شهيقهم سحاب وزفيرهم مطر(3)
الهنادى العليوات أسرة الشافعى
خان يونس وعلاقتها بيونس الطحاوى
أكنت من الدور أو فى
القصور
*** ترى هذه القبة الصافية
كأن النجوم على
صدرها
*** قلائد ماس على
غانية
فما البيد إلا ديار
الكرام
*** ومنزلة
الزمم الوافية
لها قبلة الشمس عند
البزوغ
*** وللحضر القبلة
الثانية
عندما ترسخ الرواية فى أذهاننا ويمر قرن
ونحن نتناقلها ، يصبح من الصعوبة بمكان حلحلتها قيد أنُملة ، وإلَّا ستكون من
الضالين ، وخاصة إذا كانت الرواية مرتبطة بزعامة أو فروسية أو إنتصارات ، إذاً ما
الأمر فى حال وجود غير ذلك ، ونحن فى وقت قل أن تجد فيه من قرأ كثيراً ، أو يستطيع
أن يقرأ ويبحث أو يحلل ويربط الأحداث ، أو يعيد قراءة التاريخ كما ننصح دائماً ،
كيف تسرد الحديث المؤرخ وتوضح نقاط الإرتباط والمراجعة لأناس هم اليوم لا يسمعون
وليس فقط لا يقرأون وإن قرأوا لا يقرأون العربية صحيحة فكيف سيفهمون ، إذاً
ما عليك هو أن تجتهد فى مجال بحثك بأمانة وتربط أنت وتحلل ولا تجُزم وإطرح ذلك فى
دوحتك التى خصصتها لجهدك ودعها لمن يستطيع أن يلج فيها ،
لكى يتم توثيق الرواية لابد أن تتوفرلك الشروط
التالية :
- تحديد زمن الحدث.
- تحديد مكان الحدث .
ـ تحديد الأشخاص
- التحرَّي ممن يسكنون المكان من كبار السن
والثقاة، وكذلك تبحث عمن كانوا ساكنين فى مكان الحدث ورحلوا ، وتقارن كل ذلك
بروايتك التى بذلت جهداً جهيداً فيها ، وبحثت فى أمهات الكتب عما يشير إلى
ذلك . فى نهاية الأمر لا تجُزم أيضاً ولكنك يكفيك أنك إتبعت الإسلوب الصحيح فى
البحث مع الأخذ فى الإعتبار من أن الذين كتبوا وأرَخوا عن القبائل العربية فى
القرنين السابقين كان أغلبهم من غير العرب ، ولكن كانوا من علماء الحملة الفرنسية
وكثير من المستشرقين ترى أسمائهم فى كل المراجع وهؤلا هم الذين ربما كتبوا عن
العادات والتقاليد والحروبات والعلاقات السياسية .
سمعنا من أكثر من مكان داخل نجوع القبيلة ، إن خان يونس سُميت حيث قتل فيها يونس الشافعى وكانت خونة ،
وأحياناً ترتبط هذه القصة بحرابة تمت بين أخوين وكان للطحاوية دوراً فيها وراح من
الطرفين كثير من الضحايا . وكنت فى بداية قراآتى عام 1976م قرأت عن مدينة
خان يونس ، بأن خان هى نـُزل ويونس قائد عثمانى قديم إسمه ـ يونس الداودارى ـ وأن
هذا الإسم قديم ،
فبت محتاراً عقوداً بين ما إذا كان يونس الشافعى مات
مقتولاً فى هذا المكان والمكان أخذ إسمه منه والروايه لاتغيب ،
والحقيقة قرأت كثيراً ووضعت يدي على حقائق كثيرة جعلتنى أكون حذراً جداً عند الخوض
فى هذه الموضوعات بدون سند وكأنى أقترف ذنباً ،عندما وصلت وسائل الإتصال الحديثة
تحققت من موضوع خان يونس ومدينته. ولكن كانت المفاجأة روايتان الأولى من طرف
الطحاوية ـ الهنادى . والثانية من طرف / العالم عارف شحادة العارف ـ الذى كان قائم
مقام على مدينة بير السبع ، وعن لسان الشيخ حرب بن عوده التيهى . وذلك أبان وجود
فلسطين تحت الإحتلال البريطانى . أي هذه رواية محايدة تماماً ورواها الشيخ الطاعن
فى السن إن كان شيخنا الذى يحكى اليوم أوالشيخ حرب الذى ناهزالمائة عام عندما
حكاها فى عشرينيات القرن الماضى .
- رواية الشيخ الطحاوى سعيد مجلى :
وهذا الشيج قد تخطى المائة عام وسمع من
أعمامه وطالما روى روايته عبرمراحل عمره : أفندينا ( وهم يقولون أفندينا على كل
خديو) طلب من يونس الشافعى أن يقتل أبوحمزة وأبوشعير ، فأبى يونس وقال لأفندينا ما
جزاء من يقتل النفس التى حرم الله قتلها إلَّا بالحق ، فرجع أفندينا عن رغبته وكان
معروف أن يونس بعيد عن المكر والخبث وصريحاً ، فطلب منه أفندينا ألَّا يبلغ أحداً
بما كلف به فوافق ، ولكنه لطيبته همَّ وأبلغ الشخصين يطلب منهما الإعتدال وأن يسيروا
مع الحق ولا يحيدوا عنه ، حيث أفندينا طلب منه كذا وكذا ، وعندما عاد إلى جماعته
كانوا ساكنين فى الشقفية ، الآن تقع فى وادى الملاك التابعة لمركز التل
الكبير محافظة الإسماعيلية ، قالوا أفندينا كان عايزك ليه ؟ قال لهم ما حدث
و قال أنا خبَرتهم ، قال عامرأخيه مش هيحصل خير ، بلغ أفندينا أن يونس حَذرالشخصين
فأوغر صدره على يونس وجماعته وعزم على الهجوم عليهم ودبر لذلك أمراً ، تصادف أن
كان فى القصر من العاملين نفراً من قبيلة العيايدة ، فسارع وأبلغ شيوخ الهنادى
بنية أفندينا ، فأحبوا أن يتأكدوا من الأمر فأرسلوا من طرفهم غالب وفيصل إلى الدارالبيضا التى بناها أفندينا على طريق السويس إسطبلاً للخيل وكان يتردد عليها كل
أسبوع - ليستوضحوا الأمر ، وكان كثير من العاملين من الحويطات ،
الشيخ الطحاوى سعيد والطحاوى سعود 2011
فعندما وصل
الشيخان إلى الدارالبيضا وجدوا أن الموضوع حقيقى، فهمَوا بالعودة ليخبروا
جماعتهم ليرحلوا ، ولكن الحويطات قالوا إننا عملنا لكم العشاء وسنرسل من
يخبرجماعتكم ، وباقى يومان على هجوم أفندينا عليكم الذى نوى أن يقتل الكبار منكم ثم إنهضوا بعد أن تتناولوا غدائكم ، تزامن ذلك
مع موعد قدوم أفندينا لهذه الأسطبلات فى هذا
اليوم ، فعلم بوجود فيصل وغالب ، ( ذكرهذا الموضوع المؤرخ د. يونان لبيب رزق
فى ـ الأهرام ديوان الحياة المعاصر ) فأمر بحبسهم كرهائن حتى يقبض على آبائهم ،
