قراءة في خطاب
JULES GUICHARD
بالرغم من تراكم التحفظات التى تفرض نفسها على من يحاول أن يتقصّىَ موضوعاَ تاريخياَ والتى قد تحول بينه وبين الأمانة التاريخية، إلّا أنه يتبقى له شرف المحاولة والبحث ولذة حب الاطلاع والاكتشاف بالمصادفة وخوض المغامرة الكبرى لكشف الترابط بين الأحداث.
علاقة رئيس هيئة قناة السويس الفرنسي"جولز جيشار" بالشيخ سعود الطحاوي
جولز جيشار الفرنسى هوالرئيس الثانى لهيئة قناة السويس بعد فرديناند ديلسبس، وقد تولى منصبه في منتصف ديسمبر 1894 حتى 17 يوليه 1896، وفي عهده قام بالعديد من الإنجازات، ومنها ما يلي:
إستمر النظام المتبع في شركة قناة السويس
- وكان يقوم على حق الشركة في تحديد رسوم مرور السفن دون الرجوع إلى الحكومة المصرية.
- وشهدت فترة توليه مسئولية الشركة تناقص حصة مصر من عوائد القناة بسبب الديون التي استدانها إسماعيل وتم بيع جزء من حصتها لسداد الديون، وكان صديقاَ لشعب الجزائر، من مواليد مدينة ليون الفرنسية في 10 ديسمبر 1827.
إنتُخب عضواً في مجلس مدينة ليون
- وانتخب عضوا في مجلس مدينة ليون ثم أصبح رئيساَ لمجلس المدينة وعمل كثيراَ على إنهاء الإحتلال الفرنسي للجزائر.
تولى إدارة الزراعة
- رأس أيضاَ جيشار إدارة الزراعة التى أنشأت على إثر شراء منطقة الوادى فى مارس 1861م التي اشترتها الشركة من أحد أفراد عائلة الخديوى، والتى تشمل مساحتها حوالى عشرة آلاف هيكتار وأنشئت عليها ملكية زراعية تؤجر للفلاحين والبدو.
قسم الملاحة في شركة قناة السويس
- يرجع الفضل إلى جولز جيشار في تنظيم قسم الملاحة بالشركة، وقد اتخذ من فيلا تقع فى طابقين وتحمل رقم 124 بجوار نادى التجديف بالإسماعيلية مقراَ لإدارة ترانزيت الملاحة منذ عام 1869وسكناَ له، ولهذه الفيلا حديقتان أمامية وخلفية، ففى الأمامية مجموعة من اللوحات تحكى مشاهد الحفر ومجموعة من أجزاء معدات بحرية وتماثيل وورشة ومكتب فنى.
سُمى شارع بإسم جولز جيشار تقديراً لإنجازاته
- ويوجد شارع عريق (شارع العظماء) عندما تصل إلى كوبرى سلا الذي ُسمى إسمه على إسم المهندس الفرنسى سان فرانسوا دى سلا وكيل شركة القنال، تجد شارع طويل طوله تقريباَ 350 متراَ سمي هذا الشارع بشارع جولز جيشار.
عاصر تطورات حفر قناة السويس
- المهندس جولز جيشارعاصرأيضاَ تطورات حفر قناة السويس ورأس الهيئة بعد دى لسبس مباشرة، ولدينا أسرة سعود الطحاوى تواترات كثيرة عن العلاقة المتينة التي كانت تربط دى لسبس بالشيخ سعود الطحاوى.
دعوة جيشار إلى الشيخ سعود الطحاوي بزيارة باريس
- فوضح هذا التقدير والإحترام الذى كان بينهما على أسلوب التفخيم والعزّة الذي ظهر في سطور الخطاب الذى أرسله جولز جيشار إلى الشيخ سعود عام 1878م والذى يعتبر دعوة كريمة لزيارة باريس، لن نستفيض في شرح ذلك ولكن نترك زائر صفحتنا وقارئها المحترم ليتابع منطوق الخطاب مع مراجعة ذلك مع صورته المرفقة.
المرجع
خطاب جيشار للشيخ سعود الطحاوي
** من باريس في 20 يونيو 1878م
جناب حضرة حبيبي العزيز الحاج سعود أدام الله بقاءه، أعرض وصلني تحريركم وبه تأكدت أنكم لم تنسونا كما أنا أفكر دائما بجنابكم، ويوم فرح عندي لما يصلني أخباركم، وحيث الآن موجود بطرفنا معرض عام لكافة الأشياء التي تصنع بالدنيا، وجمهور غفير من الأغراب وجميع الطوائف رأيت أنها فرصة مناسبة لكم لزيارة فرنسا، ولهذا كتبت إلى الخواجة دى روفيل ليعرفكم من قبلي لتسافروا، وعرفته بأن يصحبكم بترجمان وكافة المصاريف من عندي، وجنابكم تنزلون في بيتي، وتكونوا ضيفي، ولا تغيبوا عن الأبعدية زيادة عن أربعين يوم، وتشوفوا أشياء جميلة وتتذكروها فيما بعد دائما ، فإن قبلتم تجعلونا بغاية الفرح ودمتم بخير.
