قراءة فى كتاب الأنساب
التراث بالمعنى الإصطلاحى هو مجموع ما تتوارثه أجيال الأمة ـ أي أمة ـ من نتاج فكرى وإنجاز مادى وما يضيف إليه كل جيل من الإسهامات ، وهو بهذا المعنى نشاط إنسانى تراكمى متصل ومتواصل، ولعله بهذا المعنى أيضاً وثيق الصلة بمفهوم الحضارة، حفظ التراث لا يعنى بأي حال من الأحوال إحاطته بهالة من القداسة ، وإطار من التبجيل يصل حد التبرك، والبخل إلى حد إخفاءه ولا يعنى كذلك التفريط فيه والإفراط فى تجاهله وإهماله...
النسب بين التراث والموروث
- نلاحظ فى الآونة الأخيرة فى شأن القبائل العربية وأوساطها داخل مصروخارجها، لجج وفقدان للصواب وتخبط والبحث عن الأنساب بطرق للأسف خاطئة تماماً، وخاصة لمن لم يرثون نسباً صريحاً موثقاً، أو فقدوا الكثير من المقومات المطلوبة لتحقيق النسب.
- لكنهم قد سمعوا من جدودهم أنهم يعودون بجذورهم إلى عرق عربي وإلى قبيلة عربية وأنهم كان لديهم وكان لهم دور فى .... وهكذا، ولكنه حائرلإثبات ذلك وثائقياً ، دون تريث ألقى بنفسه فى ساحة الوغى ، صفحات التواصل الإجتماعي ، فقد برزله مشايخ وعُمد وأوراق والعديد من من أسنّة الرماح وألسنة اللهب وكثير من الألسنة المختلفة لغاتها ولهجاتها، فتناتشوه (تقاسموه) مزقوه، أنسوه ما كان لديه من موروث وأصبح يعض إصبع الندم على ولولجه فى هذه الساحات الآثنة.
- ويقسم بأغلظ الأيمان أنه سمع من جدوده الكثير والكثير ، كل ذلك أصبح هدراً لا أحد يسمعك، ولكن من باب النصح لمن يظهرعلى إستحياء ويعيش بموروث يخشى عليه من التلوث، يفكر ملياً ويجتمع بذوي القرُبىَ من جماعته ويختارون أيهم أكثرهم رشدا ويآزروه ويجمعوا قدراً من المال بتعاونهم مع بعضهم البعض ويبحثون عن العلم الذى قيضه الله وأتاحه إلى البشر(DNA).
- فهذا العلم الآن أصبح شرعياً يثبت النسب ويثبت الحقوق والمواريث والعالم جميعه يعمل عليه وبه ، ويوجهون عينتهم لما سمعوه من ذويهم وورثوه من أخبار فى هذا الصدد، وإن كانت النتيجة إيجابية لموروثهم، يظهرون فى أي مكان مرفوعي الهامة لا أحد ينازعهم فى شئ.
- أما من يتبعون غيرذلك وإنتشروا هنا وهناك فالواضح أنهم أصبحوا هكذا فى توجس من أخذ مثل هذه الخطوة العظيمة.
قراءة فى كتاب عناية العرب بأنسابهم
كثيرة هى الكتب التى أرَّخت للبحث فى النسب وشرعته وكثير من الأحاديث الشريفة كانت له وكثير من المحاذير من خلط النسب وإدعائه، هذا الكتاب مطروح للقارئ والبحث وسنمٌهر موضوعنا برابط تحميلة إن شاء الله، ولكن بعد ما عَن لنا من أمور حاصلة على ساحات الوغى الآن كانت مقدمتنا فى بداية موضوعنا ولكن نحن جئنا لنقف على عين القارئ وذهنيته بهذه المقاطع التى إجتزئناها من الكتاب ربما قارئنا يكتفى بها ولكن لو ذهب للكتاب لكانت الفائدة عظيمة.
تعريفات النسب
بعد مراجعة الكثير من تعريفات للنسب نخلٌص إلى أن هو :
- معرفة الشخص عمود نسب آبائه وأجداده، وصولاً إلى الجد الأعلى للقبيلة، هكذا إلى أن يصل إلى جدي العرب عدنان وقحطان، أو أن يصل بعمود نسبه إلى الأسرة.