وقال لا تضعوا الحديد فى يد فيصل ولكن ضعوه فى يد غالب فوالده لئيم ، هم الطحاوية
بالهروب وكان أغلب حلالهم فى ذلك الوقت من الإبل فأودعوا الحلال لدى قبيلة
السواركة وفى رواية أخرى لدى الحويطات وقالوا لهم : البكرة أوسموها بوسمنا والذكر
خذوه وكان وسمهم ( # ـ محلة) وسم الهنادى . وكان معهم من الفرسان ولدان إسمهما
كعُبارى ويادم من بيت ماضى وأمهم الدايخة بنت الشافعى وأهلهم من الهنادى من
بيت الطريفات . ( ذكر ذلك كثيراً الشيخ الطحاوى عندما يتم الزواج خارج بيت الشافعى
يقول من الهنادى وبعد أن رحلوا هجم
الترابين على السواركة وأخذوا منهم حلال الهنادى ( ولذلك يرى أيضاً الطحاوية أن
أفضل سلالات الهجن الآن فى شبه جزيرة سيناء حتماً تعود إلى سلالة الطحاوية التى
أودعوها عند هجرتهم إلى برالشام) رحل العرب نحو بادية الشام وعند مرورهم من
فلسطين طنب عليهم عوده ضد أخيه عامر المتحالف مع الترابين يريد أن يأخذ منه
العمودية ، فأغاروا مع عوده ونصروه ومات فى هذا الكونة كعُبارى ويادم ، وفى نهاية
الأمر قتل الهنادى عامر التيهى وساروا إلى حال سبيلهم ، تحدث عامر الشافعى
من الذى أغار من جماعته يريد أن يذكر أولاده ، أفادوا : أولاد السودانيات
إمبدة بن يونس وطشين بن كريم ، وأولاد أبوسعيد مجلى وصميدة ،(وأبوسعيد كنُيَّة) ولآن
صميدة كان أشد المقاتلين لآنه كان يقاتل بدون وعى ولاحكمة ، وربطه أبوه
سليمان لكى لايشارك فى هذه الكونة إلا أنه أخذ يزحف حتى وصل بارودته ونادى لوالدته
إما تفكه أو يقتل نفسه ، وفعلاً فكت قيوده وإلتحم بالمعركة وقتلت فرسه وأنقذه أخوه
مجلى ، عند وصولهم بادية الشام نزلوا على قبيلة عنزة وكانت لهم أراضين هناك ووجدوا
كونة بين عنزه وصخر ففزعوا مع عنزه ضد صخر وصاح يونس ( ياعيب الشوم عليكم يابنى
صخر) أويبدو كانت منه صيحة الحرب ، فجائته طلقة فى أمعائه ، فأخذوا يطببونه
وقالوا إسقوه لبن إن نزل من مصرانه مش حيعيش وإن لم ينزل يبقى حيعيش ، ولكن نزل
اللبن ومات يونس فى كونة ببن الهنادى وعنزه فريق ضد قبيلة بني صخروفى قول أخرالدروزوكان قائدهم إسمه موسى وكانت المشاكل بينهم دامت سنين طويلة فبتدخل الطحاوية وقتلهم موسى الدرزى الذى كان يلوَّح بالبندقية مهددً إنتهت هذه المعركة وذلك فى الشام ، مكثوا نحو عامان فى هذا الوقت عمل مجلى قائد إيالة أو صارى
وطلب كريم أن يعود إلى مصر وقد نهوه إخوته ولكن قال سأذهب وحدى وإن مت ستعلمون ،
ولكن قابل أفندينا وطلب منه الصفح وأهداه حصاناً إحتاروا فى تحزيمه ولكن جاء كريم
وشد قشاطه إلى نحو خرمين زيادة فكان الحصان وهذه المفارقة سبب للعفو والعودة إلى مصر
وفك أسرفيصل وغالب وفعلاً أعيدت لهم أرضهم التى كان سلبها منهم الخديو .
- إنتهت رواية الشيخ الطحاوى سيكون لنا
تعقيبأ عليها وذلك بعد أن نسمع رواية الشيخ حرب بخصوص حرابة عوده وأخيه
عامر.
- رواية الشيخ حرب التيهى :
حرب تيهية داخلية حدثت فى أوائل القرن
الغابر ، وبعد ان كانت بين أخوين من العطاونه هما ( عوده وعامر) ولدي سليم
العطاونة تلظت فأصاب شررها أفخاذ التياها كلهم فإنشطروا شطرين ، ثم إمتد لهيبها
على جميع القبائل الضاربة خيامها فى هذه الديار فقامت حروب راح فيها من الأنفس
والأموال عدد كبير وبعد أن خمدت نيرانها أو كادت عادت فإشتعلت وكانت فى هذه المرة
أقوى من المرة الأولى . ولم تخمد بالمرة إلا بعد عشرين عاماً .ـ يحدثك العربان
عنها كما الأقدمون يحدثونك عن حروب بنى هلال . ولابد أن يتحمس المتحدث عند ذكر أحد
الفريقين بالنسبة إلى هواه وميل عشيرته ، فإذا كان ينتمى إلى إحدى العشائر التى
كانت حليفة عوده ذكر لك بإعجاب ما يعرفه عن عوده ومقدرته فى الفروسية وجرأته فى
الطعن والنزال وقهر الأعداء وما إلى ذلك والعكس بالعكس . إختلفوا فى تعيين التاريخ
الذى وقعت فيه هذه الحرب والمدة التى ظلت قائمة خلالها : قائل أنها وقعت عام 1856م
. ومن قائل أنها إنفجرت قبل مئة وعشرين عاما (1813) م وإنتهت بعد عشرين عاماً
(1833) م وأعتقد أن الرأى الثانى هو الأصح ، لأن محدثى فيه كان ( الحاج حرب
العطاونة) وهو إبن عوده نفسه ، كما أنه حضر الأيام الأخيرة للحرب المذكورة وكان
آنئذ شاباً يافعاً . وأما الشيخ حسن العطاونة فإنه يعتقد أن حرب عوده وعامر حدثت
بعد أن شاخ عوده
على عشيرته
بسنة وكان آنئذ فى الثلاثين من عمره ، وإن عوده ما شاخ إلّا بعد أن قتل أخوه سالم
العطاونة من لدن جند إبراهيم باشا ، فإذا علمنا إن إبراهيم باشا إفتتح هذه البلاد
عام 1831م للميلاد (1247هـ) تكون هذه الحرب قد حدثت على رأيه حول سنه 1833م
. وقد إختلفوا أيضاً فى ذكر السبب الذى من أجله قامت تلك الحرب ، فمن قائل أن
الغيرة أصابت ( هدبه بنت أبى حجاج ـ من الحناجر) إمرأة عامر إذ ظنت أن نساء
الحى يملن إلى بعلها فقامت تسلقهن بلسان من حديد ، ووصل خبرها إلى (طليحان
بن أبى شنار ـ كان هذا منفياً فى بلاد الأتراك ، وعلى قول إنه إشترك معهم فى حرب
المسكوب ، ورجع إلى بلاده ، وقد كان على جانب عظيم من الدربة فى السيف وركب الخيل
وطعن الرمح كما أنه كان على جانب عظيم من الغرور) فأشارعلى نساء الحى أن
يضربنها فضربنها .