الداعى
جيشار
ـــــــــــ
** دى روفيل
من الإسماعيلية فى 6 يولية 1878م
جناب حضرة أخينا العزيز سعود أدام الله بقائه،
أخينا العزيز بعد إطلاعكم على جواب الخواجة جيشار أرجو أن تفيدونا إذا كانت لكم رغبة في السفر أم لا ، حيث إننا مسافر لفرنسا بعد عشرين يوم، فإذا كان لكم رغبة فيدونا حالاَ، وإذا لم لكم رغبة تفيدونا أيضاَ حال وصول هذا لكم ودمتم سالمين.
الداعى
دى روفايل
ــــــــــــــــــــ
** على أغا حسين
أخينا العزيز شيخ العرب الحاج سعود الطحاوى
من بعد إطلاعكم على شرح مسيو جيشار، وتفهموا ما به ، تفيدونا عن رغبتكم في السفر أم لا، حيث توجه مسيو دى روفيل يكون 26 رجب الحاضر، ويكون معلوم ولازم الإفادة بالصريح، وسلام على جنابكم وأهل المنزل
على أغا حسين
ــــــــــــــــــــ
** من خلال أرشيف دارالوثائق القومية: (أدراج الدار، درج رقم 276، وثيقة رقم 135، دفتر رقم 27 معية تركي) نعلم أن حسين أغا الكردي كان ناظراً على عرب الهنادي بالشرقية، 1242هـ/1826م.
ــــــــــــــــــــــ
رد جيشار على خطاب الشيخ سعود الطحاوي
وضح أن جولز جيشار كان يرد على خطاب أرسله له الشيخ سعود عندما ذكر (وصلنى تحريركم) إذاَ سيتضح في مذكرات أو أوراق جولز جيشار مثل هكذا الرسائل، وتمثل ذلك فيما يلي:
- خطاب جيشار مؤرخ في 20 يونيو وصل إلى دى روفيل في 6 يولية ، ثم وصل إلى على اغا حسين 26 رجب من نفس العام، إستلمه الحاج سعود الطحاوى.
- تم الإحتفاظ بالخطاب طرف أسرة سعود الطحاوى 145 عام من تاريخ اليوم 2023م ولم يظهر لنا الجيل الحالى إلّا في عام 1972م، وتوفى الشيخ/ سعود 1906 وليس لدينا صورة للشيخ سعود رغم كثرة الصورالخاصة بديلسبس والأمل أن نجد له صورة من خلال بحثنا هذا.
- كذلك معلومات عن دو روفيل، ولم نسمع إذا كان الشيخ/ سعود قبل الدعوة وقام بها أم لا، لم يُفسَّرإسم الداعى جيشار بالشكل الصحيح في ذاك التاريخ الذى ظهر فيه الخطاب.
- حيث ذهب البعض أنه جيسكار بسبب تولي الرئيس الفرنسى ـ فاليرى جيسكار ديستان ـ الحكم عام 1974 وإكتفينا بهذا التفسير وتم تصويرالخطاب بكل الطرق البدائية في ذاك الوقت وصار كل واحد من الأسرة يحتفظ بنسخه منه وهو لا يعلم كل هذا الذى نوضحه أو حتى ما وضحناه على صفحات الموقع قبل أربعة عشرعاماَ من هذا التاريخ. وفي شهر مارس 2009 كنا نعد العدة لتدشين الموقع التاريخى لأسرة الطحاوية فوجب التدقيق، فذهبنا إلى محرك البحث غوغل فأشار إلى ثلاث مواقع متاحف داخل مصر، وشملت الآتي:
أولاً: محافظة الإسماعيلية
- فيلا ديليسبس وتحولت إلى متحف.
- فيلا جولز جيشار بجوار فيلا ديليسبس وتحولت هي الأخرى إلى متحف.
ثانياً: محافظة بورسعيد
- مارس 2023م قمنا بزيارة المتاحف المشار إليها، وللأسف وجدنا متاحف الإسماعيلية غير متاحة للجمهور نظراً لأعمال الترميم التى تتم فيها، وتبين أن متحف بورسعيد هكذا وعلينا أن ننتظر.
- كان مقراَ للقنصلية الفرنسية وقد إشتهر هذا المبنى في السابق بفيلا الإمبراطورة أوجينى، غير أن الإمبراطورة قد استراحت فيه لبعض الوقت أثناء مراسم إفتتاح قناة السويس 1869 ومن هنا اكتسب اسم شهرته .
- نضيف أن كمَاَ كبيراَ من الوثائق والصور التي تخص مشروع قناة السويس تحركت العام الماضى من دار الوثائق القومية إلى هذه المتاحف المتخصصة.
ـ مراجع :
- تفضل مشكوراَ شيخ العرب دكتور/ محمد فوزى مصرى رحيل، مدرس التاريخ الإسلامى بجامعة مطروح بعمل تحقيق لهذا الخطاب يرجى متابعة الرابط التالى:
- https://drive.google.com/file/d/1de0z0rBuDb3Et3eCLU2BGEMN-OaM_PiZ/view
- نتالى مونتل ، حفرقناة السويس المشروع والتنفيذ ، دراسة فى تاريخ ممارسات التقنية، ترجمة دكتور/عباس أبوغزالة ، طبعة أولى 2005 ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية بالتعاون مع المركزالفرنسى للثقافة والتعاون قسم الترجمة التابع لسفارة فرنسا بالقاهرة .