- والبعض يسوق نسبه إلى آخر أب من آباءه، ثم إلى البلدة المنسوب إليها، أو الصنعة وقد وقع هذا فعلاً.
أسباب الانتساب
الأسباب التى تدفع الأدعياء إلى الإنتساب لغيرهم بدون وجه حق:
1. حب المنتقل من قبيله لأخرى لفضيلة القبيلة المنتسب إليها:
- كفضيلة بنى هاشم القرشيين آل النبى (ص) وقريش ، والأنصار ، وجهينة ، ومزينة ، وأسلم وغفار وتميم والأزد ، وطي قبيلة حاتم الطائى صاحب مكارم الأخلاق ، وسُليم التى شهد منهم يوم فتح مكة ألف رجل ، وغيرها من القبائل التى أثنى عليها نبينا (ص) فيحاول ضعاف النفوس الإنتماء إلى هذه القبائل بغيرحق لما لهذه القبائل من فضائل ، وهذا واقع مشاهد من قديم وإلى يومنا هذا وقد نص المؤرخ بن خلكان (68) هـ إلى أن النفس تسمو إلى شرف الإنتماء إلى نسب صحابة النبى (ص)
2. التنصل من نسب القبيلة إلى غيرها:
- الأسرة أو القبيلة المنتسب إليها بغير حق لها مكانة إجتماعية مرموقة ، أو لصفات الشجاعة والكرم والسؤدد فيها ، وهذا ما لمسه علامة الإجتماع المؤرخ إبن خلدون (808) هـ فى إدعاء أعيان عصره لنسب عربى وإنكاره عليهم ، فقال ( وقد يتشوف كثير من الرؤساء على القبائل والعصائب إلى أنساب يلهجون بها إما لخصوصية فضيلة كانت فى أهل ذلك النسب من شجاعة أو كرم أو ذكر كيف إتفق فينزعون إلى ذلك النسب ، ويتورطون بالدعوى فى شعوبه ولا يعلمون ما يوقعون فيه أنفسهم من القدح فى رئاستهم والطعن فى شرفهم )
3. الجهل بعلم الأنساب:
- أوقع كثيرا من الناس فى إدعاء أنساب آخرين بغيرحق ، وجُل الإدعاءات اليوم تكمن فى تشابه أو إتفاق القاب الجاهل بالنسب بألقاب الأسرأوالقبائل الشهيرة وخاصة الهاشمية لمنزلتها بين العرب ، فيظن أنه من تلك الأسرة أوالقبيلة لمجرد إتفاق أو تشابه لقبه بلقبهم ، ولقد أشارالمؤرخ النسابى الحسن بن أحمد الهمدانى (344) هـ إلى ذلك فقال (( كل قبيلة من البادية تضاهى بإسمها إسم قبيلة أشهرمنها فإنها تكاد أن تتحصل نحوها وتنسب إليها ، رأينا ذلك كثيراً ))
- العمور : وأحدهم (العَمْرِى) فرع من مسروح من قبيلة حرب.
- العمور : وأحدهم (العَمْرِى) بطن من المطالحة من ميمون من بنى سالم من قبيلة حرب ، وديارهم خيف الخزامى وما حوله فى وادى الصفراء.
- العمور : وأحدهم (العِمْرِى) بطن من العصمة من عيال منصور من برقة من عتيبة.
- العمور: واحدهم (العَمْرِى) بضم العين المهملة وفتح الميم وكسرالراء فخذ من بنى سفيان وهوبطن من ثقيف الطائف.
- العمور : وأحدهم (العُمرَى) قبيلة أزدية تسكن منطقة عسير بجنوب المملكة العربية السعودية.
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين (1421) هـ
((أما النسب فإن الإنسان يجب عليه أن ينتسب إلى أهله ، أبيه ، جده ، جد أبيه ، .... وما أشبه ذلك ، ولا يحل له أن ينتسب إلى غيرأبيه وهو يعلم أنه ليس بأبيه ، فمثلاً : إذا كان أبوه من قبيلة ما ورأى أن فيها نقصاً من غيره فإنتمى إلى قبيلة ثانية أعلى حسباً لأجل أن يزيل عن نفسة مذمة قبيلته فإن هذا ـ والعياذ بالله ملعون عليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولاعدلاً)).