الصورة نموذج للراوى وليست حقيقية
ويظهر أن عامر كان غائباً عن منزله ، وإنه ما كاد يرجع ويسمع
بما جرى حتى ثارت براكين غضبه فقام ورحل وأقسم ألا يرجع إلى منازله قبل أن يقطع
رأس طليحان وأن يمحو عن وجه البسيطة كل رجل ينتمى إلى شنار . ولم يُجدِ فيه نصح
أخيه عوده نفعاً بل (رد النقى ـ أي أشهرالحرب) عليه أيضاً وعلى الذين كانوا فى
حماه . حدثنى ( الحاج حرب العطاونة ) وله من العمر الآن ما ينوف عن المئة سنه ،
قال : إكسب صلاة النبى ، عندى هذه الليلة وإجتماعى بيك تسوى الدنيا بما فيها ،
إسمع . سأحدثك بالصدق والله شاهد على ما أقول . أنا الحاج حرب ، عوده أبى ،
وعامرعمى ، وسليم جدى ، ولدتنى أمى عند بدء حرابة عوده عامر ، وظلت نارهذه الحرب
مشتعلة حتى يفعت وأصبح بإستطاعتى أن أركب الخيل لقد كنا فى هذه البلاد
الحكام ، وكنا الأمراء ، الفاعلين لما نشاء ، التاركين لما نكره ، كما أنك اليوم
الحاكم المسيطرعلى هؤلاء العربان ، ولابد لى من الإعتراف أمامك ياولدى بأن نفوسنا
كانت كبيرة ، بل أكبر من اللزوم ، ورؤوسنا كانت شامخة لحد الجنون ، فإبتلانا الله
بما نستحق . كان موسى أبو سلامة أبو شنار صديقاً لوالدى عوده من العظم للعظم وكانت
(هدبة بنت حجاج ـ من الحناجرة) إمرأة عمى عامر ، وحدث أن غارت هدبة من موسى بسبب
مسائل أسرية فعرَضت بموسى بكل ألوان السباب وقالت ...............................................
عزَ الأمرعلى والدى فراح يسترضى إمرأة أخيه ، ورجاها أن لا تذكر أمامه
شيئاً مما جرى ، خشية أن يقع فساد بينه وبين صديقه ، ولكن هدبة لم
تعمل بوصيته ، بل راحت تخبرعمى بما جرى ، فثارت براكين غضبه فى قلبه ، وقام
من فوره فهد بيته وهجرمنازله وأقسم ألا يرجع إليها قبل أن يثأر لنفسه ليس من أبى
شنار فحسب بل من أخيه عوده أيضاً . نزل عمى الشريعة (موقع على نهر الشريعة) .
فإستغل الترابين الفرصة وأخذوا يحرضون أبى عليه ولم تنجح واسطة الوسطاء الساعين
للصلح ، بل أخذ كل فريق يتأهب للقتال ويعد العدة لمنازلة الفرسان .
- ملحوظة : مما زاد الطين بلة أن هذا
الخلاف نشب فى وقت كانت نيران الحقد فيه تغلى فى صدورالحكوك ضد عوده من أجل حادثة
لا نرى بدً من ذكرها على الهامش لأهميتها ولصلتها الوثقى بـ :
كان(سلمان الهزيل)
آتياً من غزة مع تسعة رجال من الحكوك والقديرات ، وعندما وصلوا أرض (البها) إلتقوا
برجلين من العطاونة وهما (يونس بن عوده) و(زيدان بن سالم) فأخذ سلمان يسأل الرجلين
عن السبب فى وجودهما هناك ، وكانت أسألته تدل على إمتهانه إياهما ، فأجاباه بخشونة
وإشمئزاز : أنهما هناك من أجل زرعهما ، وقد كانا فعلاً يبحثان عن حالة الزرع .
فشتمهما فشتماه ، وكأن عملهما هذا قد أغضبه ،فإستل سيفه من نصابه وضرب واحداً
منهما (يونس) وجرحه فى وجهه . ولما رجع يونس إلى أهله وعشيرته شكا إلى والده عوده
أمره ، فقام هذا ينتقم لإبنه ، وأقسم ألا يرجع قبل أن يقطع رأس الهزيل ، فتداخل
كبار العربان فى الأمر ، وأرادوا أن يصلحوا ما بينهما خوفاً من إذدياد شقة الخلاف
، وقد إنتهت وساطتهم بأن يدفع الهزيل إلى عوده دية رجل كامل ، وأن يرحل من بلاده
إلى الشرق . وقد أمهل الهزيل مدة معينة لآجل الرحيل ودفع فعلاً أربعين جملاً
إلى عوده . ولكنه قبل أن يحين ميعاد الرحيل حدث الخلاف المتقدم ذكره بين عوده
وأخيه عامر . فإغتنم الهزيل هذه الفرصة ووقف هو وربعه الحكوك يناضلون فى صفوف أخيه
عامر .
راح عامرمن جهه وعوده من جهه أخرى يستنجدان
العشائر فوقف جميع التياها ( خلا العلامات والشلاليين) والترابين والعزازمة
وجبل الخليل بجانب عامر ووقف العلامات والشلاليون من التياها وكذلك الجبارات
والعزه والعمله بجانب عوده . وقامت حروب دامت دامت فى بادئ الأمر أحد عشر عاماً .
