فى بداية القرن التاسع عشر إستورد محمد على باشا
الكبير مؤسس مصرالحديثة عدد قليل من الخيل العربية الأصيلة من شبه الجزيرة العربية
وذلك بعد عام 1811، وقد واظب على الإستيراد بعده إبنه إبراهيم باشا وحفيده
عباس باشا الأوّل ، كان الفرمان الذى
إنتزعه محمد على باشا بجِد حُسامه من سلطان تركيا ينص على وجوب إنتقال العرش إلى
أكبر أسرته سناً، فلما توفى إبراهيم باشا تلفّت الناس إلى خَلَفهِ عباس فلم يجدوه
بينهم ، فتضاربت الأقوال فذهب بعضهم إلى أنه سافر سرًا إلى دارالخلافة ، وأشاع
البعض الآخر أنه موجود فى الحجازلأداء فريضة الحج ، والواقع أنه كان فى الحجاز
ولكن هرباً من عمه إبراهيم باشا لإعتقاده أنه يريد البطش به لأمور كان إقترفها .
ـ
يُعَد عباس باشا ثالث الولاة من أسرة محمد على باشا بمصر، وهوعباس حلمى باشا
الأوَّل إبن أحمد طوسون باشا إبن محمد على باشا ، ولد فى مدينة جده (1228هـ /
1813م) من زوجة من البدو ، ونشأ بمدينة
القاهرة ، وتولى الحكم بعد وفاة عمه إبراهيم باشا فى ( 14 ذى الحِجّة ، 11نوفمبر
1848م) ، وقُتل بقصره فى بنها فى 18 شوال ( 1270هـ ،13 يوليو1854م) ، قتله مملوكان
من مماليكه ودُفن فى مقابرالأسرة المالكة بمدافن الإمام الشافعى .
قضى عباس الأوَّل فى بلاد العرب نحو ثمانية
شهورتأهل ـ تزوج خلالها بكريمة سلطان نجد ، ويقال أنّها كانت على جانب عظيم من
الجمال ، فلما وصله نبأ وفاة عمه إبراهيم باشا وصيرورة العرش المصرى إليه فرح
أعراب نجد فرحاً عظيماً وأقاموا له زينات باهرة ، وحرص الوهابيون على أن يحوّطوا
هذه الأفراح بكل مظاهر الأُبُـهة والعظمة ليزيل عباس باشا الأثر الذى تركه عمه
إبراهيم باشا فى حروبه المشهورة فى بلاد نجد.
والشائع أن شدّة الفرح أثّرت فى أعصاب عباس
الأوَّل تأثيراً سيئاً فلم يُرزَق من كريمة سلطان نجد سوى ولده إلهامى ، وقد ظلّ
ضعف الأعصاب ملازماً له حتى قُتل فى قصره ببنها ، فكان كثير الأوهام متطيّراً ،
وقد صورت له أوهامه أن الناس يتقوّلون عنه وعن زوجته أشياء لا يرضاها .
وبلغ
من شدّة رغبته الوقوف على كلام الناس وعلى أسرارالبيوت أن حشد لهذه الغاية جيشاً
من الجواسيس يأتون بأخبار مبالغ فيها ،
وحمله التطيّرعلى الإكثار من إبتياع المماليك والجراكسه ليخفروه ليلاً ونهاراً وقد
أنشأ لهم فرقة سمّاها الفرقة المفروزة .
عاد عباس الأوّل إلى وطنه ومعه عروسه النجدية
ونحومائة من الأتباع والجوارى والعبيد فأُستُقبل فى السويس إستقبالاً حافلاً
وذُبحت الذبائح ووزعت الصدقات ، ومَنَح عرب الهنادى ([1]) بمديرية الشرقية الهبات والعطايا ، حتى بلغ
به من حبه لهم وثقته بعرب البادية أن عهد إلى عرب الهنادى بتنشئة ولده إلهامى منذ
نعومة أظفاره متطبعاً بطبائع أهل البادية متحلياً بعاداتهم .
ولما كثرت أوهام عباس باشا الأوَّل وتخوّفه
على زوجته إحتجب عن الناس ومال إلى الإقامة فى الصحارى والجبال ، فإبتنى قصرًا عند
سفح الجبل الأحمر خارج باب الحسينية وأطلق على هذه المنطقة العباسية نسبة إلى إسمه
، وشيّد قصراً فى بنها بالقرب من النيل وهوالذى قُتل غيلة فيه ، وكانت صحة زوجته النجدية لا تطيب إلّا فى
جوالبادية ، فشيّد لها قصراً فى صحراء السويس أسماه الدارالبيضاء ولا تزال أطلال
هذا القصر باقية إلى اليوم وهو يقع بين خط السويس الصحراوى للسكة الحديد وبين الطريق
الذى تجتازه السيارات .
كانت
زوجته شغوفة بمعرفة المستقبل وقراءة الحظ والتطّلع إلى النجوم فجمعت حولها حاشية
من العرّافات وقارئات المستقبل وأهل الكهانة ، ففى ذات يوم قالت إحدى العرّافات
لها نحن نخاف على زوجك من رجل طويل القامة وأسمر اللون شكله كذا وكذا ..
فلما عاد عباس الأوّل إلى قصرالبيضا أفضَت
إليه بما قالته العرّافة ، فكانت هذه النبوءة كافية لبلبلة أفكاره وإزدياد هواجسه
ومخاوفه ، فأمر بجمع العرّافين والعرّافات والمنجمين وأقصاهم إلى سنّار فى
السودان، ومما يذكر بالحمد لزوجته النجدية أنها عمّرت مسجد السيدة سكينة وأقامت
على ضريحها مقصورة من النحاس الأحمر ووقفت عليها خيرات كثيرة ([2]).
ولعباس باشا الأوّل من الأبناء أربعة هم الأمير إبراهيم إلهامى باشا ، والأمير أحمد ، والأمير مصطفى ، والأمير محمد صدّيق ، ومن البنات ثلاث هن الأميرة حواء والأميرة عائشة الصدّيقة والأميرة أمينة ، وقد إنقطع بيت عباس باشا الأوّل : إذ لم يخلف إبنه إبراهيم إلهامى باشا سوى إبنته الأميرة أمينة زوجة الخديوى توفيق التى أنجبت له كلاً من الخديوى عباس حلمى باشا الثانى والأمير محمد على ، والأميرة نازلى ، والأميرة خديجة والأميرة نعمت ، أما بقية أولاد عباس حلمى الأوَّل فقد ماتوا صغاراً .ومن العوامل التى أسهمت فى تشكيل شخصية عباس باشا دراسته الشرعية ، إذ تتلمذ وهو إبن سبع سنين على الشيخ/ أحمد بن حسن بن رشيد بن مثينى الجحاجفة الأحسائى الحنبلى فى القاهرة ، وقد أجازالشيخ/ أحمد تلميذه عباس بجميع رواياته عن شيوخه والكتب التى قرأها عليه وإستمرت العلاقة بينهما إلى وفاة الشيخ أحمد بن رشيد عام ( 1257هـ / 1841م )، وكان نتاج هذه العلاقة تأثرعباس باشا بالتوجه السلفى وميله نحو عرب الجزيرة ([3]).
كما كان لوفاه والده أحمد طوسون باشا
أكبرالأثرعليه ، إذ حَلّ عباس باشا محل والده فى قلب جده ، وهذا ما أضمر نار
الغيرة فى قلب عمه إبراهيم باشا ، فقد كان أحمد طوسون باشا يصغُرأخاه إبراهيم باشا
بأربع سنوات ، لكنه يتمتع بحظوة كبيرة فى قلب والدهما ، وبعد أن خطف الموت طوسون
وهو فى الثالثة والعشرين من عمره ، تفجّر حزن الأب عليه بشدة ، ووجه عاطفة حُبه
الشديد نحو حفيده عباس باشا فأحاطه برعايته وعنايته وإهتمّ بتربيته على القيّم
والفضائل ، وفضّله على جميع أبناءه وأحفاده ، وهو ما ولّد الضغينه عليه فى قلوب
أعمامه وأبنائهم وعلى رأس هؤلاء إبراهيم باشا الذى لم يكن يكِنّ له أي مودة ، بل
إنّه كان يحاول التقليل من شأنه كلما سنحت له فرصة بذلك ، مما وسع هوّة الخلاف بين
عباس وعمه إبراهيم باشا .
إضطرعباس باشا إلى البحث عمن يؤيده ضد عمه فى
صراعهما على الحكم فإتجه إلى العرب وبنى علاقات متميزة مع كثيرمن القبائل العربية
فى مصر والجزيرة العربية وبادية الشام هدفه منها بناء قاعدة من الشيوخ والأمراء
ليكونوا مناصرين له ومعينين له على تحقيق حلمه المتمثل فى إقامة مملكة عربية تجمع
العرب فى كيان واحد .
وقد أتُيح لعباس الفرصة لتنفيذ جزء من مشروعه
عندما دبّر هروب الإمام فيصل بن تركى من السجن ( 1259هـ / 1843) ، وأسهم بشكل كبير
فى تشتيت الجهود المصرية فى البحث عن الإمام فيصل إلى أن وصل إلى الجزيرة العربية
وإستعاد مُلكه ، وعندما ناب عن جده محمد على باشا فى حكم مصر لإعتلال صحته ، حينما
كان عمه إبراهيم باشا قد غادر مصر لأوروبا للعلاج للمرة الثانية عام ( 1263هـ /
1874) ، سمح للنجديين الموجودين فى القاهرة بالعودة إلى بلادهم ، وكان على رأس
هؤلاء الذين عادوا الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب ،
الذى غادر القاهرة معزّزاً مكرّماً وحمل معه مكتبته الحافلة بنفائس الكتب عام (
1263هـ / 1847م ) وتوجه منها إلى مكة المكرمة حيث أدّى فريضة الحَج ، ثم وصل
الرياض عام (1264هـ / 1848) .
