العلاقة بين الطحاوية والإستشراقSir. Miles Lampson (مايلز لامبسون)
لقد كان تأثير قبيلة الطحاوية التي هي واحدة من أفضل مربين الخيول العربية في العالم تأثيراً كبيراً على الغرب، وقد تجلى ذلك في عدة مواقف، ومنها حضور السفير البريطاني السير/ مايلز لامبسون مع مربين الخيول العربية المعروفين شيوخ الطحاوية من أبي حماد، في سباق نادي الجزيرة بالقرب من القاهرة، وكان السير مايلز قد اشترى حديثاً الحصان (مستور) الذي فاز عقب ذلك بأوَّل سباق شارك به هناك، كما أن سباق الخيل في مصر كان يعيش إنتعاشاً كبيراً، ويشهد حضوراً مكثفاً من الجمهور. 1936م، وفيما يلي نتعرف على أهم ملامح تأثير بدو الطحاوية في الغرب وتربية الخيول على مستوى العالم بصفة عامة، تابعونا.
(nextPage)
أهم الصور الوثائقية الدلالية على علاقة الغرب بالطحاوية
فيما يلي نقدم لكم قائمة بأهم الصور التي توضح تبادل العلاقات بين الدول الأجنبية وقبيلة الطحاوية في مجال الصيد والقنص والخيول، وغيرها مع شرح توضيح لمحتوى الصور، وتشمل ما يلي:
يتوسط الصورة المندوب السامى البريطانى السير/ مايلزلامبسون وعن يمينه شيخ العرب / بشارى سعود الطحاوى وعن يمين الشيخ بشارى الشيخ / مسلم الخُضرى المعازى ، وعن يسارالمندوب السامى العمدة قاسم أحد عُمد قبيلة المعازة وآخر، والصورة والضيوف فى بيت الشيخ/ بشارى بجزيرة سعود والمعازة منهم أسرة الشيخ مسلم يسكنون بجوارالطحاوية فى جزيرة سعو ، ثلاثينيات القرن الماضى ، وعلى يسار الصورة الشيخ عبود حمد محمد سعود .
الحصان مستور يشترك بإسم صاحبه الأوّل شيخ العرب / محمد عبدالمجيد سليمان الطحاوى 1936
الحصان مستور يجرى بإسم صاحبه الجديد السير/ مايلز لا مبسون 1937
شيخ العرب / محمد عبدالمجيد سليمان الطحاوى
الحصان روك حصان محمد بك سعود الطحاوى 1941
تم إهداء الحصان للسيرمايلز لامبسون 1941
حضرة صاحب العزّة / محمد بك سعود الطحاوى
الخديو عباس حلمى فى ضيافة عرب الطحاوية 1908
تم إهداء الحصان صدى للسير برسى لورين
شكل العلاقات الطحاوية الإنجليزية
تميزت العلاقة بين قبيلة الطحاوية والإنجليز بتبادل المصالح داخل وخارج البلاد، وتتمثل فيما يلي:
1. العلاقة بين المندوب السامي ومشايخ البدو
- إذا كان أوبنهايم وكارل رسوان، وثّقوا لقبائل الشام وعشائرها، نحن أيضاً كان لنا من وثق لنا، العلاقة بين المندوب السامي ومشايخ البدو والأعيان كانت وطيدة وقوية، يرجع إليهم اختيارهم لهؤلاء الشيوخ ومساعدتهم على الحصول على لقب بك.
2. العلاقة بين مشايخ الطحاوية والإنجليز
- كما وضح من خلال وثائق الموقع التاريخي لأسرة الطحاوية، وتميزت هذه المساعدات فيما يلي:
- أنهم كانوا أيضاً يساعدون هؤلاء الشيوخ ذوي الحيثية في أمور كثيرة أخرى، على سبيل المثال مساعدتهم على إستخراج تراخيص السلاح لبنادق الصيد ومساعدتهم على استيراد الأجود منها، وهذه ثقافة هؤلاء الوجهاء الذين يحملون لقب (سير).
- وكذلك استخراج تصاريح الصيد (القنص) وأيضاً حل كثير من مشاكلهم القضائية، وفي مقابل ذلك كان هؤلاء يشاركون شيوخ العرب في رحلات الصيد هذه.