إشتبك الفريقان لأول مرة فى أم (دبكل) وكان النصر فيه حليف أبى فجرح الهزيل وكاد
اليأس يدب فى قلب عمى وحلفاؤه الهزليين . وصادف فى تلك اللحظة أن وقع أخى يونس على
الأرض مضرجاً بدمه ، فمات على الآثر . وكان هذا السبب فى إنتشال الفريق المغلوب من
وهدة اليأس . فعاودهم الأمل ، وأعادوا الكرة ، ولكن بعزم وشدة فى هذه المرة ، وما
لبثوا حتى عقدت راية النصر فوق رؤؤسهم . رجع كلً من الفريقين إلى منزله يقوى صفوفه
، ويستعد لمنازلة خصمه بحزم أشد من الأول . ولم يمض بضعة أيام حتى إلتقى الجمعان
فى ( البرشين) من أراضى العزه وفى هذه الموقعة جرح عمى عامر فنقلوه إلى خان يونس
لأجل مداواة جرحه ، وهناك إلتقى بالهزيل الذى جرح فى الموقعة الأولى . وظلا معاً
حتى طابت جراحهما ، فغادرا الخان وفى قلبيهما ما فيهما من الحقد والغضب وحب
الإنتقام . وما كادا يصلان إلى منازلهما حتى أخذا يستعدان للطعن والنزال . فجرت
بين الفريقين موقعة ثالثة فى (جسير) ورابعة فى ( زيته) و خامسة فى (مكان بين
(أدنه) و (ترقومية ) وفى مواقع أخرى غير ذات أهمية . إلا أن النصر كان فى جميع هذه
المواقع حليف عمى وحلفاؤة الترابين . (( وصادف فى تلك الأثناء أن جاء (الهنادة ـ الهنادى) ـ
تكتب أحياناً هنادوة ـ من عربان مصر إلى هذه البلاد بسبب غضب الخديوى عليهم
فأنزلهم أبى منزلاً رحباً ، فرأى هؤلاء من واجب الشهامة والمروءة أن يشتركوا معه
فى قتاله ، فإشتركوا وقامت بين الفريقين على إثر ذلك معارك جديدة كانت أشد من
السابقة ،وقد تمكن عمى من أحد فرسان الطيحاوية وقتله فهاج على إثر ذلك هائجهم
وإنقض كبيرهم (يونس الطيحاوى) على عمى عامر فقتله ، ولا صحة لما يقولون من أن
الطيحاوى قد إستشار والدى قبل أن يقدم على القتل وبموَت عمى عامر، وبرجوع
الهنادة إلى مصر خبت نارالحرب بعد أن ظلت مشتعلة أحد عشر عاماً
- وذكر هذا البيت من طرف رواية الطحاوية فى
هذه الكونة ))
باسألكم بالله يا بنات عن عامر وين وديتنه
داسنه خيل الهنادى يجروا ورباغن فى دمه ،
- القول الشائع بين العربان أن الذى قتل
عامر هو (كريم الطيحاوى الهنداوى) لا يونس كما جاء فى رواية الحاج
حرب ، يروى بعضهم أن كريم الطحاوى عندما إقترب من عامر فى
المعمعة وأيقن أنه لا محالة قاتله ، إستشارعوده قبل أن يصوب إليه بندقيته وسأله
قائلا ً( الفرس أم الفارس ) أى أتريد أن أقتل الفرس أم الفارس الذى عليها ،
ويقولون أن عوده أشار بقتل الفارس .
إن إبن عمى سليماناً أبى أن يحارب أبى، وأراد أن
يصلح بين الفريقين المتعاديين ، إلا أن الترابين رفضوا ذلك وإشتعلت نيران الحرب
ثانية ودامت فى هذه المرة تسع سنين ، ولكن أبن عمى سليماناً لم يقف فى هذا المرة
بجانب الترابين كما فعل أبوه ، بل رجع إلى صف والدى وأخذ يناصره ، فجمع حوله
الظلام والشلاليين والعلامات وفريقاً من العزازمة ( عائلة بن حماد وبن كريشان وبنى
سويعد) وعائلة بنى عمرو (من مشايخ جبل الخليل) وتياهة البر(أى سيناء) والصقيرات
والبنيات والشتيات . إن معظم هؤلاء العربان أتوا عن طريق النقابه ( أي طريق الجبل)
والملح (إسم مكان فى شرق السبع ) حتى وصلوا إلى المصفرة من أراضى الجهالين . وهناك
قدمت للوافدين قصاع مملوءة بالأرز واللحم وكنت أنا من الآكلين . إن تلك السنة
معروفة بين العربان ( بسنة حودة ) لأنهم حادوا عن الطريق وأتوا للنجدة عن طريق
غيرها .
- ( من غرائب الصدف أن الإنجليز قاموا بمثل
حركة الإلتفاف هذه عند مهاجمتهم السبع وإحتلالهم إياها خلال الحرب الكبرى ) .
وقد قمنا من المصفرة ونزلنا الدروة بالقرب من
العروب على طريق الخليل . ومنها ذهبنا إلى بيت نتيف وإدنة وتل الصافى والخربة
والتينة والبرشين فبيت جبرين ووادى الحسى ـ تكتب أحياناً الحسا ـ والجلادية ، وفى
أكثرهذه المواقع جرت حروب دامية كان النصر فيها إلى عمى عامر وحلفاؤه الترابين .
ولما وصلنا إلى (السكرية ) صارالجبارات من حلفاؤنا ، ولكن أعدائنا لم يمكنونا من
تهيئة عددنا ، بل هاجمونا وجرت بينا وبينهم موقعة كبيرة فى مكان واقع بين (حته)
و(جسير) ذبح فيها عدد كبير من الفريقين ، وفى هذه المرة أيضاً كانت الغلبة
للترابين وفى ذلك الوقت يقول شاعرهم :
بين حتة وجسير *** إنقطع ميتين سير (أى حزام)
وقد إستنجد أبى بتياهة البر (أى سيناء) والسواركة
فأبدى هؤلاء إستعدادهم للنجدة وأخذوا يفكرون فى تطويق الترابين من الجنوب على أن
يحاربهم عوده وحلفاؤه من حيث كانوا ، فإتصل خبرهم هذا بالترابين ورأى هؤلاء أن
الحكمة تقتضى عليهم بأن يقاتلوا السواركة فى منازلهم قبل أن يشرعوا فى حركة
التطويق ، وبالفعل أسرعوا بالإغارة عليهم ، فحاربوهم فى منازلهم فى الشيخ زويد
ووادى العريش وغلبوهم على أمرهم ثم عادوا على جناح السرعة وأغاروا علينا فى مكان
بالقرب من (زيتة) غربى بيت جبرين . ولما كانت هذه المعركة الفاصلة إستمات كلً من
الفريقين فى سبيل إحراز النصر ، حتى أن إبن عمى سليماناً لم يشأ أن يغادرساحة
الوغى حتى أنه خسر فيها يده ثم رجله ثم كتفه ـ ( يقال أن الذى قتله حنجورى ، إذ
كان الحناجرة يقاتلون فى صف عامر والترابين ) بل ظل يناضل واضعاً رسن جواده
فى فمه وبقي على هذه الحال حتى خارت عزيمته وفقدت قواه ووقع على الأرض مضرجاً
بدماه . وقد نقلناه فوراً إلى (دكرين البردان) حيث توفاه الله ودفناه فى بيت نتيف
، وما كاد النهار يدبر والليل يجن حتى كان لواء النصر معقوداً لخصومنا . ولم يمض
على هذه الواقعة سوى بضعة أشهر حتى مات والدى كمداً ودفناه فى ( وادى النمل )
بجوار عسقلان ، ولم نعد نسمع لهذه الحرب ذكراً .
- إنتهت رواية الشيخ حرب .
ـ تحضرنا هنا رواية للشيخ برجس عبدالحميد تركى مجلى الطحاوى :
يقول وهم شاردين رايحين الشام حطوا للراحة (1853) طنب عليهم من التياها عودة يفزعهم معاه فى كونة ، هما فى ذاك الوقت الطحاوية ومعهم كثيرمن الأتباع والأحلاف ، هؤلاء لم يهبوا لنجدة الطنيب وكملوا الرحيل ، والطحاوية فزعوا مع التيهى حتى نصروه ، وعندما هموا للرحيل العيايدة قالوا إلهم أفنديا نبه على شيوخ القبايل فى الشام اللى ينزل عليهم منكوا يقبض عليهم ويرسلهم له ، الجماعة اللى إستعجلوا ومشيوا نزلوا على سطام إبن شعلان وعمل معاهم كده ، إنما إنتوا نروح بيكم على إبن سميَّر وكانت نجاتهم عند إبن سميَّر والتاريخ قال إن إبن سميَّر أخير من إستجار وقالوا جاءه إبن شعلان وقاله سلم اللي عندك ونفذ الأوامر ما رضى وقال قصيدة هجا فيها إبن شعلان إنه فرط فى دخيله وتوعد فيها قوات الحاكم لو جو ، وكأن القدر كافأهم على نصرتهم للتيهى .