ونظراً لتفضيل عباس باشا للعرب منذ طفولته
وخصوصاً البادية على الأجانب ، سبّب ذلك غضب جده محمد على باشا ، الذى رأى فى ذلك
تقليلاً من شأن الحاكم فى نظر رعيته ونزولاً منه إلى مستوى العامّة التى لا يجوز للحاكم
ـ فى رأيه ـ النزول إليها ، فلما وصله أن عباس باشا قد لبس ملابس البادية وتزيّا
بزيّهم ولبس المشلَح ، بلغ به الغضب أقصاه ، وهدد كتخدا([4]) عباس باشا بضرورة إقناعه بالعدول عن مثل هذا
الأمر وإلّا إضطر محمد على باشا إلى إنزال العقوبة الشديدة بالكتخدة ، ولم يكتفِ
عباس باشا بذلك بل تزوج أمرأة عربية خصّص لها أحد قصوره فى الروضة ، وإستتبع ذلك
حرصه على تربية أبنائه لدى البادية كما أنه جعل من شغفه فى جمع الخيول العربية
الأصيلة مدخلاً لإقامة علاقات جيدة مع شيوخ القبائل ليكسبهم أتباعاً أقوياء فى
حالة إحتياجه لهم ، وكان من ضمن هؤلاء الشيوخ الذين بنى معهم علاقة قوية الشيخ/
فيصل بن نايف الشعلان ([5]).
وكان إبن شعلان قد إرتبط بعلاقة طيبة بعباس
باشا نتيجة غرام الثانى بإقتناء أجود سلالات الخيل العربية وجمعها ، ومعرفة
الأوَّل بأنسابها ، لذا كان عباس باشا كثيرًا ما يستشير فيصل الشعلان فى أمر
الخيول التى يرغب فى شرائها ، فقد عرض إبن زبينة من الفدعان من قبيلة عنزة مجموعة
من الخيول العربية الأصيلة على عباس باشا ليشتريها ، فكلّف لجنة من بعض مساعديه
بزيارة الشيخ فيصل الشعلان لتعرض الخيل عليه ، وما أعجبه منها يتم شراؤه ، وتدوين
نسب هذه الخيول بمعرفة إبن شعلان وذلك فى ربيع الثانى 1264هـ / 28مارس 1848م ومن هذه المجموعة إنبثقت فكرة
تدوين سجل جامع تدوَن فيه أنساب الخيول العربية الأصيلة([6]) .
ولأن عباس قد درَجَ على تقليد متوارث لديهم
فقد أرسل بآخر أبنائه محمد صدّيق بعد ولادته بفترة وجيزة إلى الشيخ/ فيصل بن نايف
الشعلان شيخ قبيلة (رولِا) ([7]) لتربيته والعناية به ، وليكتسب صحة وقوة ،
لكن عباس باشا توفى مقتولاً فى قصره ببنها
فى 18 شوال 1270هـ / 13يوليو 1854 ، فى أثناء إقامة إبنه لدى الشعلان ، ثم مرض إبنه فى 13 ذى القعدة 1280هـ ، 7 أغسطس
1854 ، وإستمر مريضاً لمدة خمسة وعشرين يوماً توفى بعدها فى 8 ذى الحِجّة 1270هـ ،
1 سبتمبر 1854 ، وعُمره عام وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوماً ، وقد جمع الشيخ/
فيصل الشعلان شيوخ القبائل ليشهدوا وفاة محمد صدّيق ، والصلاة عليه ودفنه حيث دُفن
بجوار مسجد مبرَك الناقة بصرى بالشام ، وحين بلغ إبراهيم إلهامى باشا بن عباس باشا
الأخ الأكبر لمحمد صدّيق وفاة أخيه الأصغر ، أرسل مندوباً من عنده هو أحمد بك إلى
الشيخ فيصل الشعلان للتحقق من وفاة أخيه كما أرسل والى الشام مندوباً عنه هو محمد
أغا أوطه باشى إلى الشعلان الذى جمع شيوخ القبائل الذين حضروا وفاة محمد صدّيق حيث
دوّنوا محضراً من نسختين ذكروا فيه حادثة المرض ثم الوفاة وسلموا نسخة منه إلى
مندوب إلهامى باشا ، والنسخة الثانية أرسلها فيصل الشعلان بخطاب منه إلى والى
الشام ذكر فيها ما جرى .
أدّت بعض الظروف التى عاشها عباس باشا
الأوَّل منذ ولادته ، من تنشئة دينية ومنافسة حادة مع عمّه إبراهيم باشا إلى
إنحيازه إلى العرب وتقرّبه إليهم وحبه لحياة البداوة والصحراء ، وعشقه لتربية
الخيل الأصيلة وإقتنائها ، وجعله إنحيازه ذلك يبنى علاقات مودة وصفاء مع كثيرمن
شيوخ القبائل العربية ، كما جعله يهتم لتهدئة الأحوال فى جزيرة العرب والتدخل
المباشر لحل بعض المشكلات بين زعمائها .
ولقد
نشأت بين عباس والشيخ/ فيصل بن نايف الشعلان شيخ روِلة علاقة مميزة ، جعلت الأوَّل
يتخذ من الثانى مستشاراً له فى أمور الخيل وأنسابها ، ويكون رأيه الفصل فى هذه
الأمور ، بل لقد إستأمنه على ولده الذى أرسله ليعيش فى البادية لدى قبيلة (رولِا)
، فيشتد عودة ويصح بدنه .
أيضاً كانت علاقته بالأسرة الطحاوية فى ذلك
الوقت غير خافية ومبنيّة على القوة والصدق والأمانه وعلى ما وجده من علاقة وطيدة
بينهم وبين عمه إبراهيم وجده محمد على وما ظهر لهم من أدواراً بارزة فى حملات
الحجاز والشام وغيرها ، تارة بإسم الهنادى وتارة أخرى , بإسم شيخهم الشافعى
الطحاوى وأبنائه سليمان وعامر ويونس وكريم وطحاوى
، ونظراً لنشأته البدوية وحبه للخيل فكان الهوى واحد بينهما فكان يستعين
بهم فى أدّق المواقف وأقواها ، وكذلك يتبادل معهم الخيل ويرضى عنهم ويناصبهم
العداء أحياناً فالعلاقة مع الحكام لا بد أن تكون متقلبة ، ولكن أوراق التاريخ
سواءً فى عهد والده أو عهده توضح مدى عمق هذه العلاقة .
ـ وثيقة رقم 5366([8])
28ذى الحِجّة 1253هـ
1837م
من محمد علي باشا إلى
محمد شريف باشا:
(ينبئه بأنه قد أجابَ
شيخ العرب الشافعي الطحاوي إلى مُرْتجاه فأذنَ له بإيفادِ إبنه عامرإلى برِّالشام
ليستبدلَ به إبنَه الآخر حمد بركات([9])، ثمَّ يأمر شريف باشا
بأن يسرّح حمد بركات ويوفدَه إلى مصر لدى وصول أخيه عامر).
ـ وثيقة رقم 3645 ـ ربيع الأخر 1250 هـ
/ 1834 ([10])
(من إبراهيم باشا إلى محمد على باشا يذكر قيامه
من الغور ووصوله إلى الطفيلة فالكرك ، وبعد أن يصف الكرك من الناحية الحربية لسرد
أخبار الهجوم عليها والدخول لها ، ثم يروى ما جرى بينه وبين الفلاحين والعرب فى
ضواحيها ، ويفيد أن الشيخ دوخى السُميَّر قبض على الشيخ قاسم الأحمد وعلى إبنه على
وعلى الشيخ عيسى البرقاوى وإبنه مصطفى وأرسلهم إلى الشيخ عامرالهنداوى ([11]) ،
وأن السِّر عسكر أمر بهدم الكرك وحرقها) .
ـ من عباس باشا، نمرة 18/
1266هـ ([12])
(السَّرْج اليدوي المخصوص لركوبي غير موافق
لفرسي، فإني أخذتُ سرجَ حصان يونس، أخِ عامر الطحاوي, الذي جاء موافقًا لفَرسي،
وأرسلت السَّرْج الذي جاء به الجابي إلى طرفكم لكي تراه بعينكم كيف صنعوه، فالأملُ
أن تأمرَ لصُنع السَّرْج من جديد كي يكون موافقًا للفرس، وأرْسِلوه إلى طرفنا
عاجلًا حسب المطلوب).
أدّى مقتل عباس باشا الأوَّل إلى توقف
مشاريعه ، ولم تفلح مساعى أتباعه فى تولية إبنه إبراهيم إلهامى باشا الحكم فى
ولاية مصر ، الذى لم يكن لديه أي إهتمام بما كان يجول فى فكر والده عباس ، بل إن
إلهامى باشا بعد أن عزله عم والده محمد سعيد باشا والى مصر من نظارة الجهادية
بالقاهرة فى يوم 24شوال ( 1279هـ / 20يوليو 1854) غادرمصر إلى إسطنبول حيث إستقر
بها وخصوصا بعد زواجه من إبنة السلطان عبدالمجيد الأوَّل ، ولعدم إقامته فى مصر
فقد باع خيول والده ، ففى عام ( 1276هـ / 1860) حيث باع تسعين حصاناً للضِّراب ومئتين وعشرة أفراس ومئة وثمانين مُهراً ، وبعد
وفاته بيعت كتبه ومخطوطاته وتركته وبقية خيول والده فى المزاد العلنى ([13]) .
