جمعية ومستشفى المواساة
صور وثائقية عن جمعية المواساة الإسلامية بالإسكندرية
قد مر على إنشاء جمعية المواساة الإسلامية العديد منالعقبات والصعوبات التي كانت تحول دون إنشاء هذه الجمعية ولكن بجهود العاملين على هذه الجميعة استطاعت أن تتخطى هذه العقبات وقامت بافتتاح الجمعية ووبحضور عدد من الشخصيات القيادية، وفيما يلي نوضح لكم أهم الصور الوثائقية.صفحات من كالندر سباق الخيل 19 ديسمبر 1937 يوم السباق
(nextPage)
جمعية المواساة الخيرية الإسلامية بالإسكندرية
البداية كانت تأسيس جمعية المواساة الخيرية الإسلامية بالإسكندرية والتى تم تأسيسها عام ١٩١٠ علي يد الشيخ عبد العزيز جاويش، لاتتوافر معلومات عن الطريقة التى تأسست بها الجمعية، وليت من يتحصل على معلومات عن نشأة وتأسيس الجمعية أن يتفضل مشكورا بإضافتها.
فكرة إنشاء مستشفى المواساة الخيرى
- بدأت فكرة إقامة المستشفي باقامة عمارة المواساة في عام 1930 بتكاليف بلغت 40,000 جنيه بهدف تنمية ايرادات الجمعية لتسهم في تأدية خدماتها الإنسانية الجليلة، وبخاصة إنشاء مستشفي أهلي بمدينة الإسكندرية يخصص قسم كبير منه لمعالجة الفقراء مجانا.
- قامت جمعية المواساة الإسلامية الخيرية بالدعاية وتدبير المال اللازم للمشروع، وقد نجح مدير الجمعية آنذاك السيد/ محمد فهمي عبد المجيد (والد الدكتور أحمد عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية) في إضافة نص إلي قانون الجمعية يقضي بأن يكون من ضمن أغراضها معالجة المرضي وتحقيقا لذلك أصدرت الجمعية العمومية للمواساة قرارا في اجتماعها المنعقد بتاريخ 1929/10/27 بإضافة هذا النص لقانون الجمعية ومن هنا كان إنشاء عمارة المواساة والاستعانة بإيرادها في بناء مستشفي المواساة.
- صادفت محمد فهمي عبد المجيد العديد من الصعاب والعقبات لشراء قطعة أرض في المنطقة الواقعة بين محطة الشاطبي وشارع أبي قير ( فى الغالب أرض كلية الهندسة )، وتبلغ مساحتها 1850 م2 لبناء مستشفي المواساة, ولكن العقبات التي وضعت اجبرت الجمعية علي شراء قطعة الأرض الخلفية في 1931/8/25 ، على الجانب الآخر من شارع ابى قير المواجه لكلية الهندسة.
جهود الجمعية في بناء المستشفي
- نجحت جهود الجمعية في بناء المستشفي في نحو ثلاث سنوات بفضل همة وإقدام وإيمان وشجاعة القائمين عليَّ جمعية المواساة، وأصر محمد فهمي عبد المجيد أن يكون بناء المستشفي على أحدث النظم، وأن يكون مثلا يحتذي به.
- وتحقيقا لهذا سافر محمد فهمي عبد المجيد ومعه سكرتير الجمعية وأحد أصدقائه الأوفياء محمد سعيد جميعي إلى ألمانيا للاطلاع على أحدث المستشفيات بها، وهو مستشفي مارتن لوثر، ليكون نموذجا لمستشفي المواساة ولجمعه لثلاثة عناصر أساسية هي المنفعة والبساطة والاقتصاد.
- تم استدعاء المهندس الإخصائي الذي قام بتشييد مستشفي مارتن لوثر ببرلين، وهو الهر ارنست كوب، الذي حضر إلى الإسكندرية في1930/7/20، وعاين الأرض، ووضع التصميمات الهندسية والرسومات التفصيلية الخاصة بالمستشفي.
