلونها للخيل حسب المقاسات المعينة .
 ـ إن الحديث عن الخيول العربية حديث ذو شجون ، ومهما كتبنا عنها فلن نوفها حقها ، وعشقنا لها لا حدود له ، فمعين الحديث عن الخيل لا ينضب أبدا

#buttons=(قبول!) #days=(20)

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتعزيز تجربتك. المزيد
Accept !