وكما ذكرالدكتور/عشوب ([14])
:عندما توفى عباس باشا الأوَّل 1854 ورث هذه القنيَة الثمينة ولده إلهامى باشا ،
إلّا أنَّ بعض من النفعيين إستحوذوا عليه فإنصرف عنها ، وفى عام 1861 باع نحو
مائتي رأس من صفوة الخيل بأبخس الأثمان ذهبت كلها إلى الخارح بل أن بعضهم لم يدفع
ثمناً قطعياً ، ولكن لحسن الحظ إبتاع أكثرها على ([15])
باشا شريف ورباها تربية حسنة وأسَّس لها إسطبلات خاصاً حتى صارعنده نحو أربعمائة
رأس ، ولكن الأمراض التى ألمَّت بها وخاصة مرض الطاعون وكذلك التناسل الحوبى
(تناسل الأقارب) لم يبق منها إلّا النذراليسير ، ولما توفى على باشا شريف عام 1897
بيع باقى الخيول أوعلى الأصح هياكل الخيول بالمزاد العلنى فإشترت صفوتها الليدى/
آن بلنت ([16]) وأرسلوا أحسن ما إشتروا إلى
إنجلترا وربَّوا الباقى في (إسطبلات الشيخ عُبيد) بعين شمس .
ولقد ورث أحفاد عباس باشا الأوَّل حبه للخيل فظلوا يعتنون بتربيتها
ولولا ذلك لذهب فخر مصر في إقتناء أجود الخيول العربية نسلاً في العالم ، وفى
مقدمة الذين كانت لهم اليد الطولى في ذلك حضرة صاحب السموالمرحوم الأمير أحمد باشا
كمال([17]) والمغفور له حضرة صاحب
السمو السلطانى الأميركمال الدين حسين([18])
وحضرة صاحب السموالملكى الأمير محمد على([19])
ولي العهد وحضرة صاحب السمو الخديوى عباس باشا حلمى الثانى والمرحوم شريف باشا
والليدى/ آن بلنت وقد بذلوا في التربية جهوداً كبيرة وصرفوا في سبيلها أموالاً
طائلة .
وما ذكر في كتاب الأميرالروسي أ.غ. شيرباتشوف ، والكونت س .أ. ستروغانوف([20])، بهذا الخصوص والذى إنتهى من كتابتة
عام ( 1900م ) ، قال : فى أواخرأكتوبر سنة ( 1866م) بلغ
ملك فيورتمبرغ([21]) خبراً عـن وفاة إلهامى باشا ،
إبن عباس باشا ، وعـن بيع خيوله بالمزاد العلني ، وأرسل
بنك مصرإعلانات وقوائم الخيول التى ستباع إلى عناوين مختلفة ، علماً
بأن المزاد العلني كان قدعُين موعدة العاشر من ديسمير .
إن عباس باشا إبن طوسون باشا وحفيد محمد على ، نشأ
وترعـرع فى بلاد العرب ، حيث كان والده والى مكة ، ومن
حيث التربية والأذواق كان بدوياً حقيقياً ولم يقدَّر شيئاً أعلى من الحصان ،
وبعد أن تسنَّم عرش مصر وحيث كان يمتلك أموالاً طائلة فقد إنهمك فى شغفه
وبنى مربطاً كبيراً لتربية الخيل فى الصحراء غير بعيد عن القاهرة ، وشيد له قصراً
بجواره ، ويسمى هذا المكان العباسية .
إن عباس باشا مربي الخيل الضليع والماهر كان أثناء الزيارة الثانية
التى قام بها فون هيوغل ( FREIHERR VON HUGE)([22]) إلى مصر عام ( 1852م ) ،
يملك حوالي ألف رأس من الخيل ، ولكنه لا يُمكَّن (الكفار) من رؤيتها أبداً ، وهكذا
ورغم أن فون هيوغل جاء له بحصانين من ( مزرعة فيورتمبرغ هدية من الملك
، لم يتسنَّى له رؤية خيول عربية لا فى الإصطبل ولا أثناء التدريب ،وكان
عباس الذى لم يضن بالمال من أجل الخيل ، ورغم وجود وكلاء دائمين له
لشراء الخيول فى الصحراء ، فقد كان على إستعداد لتجهيز بعثة كاملة عند
الضرورة بهدف الحصول على حصان مشهور من أي قبيلة عربية.
كان عباس باشا يمارس فى تعاملاته بتجارة الخيل مع البدو منح المالك حق
الحصول على واحدة من نسل الفـرس التى تم شرائها ، وبالتأكيد كان البدوى لا
يتأخرعندما يحين موعد الولادة من الحضورلأخذ مهرة مهما كانت المسافة التى يقطعها .
وكدليل على مدى حب عباس باشا لخيوله يمكن إيراد القصة التالية : فى
إحدى المناسبات أهدى لملكة إنجلترا حصاناً لونه رمادى من نسل صقلاوى ، لم
يحظ هذا الحصان بالإعجاب فى إنجلترا وأعيد بيعه فى الهند ، وعندما علم عباس بما
جرى ، إستدعى البدوي الذى كان قد إشترى الحصان منه وكلفه بأن يبحث عنه بكل السبل ،
تجول البدوي فى كافة أنحاء الهند وعثر على الحصان وأحضره إلى عباس باشا الذى كلفه
هذا البحث ، كما يروى ، 500 جنيه إسترليني .
فى عام ( 1856م ) ، بعد وفاة عباس باشا ، هلك عديد من
الخيول بسبب الإهمال ، كما سُرقت الخيول الأخرى، على سبيل المثال هجم
البدوعلى قسم من المربط الواقع فى الصحراء على منتصف الطريق إلى السويس وسرقوا كل
ما فيه .
أقول ([23]
) : (إن ما أخذوه هو إسترداداً
لما سُلب منهم عنوة ) .
ورأى فون هيوغل شخصياً أثناء زيارته الثانية لمصر أنقاض المبنى .كان
إلهامي باشا هو الوارث الوحيد لعباس باشا ، ولم يكن يبلغ سوى الثامنة
عشر من العمر ، وغير مهتم بالخيل ، فقد قام بعد موت والده
بتوزيع الخيول على كل صوب وحدب ، بحيث لم يبقَ إلى يوم وفاته سوى 350 رأساً
فقط ، وبفضل إشعار بنك مصرالوارد فى الوقت المناسب أتيح لهواة الخيول
العربية من أوروبا إمكانية حضورالمزاد العلني ، ووصل فون هيوغل إلى
القاهرة قبل سبعة أيام على موعد بدئه ، وقد خصص للبيع حوالي 30 حصاناً ( 14
منها للإستيلاد ) ، و110 أفراس ، و180 مهراً ، وكان من الصعـب جداً
معرفة هذا العدد الكبير من الخيول والحصول على معلومات دقيقة عنها ، إن سبعة أحصنة جاءت من الصحراء
أمَّا البقية فقد ولدت فى مصر .
وما كان بإمكان شيء
أن يثير إهتمام الهاوي أكثرمن منظرهذا الإصطبل الذى كان من المحظورعلى الأجانب قبل
ذلك دخوله ، والذى كان يضم كافة ممثلي أنواع السلالات العـربية
، وكان أكثر ما أثارالدهشة أفـراس كحيلة نوَّاق بما تتسم به من طول
وقوة ، ولا تقل تكويناً عن أي حصان صيد إنجليزى ، ويعترف فون هيوغل
بأنه لم يكن يتوقع من قبل أن هناك خيولاً عربية كبيرة وقوية بهذا القدر .
كان فى وسع
عباس باشا أن يحصل على الخيول بكل الوسائل والسبل ومن أماكن لم يتسنى لأحد الحصول
عليها منها فعلى سبيل المثال عندما علم بأن شيخاً بدوياً أسرَه محمد
على أثناء حملته على الوهابيين لا يزال رهـن الإعتقال فى قلعة القاهرة منذ
أكثر من عشرين سنة ، أطلق سراحه بشرط أن يحصل له على أحسن حصان فى نجد
، ووفاءً لوعده أرسل الشيخ إلى عباس باشا الحصان (قادر) ذا الجمال
الرائع والدم السامي ، الذى إشتراه فون هيوغل فى المزاد العلني خصيصاً
لمزرعة فيورتمبرغ . وقد عـرض فى المزاد العلني نماذج جيل صقلاوى جدران ودهمان
الشهوان ، وبالإضافة إلى ذلك كانت هناك نماذج جيدة من (صقلاوي أوبيرى ،
ودهمان أم عامر ، وكحيلان نوَّاق ، وكحيلان
ممرحى ، وهدبات ، وربدان ) ، وكانت أكثرية هذه الجياد بلون
رمادى ، ثم أشقر ، وأخيراً كُميت وكانت هناك أيضاً سلالات مجهولة
، على سبيل المثال شهران من الجنوب الغربى للحجاز القـريب
من البحرالأحمر.
ـ و من أوراقنا الخاصّة فى هذه الفترة :
الصفحة الأولى من سجل الشيخ / عبدالله سعود الطحاوى 1875 ([24])
(إشترى
الشيخ/ سعود يونس الشافعي الطحاوي ، كحيلة تامرية تدعى هانم أصلها من
الشام مأخوذة من ناصرمعجل من عُربان إسبعة عام ( 1292هـ /1867م ) .
وولدها يشّبّىَ على كل رسن من الخيل الجياد وشبَّى عليها حصان شيخ
العرب صميدة سليمان الشافعي الطحاوى ، وأصل بيت الحصان جلفان مشتراه من الشام من عُربان إعنزة
، فولدت منه مُهرة تدعى الشقرة ( 1294هـ / 1869م ) . ثم شبَّى على الشقرة المذكورة عُبيّان أبو جريس
أصله من الشام من عُربان إسبعة فولدت منه مُهرة تدعى أم شناف ( 1300هـ /
1875م ) ثم شبَّى على أم شناف حصان شيخ العرب منازع عامرالمُسمّى بدهمان
وأصل بيته من دُهم المعجل أصلهم من الشام .. ) .
ـ
في 19/20 فبراير 1887 زارت السيدة الإنجليزية المعروفة الليدى/ آن بلنت([25])
وزوجها الفريد سكاون بلنت مضارب الشيخ/ سعود يونس الطحاوى في صحراء الصالحية وذكرت
بالتفصيل زيارتها له وذكرت ما كان يربطه من أرسان الخيل في ذاك الوقت :
ـ
كحيلة عجوز إبن روضان مشتراة من قبيلة رولِا .
ـ
حمدانية الجافل ، وهى تعود للسمرى أيضاً .
