الميدان يا حميدان

El-Tahawy Saoud

الميدان يا حميدان
(1)



كعادة القبائل العربية فى عصر الإسلام وما قبله داحس والغبراء والمشهر والدينارى وأعوج وزاد الراكب ، قاموا هؤلاء القوم ( الطحاويه ) بعد ما كفوا عن الترحال قاموا بعمل سباق الخيل فى منطقتهم وعملوا له بداية ونهاية ومضمار وأخذوا يتبارون فيه فترة من الزمن حتى نحو عام (1905) تقريباً أنشأت سباقات الخيل فى مصر المعمورة فكان للسباق ثلاثة مواسم فى العام الواحد موسم القاهرة ثم الخرطوم ثم الإسكندرية فسارعوا للإنضمام لهذه الأندية وهذه المواسم
* وتخصصت حفلات للبدو فقط ، فهرعوا إليها وسادوا فيها وذاع صيتهم فزاد عدد الأونرات الملاك فكانت كلندرات السباق تعج بهم ومن منهم لم يذكر أو يكون صاحب الوان أونر مثلاً يكون باع لغيره من البهوات والبرنسات أو شارك ، فإذا غابت اسماء البعض منهم من الكالندر لأنه لم يكن لديه رغبة فى أن يشرك خيله على حسابه وإكتفى بأن يبيع ويشارك ، فى الحقيقة الآن لدينا كلندر السباق من (1905 ــ 1990) وتجولنا فيه كثير وكثير وأن ما نكتبه لابد أن له سند إننا فخورون بما نقوم به من عمل .
 * أنشأ فى القاهرة نادى هليوبوليس فى منطقة مصر الجديدة وكذلك نادى الجزيرة داخل القاهرة وهذان الناديان لموسم الشتاء وبعد فترة انشأ نادى الشمس الرياضى بدلاً من  نادى هليوبوليس وكان موقع سنيما غرناطة الصيفى الحالي هو مقصورة الملك لمتابعة سباقات نادى هليوبوليس وفى موسم الصيف تنقل الخيل إلى الإسكندرية حيث نادى سموحة وكذلك نادى سبورتنج .
ـ تقام حفلة سباق كل أسبوع وفى الأسبوع ثلاثة أيام وكل يوم ثمانى أشواط ولا تقل الخيل المشتركة فى الشوط الواحد عن خمسة عشر حصان ويذيد . أندية سباقات الخيل وتاريخها

نادي الجزيرة

أُنشِئَ نادي (الخديوي ـ الجزيرة) الرياضي عام 1882م على حدائق سراي الخديوي إسماعيل، التي استضافت فيها الإمبراطورة أوجيني عام 1869م بمناسبة افتتاح قناة السويس، وجرى به أوَّل سباق للخيل عام 1883م على أرض النادي، معلنًا بداية سباقات الخيل بمصر على غرار أندية سباق الخيل في بريطانيا.

في 4 نوفمبر 1886م رخَّصت الحكومة لنادي الخديوي الرياضي الانتفاعَ بمساحة من الأرض بلغت جُملتها (146 فدانًا و12 قيراطًا و12 سهمًا)، تمَّ الانتهاء من مدرجات السباق الخشبية 1889م، وظلت تستقبل محبِّي سباق الخيل طول 60 عامًا انتهت بنهاية آخر أشواط موسم (1948/1949م)، في يوم 8 أبريل 1949م بدأ تنفيذ المدرجات الخرسانية الحالية التي افتُتحت في بداية موسم ( 1949/1950م) يوم 4 نوفمبر 1949م، وتُعدُّ هذه المدرجات من أروع التصميمات المعمارية للمنشآت الرياضية، وقام بتصميمها المهندس المعماري كاتارينشيك، يوغسلافي الأصل، مقيم بالإسكندرية، واستخدمت مواسير المدافع المضادَّة للطائرات في أثناء الحرب العالمية الأولى في حَمْل السقف الخرساني، وقد تغيَّر اسم النادي (الخديوي الرياضي) إلى نادي (الجزيرة الرياضي) عام 1914م، ثم تغيَّر اسمه إلى نادي (أمير الصعيد)؛ نسبةً إلى الملك فاروق نحو عام أو أكثر ليعود إلى اسمه العريق.

وبذا تُعدُّ مصر مِن أوائل الدُّوَل التي اهتمَّت بسباق الخيل؛ فهي الدَّولة التي حصلت على العضويَّة رقم: (2) بمنظمة (الجوكي كلوب) بعد إنجلترا، وهي المنظَّمة المسئولة عن تنظيم السباقات، وتؤدِّي مصر دورًا حيويًّا في هذا المجال منذ عام 1890م، وكان لها دورٌ عظيمٌ في جذب أفضل سلالات الخيول العربية من الجزيرة العربية؛ حتى وصلت إلى هذه المكانة الكبيرة في الخيول العربية.

 وكان في ذلك الوقت السباق عبارة عن مواسم: موسم في القاهرة، وموسم في الخرطوم؛ إذْ كان يتمُّ انتقال إدارة السباق فقط إلى السودان وموسم في الإسكندرية خلال الصيف.