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ محمد بن دوخي بن سميَّر شيخ قبيلة ولد علي من بني وهب من ضنا مسلم من عنزة فهو من أبرز مشائخ قبائل عنزة وهو شيخ وفارس وشاعـر إنطوى معظم شعره في صدور الرواة الشيخ محمد وللشيخ محمد بن دوخي السمير مواقف وقصص كثيرة وقد إشتهر في حماية المستجير حتى أطلق عليه لقب (حريب الدول) ومن القصص والمواقف للشيخ محمد هذه القصة أستجار به جماعة من حمائل الطحاويه من أهل مصرحيث كان عليهم طلب للدولة التركية فأجارهم وقومت عليه الدولة حمله فدارت معركة قتل بها عدد من الطرفين ولكنه لم يسلم الطحاوية حتى عفي عنهم وعادوا إلى بلادهم وقال الشيخ محمد بن دوخي السمير هذه الأبيات من قصيدة يسند على حمود ويفخر بحمايته للطحاوية :
يـا حمـود مـا نعطـي دخيـل نصـانـالـو جمعـوا كــل العسـاكـر والاروام
دخيلـنـا عــن نصـرتـه مــا انتـوانـانحمـيـه لــو يطـلـب بـثـارات حـكـام
عيـت علـى الشيمـة سواعـد لحـانـاودخيـلـنـا مـاهــو دخـيــل لـسـطــام
نـكـوي المـعـادي كـيـة وان كـوانــاكـي يجـي مـن بسـرة القـلـب قــدام
حـنـا عــذاب الـلــي تـوطــا رشـانــادام الـلـيـالــي مـقــبــلات والايـــــام
وحـنـا الـيــا سـرنــا بـعـيـد مـعـدانـاوحنـا الـذي مـن نطلبـه حـق مانـام
نـبـي الحـرايـب والـحـرايـب مـنـانـاوش عاد لو جابوا لنا عسكر الشام
يـا بعـد عـن ضيـم الرجـال قصرانـامـا ننثنـي لـو يطـلـب الـجـار حـكـام
أولاد وايـــــل مـرهـبـيــن اعــدانـــانعفـي الضعيـف وللخصيميـن ظـلام
ـ القصيدة بعرض آخر
يا حـمـود مـا نعـطي دخيـل نصـانـا لـو جمعـوا كـل العساكـر والأروام
يا بـعـد عـن ظيم الرجال اقصـرانـا ودخيلنا بالكون يا حمود ما ايضام
دخـيـلنـا عـن نصـرتـه مـا انتـوانـا نحميـه لـو يطـلـب بـثـارات حـكّـام
عـن الردى تـكـرم سـواعـد لحـانـا ودخـيـلـنــا مـا هـو دخـيـل سطام
نـكـوي المعـادي كـيـة وأن كـوانـا كي يـجي مـن بـسرة القلب قـّدام
حـنـا عـذاب الـلـي تـوطـأ رشــانــا دام الـلـيـالـي مـقـبـلات والأيـــــام
وحنـا نهـار الكـون نرهـب اعـدانـا وحـنـا عـلى مـن دور الظـلم ظّـلام
وحـنـا الـيـا سـرنـا بـعـيـد مـعـدانـا وعـدونـا الـلي نطلبـه حـق مـا نـام
نـبي الحـرايـب والحـرايـب مـنـانـا وش عاد لو جابولنـا عسكر الشام
ــ قول آخر منقول :
الشيخ الفارس محمد بن سمير
إسمه ونسبه:
هو محمد بن دوخي بن سمير من العواض من المشطة من ضنا ذري من قبيلة ولدعلي من عنزة القابه اخو عذرا+ حريب الدول
عرف عن الشيخ محمد بن سميَّر لقب حريب الدول ومن القصص والمواقف للشيخ محمد هذه القصة التي أدت الى تسميته كذلك حيث دخل عليه جماعة من أسرة الخديوي ملوك مصر في العصور القريبة وقد لحق بهم ظيم من ولاة الاتراك فأنقسم أفراد هذه الاسرة على قبائل عنزة لكي يحموهم من الاتراك وكان الشيخ محمد بن سمير قد أجار بعض من أفراد هذه الاسرة والقسم الاخر كان بجيرة الشيخ سطام بن
شعلان شيخ مشايخ الرولة وبعد أن علمت الدولة التركية بوجود أفراد الخديوي لدى ابن سمير أرسلت إليه مندوب بأن يسلم هؤلاء الدخلاء عليه فما كان من رد الشيخ ابن سمير الا أن قال لمندوب الدولة التركي لايسلم مستجير وباقي رجل من ولد علي ، فأرسلت الدولة حملة على عرب الشيخ محمد بن سمير وتلاقا الجمعان حيث دارت معركة طاحنة أبيدت كتيبة من جيش الترك مقابل مائة وخمسين رجلا من ولد علي وأثناء ذلك الحدث وهزيمة الجيش التركي تغير والي الدولة التركية حيث اختار عن حرب الاعراب الدية والمصالحة والعفو عن دخلاء الشيخ بن سمير حيث سمي بعد ذلك الشيخ محمد بن سمير بحريب الدول لانه حارب دولة ولم يسلم دخيله وقال بهذه المناسبة الشيخ محمد بن سمير هذه القصيدة يسندها على شخص يدعى حمود
ـ القصيدة بشكل آخر :
يا حمود ما نعطي دخيل نصانـــــا لو جمعوا كل العساكـــر والاروام
يا بعد عن الظيم الرجال اقصرانـا ودخيلنا بالكون يا حمود ما يضـام
دخيلنا عن نصرته ما انتوانــــــــا نحميه لو يطلب بثارات حكـــــــام
عيت على الشيمة سواعد لحانـــــا ودخيلنا ماهو دخيل سطــــــــــــام
نكوي المعادي كية وان كوانـــــــا كي يجي من بسرة القلب قـــــــدام
حنا عذاب اللي توطا رشانــــــــــا دام الليالي مقبلات والايــــــــــــام
وحنا نهار الكون نرهب اعدانـــــا وحنا على من دور الظلم ظـــــلام
وحنا اليا سرنا بعيد معدانـــــــــــا وحنا الذي من نطلبه حق مانـــــام
نبي الحرايب والحرايب منانــــــا وش عاد لو جابوا لنا عسكر الشام
يا بعد عن ضيم الرجال قصرانـــا ما ننثني لو يطلب الجار حكــــــام
أولاد وايل مرهبين اعدانــــــــــــا نعفي الضعيف وللخصيمين ظلام
صفحة من كتاب بير سبع وعشائرها حرابة عودة وعامر
ــ المؤيد أغسطس 1898
كانت الفوضى فى أوائل هذا الجيل مستحكمة فى
القطر المصرى بسبب الحروب الداخلية التى أثارتها مطامع المماليك فذهبت بسعادة
الأمة ورفاهيتها ، ولبثت على هذا الحال حتى
تولى على مصر المغفور له محمد على باشا فأصلح من أمر البلاد وأخذ بيدها من الوهدة
العميقة التى سقطت فيها ، وكان عُربان القبائل فى ذلك العهد بين منتصر للماليك
وممالئ عليهم ، ومن بين القبائل التى حاربتهم أخذاً بناصرالمغفور له محمد على باشا
قبيلة (أولاد على) التى كانت فى الفيوم فكافأها أحسن مكافأة حيث أقطعها الأراضى
الواسعة فى مديرية البحيرة وهم لهذا السبب لا يزالون بها لهذا العهد .