ـ كحيلة الثامرية تعود إلى قبيلة
رولِا .
ـ كحيلة جعيثنية .
الصفحة الثانية من مذكرات الليدى/ آن بلنت التى دونتها أثناء زيارتها للشيخ/ سعود الطحاوى في 19/20 فبراير1887م
بدت ملامح الإستقرارالآمن على الطحاوية تلوح في الأفق وذلك بعد نجاح سياسة محمد على في توطين البدو التى باتت تأتى ثمارها ، فإستوطن الطحاوية بعد أن تملكوا الأراضى الزراعية وعملوا على زيادة رقعتها وزراعتها حتى تمكنوا من مزاولة رياضاتهم وكل هواياتهم في إرتباط الخيل وتدعيمها من بوادى الشام ، وكذلك ممارسة هواية الصيد بالصقور ، فأسسّوا مرابطهم على الأصالة والإتقان والتدريب والعناية الفائقة ، وتنامت المرابط وإنتشرت في كل نجوعهم ، وكانوا يتبادلون الطلائق ويربطون الأرسان المختلفة ويتبادلونها وأسَّسوا نجوعاً تسمَّت بأسمائهم كل ذلك قبل شق الترع والمصارف ومد الطرق ، فكانوا في أنحاء مديرية الشرقية وبخاصة في مركز بلبيس وأبوحماد ومركزفاقوس قبل أن يتم إنشاء مركزالحسينية المعروف الآن.
كان مربي الخيول العربية فى مصرمن
طائفتين ، أولهما الطحاوية وما ذكرتهم على سبيل المثال لا الحصر ، فلابد كان
هناك من قبلهم ومن تتابع بعدهم شأنهم شأن هؤلاء الحكام ، حيث كانت
الخيل لهم هى كل شئ ، فكانوا حريصين على جودتها ونقائها وقبل وصول أسرة محمد على
إلى الحكم .
وقد ذكرالأمير الروسى فى روايته عن عباس باشا
وكيفية حصوله على الخيل من البدو بطريق المصادرة وبالقوة ، فقد تعرض الطحاوية لمثل
هذه الممارسات حتى إضطرتهم الظروف لمغادرة مصرلهذا السبب، وفى ظروف أخرى كان يعتمد
عليهم وعلى خبرتهم فى هذا الشأن .
والطائفة
الثانية من المربين كانت من العائلة المالكة مثل الخديوى عباس حلمى الثانى، الأمير
أحمد كمال ، الأميركمال الدين حسين، والليدى/ آن بلنت ، والأمير عمرطوسون ، الأمير
محمد على توفيق والذى أثنى فى كتابه على الطحاوية وخيلهم
قومسيون الخيل
ويكمل
د/عشوب حديثه :ولعل من حسن الحظ أن الحكومة إهتمت بأمرالتربية إهتماماً خاصاً
نظراً لحاجتها المستمرة لعدد من الخيل الجيدة لركوب رجال الجيش والبوليس وما يعترضها
من عقبات فى إختيارها برغم وجود عدد كبير من الأفراس الجيدة فى القطر ، فقامت سنة
1892 بتشكيل (قومسيون الخيل) تحت رئاسة حضرة صاحب السمو الأميرعمر طوسن([26]) للنظر
فى أمرالتربية وإتخاذ الوسائل التى تؤدى إلى تحسينها ، فعمل على الحصول على عدد من
الأفراس الأصيلة للإكثار منها وخصص لذلك مبلغ ألف جنيه مصرى سنوياً لهذا الغرض ، وإقيمت
معارض للأفراس فى المديريات المختلفة مُنحت فيها للفائزين جوائز نفيسة وأنتجت الأفراس
المناسبة وقيدت بدفاتر خصصت لذلك وأعطيت لأصحابها بطاقات مبيَن بها أوصافها وصرحت
الحكومة بـ (الوثب ـ النزو ـ التشبيَّة) من خيولها على تلك الأفراس من غير مقابل ،
وقد لاقى القومسيون صعوبه فى إيجاد أصايل عربية مناسبة نظراً لمنع الحكومة
العثمانية إخراج خيول من الشام للقطرالمصرى ،
أقول : (ما كان يمنع فى ذاك الوقت وهذه الظروف
السياسية أن يستعينوا بخيول الطحاوية ومن حقهم فى ذاك الوقت التدقيق والتحرَّى عن
أنسابها ) .
وإزاء
ذلك رؤىَ أن يستعمل فى الطلوقة خيولاً إنجليزية على أن تكون صغيرة الحجم قريبة الشكل
من الخيول العربية كوسيلة لزيادة حجم النتاج وقوته .
قسم تربية الحيوانات
بالجمعية
ظل قومسيون الخيل قائماً بعمله برغم ما يعترضه
من صعوبات حتى كانت سنة 1908 إذ أُنشئ قسم تربية الحيوانات بالجمعية الزراعية
الملكية أقدم الهيئات الأهلية التى تم تأسيسها عام 1898م التى حملت عبئ التربية ،
ورؤيَ عندئذ أن تسند إليه أعمال القومسيون زيادة على عمله الذى أُنشئ من أجله وهو
تحسين تربية المواشى ، وقد رأى القائمون بالأمر فيه إذ ذاك أن يحذو حذو قومسيون
تربية الخيول فى إستعمال خيول إنجليزية صغيرة الحجم لأن عقبة الحصول على خيول
عربية أصيلة لم تكن ذللت بعد ، ورأوا زيادة عددها وبلوغه إلى ثلاثين وإعدادها
للطلوقة .
وكان القومسيون يترك خيول الطلوقة فى المراكز
طول السنة ، ولكن الجمعية قررت أن تعيدها إلى بهتيم حيث توجد بها محطة تجاربها من
شهر مايو إلى سبتمبر من كل سنة لمنع الخيل من النزو أثناء تلك الفترة حتى لا يأتى
النتاج فى زمن الصيف ، ولكن تجربة تهجين خيول إنجليزية على أفراس عربية لم تأتِ
بالنتيجة المرغوبة لشراسة نتاجها وعدم ملائمة شكل معظمها لذوق أهل مصر ، لأن
النتاج أخذ عن أمه صغر حجمها وعن أبيه شراسته ، وكثرت الشكاوى من شراسة نتاج هذه
الخيول (النصف نصف) التى أستخدمت فى البوليس ،
وذكرد. إبراهيم مبروك([27]) فى
هذا الصدد أثناء رحلته للجزيرة العربية والعراق والبحرين عام 1936م منتدباً من
الجمعية الزراعية الملكية المصرية ، بحثاً
عن طلائق عربية أصيلة ، ذكرأنه لم يجد
خيلاً عربية أصيلة صريحة النسب .
أقول : (وكانت هذه نتيجة إغفالهم لخيول الطحاوية
التى كانت موجودة فى ذاك الوقت وبكثرة) .
وعندئذ
تقرر إستبدالها بخيول عربية ، ولما كان الحصول على خيول عربية تصلح لهذا الغرض من
مواطنها فى الشرق الذى كان مصدراً لكثيرمن الخيول قبل الحرب متعذراً جداً لإختلاط
دمها بدم أجنبى نتيجة غزوات الجيوش المختلفة ، فقد إستقر الرأى فى سنة 1914 على لم
شتات الخيول الأصائل الموجودة فى القطر المصرى وتربية طلائق منها إذ هى خلاصة
سلالة الخيول التى جلبها عباس الأوَّل ورباها على باشا شريف ولم تكن هذه الخيول
المنسيَة النقية الأصل موجودة عند أحد سوى حضرة صاحب السموالخديو عباس حلمى الثانى
وصاحب السمو الملكى الأمير محمد على والليدى/ آن بلنت ـ يقصد المتسلسلة من خيل
عباس باشا ـ وقد إستطاعت الجمعية أن تحصل من هذه الإسطبلات على بعض الأفراس
والخيول الأصيلة وربَّت منها ، وفى سنة 1919 إشترت الجمعية من إسطبلات الليدى/
ونتورث إبنة الليدى/ آن بلنت ثمانية عشررأساً من الخيول العربية الأصيلة
لإستعمالها للطلوقة فى الأرياف ومُهرتين صغيرتين للتربية منها ، ومن ذلك الحين لم
تشترِ الجمعية خيولاً من الخارج لكفاية فرع تربية الخيول لتموين الجمعية بالطلائق
اللازمة ، وقد نجحت الجمعية فى تربية هذه الأصائل نجاحاً شجعها على متابعة عملها
حتى صارت جميع خيول الطلوقة من هذا الصنف العربى الأصيل .
إسطبلات كفر فاروق
فى عام 1928 رأت
الجمعية أن إسطبلات بهتيم لم تعد تتسع لتربية وإيواء عدد كبير من الخيول وأن أرض
بهتيم ليست المكان الذى يتناسب مع طبيعة الحصان العربى ونشأته ، ولذا قررت أن تبنى
إسطبلات أخرى لهذا الغرض فإختارت لذلك خمسة وخمسين فداناً فى بقعة صحراوية تقع
بحرى مصرالجديدة وشرقي محطة عين شمس وعلى بعد 20 كيلو متراً من قلب القاهرة وأنشأت
بها الإسطبلات اللازمة على أحدث طراز وترك حولها فضاء فسيح لترويض النتاج ونقل
إليها فى سنة 1930 فرع تربية الخيول ونجحت الفكرة نجاحاً با هراً
كتاب أصول الخيل ـ مخطوطة عباس باشا فى الخيل
ولولع عباس باشا بالخيل
وكما إستعان بالشيخ فيصل بن تركى والشيخ فيصل الشعلان إستعان أيضاً بالطحاوية فى
جلب العاملين فى إصطبله وبهم أيضاً فى إختيار خيوله ، وكان يزورالإصطبل كل أسبوع
وكان قد خصّص لكل مُهر مولود ناقة يتغذى على لبنها ([28])، وكانت
أحب رياضة لدى عباس باشا أن يمتطى هجيناً ويذهب به إلى إسطبل جياد الخيل في
الصحراء لمشاهدتها ثم يعود مسروراً وكان يفاخر الأوروبيين بها ويقول لهم (لا تظنوا
أن الخيول المولودة عندكم هى خيول عربية لأن الحصان العربى لا يحتفظ بجميع
مواصفاته ومميزاته التى إتصف بها إلَّا إذا كان يشُم هواء الصحراء) .