نادي (سبورتنج)

أقيمت السباقات بنادي (سبورتنج) بالإسكندرية، الذي تمَّ الافتتاح الرسمي له في 10 سبتمبر 1890م، وشهد إفتتاح النادي أُولى حفلات سباق الخيل، وحضر الإحتفالَ الخديوي توفيق، ونشرتِ الخبرَ جريدةُ (الأهرام)؛ خبر الافتتاح، وكانت تَصدر في ذلك الوقت من الإسكندرية، ومؤسِّسها بشارة تقلا كان من أبرز أعضاء النادي الوليد.

مضمارهليوبوليس ـ مصر الجديدة: (1905/ 1960م)

أُنشِئَ مضمارٌ لسباق الخيول بمنطقة (مصر الجديدة)، وحظي بإهتمام كبير ومشاركة عالميَّة، وكان الافتتاح والشوط الأوَّل فيه موسم شتاء (1910/1911م) يوم السبت 5 يناير 1911م، وعند إنشاء مترو عبد العزيز فهمي، الذي توسَّط مضمار السباق، تمَّ نَقْل المضمار إلى نادٍ جديد؛ نادي الجمعية الرياضية لسباق الخيل ومالكي بمنطقة (عين شمس)، وسُمِّيَ نادي (الشَّمس)، وتمَّ إنشاء حديقة عامَّة تسمَّت: (حديقة مريلاند) مكان نادي (هليوبوليس).

نادي الشَّمس الرياضي (1960/2021م)

 أُقِيمَ النادي الجديد على أطراف منطقة (مصر الجديدة) وذلك عام 1961م؛ كمنطقة بديلة لمضمار هليوبوليس، وتحويل الجزء الذي تبقَّى من المضمار القديم إلى حديقة المريلاند، وما تبقَّى من المضمار فهو مبنى الإدارة ومقصورة السباق، وانضمَّ هذا الجزء إلى مبنى غرناطة، وكانت تحوي هذه المنطقة نحو 2140 بوكسًا وحصانًا، وهذه الخيول تستخدم في السباقات التي تقام في نادي (الجمعية الرياضية لمالكي الجياد) المقام بمنطقة (مصر الجديدة)، في ذلك الوقت كانت نهاية الترام روكسي، أُنشِئَت حديقة (المريلاند) في النصف الذي مرَّ به مترو عبد العزيز فهمي، ومع التوسُّع العمراني تمَّ مَدُّ خطَّي مترو النزهة والميرغني.

ويوضِّح الدكتور أحمد مبروك([1]) أهميَّةَ السباق في مصر، بأنه في أثناء رحلته للحجاز والرياض والأحساء والبحرين والعراق وبيروت وحماة، لاحظ أنَّ صفوة الخيل تُرسَل إلى مصر للتسابق على مضمار هليوبوليس؛ وذلك لارتفاع الأثمان التي تُباع بها في مصر، كما أنَّ الخيول أمامها فرصة كبيرة للفوز في السباق والحصول على جوائز كبيرة تغري تاجر الخيل على البحث وحُسن اختيار أفضل الخيول العربية.

ويُحكَى أنَّ منطقة (عين شمس) كانت صحراء، وكان البدو يأتون من كلِّ مكان، وكانوا يقومون بإنشاء الخيام بها في أثناء موسم السباق، وكان يذهب إلى تلك الخيام مَن يبيع البرسيم والشَّعير والدريس، وقد سمعتُ مِن والدي -رحمه الله- أنَّ أغلب هؤلاء من أهل (عقيل)، ويأتون مِنَ الشام ومِنَ العراق ومعهم أمهار لأصحابها هناك في تلك البلاد أرسلوها معهم لبيعها في مصر، وعند دخولهم مصر كانوا يعرضون بضاعتهم وعلى رأسها الخيل على عرب الطَّحاوية أولًا؛ إذْ إنَّهم في طريق دخولهم مصر([2])، وأيضًا كانوا يتاجرون في أدوات الخيل؛ من مراشح ورُشَم وبكارج القهوة والفناجين التي كانت تحمل اسمهم؛ مثل: (فنجان عقيلي)، و (قصعة عقيلي)، وقد تمَّ شراء الحصان (شركسي) من أحد قاطني هذه الخيام وهو مُهر، وبِيع إلى الصعيد، وعاد إلى القاهرة مرَّة أخرى مع مالكه الجديد عندما كبر للمشاركة في السباق، وقد حصل الحصان (شركسي) على إجازة السباق من لجنة التشبيه أربع مرَّات بجميع مراحل العرض على لجان التشبيه، وأُجِيزَ عربيًّا بآراء جميع اللجان، وأُدخِلَ الحصان (شركسي) في برنامج محطة الزهراء، وسمحت المحطة للمربِّين بالنزو منه لخدمة أفراسهم.