أما قبيلة (الهنادى) التى كانت وقتئذ فى
البحيرة وإلتزمت الحياد أثناء تلك الحروب فقد هاجرت على إثرذلك من مديرية البحيرة
وإستقطنت الشرقية حيث أقطعتها الحكومة أراضى واسعة لا تزال تقوم بحرثها وزرعها إلى
الآن ، ومن أهم فروع هذه القبيلة الطحاوية المنسوبون إلى الشيخ طحاوى بن الشافعى فإنهم
بجدِّهم وكدِّهم إستدروا الخيرات من الأرض الرملية وصار لا فارق بينهم وبين
الفلاحين فى شئ غير ما يتمتعون به من الأمتيازات الممنوحة لهم من قديم الزمان .
ومن
أمرهم مع المغفور له عباس باشا الأول أنه قد وُشيَ إليه فى حقهم أنهم يتآمرون على
قتله تعضيداً للمرحوم سعيد باشا ، فأمر بطردهم من الشرقية فإضطروا إلى الخروج منها
قاصدين صحراء الشام حيث أغلب القبائل من ألدَّ خصومهم وأعدى أعدائهم ولا سيما
قبيلة الترابين وقبيلة التياها ، وهم لا يزالون إلى اليوم يتغنون بأشعار نظموها فى
مدح شهامتهم وإقدامهم إذ إستطاعوا مغالبة قبيلتين وتمكنوا من المعيشة بين نارين .
مقطعين من جرنال المؤيد عام 1898
ـ عن الشيخ أحمد اسماعيل فضل مالك سعود الطحاوى
سنة 1970م سمعت من احدى العجائز من موالى الاسرة وقد اشرفت على
المائة عام تقول وانا اسير بجانبها ياوله : امى كانت بتقول ان امها قالت
الها واحنا هاجين كنا بنعجن ونبط لرقاق واحنا فى الشبارى على لجمال وبس ننزل الارض
نسويها وناكل واحنا هاجين قلت هاجين من ايه قالت ما اعرف ( هذا كل ما اذكر انى
سمعته منها رحمها الله ) ولم يتم التحقق منه إلا منذ أقل من سنة عندما قرأنا على
المواقع الخاصة بعنزة فى الشام عن علاقة اسرتنا بابن سمير والبحث والتدقيق
والتأريخ الذى يقوم به الشيخ / الطحاوى سعود.
ـ إسمها : الحاجة فاطمة ام مسعود ولقبها ام العنزان ، كانت تأخذها
معها للحج على نفقتها الحاجة/ مشهية بنت مشعل صميدة الطحاوى ، وهى زوجة عمى رزق
بخيت ام الحاج النجدى رحمهم الله جميعاً .
- مما قيل عن الهنادى : مما قاله نعوم
ُشقير عام 1841م عن الهنادى:
إنه لما رجع إبراهيم باشا من سوريا نقض عليه (عرب
السواركة والترابين) فنهبوا محطات البريد فى الشيخ زويد والمزار، فجرد عليهم عرب
الهنادى من الشرقية فى مصرلتأديبهم ، فساروا فى طريق العريش وكانوا كلما صادفوا
عربياً فى طريقهم جردوه من ماله ، فنفرت العربان إلى الجبال ، فجمع الهنادى
ماشيتهم وساقوها أمامهم إلى خان يونس فى فلسطين فإجتمع منه هناك شئ كثيرحتى قيل أن
رأس الماعز بيع بقرشين وقتئذ .
- الإستعانة بالهنادى كقوة عسكرية ضاربة فى
عهد محمد على :
فقد ساهمت الهنادى بدوراً كبيراً وإقترح عليهم
محمد على بتشكيل فرق منهم ودفع أجورعن ذلك ، وكان محمد على باشا يجُزل
العطاء لهم لما كان يلمس فيهم من شجاعة وإخلاص وبعضهم قضى معه فترات كبيرة فى
حروبه ، فنجد أن بعضهم قضى مالايقل عن عشر سنوات فى جنوب الوادى عند فتح السودان ،
وتزوجوا من سودانيات ومن هؤلاء عامر ويونس وكريم من الطحاوية ، والحاج عبدالله
محمد من عائلة سمالوس ، وفى حروب السودان (1820 ، 1822م ) ، (1236 ـ 1238هـ) ،
إستعان محمد على بالكثير من فرسان العربان فى مصر من قبائل العبابدة والمغاربة
والهوارة والحرابى والفوايد والجوازى وأولادعلى والعليقات وجهينة ، وحاول محمد على
إستخدامهم فى حماية البلاد داخلياً حيث كانوا يقومون برد إعتداءات العربان
القادمين من خارج البلاد ، ففى ( 27 محرم 1246هـ ، 17 يوليه 1830م ) صدر أمر
إلى حبيب أفندى بأن علم بحضورمشايخ العربان المتوطنين بغزة مع شيخ شديد ومهم هجانه
من طرف قبائلهم وعليه التأكد من هذا الخبروإرسال قوة من عربان الهنادى
بمديرية الشرقية لقتالهم ومحوهم عن آخرهم ، وكانت الحكومة تصرف الرصاص والبارود
اللازم لذلك ، ففى ( 22شوال 1271هـ ،7 يوليه 1855م ) صدر أمر إلى ديوان الجهادية
بوجوب صرف 100 أقة بارود مع 4000 أقة رصاص بموجب سند الإيصال إلى سليمان
الطحاوى شيخ عربان الهنادى حتى يتمكن من التوجه مع العربان جماعته إلى الجهه
المأمورالتوجه إليها وعلى جميع المديريات التى فى طريق عربان الهنادى بضرورة
إمدادهم بما يحتاجون إليه من فول وشعيروما يصرف تُأخذ به إيصالات مختومة بخاتم شيخ العرب سليمان الطحاوى لكى يصدر أمر بالخصم من طرف
الميرى وقد منح محمد على عربان الشرقية ما يسمى بإمتياز العربان ، وهو تعهد يعفى
العرب من التجنيد ومن حراسة جسور النيل ومن السخرة وحفر الترع وإقامة الجسور وذلك
نظير وعد العرب بتقديم الجند عند الطلب بواسطة عمد القبائل .