وكان لا يدّخر جهدأ فى إستخدام القوة فى سبيل
الحصول على فرس من البدو، وفى عام 1851م تقريباً أرسل بعثة على رأسها مملوكه على
بك جمال الدين الجماجرجى اللالا، الذى كان
لاه له ـ مُعلماً ـ ولذا تسمى على اللالا، فقامت البعثة بالتحرّى عن أرسان الخيل
التى كلّف بها الشيخ/ فيصل بن تركى بعد عودته للجزيرة العربية ، فقد صدق
فيما وعده به وإنتقى له عيون الخيل ، ومَهّد الطريق للبعثة ، وبعد إنتهاء البعثة
من عملها تم جمع كل المعلومات والشهادات فى كتاب واحد خطّه على الدرويش ، وأسماه
(تاريخ محاسن الميل لصورالخيل ـ أصول الخيل ) والذى إشتهر فيما بعد بمخطوطة عباس
باشا للخيل([29]) ، أوأصول الخيل ، وكان عباس باشا ضنينًا بتلك المخطوطة مغاليًا في حرصه عليها،
وبقيت في خزانته ولم يطلع عليها سوى بعض خواصه ، تناقلت أسرته بعد وفاته المخطوطة
حتى آلت إلى أسرة علي باشا شريف، وقد قامت السيدة / جولسن أحمد شريف ،
حفيدة ([30])على باشا شريف بإعطائها إلى
مكتبة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية ، ثم جاءت السيدة الأمريكية/ جوديث
فوربس ، المعنيّة بتربية الخيول العربية والكتابة عنها بنقل المخطوطة إلى اللغة
الإنجليزية ، بالإشتراك مع السيدة جولسن شريف وتم نشرها عام 1993م بإسم
"مخطوطة عباس باشا (The ABBAS PASHA Manuscript) ، وتعرضت الترجمة إلى وقوع عدة أخطاء
سواءً كانت تاريخية أونحوية أو إملائية ، إضافة إلى الأخطاء في أسماء البلدان
والأعلام .
وفى عام 1995كان كتاب
أصول الخيل العربية الحديثة ([31]) للعالم الجليل د./ حمد
الجاسر، بعد حصوله على نسخة أصلية من
المخطوطة من أوراق العالم / خيرالدين الزركلى ([32])، وضَمّنه منتخبات من المخطوط الأصلى كما ذكر،
ها قد ظهرالكتاب بعد إختفاء دام لأكثر من مائة وأربعين عاماً، وقد قامت مكتبة الملك عبدالعزيزالعامة بالرياض 2007م([33])،
بدراسة وتدقيق مخطوطة عباس باشا عن أصول الخيل العربية والتى آلت إليها ، حيث حرصت
المكتبة على خروج هذا العمل إلى الساحة المعرفية من خلال تحقيقه وإتاحته للقارئ
كنسخة أصلية لتكون بين يديه لأنها هي الأساس في معرفة أصول الخيل العربية .
وتم التحقيق فى جزأين منهما جزء للمخطوطة نفسها ، فكان عمل مكتبة الملك عبدالعزيز أيضاً منقوصاً أكثر من مائة وخمسين صفحه تقريباً علماً أن الصفحات موجودة ومرقومة ولكنها خالية ، بينما تظهرالمخطوطة كاملة فى النسخة الإنجليزية
أيَاً كانت أحوال الترجمة والتحقيق فهى هنا ظهرت
ونستطيع أن نشير إلى ظهورها ومطالعة الموجود منها ، وكان ظهورها قيمة عظيمة وكبيرة
جدأ وخاصّة لشيوخ الجزيرة العربية وعواقلها وقبائلها ووضّح طرق البيع وكيفية ربط
الخيل والشبوات والأرسان ومصادرها وجميعها مؤكدة ، وحفل الكتاب بكثير جداً من
المصطلحات والمعلومات الهامّة ، وكذلك جغرافية المكان والسوق والمعارك وربط
التاريخ والتذكَّر بالمعارك والنوّات والسيول ، وظهرت قبيلتنا المصرية النجدية
(الهنادى) ص 184 ، مما يوضح وجودنا على هذه الأرض فى ذاك الوقت .
كنّا نحن عرب الطحاوية يفعنا على وجود كتاب
الأمير/ محمد على توفيق موجود بيننا ([35])، وكنّا نسمع بعض المعلومات من آبائنا منقولة من
هذا الكتاب وعن كيف كان يشترى عباس باشا الخيل من البدو ولم نكن نعلم مصدر معلومات
الأميرمحمد على ، وبذا تأكدنا من مصدرها بعدما إطلعنا على هذا المخطوط العظيم
، ومع دوام البحث تبيّن أن الأمير / محمد
على توفيق قد شرع فى نقل المخطوط ([36])
بطريقة أيسر، أي بخط الرقعه ([37])
إحدى صفحات نسخة الأمير محمد على توفيق
وكان هدفه من ذلك عمل
كتاب ولكن لم يوفق فى إكماله ، ويقع هذا النقل فى 183 صفحة ، والحقيقة كل ورقة من
هذا الكتاب تُعد شهادة نسب ، وكل فرس تسلسلت وتأكد للجميع صحة نسلها وتتبعه وموجود
منها الآن هى بكل تأكيد دُرّة نقية من أندَرالدُرّر، ويعود الفضل فى ذلك لله وحده
ثم عباس باشا ومن حافظ من بعده ومن أكدّ النسب وحققه ، وقد لاحظت ما كان يشعر به
البدوى عندما يعلم بقدوم البعثة إليه وما يقع فى قلبه من الرعب وتوخيه الحذر من الكذب
وخاصّة عندما يوجه له على باشا هذا التأكيد: فى حظك ومالك وعيالك تقول الصدق ،
فيجيب البدوي فى وجَل وهو أمام بعثة متنفذة من الباشا الكبيرباشا مصرويقسم ويقول:
والله ياعلى بك وحظى ومالى وعيالى لأقول الصدق واللى سمعته من جدودى وجدود جدودى ،
ثم تتنقل البعثة فى كل البوادى وينتشر خبرها وينتقل مع الواردين والشاردين
والأسواق علاوة على الأسعارالعالية جداً التى كانت تدفع ثمناً لهذه الخيل مما دفع
الليدى/ آن([38])
بعد مرورعقدين من الزمن بعد هذه البعثة لأن تقول عباس باشا كان سبباً فى إرتفاع
أسعارالخيل .
فى
هذه الفترة أنشأت سباقات الخيل بمصروكانت على نظام الجوكى كلوب البريطانى وكانت
أندية السباق في مصر هى الثانية على مستوى العالم ، فسارع الطحاوية بالإشتراك بها
والإنضمام إليها ، بعد مراجعة كالندر(تقويم) السباق لنادى سبورتنج بالإسكندرية للفترة ( 1905 م وما بعدها) يتضح ذلك.
وفى
عام ( 1948م ) تقريباً إشترى سعادة / أحمد حمزة باشا من الشيخ/ عبد
الحميد راجح الطحاوى ثلاث مُهرات وكانت : الصقلاوية الجدرانية ، شويمه السبَّاحية
، كحيلة الخلاوية ، وإنضمت هذه المهرات إلى مربطه وتم تسجيلها ضمن خيولة المسجلة
من محطة الزهراء ، وأن هذه الفرسات بنات الحصان بركات إبن دهمان عامرالكبير حصان عبدالله
سعود الطحاوى والمشترى من عُربان عنزة عام ( 1322هـ / 1904م ) وأصل
دهمان المذكور من دهمة عامر من خيل جارالله بن طويرش وأبوه الصقلاوى جدرانى ، أمّا
أم بركات فهى دهمة منازع عامرالطحاوى دهمة شهوانية من دُهم المعجل.
منذ
العام ( 1922م ) وحتى العام ( 1948م ) تقريباً إستعانت أيضاً
الهيئة بخيول من السباق ودون الإشارة إلى مصدرإنتاجها (مربطها) بل إكتفت بأنها من
السباق ! على سبيل المثال ومما ذكر فى كتاب د. عشوب ([39]) (أكرم ، شور، جمال الدين إبن بركات إبن دهمان عامرالمذكور،
والحصان نصرإبن غطوان حصان الشيخ/ محمد مجلى الطحاوى ، هارون الذى تم إهدائة
لحكومة السودان والذى ذكر أنه من خيول الطحاوية
، وكشفت البحوث أيضاً عن فرس إسمها (معلومة) سافرت إلى أمريكا في عشرينات
القرن الماضى وعاد صاحبها ليحررلها شهادة فكانت من إنتاج الشيخ / عباس محمد مجلى
وموقع على الشهادة شيخ القبيلة في ذاك الوقت الشيخ / فدغم راجح الطحاوى ، ووجدت
الشهادة فى متحف أمريكى معني بالخيل .
وبالعودة
إلى مذكرت الليدى/ آن بلنت المودعة في المكتبة البريطانية بلندن نجد في تدوينها عن
مزرعتها بمصرالمعروفة بمزرعة الشيخ عبيد أنها أشارت إلى أنها إشترت فرس من رسن
كحيلة عجوزمن الشيخ/ مازن عامرالطحاوى عام 1891 وأن مصدرها من قبيلة رولِا من عنزة
وأبوها معنقى سبيلى حصان الشيخ / سعود يونس الطحاوى ، كشفت أيضاً نفس المذكرات
الخاصة بالليدى/ آن أن الحصان (سبَّاح) المملوك للأمير/ أحمد باشا كمال هو
أبوالمهرة جميلة الخاصة بالليدى/ آن وكذلك أبوعدد من الفرسات المؤسِّسة لخيل
الزهراء مثل (أم دلال ، نافعة الصغيرة) وهذا الحصان من رسن المعنقية (السبيلية)
والتى حصل عليها أحمد باشا كمال من الطحاوية
، منقول حرفياً من المذكرات .