- وأيضاً في رحلات صيد البرك (سرحات الصيد)، فكان هؤلاء العرب بالنسبة لهم نزهة تراثية جميلة بكل معانيها، ونود أن نشير أن كثيراً من هؤلاء المسؤولين كان لهم وجود بارز في ساحات سباق الخيل، وكانوا يشترون من عرب الطحاوية كل ما يودونه من خيل، وظهر ذلك جلياً من خلال صفحات كالندر سباق الخيل في النصف الأوَّل من القرن العشرين.
3. توثيق العلاقة بين الطحاوية والأجانب
- والموقع التاريخي ينفرد بنشر وثائق هامة توضح هذه العلاقات الهامة، فكان السير/ مايلز لامبسون، والسير/ برسي لورين، والبارون أمبان، وغيرهم الكثير مما حوته وثائقناً، في هذه الفترة لم يكن جٌل العرب على قدر من إجادة الكتابة والقراءة، فقط يحملون أختام التواقيع، وليس لديهم دراية بماكينات التصوير.
- فكان من يحمل هذه الكاميرات هم الأجانب، فتم توثيق كثير من رحلات القنص والزيارات، ثم يتركون نسخاً من هذه الصور، ويذهبون هم بالأصول منها، تتوارث النسخ الخاصة بالعرب، وتتناثر في البيوت، وينالها كثير من الإهمال حتى تنتهي تماماً.
- ولكن إذا كان قبائل الشام قد وثق لهم أوبنهايم وكارل رسوان وغيرهم، فالطحاوية أيضاً وثق لهم الكثير من الزوار والأصدقاء.
4. علاقة كبار الملاك بالإنجليز
- هم القوة السياسية الأخرى بعد القصر ـ فقد كانت علاقة مزدوجة، فمن ناحية كانوا يميلون أكثر من غيرهم إلى تأييد الإحتلال البريطاني الذي إعتبرهم عُمدْ الحياة في الأقاليم، وذلك من خلال الآتي:
- فقد كانت خطة كرومرإستمالة العائلات الكبيرة وتعيين أفرادها في الإدارات الحكومية العامة.
- ومن ناحية أخرى كانوا يودون إستعادة سلطانهم في الأقاليم، والذي قيدته الإدارة البريطانية إلى حد كبير، ومن ثم كانوا في طليعة الحركة الوطنية ضد الإنجليز، رغم ارتباطهم بهم اقتصاديا وسياسيا.
- فمن الناحية السياسية كانت السوق البريطانية مصدراً رئيساً لتصريف محاصيل القطن، وكما رأينا كان تصريف القطن مشكلة حيوية أرّقت بال المنتجين، حتى لقد كان البعض ينادي في أوقات استحكام الأزمات بتأليف الوفود ومقابلة المعتمد البريطاني.
- هذا بالإضافة إلى ارتباط كبار الملاك بالرأسمالية الأجنبية العالمية ـ والاحتلال الإنجليزي جزء منها - فيما يتعلق بالاعتماد على البنوك العقارية الأجنبية في الحصول على القروض اللازمة لتمويل الزراعة أو شراء الأرض كما سبقت الإشارة، فضلاً عن أن بعضاً منهم درج على إيداع جزء من فائض أموالهم في هذه البنوك الأجنبية.
5. أهمية الوجود الإنجليزي في حماية كبار الملاك
- في الواقع أنه لا يمكن القول بأن كبار الملاك كانوا جميعاً وبدرجة واحدة أكثر ميلاً للإنجليز من غيرهم، ولكن من الثابت أن بعضاً منهم كان يشعر بأهمية الوجود الإنجليزي في حماية مصالحهم، وذلك يرجع إلى:
- إذ كان الإنجليز من ناحية أخرى يعتمدون على البعض في دعم سياساتهم، فقد كان لهم أنصار ومؤيدون في انتخابات في الجمعية التشريعية أمثال عبد الخالق مدكور الذي كان صديقاً للخديو عباس وللإنجليز في الوقت نفسه، والشيخ عبدالرحيم الدمرداش، وأحمد باشا محمود، الذي كان معارضاً شديداً للقصر، ومحمد شريعى باشا، كما كان قليني فهمي داعية كبيراً لتمجيد سياسة الاحتلال الإنجليزي.