ـ نادي (سموحة لسباق الخيل) بالإسكندرية:

 أنشأه الثريُّ المعروفُ المسيو سموحة في أبريل 1935على أرضه بالإسكندرية، هو في الأصل نادٍ للفروسية، ثم مع إدخال الأنشطة الاجتماعية للنادي أصبح هناك نادي أصحاب الجياد، وتم إيقاف الجري به؛ لأنه أصبح في وسط مدينة الإسكندرية، في الماضي كانت المنطقة خالية، وكانت الخيول تذهب للنادي سيرًا، وحتى الآن لا تزال المدرجات والمضمار والمقصورة المَلَكيَّة من تُحَف الزمان، تباهت مصر ببناء أفخم الإصطبلات وأفخر الأندية وأكبرها؛ إذْ كان يحضر العديد من الأشخاص من مختلِف دُوَل العالم للمشاركة في السباقات، كما كانت تُقام سباقات دوليَّة؛ كل ذلك بسبب قوَّة مصر، وكانت مباني المضمار تتمتَّع بالذوق العالي وجمال المنظر، وهذا يوضِّح التكلِفة الباهظة التي أُنفِقت على هذه الأندية، وكان تطعيم المباني بالأرابيسك يعطي منظرًا خاصًّا، ويحضر السباقَ العديدُ من الملوك.

كانت لجان السباق تقوم بصياغة قوانين ولوائح السباق في مصر، التي كانت مستوحاةً على نحوٍ كبيرٍ من النُّظُم المعمول بها في أندية سباق الخيل في بريطانيا.

اهتمَّت الجمعية الزراعية المَلَكيَّة (الهيئة الزراعية المصرية)([3]) بدعم السباق، وكان رئيس لجنة التشبيه([4]) هو رئيس قِسم التربية، وكان هناك العديد من الأثرياء ووجهاء المجتمع أعضاء في الجوكي، وكانت تلك الأيام برَّاقة عندما كانت الخيول الشهيرة مثل: (نبراس) وغيره من الخيول تجتاز ميدان السباق المصري، وكانت السباقات تخضع لسيطرة صارمة من قبل جوكي تشاه لاريسورس، التي تمَّ تصنيفها إلى أربع فئات، ولم يَعُدِ الحال كما كان في ذلك الوقت بعدما كان إجمالي الدخول للحصان في السنة ألف حصان، وكانت القدرة على السباق شرطًا أساسيًّا في برنامج تربية الهيئة الزراعية المصرية، وفي أوائل الستينيات تجاوز الطلب على الحصان المصري من كل دُوَل العالَم.

تُقام حفلة سباق كل أسبوع، وفي الأسبوع ثلاثة أيام، وكل يوم ثمانية أشواط، ولا تقل الخيل المشتركة في الشوط الواحد عن خمسة عشر حصانًا ويزيد.

 تَعْمُرُ ميادينَ السباق كثيرٌ من الأجناس المختلفة؛ منها: الأرمن، والشركس، واليهود، والضبَّاط الإنجليز، والسفراء، والفنَّانون، والأضياف من الدول العربية، وكذلك نسوة إفرنجيَّات بفساتين ومعاطف فراء ثمينة وقبعات لافتة مُزَيَّنة بريش ودانتيل وقُفَّازات حريريَّة، يحملن مظلَّات، وعددٌ كبيرٌ من بكوات مصر، ثم طائفةُ العُربان أصحاب المرابط، وطائفةُ الممرِّنين وكذلك الإداريون القائمون على العمل، ثم طبقة السوَّاس، وكانت الأشواط تنقسم إلى سباقات للخيول الإنجليزية وأخرى للخيول العربية، يكون يوم الحفل عامرًا ومزدهرًا، وأغلب الحضور إمَّا ذو قُبَّعة وإمَّا ذو عُقال، وهناك (كافتيريا) كبيرة للسباق تشم من بعيد رائحة الطهي، ويُعدُّ أي يوم من أيام السباق محفلًا كبيرًا، وكل نادٍ له إدارة مستقلَّة، وترأس هذه الأندية هيئةٌ عُليا لسباق الخيل، ومطبوعات أسبوعيَّة وشهريَّة وسنويَّة توضِّح الخيل المشتركة هذا الأسبوع، وكذلك نتائج سباقات الأسبوع الفائت.



([1]) إبراهيم مبروك: مصدر سابق ص 9.

([2]) المسلم، إبراهيم، كتاب العقيلات، ص 80، 81، القاهرة، 2006م، الدار الثقافية للنشر، ط2.

([3]) إحدى هيئات وزارة الزراعة.

([4]) لجان التشبيه: تم شرحها سابقًا.



 حفلة البدو






كالندر السباق ( 1905 ـ 1910)





الحاج محمد فرجانى الطحاوى 1939








من رياضة السباق 1939

برنامج سباق الخيل نادى الجزيرة 19 ابريل 1969




































مزادات ،  مزاد 1955






 مزاد عام 1971






مزاد 1975





 ـــــــــــــــــ

مهرجان الخيول بالشرقية عام 1967




ــــــــــــــ






#buttons=(قبول!) #days=(20)

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتعزيز تجربتك. المزيد
Accept !