وُذكرفى
أوساطنا ـ عرب الطحاوية ـ أن الأميرمحمد
على توفيق كان يستعين بطلائق من خيول الطحاوية وكانت بينه وبينهم تعاملات فى هذا
الشأن .
وفى عام ( 1952م) تحول إسم الجمعية
الزراعية الملكية إلى الهيئة الزراعية المصرية ، وقد يصدرفي المستقبل بحث يتحدث
بالتفصيل عن تغلغل خيول الطحاوية في العالم وما ستكشف عنه الأيام القادمة من
إكتشافات أو أوراق كان مسكوتاً عنها ، وجدير بنا أن نذكرأن خيول الطحاوية تعرضت في
خمسينينات القرن الماضى لوباء فتّاك إسمه مرض (النجمة) أودى بحياة الكثيرمن الخيل
وكان ينتقل من مربط لآخر بسرعة شديدة .
وقد
كانت أشواط السباق مُقسَمة بين خيول عربية وخيول إنكليزية ، ومن المُحال أن يختلط
هذا بذاك ، وبعد قيام ثورة 1952 توقفت أشواط الخيول الإنكليزية وتم إستبعادها
تماماً ، إلّا أنه وبعد المتابعة في المدة التى تلت الثورة تبين أن خيولاَ
إنجليزية تسللت وعلى إستحياء وتوجس ولم يكن منها عدداً يذكر لدرجة الشيوع ، وبقيت
في مصر في الوقت الذى كانت خيول السباق عربية صرف ، فحدث تزواج بين العربى والإنكليزى
وكان النتيجة أمهار يقال عنها (نُص نُص) ـ (كديش) تشترك مع الخيول العربية الصِّرف
معتمدة على مهارة منتجها الذى حرص على جمال الشكل ليمرر حصانه في لجنة التشبيه ([40])
فكانت النتائج كاسحة ، عندما تجولنا فى
كالندر سباق الخيل لمدة سبعين عاماً مضت مثلاً تأكد لنا أن نتيجة شوط الخيول
العربية على النجيل لمسافة (5ف) الفورلنج 200متر يقطعها الحصان العربى في الوقت
الزمنى من دقيقة و11 ثانية إلى دقيقة و7 ثوانى ، بينما الحصان الإنكليزى أو الـ
(نُص ، نُص ) ـ (الكديش) يقطع هذه المسافة من 59 ثانية حتى دقيقة و6 ثانية ، ثم لوشبينا
حصان عربى صرف على فرس ناتج هذا الخليط كانت النتيجة رديئة وأصبح ليس بمقدورالحصان
العربى أن يحسّن هذه السلالة كما عوّدنا ، ولو إستمر صاحب المربط على هذا الحال
حتى لو كانت تأتى ببعض النتائج التى ترضيه إلّا أنه حكم على مربطه بالفناء إذ لابد
له أن يختار، وإن إختار العربى فعليه أن يتخلص وفوراَ من أي فرس دنستها هذه الدماء
.
الشاهد
ما حدث فى هذه المُدد كثير، في الفترة
مابين ( 1960م /1970م ) أن تأسسَّت المنظمة العالمية للجواد العربى (واهو) وهدفها
الحفاظ على الجواد العربى وإفراد سجلات له ، وشملت سجلات محطة الزهراء بما فيها
أفراس سعادة أحمد حمزة باشا التى تحدثنا عنها سابقاً ، سرت خيول الطحاوية من
هذه القناة إلى العالمية ، فى هذا الوقت كان القائمين على إدارة الهيئة ليسوا إلّا
موظفين وليس لهم علاقة بالخيل لا من قـريب ولا من بعيد وبخاصة في نهاية القرن
العشرين وبداية القرن الحالى ، أي ليسوا من جذور قبلية تعنى بالخيل ولا
متخصصين ، فقط عاملين إداريين ، ولكن وقعوا تحت تأثيرعظيم من البعض
الغـرض منه التعتيم على كل ما يمت للطحاوية بصلة بخصوص الخيل التى دخلت ضمن تأسيس
خيل المحطة ، سواءً عند التأسيس أوعند إدخال خيول من السباق دون الإشارة إلى
مصادرها ، وكذلك رفض تام ومستمر لمحاولات تسجيل خيول الطحاوية ضمن خيول الهيئة
وبقي الطحاوية وخيلهم فى نطاق السباق !!!
إلّا أنه في عام 1962 عقدت لجنة تحسين نتاج الخيول العربية بالهيئة الزراعية المصرية برئاسة الدكتور أمين زاهر أولى جلساتها حيث تقررالبدء فوراً في إنشاء السجل العام لأنساب الخيول العربية المصرية بالجمهورية العربية المتحدة مع الوضع في الحسبان تسهيل مهمة التسجيل وإعتبار أي حصان مهما كان نوعه يتحسن نتاجه بمضي الوقت وذلك أسوة بما أتبع منذ بدء إنشاء سجلات أنساب الخيل في مختلف بلاد العالم ، كان ذلك تنفيذاً لقراررئيس الجمهورية رقم 180 لسنة 1960م بإدماج لجنة تحسين نتاج الخيل في الهيئة الزراعية المصرية ، وبناءً على ذلك تم تسجيل عدد ليس بقليل من خيول الطحاوية وبرغبة أصحابها وبرسم نقدى معين ، وهناك الكثيرالذى لم يتشجع لهذه الخطوه .
غلاف السجل العام 1968
وتحررت شهادات لأصحاب الخيول نرفق منها شهادة خاصة بالفرس ظريفة ملك الشيخ/ طلب مالك سعود الطحاوى ، ولم يمضِ وقت طويل حتى توقف هذا السجل وصدر سجل آخر فقط بخيول الهيئة الزراعية وإستبعاد خيول الطحاوية وبدون ذكر أسباب مع ملاحظة أخذ إحدى أفراس الطحاوية (ريمه) التى كانت في السجل المستبعد وضمها إلى السجل الجديد والذى إستمر بعد ذلك .
فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى كانت خيول السباق العربية أكثر ظهوراً وإنتشاراً وكان هواته أكثر بكثير من هواة الخيول العربية الأصيلة (الهيئة الزراعية) هذا على النطاق المحلى ، بينما كانت خيول الهيئة تسير ُقدماً على المستوى العالمى وكان العمل فيها أكثر دقة ، وكانت لجان فحص الخيل وإجازتها عربياً (لجنة التشبيه) تعمل بكل دقة لتحرّى الخيول الجميلة والصريحة النسب العربى ، وكانت أيام السباق ونشاطاته محافل أسبوعية رائعة وملفتة للنظر ، وكانت السباقات تعج بصنوف الهواة من فنانين وكافة أطياف المجتمع ،وكانت تقام سباقات دولية ، والخيل فى ذلك الوقت سلعة رائجة وراقية والهواية فى أكمل زينتها ، وكان قد تم إنشاء نادى الشمس بدلاًمن هليوبوليس ، حتى عام ( 1970م) دخلت السباق خيول عراقية وقيل عنها خيول (شمالية) وكانت جميلة ، وأحياناً كانت لجان التشبيه تجيزها وكان لها أداء طيب فى السباق ، فإشترت بعض مرابط الطحاوية طلائق منها لجمالها وقوتها على غرار ( الدرزى ، أبو الفرسان ، حياتى ، أشعل ، جولدن أرو) وأحجمت بعض المرابط عن التعامل مع هذه الفحول لعدم ثقتهم فى مصدرها ، وبعدها كان قد سرَّب السيد / كردى رضوان فرساً إنجليزية وخالطها بفحل عربى من الهيئة الزراعية إسمه (خطاب) فأنتجت خيلاً قوية تحمل صفات الجمال وأحدثت طفرة على نطاق السباق ، ولم يمروقتاً طويلاً حتى حذا حذوه السيد / محمد بركات ، وكذلك إشترى أحد الهواة حصاناً وأودعه عند الشيخ/ محمد ترك وإشترط عليه أن يأخذ منه إنتاجه ، وإتضح فيما بعد أن الحصان من سلالة (الثروبريد) ، ماحدث فى مصر حدث أيضاً وفى نفس الفترة فى عديد من الدول العربية .