- فقد قال عن كرومر (مصلح مصر العظيم والعالم الشهير والمفكر الكبير، الذي نشر لواء العدل والحرية والمساواة في البلاد، والذي قضى على عهد الظلم والاستبداد القديم، ووضع أساس الحرية الشخصية في البلاد المصرية).
- كما قال عن جورست (أنه أراد أن يتوسع أكثر من سلفه في إطلاق الحرية الفردية، فكانت له حسنات طيبات وأعمال مجيدة ومساع عظيمة في خدمة البلاد وبث روح التآزر بين العناصر المصرية).
- كما أنه طالب بتخليد ذكرى اللورد كتشنر واستخدام الأموال التي جمعت لذلك الغرض وهي 250 ألف جنيه ـ كما يذكر ـ في إنشاء بنك يسمى بنك كتشنر للنقابات الزراعية.
- هذا إلّا أن بعضاً من كبار الملاك كانوا يكثرون من دعوة رجال السياسة الإنجليز إلى أقاليمهم وإقامة حفلات التكريم لهم.
- كما حدث في استضافة أعيان المنيا، وعلى رأسهم قليني فهمي للمندوب السامي في مايو 1827م، وكانوا يبررون هذا بأنهم إنما ينفذون ما جاء في خطاب العرش في نوفمبر 1926م، والذي كان أشار إلى حسن التفاهم بين الأمة المصرية والإنجليزية هو من مصلحة البلاد، ومنها أيضاً حفل التكريم الذي أقامه محمد الشريعي باشا وصالح لملوم للسير جورج لويد بفندق كونتننتال.
- ويذكر محمد زكي عبدالقادر أن صالح لملوم اتصل به تليفونياً، وسأله وهو مضطرب عما إذا كان جورج لويد المندوب السامي سيُخلع من منصبه، فلما أجابه بأنه، أي: المندوب السامي باق ًـ أظهر لملوم ارتياحه، وقال له (الله يسترك... أهو الراجل ساندنا).
- تلك هي علاقة كبار الملاك بالإنجليز، وهي علاقة كما لاحظنا مزدوجة، وفي الوقت نفسه لم تكن تعبر عن جميع كبار الملاك، وكما كانت نظرتهم إلى القصر متفاوتة، وليست على درجة واحدة كانت أيضاً نظرتهم إلى الإنجليز، بحيث يصعب في النهاية العثور على موقف واحد محدد يجمع كبار الملاك تجاه القصر أو الإنجليز.
كتاب كبار ملاك الأراضي الزراعية ودورهم في المجتمع المصري (1914 ـ 1952) الأستاذ الدكتور/ عاصم الدسوقي. ص ـ 231 ـ 233
رحلات القنص الأجنبية مع عرب الطحاوية في مصر
- فنبدأ من عام 1881م عندما مرَ من مصر متجهاً للقدس الأمير رودلف ولي عهد الإمبراطورية النمساوية، فقد قدم له مسيو ديليسبس رحلة قنص مع عرب الطحاوية، ووضح ذلك في كتابه رحلة إلى الشرق مصر والقدس.
- عام 1887م زارتهم المرجعية الهامة في الخيول العربية ـ الليدي آن بلنت ـ وقامت بمشاركتهم برحلة قنص، وذكرت ذلك في مذكراتها المودعة بالمكتبة البريطانية.
- وفي عام 1898م كان زيارة الكابتن براملي الذي أخذ منهم الكلاب السلوقي، ونقلها إلى بريطانيا ليؤسس منها سلالة ممتدة حتى الآن.
- ثم تردد الخديو عباس حلمي عليهم في شكل زيارات متعددة لشأن الخيل وغيرها، ثم ظهور كثير ممن يحمل لقب (سير) وغيرهم وقيامهم بالتوثيق من خلال الصور والوثائق.
- أيضاً كان براملي ناظر دائرة البدو والذي وثق سلالاتهم، ووضعها في مُشجّر باللغة الإنجليزية والعربية (السُّعادى والسلالمة) فكانت له تقارير مودعة دار الوثائق المصرية باسم (تقارير براملي) وثائق الجيش ـ وكذلك ما ذكره الأمير محمد على توفيق في جزأي كتابه عن الخيل بخصوص الطحاوية ومكانتهم بالنسبة لخيول مصر، الشيخ فوزان السابق أوَّل قنصل للملكة السعودية.