- بل قد يجرالمدعي النسب بغير حق وبال هذا الإنتساب الباطل فى الدنيا قبل الآخرة ، إذا نفته القبيلة المنتسب إليها ، ويصبح هو وقبيلته حديث المجالس ، وقد شاهدت هذا فى كثير من الأسر التى إدّعت نسباً بغير حق.
المؤرخ أيوب باشا التركي وتاريخ الأنساب منذ العصر الجاهلي
- ظلت بوادى العرب محافظة على أنسابها كما هى منذ العصرالجاهلى فى تاريخ العرب إلى يومنا هذا ، قال المؤرخ ايوب صبرى باشا التركى (1290) هـ
(( أولى العرب أهمية بالغة لحفظ الأنساب ، ولا يمكن أن يوجد بين الأعراب من لا يعرف نسبه كاملاً ، ولو سأل أي واحد منهم عن نسبه أجاب على الفور (أنا فلان بن فلان ) ويمكنه أن يعدد نسبه حتى الجد العشرين فى سهولة)).
الرحالة أرسلان وأنساب بادية العرب
- وقد لمس الأمير الرحالة شكيب أرسلان ( 1346) هـ عناية بادية العرب بأنسابهم من إطلاعه ورحلاته لبادية العرب فقال:
نقش حجري عمودي يحتوي على النسب حتى الجد 18
- ** نقش حجرى على شاهد قبر طفل توفى عام (607) هـ ، يحتوى على عمود نسب صاحبه حتى الجد الثامن عشر ، وهذا نص النقش الحجرى :
(هذا قبرالطفل الأمير الشريف على المُكنّى بجده بن الأمير مالك بن فليته بن قاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله ـ ديباجة بنى هاشم ـ بن الحس بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ، توفى يوم الأربعاء السادس والعشرون من جمادي الآخرة سنة سبع وستمائة).
- هذه تعتبر وثيقة هامة جداً وغاية فى الندرة حيث مرعليها أكثر من مائة عام ، عندما نبدأ فى تقسيمها العمود الأيمن يبدأ بـ الحاج يونس الشافعى ثم يقول ذكورأحرار.
- ويبدأ بذكر يونس خاصة كان سنه 45 سنm، سنة درج هذه الأسرة فى دفاترالقيد الأولى عام (1848م ـ 1264هـ) ثم بعده أبنائه: مبده فيصل سعود جندل ماضى بشارة عليوه قاسم مجاور فرج المصرى حسن (ماضى مجاور فرج حسن ) توقف عقبهم إما ماتوا فى حروب أو صغاراً والبعض منهم لم يعقب حيث غير موجود لهم عقب ثم بدأ فى ذكر ذكور الرقيق أسفل نفس العمود.
- ثم ننتقل للعمود الأيسرالتالى يبدأ بالإناث أحرار وأسفل العمود الإناث رقيق ، والعمود الثالت إكمال الحسبة لينتهى بـ 45 فرد هؤلاء بيت هذا الشيخ فى ذلك الوقت>
- من أين جائت هذه البيانات ؟ من الدفتر رقم 1335 من دارالوثائق المدون به باقى أخوة هذا الشيخ وكانت الشياخة كما موضح أعلاه فى ذلك الوقت فى أخيهم عامر.
هؤلاء هم الطحاوية وواحدة من توثيقاتهم
- إذاً الأجيال الحالية تستطيع العد جميعهم حتى الجد الخامس لا محالة سيصل لأحد هؤلاء الجدود، هؤلاء المشايخ كانوا يحفظون نسبهم الذى قبل ذلك حتى هند بن سلام ويحافظون عليه دون وجود مؤرخ للقبيلة حتى جائهم الخواجة براملى فى بداية القرن العشرون إستلمه منهم ودوّنه لهم.
- وجئنا نحن فى بداية القرن الواحد والعشرون نعالج ونحفظ وننشرونوضح ونوثق ما لنا وما لغيرنا بكل قوة وأمانه بل زدناه بالبصمة الوراثية أيضاً.