فجأة وجد الطحاوية وخيلهم التى حافظوا عليها قرنان من الزمان وجدوا أنفسهم بين سندان خيول السباق وسلالاتها الجديدة ، ومطرقة الهيئة الزراعية وأبوابها المغلقة ، ولم يجد الطحاوية مناصاً من الإستمرارعلى هذا النحو حيث دائماً تبوء محاولاتهم المستمرة بالفشل فى ضم ولوجزء من خيلهم إلى الهيئة الزراعية ، ويكون الرد بيعوا ما تحت أيديكم من خيول وإشتروا منا ، أقسى ما يقع على قلب الطحاوي أن يبيع فرس أبيه وجده ويشترى مجهولاً !!! أصبحت خيول السباق ورواده على هذا النحو خليط من الخيل (الثروبريد) وخليط من الرواد ، حتى عـزف كثير من الرواد الأصلاء سواء من الطحاوية أوالطبقات الراقية والمتسلسلة من بيوت أصيلة كانت تعني فى بداياتها بالخيل عن متابعة السباق ، وتوقفت لجان التشبيه وأصبحت تصنَّف الخيل حسب كفائتها ونسبها ، ثم جاء التشجيع الأوَّل من خلال المملكة العربية السعودية في شكل جائزة سنوية بإسم جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم التشجيع الثانى جاء من الشيخ/ زايد رحمه الله الذى كان على رأس دولة الإمارات العربية المتحدة بعد ما قام بزيارة مباركة إلى محطة الزهراء (الهيئة الزراعية) تشجيعاً منه للجواد العربى و بمنهجيته الرائعة وبُعد نظره ، فقد وجه أجهزة دولته للرُقي بكل جميل ، فكان للخيول العـربية الأصيلة النصيب الأكبر من هذا الإهتمام والتوجيه وكان ذلك نحو العام ( 1990م) تقريباً ، فعملوا على إنشاء مزارع خاصة بهم ويجوبون أنحاء المعمورة للبحث عـن كل أصيل وبأغلى الأثمان هنا إنتعش وضع الخيول في مصر وبشكل ملفت وبسرعة ، وأفردت له كثيرمن المسابقات منها الجمال ومنها التحمل وغيرها وغيرها ، هذا الإنتعاش ألقى بظلاله وبسرعة على الجواد العـربى المصرى (الهيئة الزراعية) لتاريخه المعروف ، فكانت هناك جائزة سنوية من الشيخ/ زايد رحمه الله إلى أندية السباق المصرية وتخصص للجواد العـربى ، وتم عمل برنامج سنوى و تخصّصت سباقات للجواد العربى بمصرمن جديد وأفردت لها أشواط إسبوعية وكانت جوائزها أعلى من جوائز الخيول العادية ، إرتفع سعرالحصان العـربى وبشكل ملفت وإنتعشت محطة الزهراء وخيولها ولمع إسمها أكثرمن ذى قبل ورفعت أسعارها وإهتمت بالمزادات وظهـرت طبقة هـواة جدد بمصر لم نكن نسمع بهم من قبل ، وكان نهجهم فى ذلك تجاري بحت ، سارعوا بإقتناء الخيول العربية الأصيلة وأصبحوا تحت جناح الهيئة تشرف عليهم وتمدهم بالطلائق وتسوّق لهم أحياناً من خلال مهرجانات تقوم على أرضها ، وكان ذلك ضرباً من الوجاهة لصاحبها والذى ربما يخفي ورائها كثيرمن الأمور ، فى زمن غابت عنه شمس الوجاهة الحقيقية، وبعد إنصراف كثير من الطحاوية والنبلاء عن السباق ورياضة الخيل بشكل عام بسبب ما آلت إليه هذه الرياضة النبيلة (رياضة الملوك) .
أن تأتى متأخراً خيراً من أن لا تأتى
الشيخ / يحيى عبدالستارالطحاوى يتسلم أحد الكؤس التى فارز بها
فقد أبى القرن العشرين أن ينصرم دون أن
يترك لنا بصيص أمل من نور ظهر لنا فى آخرالنفق ، وسرعان ما بدا
للعيان أنها شمس الأصالة عادت لتشرق من جديد ، فى شخص أحد مشايخ الطحاوية والذى لم
تنقطع من مربطه الخيل أبداً ، فكان شيخ العرب / يحيى عبدالستارعبدالحميد عليوة
الطحاوى ، أطال الله فى عمره ، بعد أن أدرك ووعى ، ولكن بعدما تكبّد الصعاب وضحى
بكل غالً ونفيس لمواكبة ما حدث بالنسبة للخيل ، فهمّ وبسرعة فى ربط أفراس عربية
أصيلة ومن سلالة الأفراس السابق التحدث عنها (طحاوية) ، وإذ بتلك
الأفراس التى غابت عن المرابط نحو ستين عاماً وكأنها الذهب المطمور ، سرعان ما
إستعادت بريقها وإستعادت جوالمرابط القديمة وأضفت على النجوع ريحاً طيبة من ريح
الأجداد ، وصرنا نستنشق منها عبق الماضى ، وعندما نمت وترعرعت وتم إشراكها فى تلك
السباقات المشار إليها والتى تخصّصت لهذه الفئة من الخيول ، إلّا وهى تستعيد أصلها
النبيل وتعيد لأهلها مجداً خالداً فى عالم الخيل حتى تأكد لنا أنها تلك الخيل التى
حملت فرسان الفتوحات ، وكانت بفرسانها من شيوخ الطحاوية على رأس كل الغزوات ، وها نحن
فى موضوعنا هذا نؤكد أنه فعلاً قرنان من الزمان والفرسان على صهوات الخيل ،
وحديثنا يمضي عبر حقب تاريخية وبتسلسل واضح يتيح للقارئ الهاوى والمتخصص أيضاً
المتابعة ، ولكن ذلك لم يأتِ من فراغ بل كان هناك حب عارم للخيل ، ودأب وجهد
ومتابعة وكم لا طائل له من الأموال ، وكان هناك من يعمل فى صمت إيماناً منه وشرفاً
وطواعية بأنه يحمل رسالة من عرب الطحاوية إلى العالم . وها هى الخيل تعود من جديد
وتسيطر على مضاميرالسباق وبكل جدارة وإقتدار ، ولم يمضِ وقتا طويلاً حتى عادت
الخيول إلى مرابطها رويداً رويداً في ثوبها الوثائقى الجديد (الخيل المختومة ـ
المسجلة ـ المخاتيم ـ خيل بورق ـ خيل هيئة) ، وإنتشرت في مرابط الطحاوية وساروا
يتبادلون الطلائق والمعلومات كما كان يحدث في العقود السابقة .
[1] ـ الهنادى : قبيلة نجدية الأصل ، تعود إلى بنى سُليم التى نزحت من شمال
نجد مع أبناء عمومتها بنى هلال في منتصف القرن الخامس الهجرى إلى مصر، ثم إلى
المغرب العربى والعودة إلى مصرفى القرن الثامن الهجرى ، وسكنت شرق مصر، فكان منها
(الهنادى) القبيلة التى ينحدرمنها عرب الطحاوية المعروفين في شرق مصر ، وقد شاركت
قبيلة الهنادى في جميع حملات إبراهيم باشا ، وكان الطحاوية على رأس فرسان هذه
القبيلة ، وكان لهم حظوة عند محمد على باشا ومن خَلفُه من أسرته .
[2] ـ وثيقة من مكتبة الإسكندرية
.
[3] ـ حمد
العنقرى : دراسة وثائقية عن الجزيرة والخليج العربى ، عباس باشا وعلاقته بشيوخ
القبائل العربية ، فيصل الشعلان أنموذجاً ،
ص 202 ، مجلة فصلية محكمة تصدرعن دارة الملك عبدالعزيز، العدد الثالث ، رجب
( 1433/ 2011م ) ، السنة الثامنة والثلاثين .
[4] ـ كتخدا : فى الأصل كخية وهى
كلمة فارسية وتعنى صاحب البيت ثم تطورت ليصبح معناها الموظف الكبير ، وهو يلي منصب
الباشا مباشرة ، أو الوزير الأوَّل فى
حكومة الإيالة أوالولاية يعينه الوالى .
[5] ـ حمد العنقرى : المصدرنفسه . ص 207 .
[6] ـ خطاب من عباس باشا إلى
مصطفى بك مديرالإصطبل في ( 22 ربيع الثانى 1264هـ / 28 مارس 1848م )، وحول تأليف هذا
الكتاب نظم على أفندى الدرويش قصيدة وضعها في مقدمة الكتاب ، لم ترد في النسخة
المطبوعة مؤخرًا بإسم أصول الخيل العربية ، أنظرالدرويش ، على بن حسن الأنكورى :
الإشعار بحميد الأشعار ، جمع مصطفى سلامة البخارى د.ن القاهرة 1284هـ ص 32 .
[7] ـ رولِا: تنطق إروِلا، الشخص منها يُكــَّنى: روِلى قبيلة عربية معروفة
تعود فى أصلها إلى قبيلة عنزة المعروفة ، مشهورين بإرتباط الخيل العربية الأصيلة
.
[8] ـ أسد رُستُم، ذي الحِجّة، عابدين, دفتر 222 رقم 220/97,
وثائق الشام، 1835م, ص 364 .
[9]ـ حمد
بركات : معروف أن للشافعى أخ إسمه بركات ، وهم أسرة كبيرة منتشرة فى محافظة
الشرقية (البركاتية) بجوارأبناء عمهم الشافعى (الطحاوية ) وإسم الطحاوى وعاء
للإثنين والتصاهر والتواصل والتآخى بينهم عميق ومتواصل منذ القدم ولم ينقطع فهم
أبناء عمومة ، ومن أبناء بركات حمد والذى
كان موجوداً مع إبن عمه عامرالشافعى فى حملات الشام ، ويبدومن الوثيقة أن الشافعى
طلب من محمد على أن يستبدل عامرإبنه بحمد إبن أخيه والذى ذكره بإبنه لإبوته له فى
ميدان القتال وهو يعتبرالإثنين أخوة وأبناءه... هكذا
ـ يتضح
أن الشيخ/ الشافعى كان قائداً وقتها فى الشام وها هو يستبدل جنوده وأولاده ، أي
أحدهما يعود لمصروأخيه يحل محله .
[10] ـ أسد رُستُم
، المحفوظات
الملكية المصرية ، المجلد الثانى ، ( 1940،
12ربيع الأخر1250هـ)، عابدين محفظة 349 رقم 225 ، ص 443 ويتبع هذه الرسالة
ببيان بالجرحى والمرضى والمتوفين والباقين فى قيد الحياة فى آلاي الورديان الأوّل
والثانى وآلاي المشاة الرابع .
[11] ـ عامرالهنداوى : الشيخ عامرالشافعى الطحاوى شيخ عُربان الهنادى فى ذاك الوقت ، وكان على رأس حملة من حملات إبراهيم باشا فى الشام كما ذكر فى وثائق الشام لأسد رُستمُ ، مصدر سابق .