- في 1931/11/22 بدأت الأعمال لإنشاء مستشفي المواساة التي صادفها الكثير من الصعاب المالية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، الأمر الذي دفعها إلى الحصول على سلفة من بنك مصر لاستكمال إنشاء المستشفي، وتم رهن العمارة التي تمتلكها الجمعية ضمانا لهذه السلفة، التي بلغت 30،000 جنيه مصري.
- عجزت الجمعية عن الوفاء بسداد القسط الأول للسلفة في يونيو 1934، وعلى الرغم من محاولاتها الحصول على مهلة في السداد فإن البنك أصر على نزع ملكية العمارة التي تمتلكها جمعية المواساة، وكان في تصرفه هذا مكرهاً عليَّ هذا السلوك من القصر ، الذي كان يرغب في إرساء مناقصة بناء المستشفي على أحد أعوانه.
- حيث رفض فهمي عبد المجيد الخضوع بإعطاء مقاولة البناء لشخص معين... فكانت أول ضربة وجهت للجمعية امتناع الملك السابق فؤاد عن حضور حفل وضع حجر الأساس للمستشفي، وكانت الثانية صدور الأمر لبنك مصر باستعمال منتهي القسوة والشدة في معاملته للجمعية.
- تمكنت الجمعية من الخروج من هذا المأزق بإصدار يانصيب على العمارة، كان الأول من نوعه في القطر المصري، ونجح اليانصيب نجاحا منقطع النظير، وأقبل الناس عليه, وحقق للجمعية ربحا بلغ نحو 60,000 جنيه مصري ، وتم تسديد جميع الديون التي على الجمعية لبنك مصر.
حفل افتتاح المستشفى
عرضت الجمعية على القصر أن يحضر الملك فؤاد حفلة رسمية تقام في نوفمبر 1935 لافتتاح المستشفي غير أن حاشيته أشارت عليه بعدم حضور هذا الحفل بدعوي أنه مشروع غير ناجح.الافتتاح الرسمي
- عقب وفاة الملك فؤاد في 1936 /4/28 رأى رجال المواساة أن يسعوا لتصفية الجو بين الجمعية والقصر, وتم بالفعل إقامة حفل خيري في1936/10/3 تحت رعاية وحضور الملك فاروق.
- كما تم افتتاح المستشفي رسميا في 1936/11/12 وشاهد الملك جميع أقسام المستشفي وأجنحته والأجهزة فوق الحديثة المزودة به, ووجه ثناء لرجال المواساة وتقديرا خاصا للمرحوم محمد فهمي عبد المجيد على ما بذلوه من جهود جبارة في إتمام مشروعهم العظيم.
- كما زارت الملكة نازلي والأميرات المستشفي، وقدمن تبرعا له، وتوسعت أعمال المستشفي بإنشاء مستوصفات وتوسيع العيادة الخارجية, وإقامة مسجد المواساة الذي أنشئ عام1937 وبلغت تكاليفه 10,000 جنيه.
- أراد رجال القصر استعمال المستشفي في علاج أسرهم مجانا، فرفض مجلس الإدارة، وعندما أقامت الجمعية حفلة خيرية بمسرح الهمبرا (سينما الهمبرا بعد ذلك بشارع صفية زغلول وحاليا معرض بيع كتب وصالة ملاهي) في أكتوبر من عام 1938 يحضرها الملك فاروق أصر رجال القصر على منع الأستاذ محمد فهمي عبد المجيد رئيس الجمعية من إلقاء كلمة الترحيب، وصمموا على أن يلقي الكلمة أحد أطباء المستشفي.
- وواجه مدير الجمعية ومؤسس مستشفى المواساة هذا التحدي بالامتناع عن حضور الحفلة واستقبال الملك وإزاء هذا التحدي اجبر الأستاذ محمد فهمي عبد المجيد على الاستقالة بل وألغيت وظيفة وكيل عام مصلحة الجمارك التي كان يشغلها، وكان معني ذلك إحالته إلي المعاش، وهو في سن التاسعة والأربعين.
- ثم توفي في 15 يناير 1943 وهو كسير القلب مهضوم الحق، ولكنه أنصف بعد رحيل الملك فاروق، وأقيم له تمثال نصفي ولوحة تذكارية عند مدخل المستشفي.