- Abut this time
shafei, the sheikh of the Elawat section, served with 200 of his men throughout
the Syrian campagns of Muhammad Ali , and gained that viceroy,s favour to
soch an extent that on Yadim Sultan,s death, he was appointed to control half
the tribe, to the disgust of the Menasra section.Shafei was succeeded as sheikh
of half the Hanadi by his son Tahawi, by tradtion a mane of very strong
character and turbulent temper, while Mahmoud Sultan succeeded Sultan ibn Yadim
as head of the Mensara halfe. but Tahawi,s ardour would brook no opposition,
and he began to usurp allauthority. This led to a plot being formed against
him, and he was murdered at meeting of some of his tripe at Nesdiya in the
tents of a family called Esh- Elshiraji. Even thoought warned of treachery, he
characteristically insisted on going to the meeting. Aided by Muhammed Ali
troops, Tahawi,s brother Amir pursed the Menasra as far as Qatia and killed some
of them there . The rest fled to Syria till a peace was patched up in which
they had littled faith. For on their return the avoided Sharkiea and sittled in
the province of Beni Suef, where they were included in census of 1847.1849
Mohammed Ali pasha died, and under Abbas pasha amir esh-shafei
found himself out of favour . an informer called Nabishi declared that amir.
Amir and the Hanadi were plotting to seize the country . Abbas determined to
arrest the whole family and actually imprisoned two of its members Fesial and
Ghaleb, in the citadel, while the rest fled to Syria .Said Pasha released them
and invited the Tahawi family to return . Suleiman, the younger brother of,
AMIR WAS THE FIRST TO COME BACK TO EGYPT AND SOME OF HIS LANDS IN THE WADI
TUMILATE WERE RESTOED.
- وزارة المعارف : الشرقية وسيناء .
-
ليلى عبداللطيف ، سياسة محمد على إزاء العربان فى مصر ، دار الكتاب الجامعى .
القاهرة 1986م .
- وائل بيومى : مديرية الشرقية فى القرن
التاسع عشر، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية اللغة العربية ، جامعة الأزهر ، عام
1988م .
- التعقيب على الروايتين :
1 - بعد مطالعتنا لرواية الشيخ حرب التيهى،
يتبين وجود خلط فى التاريخ فى رواية الشيخ الطحاوى . هو ذكر الدار البيضا
والخيل وهذا فى عصرالخديو عباس حلمى الأول (1848 ـ 1854م) ، وعند هجرة العرب للشام
مروا بواقعة عوده وعامر ، فى حين يتحدث الشيخ حرب عن هذه الكونة التى دامت نحو
عشرين عاماً بدءً من عام 1813 حتى 1833م ، إذاً هناك يبدو أن موقف عربنا من هذه
الكونة كان فى هجرة سابقة حيث أنهم كانوا ضمن حملات إبراهيم باشا وبدأ فتوحاته عام
1833م .
2 - ذكر الشيخ حرب أن عمه عامر كان قد جرح
ونقلوه إلى خان يونس للعلاج أى خان يونس موجودة قبل هذا التاريخ لأن فى نهاية
المعارك يونس الطيحاوى أو أخيه كريم من قتلوا عامر التيهى ، وتبين لدينا حصر
للعربان 1264هـ ، 1848م ، يونس موجود وعلى رأس بيته وعمره 45 عاماً .
3 - إذاً توقيت وفاة يونس كان أوضح
فى رواية الشيخ طحاوى سعيد وخاصة أنه تبين من رواية الشيخ حرب عوده التيهى أنه كان
له أخاً يدعى يونس وهو بن عامر التيهى إبن عم الراوى الشيخ حرب ، وهذا ُقتل فى هذه
المعارك ، إذاً مقتل يونس الطحاوى تم فى عصر الخديو عباس الأول مابين 1848 إلى
1856م فى الشام . والله اعلم .
4 - ذكر الشيخ الطحاوى أن فرسان الهنادى
كانوا مهرة فى القتال ، حيث أن الفارس منهم يستطيع أن يصيب الهدف وهو على حصانه
يعدو وربما أن هذه المهارات قد إكتسبوها أثناء تدريبهم لجنود محمد على على الكر
والفر وأخذوا عنهم هذا المهارات وتذودوا بالبارود ( القرابان) ، وظهر ذلك
جلياً فى رواية الشيخ حرب عوده التيهى أنه ذكر ـ وإن كان ذلك صدقاً او كذباً
أن يونس أو كريم قاتل عامر قد طلب من عوده أن يختار إما الفرس أو الفارس ، حتى ولو
كانت مزحة فلا غلو أن الهنادى قد مروا من هذا المكان وأنهوا حرباً دامت نحوعشرون
عاماً ثم أكملوا مسيرتهم ، هذا من رواية الشيخ حرب وليس من عنديات الهنادى .
5 - ذكر الشيخ الطحاوى فى روايته أن عوده
طنب علي الهنادى وكان موضوع عمودية ، وذكر الشيخ حرب أن الهنادى نزلوا عند الشيخ
عوده فأكرم ضيافتهم فغاروا معه ونصروه ، فى حين أنه ذكر أن عوده وعامر كلً
ذهب من ناحيته يستنجد العشائر للحرب . أياً كان ، الشيخان جود وإنتهى الحدث وأنجزالطحاوية وتركوا لنا الروايات .
6 - ذكرالشيخ عوده للكاتب فى
عشرينيات القرن الماضى أنه من بداية عمره حتى يفع وصارشاباً وقد أقسم الشيخ على
الصدق وذكرأن الحرب كانت دائرة من ميلاده حتى يفع هذا يؤكد لنا تاريخ الواقعه
ويؤكد أنها ربما كانت الهجرة الأولى للهنادى إلى الشام ، وبهذا يتضح لنا هجرة
أولى أبان إبراهيم باشا وفتوحاته وهجرة أخرى فى عصرعباس باشا ، والحقيقة أوراق
لدينا تثبت أنهم إشتروا أراض فى سوريا بعد هذه المدد بكثير أى مايجعلنا نعجل فى
صياغة موضوع جديد على هذه الصفحة والذى سيوضح الثقافات المتبادلة بيننا وبين
بادية الشام عبرعقود طويله .