دور شيوخ الطحاوية في توثيق العلاقة بالمستشرقين
- ليس معنى ذلك أن هؤلاء الشيوخ لم يكن لهم دور أي مستفيدين فحسب، ولكن كان منوط بهم حفظ الأمن في دوائرهم، وجمع الضرائب والقبض على المخالفين وتسليمهم إلى يد العدالة وأمور كثيرة يبذلون فيها الجهد، وينفقون فيها المال، ولكن توسع دورهم ليشمل الآتي:
- مع مرور الوقت اتجهت إليهم المراكز البحثية توثق لهم وما عندهم، كثير من مراكز البحوث وعلوم الأنثروبولوجيا، والصحافة المصرية والأجنبية، ويستقبلون على نحو دائم مسؤولين من داخل الدولة وخارجها مثل زيارة الوزير/ على أيوب وأحد اللوردات، ورئيس وزراء مصر / محمد محمود باشا، وسعد باشا زغلول وغيره والكثير والكثير، ونظراً لكم المعلومات التي ذخرت بها كثير من المراجع عن هؤلاء القوم والثقافة التي نتجت عنهم.
- وعندما ظهر الموقع التاريخي وقناة الصوب بدأت كثير من المعاهد المتخصصة سواء في الإعلام أو الدراسات الشعبية تتوجه إليهم وتوثق، وقد قيّض الله لهذا التاريخ والتراث أُناساً يعملون على دفعه للأمام أكثر وأكثر ليكون ذخره للأجيال القادمة.
- إدارة الموقع التاريخي بكل ما تملك من جهد ووقت ومال وضعت نُصب أعينها جمع ما تبقى من هذه الوثائق كانت أو صوراً، والتنقل الدائم بين النجوع والبيوت حتى عند الحريم ومراجعة ومطالعة كثير من الكتب والمجلات بمختلف لغاتها.
- وتم تدشين موقع تاريخي مبوب بالنشاطات كلها التي كانت تتم داخل هذه الأسرة سواء عادات وتقاليد وفنون شعبية وخيول وهوايات الصيد والقنص، وما أن انطلق الموقع على الشبكة الدولية، حتى تحرك كل ما كان لنا خارج مصر وخاصة في دول أوروبا وأمريكا.
- بدأنا نستقبل الكثير من الصور والمعلومات، حتى ذخر أرشيف الموقع وإصداراته بأشكال مختلفة من التوثيق، والتي لا شك ستكون مجال بحث ودراسة للأجيال القادمة سواءً من هذه الأسرة أو الباحثين عن التاريخ والأصالة وأصحاب العلم.
صور وثائقية للمندوب السامى في مصر مع عرب الطحاوية
نقدم لكم أهم الشخصيات الأجنبية التي تعاملت مع بدو الطحاوية في مصر في مجال القنص والصيد وشراء الحيوانات والخيول العربية الأصلية والنادرة وأهم سباقات الخيول، وتتمثل فيما يلي:
.jpg)
(nextPag
.jpg)
مايلز لامبسون فى سباق الخيل
- السفيرالبريطانى فى ميدان الجزيرة مع الطحاوية الكرام الذين إشترى منهم الجواد مستور الفائز فى السباق الأخير
- المصور 1938 العدد 727 ص22 ، 16 سبتمبر
المرجع
مقال للأمير/ محمد على توفيق عام 1937، حصلت عليه باحثة أمريكية فى شئون الخيل اثناء بحثها فى المكتبة البريطانية لندن عن موضوعات للخيل فقد عثرت عليه فأرسلته لنا لوجودنا بداخله .
أخيرا ـ لم يمض وقت طويل على تدشين الموقع حتى جائت مكتبة الإسكندرية بباحثيها وأدواتها لزيارة صاحب الموقع وأخذ نسخة من الأرشيف الطحاوى لتضعها فى مكانها المناسب وتكون مادة فى إصداراتها ولباحثيها .
إضغط هنا