[12] ـ الأمير محمد علي توفيق، مجموعة خطابات وأوامر خاصَّة بالمغفورله عباس باشا الأوَّل، وجدت أثناءَ مراجعة أوراق الدائرة الإلهامية نسبة إلى إبراهيم إلهامي باشا نجل عباس باشا الأوَّل (1848 / 1854) جملة خطابات تختص بعباس باشا، 1930ص 120
[13] ـ حول هذا المزاد أنظرفهرست الكتب التى كانت فى
تركة المرحوم إلهامى باشا ، مطبعة بولاق القاهرة 1278هـ ، وبعض كتب عباس باشا قد
أوقفها فى المدينة المنورة ، وكتب على وقفيتها : وقفت هذه الكتب المطهّرة على طلبة
العلم بالمدينة المنورة راجى شفاعة ساكنها فى الآخرة ، والتوفيق للخيرات الفاخرة ،
المحب لشفاعة الناس ، والى مصر وعزيزها حلمى باشا الحاج عباس ، الدرويش، المصدر السابق ص 429 ، 440
[14] ـ عشوب ، عبدالعليم ، رئيس قسم
تربية الحيوان ، كتاب تاريخ تربية الخيول العربية فى مصر ، 1942 ، مطبعة عنانى ، ص
15/16/17/18 .
[15] ـ على باشا شريف : كان علي بك إبن الأمير محمد من
مدينة (قولة) بمقدونيا، عندما وصل أبناء محمد علي: إبراهيم وطوسون إلى القاهرة عام
(1805- 1806م) كان برفقتهم ابن أختهم محمد والد علي بك الشريف، فتعلم والد علي
باشا الشريف (محمد) فنون القيادة التي أهَّلته ليكون حاكمًا على سوريا بقرار من
محمد علي الكبير نفسه،عاد الأمير محمد إلى القاهرة ومعه الكثيرمن الخيول العربية
التي ولدت في الصحراء، فتعلق بها إبنه المولود في القاهرة عام 1820م.
وفي
عام 1840م آلت إلى الأمير محمد أملاك كثيرة من خاله محمد علي عندما كان وزيرًا
للمالية، فأرسل ليكمل دراسته في الكلية العسكرية الملكية بباريس، وقد كان لهذه
الدراسة أثرواضح في صقل مواهب محمد، وتحديد ملامح شخصيته في المستقبل، وعندما توفي
والد الأمير محمد ورث في مصر أموالاً وعقارات وأملاكًا من الأراضي، وأصبح رئيسًا
للمحكمة التجارية المختصة بالفصل في المنازعات التي تحدث بين المصريين والأجانب،
كان مهتمًا بتربية الخيول العربية الأصيلة، ولعب دورًا مهمًّا في المحافظة على خيل
عباس باشا من الإنقراض من مصر نهائيًا، أصبح الأمير
علي بك شخصية مهمة في عهد الخديوي سعيد عام (1854/1863م) ، وفي عهد الخديوي إسماعيل
من بعده، وشخصية فاعلة في المجتمع المصري، إذ كان يملك مقرًّا في أشهر شوارع
القاهرة يسمى القصر صاحب الخمسمائة شرفة، بُني عام 1830م. حيث يقع القصروسط حديقة
تحيط بها أسوارعالية .
[16] ـ الليدى/
آن :
سيدة إنجليزية تجولت فى أرجاء الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصروزوجها ولفريد
سكاون بلنت بحثاً عن
الخيول العربية الأصيلة ، وكونت منها
مربطاً فى إنجلترا وآخر فى مصر بإسم الشيخ عبيد ، وتعد مرجعية هامة بالنسبة لتاريخ
الخيول العربية الأصيلة فى الوطن العربي ، ذكرت فى مذكراتها المودعة
فى المكتبة البريطانية بلندن أنها زارت الشيخ/ سعود الطحاوى عام 1887م ، ودونت
يوميات الزيارة ، توفيت عام 1917م ،
ما بحوزتنا من صفحات ذكرت الطحاوية فيها تفضل مشكوراَ الناشر العالمى / بيترابتون
بنقلها لنا بخط يده عام 2013م تقريباً وذلك فى خضم رحلة توثيق التراث الطحاوى
ومرفق الصفحة الثانية من المذكرات .
[17] ـ أحمد باشا كمال : إبن أحمد رفعت بن
إبراهيم باشا بن محمد على باشا، واحد من أكثرالمتحمسين لجمع أصايل الخيل العربية ،
وقد حصل على معظم خيوله من خيل علي باشا الشريف، والتي جاءت من الصحراء العربية توفى
عام 1907م .
[18] ـ الأمير/ كمال الدين حسين : هو إبن السلطان حسين كامل والأميرة عين الحياة إبنة الأمير/ أحمد رفعت باشا، وأشقائه هم: الأميرأحمد كاظم والأميرة كاظمة
والأميرة كاملة ، وقد ظل الأمير كمال الدين حسين يلقب بصاحب السمو حتى سنة
1922م .
[19] ـ الأمير/ محمد على ( 1875 / 1954) هو ثاني أبناء الخديوي محمد توفيق والشقيق الذكرالوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني، كان وصياً على العرش ما بين وفاة الملك فؤاد الأوَّل وجلوس إبن عمه الملك فاروق على عرش مملكة مصر لحين إكماله السن القانونية بتاريخ 28
إبريل 1936م ، ثم أصبح ولياً للعهد إلى أن أنجب فاروق إبنه الأمير أحمد فؤاد الثاني، كان يأمل أكثرمن مرة أن يتولى حكم مصر بعد وفاة الملك فؤاد الأوَّل بحكم أن الملك فاروق الأوَّل كان صغيرالسن ولكن بحكمة الملكة نازلي لم يستطع فعل ذلك، كان مولعاً بإقتناء الخيول
العربية الأصيلة.
[20] ـ الخيل العربية الأصيلة ، الأمير الروسي أ.غ. شيرباتشوف ، والكونت س .أ. ستروغانوف ، مراجعة وتحرير د. عوض طه البادى ، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
1999م ص150 /151.
[21] ـ فورتمبيرغ: كانت تعرف سابقاً بإسم فورتمبرغ , كانت منطقة دولية في السابق،
تقع في جنوب غرب ألمانيا، وتضم أجزاء من منطقة شوابيا وفرنكونيا، كانت ولفترات
قصيرة مركز رأس المال في شتوتغارت. ويقع مقر الحكومة في لودفيغسبورغ ويوراش،
فورتمبيرغ الآن هي جزء من الدولة الألمانية .
[22] ـ فون هوجل: ولد فريدريش ماريا ألويس فرانز كارل فرايهر فون هوجل ، المعروف عادةً بإسم بارون فون هوجل ،5 مايو( 1852 / 1925) رجلًا
نمساويًا كاثوليكيًا مؤثرًا وكاتبًا دينيًا .
[23] ـ أقول : إضافة من المؤلف .
[24] ـ إحدى الصفحات من سجل الشيخ / عبدالله سعود
الطحاوى ، محقق بالمتن.
[25]ـ الليدى/ آن بلنت: سبق
الحديث عنها .
[26] ـ الأمير/عمر طوسن : عمرطوسون (1872/ 1944) هو الأمير/ محمد عمر طوسون إبن الأمير
محمد طوسون باشا إبن والي مصرمحمد سعيد باشا إبن محمد علي باشا رأس الدولة العلوية،
والدته الأميرة / بهشت حور وليس كما يشاع أنها الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل
وكانت زوجة والده، وجدته لأبيه الأميرة/ ملك بير، ولد في الإسكندرية وعاش فيها إلى
جانب القاهرة .
[27] ـ د. إبراهيم مبروك ، كتاب
رحلة إلى بلاد العرب ، ط2 ، 2003 مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة ، ص 112/113 .
[28] ـ مصدر
سابق : مجموعة خطابات الأمير/ محمد على
توفيق ص 124 .
ـ نمرة 28/ 26 ل سنة (1266ه ـ 1850 ) :
اليوم قد ظهرالذباب الذى يضر الجمال فيجب إرسال الهجن الموجودة فى
مرعى البرسيم مع سرورإلى المراعى الموجودة بجوار بيوت البوستة الرابعة والخامسة ،
لكن أولاَ يلزم أن تسألوا عن أصحاب المراعى وتجرى معاينة أحوالها بالدقة ، ثم
إرسلوا الهجن إلى المراعى بالسرعة ، والنوق الحلوب أرسلوها إلى الحصوة فى المحل
المخصص بها كى يحلبوا ألبانها لشرب الخيل الموجودة فيها .
ـ ونضيف أن هذا نهج قبيلة رولِا
وكان قد دأب على ذلك أيضاَ سعادة / الشريف ناصربن جميل خال الملك حسين ملك الأردن
الراحل ، وكان صاحب علم وسياسة وصاحب مربط من أصايل الخيل وكانت تربطه بالطحاوية
علاقات وطيدة وكان له حضور فى ميادين السباقات المصرىة ، توفى فى سبعينيات القرن
الماضى .
[30]
ـ جولسن شريف : ينتهى نسبها إلى على باشا شريف وسبق الحديث عنه .
[31] ـ د. حمد الجاسر ، أصول الخيل
العربية الحديثة ، داراليمامة ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية 1415هـ ، 1995 .
[32] ـ خيرالدين
بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ / 1976) .
[33] ـ مخطوطة عباس باشا المحققة : المصدرنفسه .
[34] ـ موضح وجود قبيلة الهنادى وذكرها نصاً (يوم صبّحونا الهنادى) ص 184 فى
أصل المخطوط ، في تاريخ سابق لتحريرالمخطوط وهى القبيلة المصرية النجدية الأصل
التى ينحدر منها عرب الطحاوية والذين كانوا في ذلك الوقت شيوخاً وقادة على رأس
قبيلتهم فى حملات إبراهيم باشا كما موضَح من الوثائق السابقة .
[35] ـ الأميرمحمدعلى توفيق ،
جزأين (ج1ص19 ، ج2 ص44) مذكور عرب الطحاوية ، كتاب فى تربية الخيل العربية ( 1935/1936) .
[36] ـ وكان أوَّل ظهور لهذا
المخطوط بواسطة الإعلامى النشط / سعيد
صالح شرباش .
[37] ـ إحدى صفحات المخطوط الذى
خطّه الأمير/ محمد على توفيق فى شكل كتاب ولم يُنشر .
[38] ـ الليدى/ آن بلنت: سبق الحديث عنها .