7 - تلاحظ كتابة إسم طحاوى - طيحاوى -
فالإسم أحياناً يكتب حسب المنطوق - فقد مرعلينا كثيراً من خلال كتب عربية أو
أجنبية أن الإسم ينُطق بكسر حرف (ط)

أصبح الهنادى الفلسطينيون مشهورين فى منتصف القرن
الماضى بسبب شهرة زعيمهم عقيلة أغا ، كان أبوعقيلة ، موسى الحاسى، قد جاء عام
1814م من مصر إلى غزة حيث وجد المأوى عند رجل من قبيلة البراعصة إسمه محمد نجا ،
وبعد رحلات طويلة توفى موسى هناك عام 1830م . وقد رزق من زواجه من أمرأة تركمانية
من عائلة الشقيرات ولدان : عقيلة وصالح . خلال فترة الإحتلال المصرى خدم عقيلة عند
إبراهيم باشا . وفى بداية الأربعينيات دخل فى خدمة أحد نبلاء الناصرة . لكنه بعد
وقت قصير جمع حوله عدد من الأنصار . وفى عام 1845م دخل فى نزاع نشب بين المسيحيين
اللاتينيين فى الناصرة مما جعله مكروها عند الحكومة وإضطر فى النهاية إلى الهرب
إلى شرقى الأردن واللجوء إلى بنى صخر هناك ، ولكن نفوذه كان قد قوى إلى درجة أن
حاكم عكا قرر فى عام 1847م تسليمه قيادة مجموعة من الجنود غير النظاميين تضم 75
رجلاً من الهنادى والهوارة ، فى بادئ الأمر إستقرعقيلة مع هؤلاء الرجال فى عبّـلين
إلى الشمال من شفا عمرو، لكنه قرر بعد ذلك العيش حياة بدوية . وخلال وقت قصير سيطر
على جزء كبير من الجليل، من شفا عمروعبر الناصرة وحتى غور بيسان . فى عام 1852م
ُكلف عقيلة بحماية شمال فلسطين من إضطرابات إندلعت فى حوران . وعلى الرغم من
تحقيقه بعض النجاحات فى الجولان أنهى التفاهم مع الثوار ثم ألقُى القبض عليه ثم
أرُسل إلى حصن فيدين ببلغاريا الذى كان تركيا آنذاك 1853م . وبعد عام تمكن من
الفرار بطريق مغامرة ثم عاد إلى وطنه عن طريق حلب حيث تلقى دعماً من قبيلة البطران
. وفى هذه الأثناء كانت قد إندلعت حرب القرم وكان أخوه صالح قد إلتحق بالجيش ومعه
500 خيال ، وعندما سمعوا بعودة عقيلة فروا من الخدمة وإلتحقوا به . وبما أن البلاد
كانت خالية من القوات العسكرية بسبب الحرب رأى باشا بيروت أنه من الأفضل إعادة
عقيلة إلى العمل فى خدمته 1855م . فى هذا الوقت إذداد الهنادى قوة بإنضمام جماعات
جديدة قادمة لهم من مصر ، فى عام 1854م إنضم إليهم شيخ الطحاوى المشهور ثم تبعته
فى وقت لاحق أجزاء جديدة من البراعصة والحرابى بقيادة أبو كريم ، بدا للحكومة هذا
التنامى للقوة خطيراً على أنها حرضت قائد القوات غيرالنظامية الكردى محمد
سعيد ابن شمدين أغا ـ الذى لعب فى وقت لاحق دوراً مؤسفاً عندما قتل
المسيحيين عام 1860م فى دمشق ـ ضد عقيلة . فى عام 1857 أو 1858م حدثت فى حطين ساحة
المعركة القديمة المشهورة مع الصليبين ، معركة بين القائدين تحقق فيها النصر الذى
دعمته القبيلتان البدويتان صقر وصبيح إنتصاراً حاسماً . وبذلك تعززت
مكانته من جديد. وظل محتفظاً بهذه المكانة حتى الإصلاح العسكرى عام 1863م الذى
ألغُيت بموجبه القوات غير النظامية . بسبب نشوب الإضطرابات البدوية 1864م إضطرت
الحكومة إلى إعادته إلى الخدمة مؤقتاُ . ومع ذلك لم يشعرعقيلة بالأمان ففرإلى
الكرك حيث كانت له علاقات طيبة من أوقات سابقة . إلا أنه تبين مجدداُ أن عقيلة لا
يمكن تعويضه وبعد إستدعائه وعودته نجح فى فرض نفسه ولكن اللعبة القديمة
تكررت مرة أخرى : إذ حاول هولو باشا حاكم نابلس آن ذاك إعتقاله لكن عقيلة تمكن من
الفرار وذهب إلى الصلط ومعه 250 خيال من أتباعه . ثم عاد مرة أخرى إلى وطنه وتولى
منصبه القديم لكنه لم يستعد بعد ذلك نفوذه السابق أبداً ، توفى فى عام 1870م
وهو مدفون مع أخيه صالح فى عبـّلين ، كان عقيلة شخصية هامة دون شك . ولقد ترك أعظم
الإنطباع عند المسافرين الأوروبيين الذين عمل معهم مراراً وتكراراً بصفة دليل ،
يصفه ـ لانج ـ بأنه أجمل كائن بشرى رآه فى حياته وأن تكون طموحاته السياسية قد
فشلت فإن السبب فى ذلك يعود إلى الظروف . فلو جاء مائة عام قبل ذلك لأصبح ـ
ظاهرعمرـ ثانى ، إن التهمة التى وجهها له الأمير شكيب أرسلان بأنه أجرى إتصالات مع
قوى أجنبية من أجل تحقيق أهدافه ، قد تكون صحيحة . ولكن الشئ المؤ كد هو أنه خلال
ملاحقه المسيحيين عام 1860م إستخدم نفوذه لصالحهم . عمل قويطين أغا ، بن عقيلة ،
فى خدمة الحكومة أيضاً . وعندما وُضع جنوب شرق الأردن تحت الإدارة المباشرة سنة
1893م ذهب بمهمة رسمية إلى الكرك وعاش إبنه عقيلة فى العبيدية جنوب بحيرة طبرية .
الهنادى اليوم مشتتون . يعيش جزء منهم فى الدلهمية غير بعيد عن العبيدية . ويعيش
آخرون فى شرقى الأردن وفى المنطقة السورية .
- الموضوع السابق بأن كانت هناك هجرة فى
عصر عباس باشا وهذه جائت فى نهاية عصره .
- عام 1863 م كان هناك إصلاح عسكرى
ألغي فيه قانون الجنود الغير نظاميين ( هؤلاء كانوا منهم العُربان) .
م . من طرفنا عرب الطحاوية ، بالمرور على كل المواقع والمنتديات الخاصة بقبائل شمال مصر وجنوبها للتحرى عن هذا الموضوع تبين أن الجميع عاد إلى كتاب عارف العارف ولم يذكر الطحاوية الذين أنهوا هذه الكونة لا من قريب ولا من بعيد رغم أن الرواية جائت من بير سبع ، وهذا أمر جد محير .
- أسانيد تم الرجوع إليها :
1 - رواية الشيخ طحاوى سعيد مجلى ، وهذا
الشيخ نيف المائة عام ، وقد عُرف عنه الصدق والذاكرة الحديدية وخاصة فى الماضى كله
، كما أنه عاصر الكثير من الجدود والأعمام ، أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة
والعافية .
2 - كتاب بير السبع وعشائرها ـ
القائمقام عارف العارف ، الناشر مكتبة مدبولى 1999م.
3 - كتاب أبناء إسماعيل ، للكاتب الإنجليزى
، جون موررى ، عام 1935، لندن .
4 - كتاب البدو ـ للمستشرق الألمانى ماكس
فرايهر فون اوبنهايم، تحقيق وتقديم ماجد شبَر .الطبعة العربية الأولى2004م ـ دار
الوراق للنشر المحدودة ـ المملكة المتحدة